مجازر داعش "نزيف الدم الحرام الذي لا ينتهى"
الجمعة 16/يناير/2015 - 06:32 م
طباعة


شكلت المجزرة التي ارتكبها ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش" والتي راح ضحيتها 15 من السوريين خلال الـ 24 ساعة الفائتة، في عدة مناطق بريف محافظة دير الزور، امتداد للمجازر الإجرامية التي ارتكبها التنظيم الإرهابي منذ تواجد في العراق وسوريا
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق عملية القتل والتي أعدم فيها "داعش " 10 رجال في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، منهم 3 رجال في بلدة الكشكية، و2 في بلدة أبو حمام والأخير من بلدة الكشكية واللتين يقطنهما مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات، وفى دوار بلدة غرانيج، رجلين أحدهما من بلدة أبو حمام والآخر من بلدة غرانيج،” وقام “بصلبهما”، وفي بلدة الشحيل “المعقل السابق لجبهة النصرة أعدم رجلين من أبناء البلدة وأعدم رجلين من أبناء بلدتي الجرذي والدحلة، و"صلبهما"، ورجلاً في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، وكانت التهمة كالعادة "قتال الدولة الإسلامية وعدم الاستتابة".
طريقة القتل تؤكد على أسلوب ممنهج للتنظيم في إرهاب خصومه حيث قام بإطلاق النار عليهم أولا ثم قامت عناصره بصلبهم، على أن تبقى جثثهم مصلوبة لمدة 3 أيام في العراء، في مكان إعدامهما بالاضافة الى اعتقال أبناء وأشقاء أحد الذين أعدموا في بلدة غرانيج، وذلك بعد أن قاموا ذووه بأخذ الجثة لدفنها، بحجة “عدم سماح التنظيم لهم بأخذ الجثة” وأخذ الجثة منهم وأعادها لمكان “صلبها” في بلدة غرانيج.
الذبح والقتل عند "داعش" لا يفرق بين مسلم وغير مسلم:

لا يفرق تنظيم داعش الإرهابي منذ ظهوره في القتل بين المسلم وغير المسلم في سلسلة طويلة من المجازر التي تعد الأفظع على مدار التاريخ، فمع بداية هذا العام أعدم التنظيم 5 رجال سوريين، في مدينتي الميادين وموحسن وبلدة البوليل بريف دير الزور، و3 رجال في مدينة الميادين، اثنان منهم بتهمة "التعامل مع النظام النصيري" "النظام السورى "، وقام بإطلاق النار عليهما ومن ثم “صلبهما”، فيما أعدم الأخير وتم فصل رأسه عن جسده و”صلبه” على أن يبقى “مصلوباً” لمدة 3 أيام عند دوار البكرة بالميادين، بتهمة ” تشكيل خلية لقتال الدولة الإسلامية حيث قام بعدة عمليات تفجير سيارات وعبوات ناسفة ضد جنود الدولة الإسلامية ووجد في حوزته أسلحة خفيفة وهو من قام بالتفجير بالقرب من مطعم وائل”، بينما أعدم التنظيم طالبًا جامعيًا في بلدة البوليل بتهمة “العمالة للنظام النصيري” "النظام السورى " بعد أن كانت قد اعتقله التنظيم، بعد عودته من كليّته في مناطق سيطرة قوات النظام” بتهمة “التدخين”، فيما أعدم الأخير بإطلاق النار عليه في مدينة موحسن بالريف الشرقي لدير الزور بتهمة “العمالة للنظام النصيري "النظام السورى " والاتصال مع أجهزة مخابرات النظام. مجازر داعش الحالية امتداد لتاريخها الدموي في القتل، فالعالم لايزال يذكر "مجزرة سبايكر "وهي قاعدة عسكرية في العراق تم أسر جنود ها في يوم 11 يونيه 2014 بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة تكريت في العراق بعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا 1700 جندي وقادوهم إلى الصحراء وقاموا بقتلهم رمياً بالرصاص ودفن بعض منهم وهم أحياء.
وتبقى مجازر "جبل سنجار" شاهدًا على دموية هذا التنظيم حيث قتل التنظيم600 شخص من قرية واحدة بعد أن رفضوا الدخول في الإسلام
ويروي أحد الناجين، ويُدعى خلف خودي دا عن ذلك قائلا "دخلت داعش إلى قريتنا، وفي البداية قالوا "لن نؤذيكم، عليكم فقط أن تعتنقوا الإسلام"، إلا أن شيخنا ومختار القرية أحمد جاسم قال لهم "لا نستطيع أن نعتنق الإسلام"، فقالوا "سنمهلكم حتى يوم الأحد"، وبعد انقضاء المهلة قالوا لنا "لن نؤذيكم، اذهبوا إلى أعمالكم، سنخرجكم من القرية لتلحقوا بأقربائكم". وقبل يومين عند الظهيرة طوقوا القرية بواسطة 12 سيارة محملة بالدوشكا واستولوا على كل شيء ثم جمعوا القرويين بما فيهم الأطفال والنساء في مدرسة القرية ثم أخذوا منا كل ما نملك من مال، وحلي النساء وأجهزة الهاتف، لقد استولوا على كل شيء، وعرضوا علينا مرة أخرى أن نعتنق الإسلام إلا أننا رفضنا، فنقلوا الرجال على شكل مجموعات تضم 15 شخصاً في كل سيارة إلى خارج القرية، وهناك أوقفوهم في صفوف وأطلقوا عليهم النار.
وتابع " أطلقوا النار على المجموعة التي كنت فيها فسقط أحد الرجال علي، وكنت قد أصبت بطلقتين في ظهري وساقي، فلم أصدر صوتاً، لكن المرتزقة كانوا يتجولون بين الجثث ويطلقون النار على من كان لا يزال على قيد الحياة، وبعد ساعة غادروا، فهربت من ذلك المكان واختبأت بين الأشجار بالقرب من القرية بعد فترة عادت إحدى سيارات "المرتزقة" وأطلقت النار على الجثث، وبعد نصف ساعة أحضروا جرافة وحفروا حفرة ودفنوا فيها الجثث بشكل جماعي، لقد قتلوا قرابة 600 رجل من القرية بقيت هناك حتى حلول الظلام ثم خرجت من القرية واتجهت نحو جبال شنكال ولا نعرف شيئاً عن مصير الأطفال والنساء لأنهم أخرجونا من المدرسة أولاً، ربما قتلوا أيضاً في المدرسة".
ولم يكتف "داعش "بذلك بل أسر أكثر من ألف امرأة إيزيدية وباعهم كسبايا أو تم تزويجهن من المجاهدين.

"داعش" مسئولة عن مقتل الآلاف من الأبرياء في المناطق التي استولت عليها في العراق وسوريا حيث ترصد إحصائية واحدة قتل التنظيم ما يقارب 1878 شخصًا في سوريا خلال الأشهر الستة الماضية غالبيتهم مدنيون إلى جانب، قتل التنظيم 120 من أفراده غالبيتهم أجانب حاولوا العودة إلى بلادهم خلال الشهرين الماضيين ومن بين القتلى 1175 مدنياً، بينهم ثماني نساء وأربعة أطفال منهم 930 شخصاً من قبيلة الشعيطات السنية بشرق سوريا التي قاتلت داعش للسيطرة على حقلي نفط في أغسطس الماضي عام 2014 وأعدم 502 جندي من قوات النظام السوري الأسد، و81 من المسلحين المناهضين له، وأعدم أيضًا في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة منذ نوفمبر، 116 من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم، لكنهم أرادوا في وقت لاحق العودة إلى أوطانهم. وقتل أربعة آخرين من مقاتليه في اتهامات أخرى أما الغالبية العظمى من ضحايا التنظيم فمن السكان السوريين.
وامتدت مجازر التنظيم الدموي من العراق إلى سوريا، ففي سوريا قتلت عددًا كبيرًا من عناصر جبهة النصرة والجيش الحر في مدينة الرقة بعد سيطرتها عليها، وحاولت جبهة النصرة استعادة مناطقها ولكن داعش قامت بقتل عدد كبير من المسلحين التابعين لها في بعض الألوية التابعة وما زالت بلدات ريف حلب تشهد اشتباكات بينهم.
كما قام التنظيم بإعدام 250 جندياً سورياً بالقرب من معمل القرميد في الرقة بحسب "فيديو" بث على موقع اليوتيوب يظهر جثث العشرات من جنود نظام الأسد ملقاة على الأرض وهم "شبه عراة".
وأعدم أيضا عشرات الجنود السوريين الذين كانوا يحاولون الفرار من محيط مطار الطبقة العسكري في شمال سوريا بعد أسرهم، وتمكن من أسر عشرات الجنود السوريين الذين فروا من مزرعة العجراوي القريبة من مطار الطبقة (في ولاية الرقة)، وقام بإعدامهم".
وفى مجزرة واحدة داخل منطقة ريف اللاذقية قتل من المدنيين 33 في مجزرة بسجن حارم و50 في مجزرة بمستشفى العيون و 15 في مجزرة بالرستن ونفذ حكم بالإعدام بحق 7 مقاتلين من كتائب "غرباء الشام" وهي جماعة إسلامية معتدلة في مدينة الأتارب في حلب مع قائدهم حسن جزرة
رصد حقوقي للمجازر وصمت حكومي عنها:

وتكشف هذه المعلومات عن مواقع لمقابر جماعية، تضم جثثًا لعشرات القتلى، تعرضوا لعمليات "إعدام جماعية" على أيدي "داعش " حيث ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير لها عن أن تحليلاً لصور فوتوغرافية، وأخرى تم التقاطها باستخدام الأقمار الصناعية، يشير إلى قيام مسلحي التنظيم المعروف باسم "داعش"، بإعدامات جماعية في مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس الراحل، صدام حسين، بعد الاستيلاء عليها في 11 يونيه الماضي وأن تحليل تلك الصور يُظهر أن "داعش" قتلت ما بين 160 و190 رجلاً، في موقعين على الأقل، بين 11 و14 يونيه وأن عدد الضحايا قد يكونون أكثر من ذلك، لكن "صعوبة تحديد أماكن الجثث، والوصول إلى المنطقة، منع إجراء تحقيق شامل ."
ورصدت تقارير حقوقية أخرى تهديد "داعش" لمسيحي الموصل بالقتل حال امتناعهم عن اعتناق الإسلام وأجبرتهم جميعًا على ترك بيوتهم والهروب منها خوفًا من القتل، وهذا ما أكد عليه الفريق قاسم عطا المتحدث باسم الجيش العراقي بأن " داعش " تقوم بارتكاب "مجازر" على أساس طائفي قتل فيها مئات المدنيين والجنود، وعلى جميع الكتل والمنظمات الدولية بأتخاذ موقف تجاه هذه المجازر التي تقوم بها داعش في نينوى وصلاح الدين وبقية المدن التي قتلت المئات بدوافع طائفية و لم تشجب الأمم المتحدة هذه الجرائم البشعة، التي تعتبر ضمن أكبر الجرائم ضد الإنسانية."
وكشف تقرير آخر عن خطف داعش بخطف للأطفال وضمهم لمعسكراتها التدريبية للقتال في صفوف التنظيم، وخاصة ممن تنحصر أعمارهم بين 14 - 16 عاما، وتلقينهم دورات خاصة تحت أسم "دورات الأشبال" لغرس أفكار القتل والتكفير في عقولهم.
وكشف مركز العدالة السوري للتوثيق "أنه تم اكتشاف ثلاث مقابر جماعية في ريف دير الزور الشرقي، تكشف عن حجم الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش بحق "المدنيين العُزل" في المناطق التي أخضعها لسيطرته بقوة السلاح، ووثَّق المركز الحقوقي اكتشاف ثلاث مقابر جماعية، الأولى بتاريخ 16 ديسمبر الماضي وضمت رفات 450 ضحية، والثانية تم اكتشافها في اليوم التالي وضمت رفات 235 ضحية، والثالثة ضمت رفات 25 ضحية، وبلغت الحصيلة النهائية 710 قتلى مع التعرف على العشرات من أسماء الضحايا، في حين لم يتم التعرف على ما تبقى بسبب "التفسخ والتشويه والتمثيل بالجثث الذي تعرضت له بعد القتل".
ودعا مركز العدالة الحقوقي السوري كافة المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان إلى وضع حد لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة التي يتعرض لها السوريون على يد تنظيم الدولة الإسلامية من جهة وقوات النظام من جهة أخرى.
مجازر "داعش " ضد العشائر:

تعد عشيرة البونمر من أكثر العشائر التي ارتكب التنظيم الداعشي ضدها العديد من المجازر حيث قام التنظيم بقتل أكثر من 500 من أبنائها خلال الأيام الأخيرة، ولا يزال هناك مئات الشباب مصيرهم مجهول، بينما تستمر عمليات الخطف والتصفيات وتزداد يوما عن يوم، بالإضافة إلى 322 قتيلًا قبل ذلك و أكثر من 50 جثة تم القاؤها في بئر للماء في هيت بينها جثث تعود لنساء وأطفال، كما قامت داعش بخطف أكثر من 65 شخصًا من عشيرة البونمر واعتبرهم أسرى حرب، فضلا عن نهب وسلب قطعان الماشية والأغنام العائدة إلى أفراد العشيرة، وقام والي داعش في الأنبار عدنان السويداني الملقب بـ "أبو مهند" بالاشتراك مع مسئوله العسكري في المحافظة سعد محمد العبيدي بإصدار أمر بإعدام أبناء عشيرة البونمر بدعوى أنهم مرتدة، مما ترتب عليه قتل ما يقارب الـ400 فرد من عشيرة البونمر في عدد من مناطق الأنبار، منهم 48 تم إعدامهم في هيت و 250 في مدينة البو عساف القريبة من الرمادي مركز محافظة الأنبار و30 في منطقة الزوية وهي عبارة منطقة تحتوي آبار نفط أشهرها بئر الزوية. ومن أعدموا هناك تم إلقاء جثثهم في بئر الزوية و 75 شخصا تم إعدامهم في منطقة الثرثار وغالبيتهم من صيادي الأسماك عند بحيرة الثرثار.
وقام التنظيم بقتل 300 من عشيرة البوعلوان ومازالت المواجهات على أشدّها بين أبناء العشيرة ومسلّحو داعش ولم تسلم عشيرة البوفهد، من مجازر التنظيم بعد أن شن الجيش هجوما مضادا بمساعدة العشيرة على التنظيم وبدأ أن عملية القتل الجماعية لهم جاءت انتقاما من معارضة العشيرة لداعش، على غرار عدة عشائر سنية في محافظة الأنبار ومحافظات أخرى، دعمت القوات الحكومية في عملياتها الرامية إلى هزيمة التنظيم الدموى في المناطق الخاضعة له .