مقتل محمد الزهاوي.. بين تخوفات أنصار الشريعة وارتباك التنظيمات الجهادية

السبت 24/يناير/2015 - 02:11 م
طباعة مقتل محمد الزهاوي..
 
ذكرت مصادر مقربة من تنظيم أنصار الشريعة الليبي أن زعيم التنظيم محمد الزهاوي، قُتل منذ فترة إثر إصابته في مواجهات مع قوات اللواء خليفة حفتر في منطقة بنينا بمدينة بنغازي شرق البلاد.
في الوقت الذي تتردد أنباء عن مقتل الزهاوي، أكدت مصادر أنه تعرض لهبوط حاد جدًا في السكر أدى إلى وفاته.

وفاة الزهاوي في تركيا

وفاة الزهاوي في تركيا
من جانبهم أفاد شهود عيان من مدينة مصراتة الليبية بأن جثة محمد الزهاوي، زعيم "أنصار الشريعة"، وصلت صباح الثلاثاء الماضي إلى مطار مصراتة قادمة من تركيا، حيث توفي الزهاوي في أحد مستشفياتها التي يتعالج بها جراء إصابته في معارك بنغازي قبل أكثر من شهر تقريبا.
وتدور في ليبيا صراعات منذ العام الماضي، بين أنصار الشريعة الإرهابية وقوات الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، المسمى بـ"جيش الكرامة"، فمنذ سقوط معمر القذافي عن حكم البلاد والنزاعات على السلطة قائمة بين أطراف عديدة، فيما تسعى أنصار الشريعة لاحتلال السلطة بحجة قلب نظام الحكم وتطبيق الشريعة الإسلامية، تسعى قوات حفتر لإعادة استقرار البلاد وتهدئة الأوضاع.
والجدير بالذكر أن خبر وفاة الزهاوي، تردد منذ سابق أكثر من مرة، فمنذ بدء الحرب من قبل أنصار الشريعة، ذُكر فيها مقتل الزعيم حوالي 5 مرات، الأمر الذي يخفيه التنظيم تمامًا.

نشأة أنصار الشريعة

نشأة أنصار الشريعة
يعود تاريخ إنشاء "تنظيم أنصار الشريعة" في ليبيا، لأواخر عام 2011 إبان الثورة الليبية، والإطاحة بمعمر القذافي، حسب رؤية المراقبون، فيما يرى آخرون أن تاريخ إنشاء التنظيم يعود إلى قيام ما عرف "بالملتقى الأول لأنصار الشريعة" في بنغازي، وهو كان بمثابة أول ظهور إعلامي للتنظيم، في صيف 2012، وذلك بعد انشقاق أو خروج عدد من الكوادر من "سرايا راف الله شحاتي" التي ما زالت تعمل في بنغازي حتى يومنا هذا والتي كانت من أولى أهداف ضربات الطيران التي استهدفت على حد سواء مراكزها ومراكز "كتيبة شهداء 17 فبراير" على السواء منذ أيام.
منذ نشأة أنصار الشريعة كان المسئول العام عنها الشيخ محمد الزهاوي، وتوغلت أنصار الشريعة في ليبيا إلى عدد من المدن والبلدات أبرزها بنغازي، درنة، أجدابيا وسرت، ذلك بينما ينفي التنظيم نفيا قاطعا أي وجود له في مدينة سبها أو في الجنوب الليبي عموما.
إلا أنه ومنذ نوفمبر من العام الماضي، بدأت تحتد المواجهات مع عدد من الفصائل ومنها من كان التحق حديثا بالجيش الليبي في مدينة بنغازي، بقيادة خليفة حفتر؛ ما أدى إلى رفع "أنصار الشريعة" لحواجزها ولمغادرة المدينة أقله ظاهريا، لكن من يتيقن للعلاقة الوطيدة بينهم وبين "سرايا راف الله الشحاتي" و"كتيبة شهداء 17 فبراير" يعلم أن الفصيل استمر بالتواجد بفعالية في بنغازي، لا بل طور عمله لاحتواء السخط الشعبي الذي تعرض له في تلك الفترة.

تخوفات أنصار الشريعة

تخوفات أنصار الشريعة
بالرغم من أن أنصار الشريعة لم تصدر بيانا رسميا حتى الآن يفيد خبر وفاة الزهاوي، فإن كل الشواهد تؤكد مقتل زعيمهم، ولكن قد يكون الأمر صعبا في ظل الوضع الراهن؛ حيث إن التنظيم الإرهابي حريص كل الحرص على عدم كشف حقيقة مقتل الزعيم.
فيما يبدو أن أنصار الشريعة، لديها تخوفات من إعلان خبر وفاة قائدها، فاعتقادها أن إذاعة الخبر سيكون لغير صالحها؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث ارتباك داخل التنظيمات الجهادية المنتشرة في ليبيا، فضلا عن احتمالية مقتله على يد التنظيم الإرهابي "داعش" لرفض مبايعته لزعيمها "أبو بكر البغدادي".
بالرغم من إخفاء خبر وفاة الزهاوي، ظهرت أسرته لتؤكد خبر الوفاة، حيث قال أحد أفراد العائلة: إن الزهاوي الذي أسس كتيبة أنصار الشريعة في بنغازي بعدما ساعد مع مقاتليه في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 كان في المستشفى يتلقى العلاج بعد إصابته بجروح خطيرة في القتال.
وأكد فضل الحاسي وهو قائد عسكري ليبي تحارب قواته أنصار الشريعة في بنغازي وفاة الزهاوي أيضا متأثرا بجراح أصيب بها في كمين في سبتمبر الماضي.
من ناحية أخرى أكدت مصادر مقربة من تنظيم أنصار الشريعة، أن التنظيم تحفظ على خبر وفاة زعيمه لاعتبارات أمنية، وقد عيّن التنظيم قائدا جديدا له لكنه لم يكشف عن هويته حتى الآن.

الزهاوي والشريعة

الزهاوي والشريعة
كان معروفًا عن الزهاوي لدى أهل مدينة بنغازي لعمله في فرقة موسيقى شعبية قبل أن ينخرط في العمل الجهادي خارج ليبيا، ثم أصبح أحد قادة "كتيبة 17 فبراير" المقربة من الإسلامي علي الصلابي، بعدها أعلن الزهاوي عن تأسيس تنظيم "أنصار الشريعة" بداية عام 2012 في بنغازي ثم فروعه في درنة وسرت.
ويعد الزهاوي من أبرز مؤسسي تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، الذي أكد مرارا وتكرارا خلال تصريحاته بأنهم لم يقبلوا بحكم غير "شرع الله"، وهو من السجناء السابقين في سجن أبو سليم الشهير في العاصمة الليبية طرابلس، ينتمي في بداياته إلى الجماعات السلفية، وشارك في العمليات العسكرية ضد كتائب القذافي على جبهة البريقة خلال أحداث 2011، وكان يجهر منذ البداية بموقفه ضد فكرة الدولة، ورفض الاعتراف بعلم الاستقلال وبالمجلس الوطني الانتقالي، ويصف الديمقراطية بأنها "دين الغرب الكافر".

تضارب الأنباء حول وفاته

تضارب الأنباء حول
وكما ذكرت "بوابة الحركات الإسلامية" في أحد تقاريرها، أن خبر وفاة الزهاوي تردد أكثر من مرة دون التأكيد من قبل التنظيم، وتضاربت الأنباء حول مقتل قائد تنظيم أنصار الشريعة الإسلامية- فرع تنظيم القاعدة بليبيا- حول مقتله أو إعدامه من قبل كتيبة "البتار" الجهادية والتي بايعت "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
فقد ذكرت تقارير إعلامية أن قائد تنظيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي ربما يكون أعدم من قبل كتيبة البتار "الجهادية" التي تتخذ من مدينة درنة شرق ليبيا مقرا لها، والتي بايعت تنظيم "داعش" بعد أن رفض الزهاوي مبايعة أمير "داعش" أبو بكر البغدادي.
ووفقا لتقارير إعلامية ليبية، فإن مبعوثين من قيادة "البتار" اجتمعوا مع الزهاوي في مزرعة بمنطقة القوارشة التي كانت تسيطر عليها أنصار الشريعة، وطلبوا منه مبايعة البغدادي زعيم التنظيم الإرهابي "داعش"، إلا أن الزهاوي أجابهم بالرفض.
وبحسب المصدر، فإن عناصر "البتار" ردت على الزهاوي بوجوب تطبيق الحد عليه نتيجة رفضه البيعة، وقامت على الفور باعتقاله وقطع رأسه، مضيفا أن قائد ما يسمى قوات درع ليبيا، وسام بن حميد، هرب إلى مدينة مصراتة على خلفية هذه الواقعة.
وفي 12 أكتوبر الماضي، أكد عضو "مجلس شورى ثوار بنغازي" حمزة فاروق الليبية إصابة المسئول العام لتنظيم "أنصار الشريعة"، في بنغازي وعضو مجلس شورى ثوار بنغازي محمد الزهاوي في الاشتباكات التي جرت بمنطقة بنينا في مدينة بنغازي مع قوات اللواء خليفة حفتر والجيش الليبي والمعروفة بعملية "الكرامة".

تحذيره لأمريكا

تحذيره لأمريكا
الجدير بالذكر أن الزهاوي، انقطعت الأخبار عنه منذ سبتمبر الماضي 2014، فيما تضاربت الأنباء حول مصير الزهاوي بعد انتشار معلومات تتحدث عن إصابته، وأخرى عن مقتله، جرّاء الاشتباكات التي تشهدها مدينة بنغازي بين قوات الجيش وجماعة أنصار الشريعة وكتيبتي الدروع و17 فبراير، التي تمثل قوى الإسلام السياسي في المدينة.
كان آخر بيان للزهاوي عندما حذر فيه الولايات المتحدة من التدخل في الأزمة الليبية، متوعدا إياها بأنها ستواجه ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في الصومال أو العراق أو أفغانستان، متهما الإدارة الأمريكية بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ودفع ليبيا نحو الحرب الأهلية وإراقة الدماء.
وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية التنظيم بالضلوع في حادث الاعتداء على سفارتها وقتل سفيرها في بنغازي في سبتمبر عام 2013، كما صنف مجلس الأمن تنظيم "أنصار الشريعة" ضمن المنظمات الإرهابية عالميا.

وضع التنظيم على قوائم الإرهاب

وضع التنظيم على قوائم
وضع تنظيم أنصار الشريعة على اللائحة السوداء للولايات المتحدة بسبب دوره في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق في سبتمبر 2012- أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير الأمريكي في ليبيا.
وأدرج مجلس الأمن الدولي في نوفمبر الماضي جماعة "أنصار الشريعة" الليبية على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية، على خلفية "ارتباط هذه الجماعة الإسلامية بتنظيم القاعدة".
ويفرض القرار تجميد أموال "أنصار الشريعة" وحظر توريد السلاح إليها، كما يفرض حظرا دوليا على سفر عناصرها.

شارك