تكتل إسلامي دولي يرفض الجماعة ويقوده مغاربة.. هل سيكون البديل للتنظيم الدولي للإخوان؟
الأحد 25/يناير/2015 - 11:44 ص
طباعة

في إحدى فنادق إسطنبول بتركيا، اجتمع عدد من منشقي جماعة الإخوان وعدد من أبناء التيار السلفي من مختلف دول العالم لتأسيس تكتل سياسي إسلامي عالمي، تحت مسمى "المنتدى السياسي الدولي"، في يناير 2015م والذي يعتبر من التكتلات الجديدة التي ظهرت على ساحة الإسلام السياسي مؤخرا، والملفت الحضور القوي للإسلام السياسي المغربي.
التأسيس

عماد عبد الغفور
تمكن حزب النهضة والفضيلة المغربي، ذو المرجعية الإسلامية والمنشق قبل سنوات عن حزب العدالة والتنمية "الذي يمثل فكرة جماعة الإخوان في المغرب"، من التواجد على الساحة الدولية بانخراطه في تأسيس تكتل سياسي إسلامي عالمي من تركيا، تحت مسمى "المنتدى السياسي الدولي"، والذي يجمع أحزابا ذات مرجعية إسلامية من كل القارات بهدف "ترشيد عملها السياسي".
لقاء عدد من قادة الأحزاب السياسية الإسلامية في مدينة إسطنبول التركية، حظي بجلسات فكرية نوقشت خلالها تجربة حكم الإسلاميين بعدد من الدول، كالمغرب ومصر وتونس وتركيا، وهي الجلسات التي حضرها سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي الأسبق ورئيس المجلس الوطني لـ"العدالة والتنمية"، إلى جانب الناشط الإسلامي وعضو الأمانة العامة لـ"النهضة والفضيلة"، محمد عبد الوهاب رفيقي الشهير بلقب أبي حفص، والدكتور عماد عبد الغفور رئيس الحزب الوطني السلفي ممثلا عن مصر في التكتل.
وتم خلال المؤتمر الذي استمر يومين طرح مجموعة من الأوراق والتجارب السياسية في بعض البلدان العربية والإسلامية وكيفية الاستفادة من تجاربها الناجحة في العمل السياسي، وفي ختام المؤتمر اجتمعت الجمعية العمومية وناقشت النظام الأساسي للمنتدى وتم إقراره وجرى خلال ذلك انتخاب للرئاسة والأمانة العامة.
فشل الإسلاميين

يأتي تأسيس المنتدي السياسي الدولي، مع فشل تجربة الإسلام السياسي في عدد من دول الربيع العربي، وفي ظل مواجهة هذه الأحزاب لأزمات حادة، في إشارة إلى ما حصل في مصر مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وفي تونس مع حزب النهضة الذي يمثل فكر جماعة الإخوان.
فشل الإخوان بشكل واضح في تغير والاستمرار في الحكم كان دافعاً مباشراً "للتفكير في مبادرة مشتركة تهدف لترشيد العمل السياسي لدى الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في عدد من الدول، والوقوف عند أسباب تراجعها لضمان أداء أفضل" وفقا لـ"أبو حفص".
التبرؤ من الإخوان

أكثر ما لوحظ خط سير العمل والنتائج التي شهدها هو التبرؤ من سياسية جماعة الإخوان المسلمين، ليس في مصر فقط ولكن فرعها في قطاع غزة المتمثل في حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
فقد تبرّأ التكتل الجديد من الأحزاب السياسية مما يسمى "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، رافضاً انضمام حركة "حماس"؛ لكونها تحمل السّلاح.
وحول إن كان المنتدى يضم "الإخوان المسلمين" وذراعها السياسي "الحرية والعدالة"، وهي المصنفة إرهابيّة في مصر وعدد من الدول العربية، أو حزب الله اللبناني، ذي المرجعية الشيعية، نفى أبو حفص، أن يكون المنتدى تكتلا سنيّاً محضاً أو يحظُر انضمام ألوان إسلامية بعينِها، "الأبواب مفتوحة لكل الأطياف السياسية ذات التوجه الإسلامي من العالم.. شريطة أن تكون تلك الهيئات تؤمن بالدولة المدنية وتنبذ العنف بكل صوره، ولا يكون لها أي نشاط عسكري"، وهو ما يعنيه، بحسب رفيقي، أن حركة "حماس" الفلسطينية، لم يكن لها مكان في التكتل الدولي الجديد.
ونفى أبو حفص أن تكون للهيئة الإسلامية الجديدة علاقة بما يسمى إعلاميّا وسياسيّا في مصر "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، أو حتى بتنظيمات جهادية في فلسطين، "لا علاقة لنا بتلك التنظيمات، فنحن لا نقبل أي هيئة للانضمام حتى تلزم بالشروط"، مشيرا إلى أن رفض انضمام حركة "حماس"، الجناح السياسي والعسكري المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين جاء؛ "لأننا نرفض حمل السلاح داخل البلدان مهما كانت تلك التنظيمات على حق أم لا".
اختيار تركيا

تابع الداعية المغربي أنّ اختيار "المنتدى السياسي الدولي" للأراضي التركيّة مكاناً للانطلاق والتأسيس يأتي "لأن تركيا بلد يتيح أجواء من الحرية ولا دخل لها في فكرة التأسيس ولا في قرارات المنتدى"، مضيفا: "لا نسعى أن نكون تنظيما دوليّا يتدخل في الشئون الداخلية للبلدان، بل منتدى للتشاور وتبادل الخبرات بين التيارات الإسلامية السياسية وتوحيد المواقف تجاه ما يقع في العالم من أزمات وقضايا مستجدة".
المغربي أبو حفص متحدث باسم التكتل

أبو حفص
أبو حفص، جرى اختياره كأمين عام مساعد للمنتدى السياسي الدولي والناطق الرسمي باسمه، يرى أن حزب "النهضة والفضيلة" يبقى الممثل الوحيد للهيئات الحزبية المغربية ذات المرجعية الإسلامية في عملية التأسيس، "لكن الباب مفتوح في الأيام القادمة للجميع من الإسلاميين وفق الشروط التي وضعتها الأمانة العامة للمنتدى التي ستعلن عن تشكيلتها الكاملة خلال أيام".
و قال الناشط الإسلامي، محمد عبد الوهاب رفيقي: إن "المُنتدَى السياسي الدوليّ"، الذي تأسس أخيرا بإسطنبول ويضم تيارات سياسية ذات مرجعية إسلامية، مفتوح أمام جميع التوجهات، العربية والإسلامية، التي تتسم بخط سياسي "معتدل ووسطي".
وأوضح عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة، الشهير بأبي حفص، أن المنتدى، الذي يتحدث ناطقا رسميا باسمه، "لم يقرر بعد في شأن طلبات العضوية.. وبالتالي لم يرد علينا طلب انضمام حركة حماس الفلسطينية ولا غيرها"، مشددا على أن القضية الفلسطينية والمقاومة "أبرز الأولويات" التي يشتغل عليها التكتل الدولي الإسلامي الجديد.
وتابع بالقول: "نحن ندعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل السياسية التي ستتاح للمنتدى"، مضيفا: "نحن نرحب بجميع الحركات والتوجهات الإسلامية المعتدلة"، مشيرا إلى أن الورشات التي نظمت وقت المؤتمر التأسيسي للمنتدى بإسطنبول، ضمت في برنامجها إدراج "التجربة السياسية لحماس في الحكم بفلسطين"، وهي الورشة التي تأجلت لضيق الوقت، يورد رفيقي.
توصيات المؤتمر

قد خرج التكتل الجديد للإسلام السياسي بالتوصيات التالية:
1- سرعة استكمال هياكل المنتدى.
2- وضع خطة عامة للمنتدى والبدء بتنفيذها.
3- إعداد اللوائح الداخلية للمنتدى.
4- ترجمة أهداف المنتدى إلى مشاريع واقعية حتى يعطي المنتدى ثمرته كواقع ملموس.
وفي الأخير ثَمَّنَ الحاضرون جهود اللجنة التحضيرية في ترتيب وتجهيز هذا المؤتمر التأسيسي سائلين المولى تعالى أن يكون هذا المنتدى إسهاما نوعيا وإثراء للعمل السياسي.