حزب النور والانتخابات البرلمانية .. مشاركة أم مغالبة

الأحد 18/يناير/2015 - 07:00 م
طباعة حزب النور والانتخابات
 
حزب النور والانتخابات
تذكرنا اساليب حزب النور الان قبيل الانتخابات البرلمانية الثانية بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير 2011 والاولى بعد 30 يونيو والتي تعد الاستحقاق الثالث والاخير في خارطة الطريق التي تم التوافق عليها من قبل جبهة 30 يونيو، والذي كان حزب النور مشاركا فيها على مستوى القيادة السياسية، بممارسات واساليب جماعة الاخوان قبيل الانتخابات البرلمانية الاولى وانطلاق شعار "مشاركة لا مغالبة" وتحت هذا الشعار نجح الاخوان في تحقيق اكثرية برلمانية في هذه الانتخابات، فهل يسير حزب النور على النهج الاخواني ؟ وهل يستطيع تحقيق اكثرية في البرلمان القادم؟ هذه الاسئلة واكثر تدور في اذهان العاملين في الحقل السياسي ليس فقط بل ايضا المتابعين لحركات الاسلام السياسي، سوف نحاول هنا فقط محاولة رصد تلك الأليات وتقديم بعض الاشارات التي من الممكن ان تفيد في قراءة المشهد العام لاساليب حزب النور في الاستعداد للانتخابات القادمة.
فقد اجتمعت الاحزاب المدنية بقيادة حزب الوفد لتشكيل قائمة انتخابية موحدة ولم يتم دعوة حزب النور لهذا الاجتماع فكانت ردود افعال حزب النور مثيرة للجدل الى حد كبير وكان الخطاب الغالب عليها خطاب التحدي لتلك الاحزاب وكثرة استخدام المفردات الدالة على القدرة والقوة في خوض الانتخابات دون تحالفات مع احد مما ادى الى البعض بوصفها بالغرور الحزبي، وكانت على النحو التالي:
حزب النور والانتخابات
 قال الدكتور شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إن حزب النور سوف يعقد اجتماعا للمكتب الرئاسي بعد غد الثلاثاء، لحَسْم الاستعدادات للانتخابات البرلمانية، وبحث التحالفات الانتخابية. وأكد عبد العليم في تصريحاتٍ لـلصحف أن إقصاء الأحزاب المدنية لحزب النور سيصب في صالح الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرا إلى أن الشعب علم أن هذه الأحزاب إقصائية ولا تريد إلا نفسها في الانتخابات، موضحا أن النور لا يهمه القائمة الموحدة لأن هناك أحزاب صغيرة تجتمع وتتجاهل حزب النور وهذا شيء لا يهم الحزب على حد قوله. وأشار عضو المكتب الرئاسي لحزب النور إلى أن الحزب سيستمر في عقد اجتماعات المكتب الرئاسي حتى إعلان اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية مواعيد فتح باب الترشح للانتخابات. كان المهندس صلاح عبد المعبود، عضو المكتب الرئاسي لحزب النور، قد استنكر عدم دعوة الأحزاب المدنية لحزب النور في اجتماع القائمة الموحدة الذى يستضيفه حزب الوفد، موجها رسالة للأحزاب المدنية قائلا: نطلب التوافق ويصرون على الإقصاء. وقال عبد المعبود في بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "نطلب التوافق ويصرون على الإقصاء، فما الحيلة؟، ومع ذلك فباب النور مفتوح لكل مصري شريف يريد التعاون لمصلحة البلاد، فمصر عندنا أهم من أي شيء".
حزب النور والانتخابات
بينما قال يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن الحزب فوجئ بعد انتهاء اجتماع الأحزاب مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، بأصوات تقول: «إﻻ النور»، وتم استبعاد الحزب من اجتماع التوافق الذى حضرته جميع الأحزاب.
وتابع «مخيون»، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، أنه وجه سؤالاً للرئيس السيسي خلال اللقاء قائلاً: «هل بالفعل قائمة الدكتور كمال الجنزوري هي قائمة الرئاسة؟»، موضحاً أن الرئيس نفي دعمه حتى الآن لأى قائمة انتخابية، وقال: «حالة توافقكم جميعاً على قائمة واحدة سوف أدعمها».
وأوضح رئيس «النور» أن «السيسي» لم يطرح مبادرة خلال الاجتماع لخوض جميع الأحزاب الانتخابات البرلمانية على قائمة واحدة، بالإضافة إلى أنه علق دعمه على شرط التوافق. وأكد أن رؤساء الأحزاب لم يعترضوا على «النور» بعد إجابة الرئيس حول توافق الأحزاب.
في سياق متصل، طالب حزب النور المواطنين بـ«التصويت في انتخابات مجلس النواب المقبلة للحزب الذى دعم مؤسسات الدولة ورفض المشاركة في الدعوات التي تهدف لهدم الدولة وبث الرعب في نفوس المواطنين».
حزب النور والانتخابات
وقال الدكتور إبراهيم منصور، عضو المكتب السياسي للحزب، إن العملية السياسية الآن تجبر الجميع على اختيار نائب تشريعي، وليس نائب خدمات، موضحاً أن «النور» يعول على ذكاء وفطنة الشعب في اختيار مرشحيه، وأكد اعتراض الحزب على إجراء الانتخابات في ظل القانون الحالي لأنه يسمح بـ«مرور بعض العناصر الأقل كفاءة»، بحسب قوله.
ونظم الحزب ورشة عمل لتدريب قياداته بالمحافظات على إدارة الانتخابات المقبلة بالإضافة إلى توضيح خطة الحزب لحصد غالبية مقاعد البرلمان المقبل، بحضور طلعت مرزوق، مساعد رئيس الحزب للشؤون القانونية، ومصطفي خطاب، مسؤول لجنة التدريب والتثقيف، وركزت الورشة على أهمية التخطيط المركزي وكيفية إدارة الحملات الخاصة على مستوى مراكز وقرى المحافظات، وكيفية التواصل مع الجماهير.
وبينما أنهت الأحزاب السياسية المشاركة في حزب الوفد اجتماعها أمس، من دون الوصول إلى نتيجة حاسمة باتجاه ائتلاف سياسي وانتخابي موحد، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في ظل امتناع عدد من الأحزاب والقوى عن المشاركة، والاستمرار في تحالفاتهم الانتخابية، فيما هاجم حزب النور السلفي استبعاده من القائمة الموحدة للأحزاب المدنية .
وقرر تحالف الجبهة المصرية، الذي يضم أحزاب الحركة الوطنية، ومصر بلدي، الجيل، مصر الحديثة، والاتحاد العام لعمال مصر، عدم المشاركة في اجتماع الوفد، موضحاً أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الهدف من الدعوة التي وجهها رئيس حزب الوفد هو الاتفاق حول قائمة وطنية موحدة، تضم كل الأحزاب والقوى السياسية، وهو ما يتعارض مع موقف الجبهة المصرية الذي لا يزال داعماً لقائمة الدكتور الجنزوري، والتي تمثل القائمة الوطنية الموحدة التي يتوجب الالتفاف حولها .
حزب النور والانتخابات
وأكدت الجبهة المصرية، أنها ترفض التحالف مع بعض القوى التي لا تزال تثير مواقفها علامات استفهام، سواء تلك التي دعمت وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم في البلاد، أو تلك التي طالبت خلال اللقاء مع الرئيس السيسي بضرورة المصالحة مع جماعة الإخوان، أو تلك التي تناصب الجيش المصري ومؤسسات الدولة العداء من دون مبرر موضوعي .
وقالت الجبهة، إنها تمد يدها لكل الأحزاب والقوى السياسية المتفقة معها بشأن ثوابت الدولة الوطنية، ودعم مشروع الرئيس السيسي لتحقيق النهضة الشاملة في البلاد، وترفض رفضاً قاطعاً أن تكون أداة لتمرير بعض القوى المناوئة إلى مقاعد البرلمان . وشددت الجبهة على أنها أعلنت دعمها لقائمة الجنزوري، رغم انتهائها ومنذ وقت مبكر من إعدادها قوائمها الاحتياطية الأربع أملاً في توحيد جهود كل القوى والأحزاب السياسية في إطار قواسم مشتركة تجمع بينها .
ووصف عضو المجلس الرئاسي لائتلاف الجبهة المصرية، يحيى قدري، محاولات بعض الأحزاب تلبية دعوة الرئيس لتشكيل قائمة موحدة -في إشارة إلى مبادرة حزب الوفد- بأنها "جهد مشكور"، واستدرك "لكن فات أوانه ولم يعد أمامنا وقت نضيعه في اتفاقات ومشاورات؛ فالانتخابات على الأبواب" .
حزب النور والانتخابات
وأضاف، في بيان أمس، إن هناك قوى توافقت مع قائمة الجنزوري وقوى أخرى رفضت، وفضلت خيار خوض السباق الانتخابي منفردة، وهذا هو قدر العمل الانتخابي أن يشهد منافسات وخلافات، وعلينا جميعًا أن نرضخ لإرادة الشعب واختياراته من دون اتهام هذا أو التشكيك في ذاك" .
واعتذر مؤسس قائمة صحوة مصر التي تضم أحزاب التيار الديمقراطي والكتلة المصرية، وتحالف 25/30 إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة والمستقلين الدكتور عبدالجليل مصطفي، عن اجتماع الوفد أمس، نظراً لتمسكه بمعايير مرشحي القائمة التي يعكف على تشكيلها، لكن رامي جلال، المتحدث الرسمي قال إن الاتحاد ليس لديه مانع من التوافق والتواصل مع الأحزاب والتحالفات حول تشكيل قائمة وطنية موحدة تضم الأحزاب والتحالفات المتشابهة في الفكر، ولكن الأهم هو توافق الأحزاب حول المعايير التي حددتها "اللجنة المحايدة التابعة لصحوة مصر" .
حزب النور والانتخابات
وفي سياق متصل قال مصدر بحزب النور ، إن السبب وراء هجوم بعض القوى السياسية على الحزب نابعة من تواجد الحزب في الشارع المصري، واتساع رقعة قواعده الشعبية، لافتًا إلى أن المواطن المصري يلمس تحركات الحزب على أرض الواقع بعيدًا عن برامج "التوك شو"، ومانشيتات الصحف. 
وأوضح المصدر أن المناوشات التي يفتعلها البعض لن تلفت انتباه الحزب، معربًا عن استيائه من القوى السياسية التي تمارس نوعًا من الإقصاء تجاه الحزب وتسعى إلى إضعافه وتشتيته عن هدفه الحقيقي.
حزب النور والانتخابات
وبذلك التصريح الاخير الذي يضع حزب النور في مجال الاتهام بالغرور السياسي ان لم يكن بالفعل قادر على حصد اكثرية برلمانية في الانتخابات القادة، بينما تشير تحركات الحزب على ارض الواقع بانه من اهم الاحزاب العاملة في الشارع السياسي حيث كثرة المؤتمرات ودورات التثقيف السياسي التي يقدمها لكوادره كذلك الخدمات الانتخابية المعتادة التي تقربه من الجماهير مثل "شوادر بيع اللحوم والمواد الغذائية بأسعار مخفضة" و التبرعات للمناطق الفقيرة بملابس شتوية وبطاطين وخلافة، مما يقربه من الاحتكاك المباشر بالجمهور، ومحاولة منه شغل الفراغ السياسي في الشارع الذي خلفه غياب الاخوان والذين كانوا يقومون بذات الدور قبيل الانتخابات البرلمانية. فهل ينجح النور بهذه الاليات في جذب اكبر عدد من الاصوات الانتخابية لصالحه، ويقق بالتالي اكثرية برلمانية في الانتخابات القادمة؟

شارك