بعد انضمام 66 مواطنًا إلى "داعش".. "الكويت" تناهض الفكر الجهادي من الجامعات

الأحد 18/يناير/2015 - 07:40 م
طباعة بعد انضمام 66 مواطنًا
 
تعتزم دول العالم التصدي لظاهرة التطرف التي انتشرت بصورة كبيرة في أنحاء الشرق الأوسط، وبدأت تظهر بقوة في الغرب، والتي كان آخرها وربما ليس أخيرها حادث الهجوم على جريدة "شارلي إيبدو" الفرنسية ومقتل 12 فردًا منهم رئيس التحرير في الهجوم الذي وقع في العاصمة الفرنسية "باريس".

انتشار الفكر الجهادى بالجامعات:

انتشار الفكر الجهادى
انتشار الفكر الجهادى بالجامعات
ظهرت دولة الكويت مؤخرًا في المشهد السياسي المناهض للإرهاب وانتشار ظواهر العنف والتطرف، وقد اتخذت خطوات فاعلة في هذا الاتجاه، بادئةً بالجامعات، ومحذرة من بعض الأساتذة الذين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وبالفعل بدأت السلطات الكويتية تتخذ الحذر من هؤلاء لوقف توغل الفكر بالجماعات الكويتية.
ويظل التطرف في الكويت قضية مثارة في الفترة الحالية حيث اتهمت بعض المنظمات الدولية مؤخرًا بعضَ الجهات والمؤسسات والأفراد الكويتيين بدعم الإرهاب، والنشاطات الإرهابية، والجماعات المتطرفة، داخل الكويت وخارجها، وهو الأمر الذي دعا الجهات الكويتية إلى سحب جنسية عشرة مواطنين، منهم بعض الدعاة ورجال الدين الذين يتهمون بالتطرف، وتبني خطاب طائفي وتحريضي ضد أصحاب الديانات والمذاهب الأخرى. 
من جانبها تسعي الجهات الأمنية المختصة في الكويت إلى إعداد تقرير مفصل عن أنشطة أساتذة جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي المتهمين بالترويج للأفكار الجهادية والإرهابية، والذين يبررون العنف أو يوفرون له غطاء شرعياً، وبث تلك الأفكار في عقول الطلبة بالمخالفة للقانون والأعراف التربوية والأكاديمية.
 وأكد وزير التربية والتعليم العالي بدر العيسى رفضه التام الترويج للتطرف وسط الطلاب في أي مؤسسة تعليمية، معلناً أنه طلب من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، تقريراً مفصلاً عن "الأساتذة المتطرفين" مدعوماً بالأدلة والوثائق حتى يتسنى عرضه على المجلس الاعلى للجامعات لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق هؤلاء حماية للطلاب من الوقوع في براثن العنف والتطرف، مؤكداً أنه لن يتساهل مع أي استغلال للصروح التعليمية لغايات غير تربوية، كما لن يتساهل مع أي مسعى لزرع أفكار هدامة في رؤوس الطلاب .

66 كويتيا ينضمون لـ"داعش":

66 كويتيا ينضمون
66 كويتيا ينضمون لـداعش
من جانبها أكدت مصادر كويتية، نهاية الشهر الماضي، أن 66 مواطناً و39 من "البدون" التحقوا بالقتال في صفوف داعش في العراق وسوريا.
وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية رصدت أيضاً محرضين تورطوا في التغرير بالشباب وتأمين نقلهم إلى مناطق الصراع، كما اكتشفت تورّط جماعات محرضة تستقطب الشباب من "البدون" وتؤهلهم للانخراط في التنظيمات المشبوهة والمشاركة في القتال مع داعش، كما توفر الأموال لإيجاد بيئة حاضنة وتأمين احتياجاتهم ودفع تكاليف سفرهم.
وقالت وزارة الداخلية الكويتية إن عدداً من أولياء الأمور تقدموا ببلاغات رسمية إلى الجهات الأمنية المختصة تتهم أولئك المروجين بتوريط أولادهم للانضمام إلى داعش. 
وضبطت أجهزة الأمن 8 مواطنين تتراوح أعمارهم بين 17 و26 بتهمة الانتماء فكرياً إلى داعش، وتجنيد الشباب الكويتي للقتال في سوريا والعراق، وجمع التبرعات.
وأشارت أجهزة الأمن، إلي المعلومات الاستخبارية الدولية التي تؤكد وجود 72 كويتياً مقاتلاً في صفوف داعش. 

مخاطر التطرف:

مخاطر التطرف
مخاطر التطرف
في خطوة لافتة أكدت وزارة الداخلية، علي مساعدة أولياء أمور للأمن بالكشف عن أبنائهم الذين ظهرت عليهم تصرفات غير مفهومة، ما أدى إلى القبض على 4 منهم، والذين أخبروا بدورهم على أربعة آخرين.  
وعلى الرغم من أن الكويت من أولي دول الخليج التي تتمتع بالديمقراطية والبرلمانية المميزة، فإنها تعتبر من أكثر دول مجلس التعاون الخليجي التي عانت تاريخيا من خطر التطرف، خصوصا الطائفي منه.
فيما يبدو أن قرب المسافات بينها وبين إحدى الدول الطائفية مثل العراق، جعلها تدخل بؤرة الخطر، حيث شهدت الكويت في السنوات الخمس الأخيرة تفجر الكثير من الحوادث الطائفية، وخلط الأمور السياسية بالأمور الطائفية، واستغلالها لبث خطاب طائفي ومذهبي متطرف.

قانون مكافحة الإرهاب:

قانون مكافحة الإرهاب
قانون مكافحة الإرهاب
الجدير بالذكر أن مجلس الأمة الكويتي قام سابقا بمناقشة مشروع لمكافحة التطرف والإرهاب، حيث تناول مشروع القانون السياسات والجهود التي يمكن أن تتخذها الدولة ومؤسساتها المختلفة لمكافحة التطرف والإرهاب.
 وقدم القانون عددًا من البرامج والمشاريع التي يمكن أن تشارك فيها الوزارات والجهات الحكومية، مثل وزارات التعليم والأوقاف وغيرها، والمؤسسات التعليمية والثقافية، مثل جامعة الكويت، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
 وتهدف هذه البرامج إلى إعلاء فكر وثقافة الوسطية والاعتدال، ومحاربة الغلو والإرهاب في المجتمع، ودعم مشاريع التنمية الإسلامية، وتعزيز الابتعاد عن الطائفية، وذلك عبر تخصيص مبلغ 30 مليون دينار كويتي حوالي 110 ملايين دولار على أربع سنوات، يتم إنفاقها على إقامة مجموعة من الدورات التدريبية للعاملين في الحقل، فضلا عن عقد مؤتمرات عن أسباب هذه الظاهرة، وورش عمل سنوية، إضافة إلى حلقات نقاشية داخل سجون أمن الدولة.
 كذلك تتم زيادة عدد المبعوثين إلى 100 داعية إلى مختلف أنحاء العالم، إضافةً إلى عقد اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم مع الجهات المحلية والخارجية العاملة في الشأن الإسلامي.
 كما سيتم عقد ندوات وبرامج إذاعية عن حب الوطن، وحس الانتماء، وبيان أهميته من الناحية الدينية، فضلا عن عقد 72 ندوة لمحاربة التطرف والغلو في كل المحافظات.

مواجهة التطرف:

مواجهة التطرف
مواجهة التطرف
شهدت الكويت في نوفمبر الماضي، مؤتمرا لبحث سبل الحد من الحملات الهادفة إلى تجنيد الجهاديين في العراق وسوريا، وخصوصا عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
و بحثت الولايات المتحدة مع عدد من حلفائها في الكويت، كيفية مواجهة فكر تنظيم "داعش" الإرهابي على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية وفضح ما تعتبره واشنطن تشويها لصورة الإسلام الصحيح بهدف منع انخراط الشباب في هذا التنظيم.
وركز الاجتماع الذي حضره إلى جانب الولايات المتحدة، ممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر ولبنان وفرنسا وبريطانيا وتركيا على السبل العملية لمواجهة أيديولوجية هذا التنظيم وتضييق السبل عليه لاسيما في الفضاء الالكتروني.
وكانت أكدت الكويت وإيطاليا التزامهما بالتعاون مع المجتمع الدولي ولا سيما مع الأمم المتحدة لمكافحة كافة أشكال التطرف والارهاب في المنطقة والعالم.
كانت الكويت وتركيا، اتفقتا في أواخر الشهر الماضي، على التعاون في وضع الخطط والبرامج لمحاربة الفكر المتطرف الذي لا يصب في المصلحة العامة من خلال تبادل التجارب والخبرات لمحاربة الارهاب والتكفير الذي أصبح يهدد أمن وأمان واستقرار المجتمعات المسلمة.

جامعة الكويت بيئة التعصب والتطرف:

جامعة الكويت بيئة
جامعة الكويت بيئة التعصب والتطرف
كشفت دراسة أكاديمية سابقة حول التعصب القبلي والطائفي في الحرم الجامعي، تحت عنوان " جامعة الكويت بيئة التعصب والتطرف"، عن قناعة الطلبة لمحاباة المجتمع الكويتي من التعصب القبلي بنسبة تأييد بلغت 69،1%. 
وأظهرت الدراسة أن التعصب القبلي للأساتذة يبلغ أشده في كلية الشريعة بنسبة 77،9%، كما يسجل طلاب الشريعة النسبة الأعلى بممارسة الطائفية لأساتذتهم بنسبة 56،5%، وبالمقابل كان طلاب الصيدلة والطب يقيمون أساتذتهم الأدنى في الممارسة الطائفية بنسبة 48،6 وبرغم القناعات المخيفة يطمح 84،7% من الطلبة لاستئصال ظاهرة التعصب من الجامعة.
هدفت الدراسة إلى إثارة قضية التعصب على المستوى العلمي ووضع هذه المشكلات في أولويات المعالجة العلمية والتقصيات الميدانية الجادة. 
كما أنها هدفت إلى إثارة الرأي العام السياسي والاجتماعي بهذه القضية في اتجاه التوعية بخطورتها وأهميتها وإيجاد السبل الكفيلة بالتأثير في عناصر وجودها ومولداتها الاجتماعية والثقافية.
المشهد يوضح أن عملية التصدي لظاهرة التطرف التي تقوم بها السلطات الكويتية هي محاولة للحد من انتشار الإرهاب، ولكن في ذات الوقت يتوغل الفكر الجهادى عن طريق الشباب الكويتي من خلال الانترنت بصورة ملحوظة، قد تسيطر السلطات على العناصر الجهادية التي بدأت في التوغل وقد تفقد السيطرة في ظل انتشار الظاهرة في دول الغرب.

شارك