مع اختطاف "بن مبارك".. هل ينفذ الحوثيين والرئيس هادي مخطط الـ"الخدعة"؟

الأحد 18/يناير/2015 - 11:58 ص
طباعة مع اختطاف بن مبارك..
 
إنها معركة الدستور، أو معركة الأقاليم والمخصصات، فالحوثيون يرفضون مشروع الأقاليم الستة بمسودة الدستور، في ظل وجود أنباء سابقة عن اتفاق الحوثيين مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل تصعيد الحوثي ضد مسودة الدستور ورفض الأقاليم، فيما يعتبره المراقبون أنه الرئيس هادي وزعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي ينفذان مخطط "الخدعة" لتمرير رفض مشروع الأقاليم الستة، وتقسيم اليمن إلى مناطق نفوذ بين الحوثيين والرئيس الهادي، على قاعدة إقليمين: إقليم شمالي وآخر جنوبي.

الحوثيون يُصَعِّدون

المتحدث باسم جماعة
المتحدث باسم جماعة أنصار الله "الحوثيين" محمد عبدالسلام
أزمة اختطاف محمد بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، جاءت كاحتجاج ورفض مسودة الدستور اليمني والتي تضمن تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم، وهي التي رفضها الحوثيون مطالبين بإقليم شمالي وآخر جنوبي.
فقد جدد المتحدث باسم جماعة أنصار الله "الحوثيين" محمد عبدالسلام، رفض جماعته قرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم رفضا كاملا، قائلا: إن "الهيئة الوطنية لتنفيذ مخرجات الحوار يراد لها أن تمرر مشروع الأقاليم، ونحن نرفض اللائحة الداخلية لهذه الهيئة؛ لأنها تسعى إلى تجاوز مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وما نريده هو لجنة تشكل بالتوافق لدراسة النظام الاتحادي المناسب لليمن وتقدير ما إذا كان اليمن بحاجة إلى أقاليم أو لا يحتاجها ويتم خلالها حل القضية الجنوبية حلا عادلا وليس كما أقر".
وفيما يتعلق بالصراع في مأرب، اعتبر المتحدث باسم الحوثيين، أن القبائل التي تدافع عن وجودها بالمحافظة، هي من أتباع تنظيم القاعدة والتكفيريين ومحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين؛ لذلك يرى أن اللجان الشعبية "تمثل الشعب اليمني" لها الحق في الدفاع عن آبار النفط في مأرب.
وقال عبد السلام: "لذلك فالشعب اليمني- وفي المقدمة الشرفاء من الجيش والأمن- سيتحرك لحماية هذه المنشآت والدفاع عنها ومواجهة العناصر التكفيرية والقاعدة الذين وفدوا من الخارج إلى مأرب والذين يقدرون بالمئات من جنسيات عربية وأجنبية ومن دول شرق آسيا وإفريقيا، في محاولة منهم لجعل اليمن ساحة للصراع، كما هو موجود في سورية والعراق، وهو ما يرفضه الشعب اليمني الذي سيكون لهم بالمرصاد".
المتحدث باسم أنصار الله يؤكد أن "القوى الخارجية التي تساند عناصر الإرهاب لا تستطيع عمل شيء في الميدان، باعتبار أن تلك العناصر تنفذ أجندة خارجية لاستهداف الأمن والاستقرار في اليمن، كما أن حزب الإصلاح (إخوان اليمن) هو الحاضن الرئيسي لهذه العناصر، وسبق أن طلبنا من هذا الحزب إعلان موقف واضح من هذه العناصر، وإلا فإننا نتمنى أن لا يصدر العويل والصراخ عندما يتلقى الضربات الموجعة من قبل الشعب، ثم يدعي أن هناك استهدافا له، وأنه حزب سياسي".

اختطاف "بن مبارك".. الخدعة

أحمد عوض بن مبارك
أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمنى
يرى مراقبون أن اختطاف مدير مكتب الرئيس اليمني هو نوع من الخدعة وتصدير مشهد أزمة وصراع بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهو عكس ما يحدث على أرض الواقع، فقد كشفت تقارير إعلامية في وقت سابق عن توقيع الرئيس هادي وجماعة الحوثيين اتفاقا بإحدى العواصم الخليجية، بأن يضغط الأخير، ضد شكل الدولة المتفق عليه في مؤتمر الحوار الوطني (ستة أقاليم)، فيما يتدخل الرئيس، ويبعد الأقاليم من الدستور الجديد.
المراقبون يرون أن الرئيس اليمني وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يعملان مع الحزب الاشتراكي، على تمرير صيغة الإقليمين، كما أشرنا.
المراقبون يعتبرون أن سعي الرئيس هادي والحوثي إلى إلغاء الأقاليم، بأن الرئيس اليمني، يريد إبقاء الجنوب موحدًا، وبذات القدر يعمل الحوثي على إبقاء الشمال موحدًا بما يضمن لهما التحكم فيما بعد.
وكان من أبرز ما اتفق عليه الحوثيون والرئيس هادي، هو قيام الأخير بالقضاء على ما تبقى من الحزب اليمني للإصلاح "إخوان اليمن"، وفي المقابل يتولى الحوثيون استهداف المؤتمر الشعبي الذي يترأسه علي صالح، بالتزامن مع ذلك.
المراقبون يعتبرون أن خطف مدير مكتب هادي، ما هو إلا نوع من خدعة للرأي العام المحلي والعالمي، والإقليمي وفي مقدمتهم دول الخليج، والتي أشارت تقارير سابقة إلى أن الرئيس هادي يبتز دول الخليج بفزاعة الحوثي.
وسبق وحذرت جماعة الحوثي، في بيان لها، فرض خيار الستة أقاليم في نصوص الدستور، معتبرة ذلك انقلابًا واضحًا على البند العاشر من اتفاق السلم والشراكة الوطنية.

الصراع كذبة هادي

الرئيس اليمني عبدربه
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي
الجميع في اليمن وخارجها يتحدث عن صراع بين الرئيس هادي والحوثيين إلا أن أفعال الرئيس اليمني خلاف ذلك تماما، أي أن الصورة المصدرة هي وجود صراع دائم بين مؤسسة الرئاسة وجماعة أنصار الله، ولكن قرارات الرئيس هادي تقول عكس ذلك تمام، فالرئيس أصدر قرارات بتعيين قيادات في الجيش والداخلية والمخابرات محسوبين ومقربين من جماعة أنصار الله الحوثي، كما أن الرئيس رغم أنه يهاجم الجماعة إلا أنه سرعان ما يؤدي إلى التعاون والتوصل إلى اتفاق وينفذ كل ما يطلبه الحوثيون.
المراقبون للوضع اليمني يرجحون أن عملية الاختطاف هي أن الرئيس هادي يريد التخلص من مدير مكتبه الدكتور "بن مبارك"، بالإضافة إلى إنهاء معركة "مأرب"، الغنية بالنفط عبر سيناريو بين الرئيس والحوثيين.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
كل التقارير الإعلامية تشير إلى الصراع بين الرئيس هادي والحوثيين في عدد من الملفات ولكن مع كل أزمة ومشكلة تحدث بين الرئيس والحوثيين، نرى نتائجها مقدمة سلفا، وهي أن الأزمة تسير في تهيؤ الأمور لما تناقلته وسائل الإعلامية اليمنية عن أزمة بين الرئيس والحوثيين وتهديد الأخير بما قد يكون، فالرئيس هادي البعض يعتبره ضعيفا ولكن كثير من القادة كانوا يظهرون في صورة الرئيس الضعيف ولكن عندما يتخلص من مراكز القوى بالبلاد تظهر صورته الحقيقية، كما حدث مع الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.
فهل "اختطاف "بن مبار" هو نوع من الخدعة التي يصدرها الرئيس هادي والحوثي في اليمن للرأي العام المحلي الإقليمي والعالمي، لتحقيق طموحات هادي في البقاء بكرسي الحكم سنوات طويلة والتخلص من مراكز القوى كما فعل السادات؟ أم أن اختلاف الوضع في اليمن سيحول دون ذلك حيث في اليمن تمثل جماعات وليس أفرادا أو مجموعات؟. الأجواء هيأت له التخلص من الإخوان فهل سيفعلها ويتخلص من الحوثيين؟

شارك