مع استمرار سياسية الحوثيين .. اليمن يدخل المجهول!!
الأحد 25/يناير/2015 - 02:56 م
طباعة

مساع عديدة من أجل الخروج من الوضع الراهن والمتأزم في اليمن، ولكن أنصار الله "الحوثيين" يأخذهم غرور القوة والسلاح للسيطرة على الإرادة الشعبية اليمنية، مع بدء خروج مظاهرات في صنعاء وعصيان مدني في الجنوب يهدد بالانفصال.
تأجيل جلسة البرلمان

أعلنت هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني عن تأجيل الجلسة التي كانت مقررة اليوم الأحد للنظر في استقالة الرئيس عبدربه منصور إلى وقت قالت إنه سيتم تحديده لاحقا.
وقال برلماني يمني إنه تم تأجيل الجلسة التي كان من المقرر عقدها، صباح الأحد، للنظر في استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مضيفا أنه تم تأجيل الجلسة بدون تحديد موعد للجلسة القادمة، مشيراً إلى أن القوى السياسية لا زالت تعقد مشاورات من أجل الخروج من هذه الأزمة.
وأضاف، أن مجلس النواب رأى تأجيل الجلسة لإعطاء القوى السياسية فرصة للخروج بحلول مناسبة للأزمة، فالمجلس سيعقد جلساته ويتخذ الإجراءات اللازمة دستورياً.
وأكد الدكتور علي أبو حليقة رئيس اللجنة الدستورية بمجلس النواب أن البرلمان هو المعني الوحيد في البت في استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي قبولاً أو رفضاً، ما دامت الاستقالة قد قدمت لرئيس مجلس النواب وتم إعلانها.
وقال أبو حليقة: خيارات تولي مهام الرئيس في حال تم قبول الاستقالة غير مفتوحة ولا شرعية دستورية لبدائل أخرى غير البرلمان، مستغربا ممن يذهب إلى خيارات مجلس رئاسي أو عسكري ولا أدري على ماذا يستندون في ذلك؟
مشيرا إلى أن الرئيس قدم استقالته للبرلمان وهذا أمر دستوري وطبيعي جداً؛ لأن الرئيس أدى اليمين الدستورية أمام هذا البرلمان، وكذلك الحكومة قدمت برنامجها لهذا البرلمان، ونالت الثقة منه وفقاً للدستور النافذ.
الحكومة تحت الحصار

مسلحو جماعة الحوثي واصلوا، السبت، حصار منزل رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، والقصر الجمهوري، الذي يسكنه رئيس الحكومة المستقيلة، خالد بحاح إضافة إلى حصار منزل وزير الدفاع، اللواء الركن محمود الصبيحي، ومنازل عدد من الوزراء الجنوبيين.
ونقلت يومية "الشارع" الصادرة الأحد، عن مصادر متطابقة قولها: "إن مسلحي الحوثي يحاصرون منزل وزير الدفاع، وعدد من الوزراء الجنوبيين، لليوم الرابع على التوالي، ويمنعوهم من مغادرة منازلهم، كما يحاصر مسلحو الحوثي عدداً من وزراء الحكومة المستقيلة".
ونقلت الصحيفة ذاتها عن وزير الإدارة المحلية في الحكومة المستقيلة، عبد الرقيب سيف فتح، قوله: "إن مسلحين حوثيين يحاصرون منزله في العاصمة لليوم الثالث على التوالي، ويرفضون السماح له بالخروج، كما يقومون بعملية تفتيش الداخلين والخارجين من وإلى منزله".
واستطرد وزير الإدارة المحلية: "تواصلت مع رئيس مجلس الوزراء، خالد بحاح، وأكد لي أنه تحت الإقامة الجبرية من قبل مسلحي جماعة الحوثي"، التي يحاصر مسلحوها القصر الجمهوري، حيث يقيم بحاح.
وأضاف فتح: "قال لي رئيس الوزراء: لا عاد تشتكي لي ولا حاجة، هو نفس الحصار الذي تعانون منه أنا أعاني منه، هم الآن (مسلحو الحوثي) أمام البوابة ونحاول التعامل معهم بمدنية وبدون مواجهة".
وتابع: "هناك سبعة من الوزراء تحت الإقامة الجبرية، بينهم أنا، ومحمد المخلافي، وزير الشئون القانونية، وخمسة آخرون، من المحافظات الجنوبية".
عصيان جنوبي

قررت أربع محافظات في جنوب اليمن رفض تلقي أوامر من صنعاء للوحدات العسكرية وقوات الأمن، إثر استقالة الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح.
وأكدت اللجنة المكلفة الشئون الأمنية والعسكرية في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي- أنها اتخذت هذا القرار إثر استقالة الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح.
ودعت اللجنة إلى الحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة، وبقاء الوحدات الأمنية والعسكرية في حالة يقظة تامة، كما تبقى في حالة تأهب قصوى بانتظار استلام أي توجيهات من قيادة إقليم عدن، مؤكدة التزام كل الوحدات العسكرية والأمنية بعدم استلام أي توجيهات إلا من محافظ عدن والمحافظين في الإقليم، على أن يتم استلام الأوامر العسكرية من قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
ووجه محافظو إقليم عدن ولجان الإقليم الأمنية، الأجهزة العسكرية والأمنية واللجان الشعبية في الإقليم إلى رفع الجاهزية القتالية واليقظة الأمنية للتصدي لأي أعمال إرهابية، وتوفير كل ما من شأنه ضمان أمن واستقرار المواطنين وحماية مؤسساتهم العامة والخاصة.
وأكدت السلطة المحلية واللجنة الأمنية وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية في محافظة مأرب شرق اليمن أن قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية هي المسؤولة عن تسيير وإدارة شئون المحافظة والمصالح العامة فيها ، وطالبت كل الجهات المدنية والعسكرية والأمنية بالمحافظة بتنفيذ التوجيهات الصادرة من المحافظ وقائد المنطقة العسكرية الثالثة وعدم التعامل مع أي توجيهات أخرى من خارج المحافظة حتى تتضح الرؤية من الأزمة السياسية التى تحدث في العاصمة صنعاء.
مظاهرات في صنعاء

في ظل غياب الدولة ومؤسساتها، قامت جماعة أنصار الله "الحوثيين" بتفريق تظاهرة ليمنيين من ثوار 11 فبراير، خرجوا في تظاهرة ضد الجماعة المسلحة التي تسيطر على صنعاء منذ مطلع سبتمبر من العام المنصرم.
وقال ناشطون يمنيون إن "المسلحين الحوثيين فرقوا الأحد تظاهرة للشباب الثورة اليمنية خرجوا في تظاهرة ضد الانقلاب الحوثي على السلطات الشرعية في البلاد".. مؤكدين أن جماعة الحوثي قد اعتقلت العشرات من ثوار ثورة 11 فبراير اليمنية".
وقالوا إنهم "ينشدون دولة مدنية لا دولة طائفية كما يريد الحوثي أن يفرضها علينا بالقوة".
ووفقا للأنباء الواردة من صنعاء أن اعتقل مسلحون "الحوثيين"، صباح الأحد، عدد من الشباب الذين خرجوا في مسيرة تطالب خروج المسلحين من العاصمة اليمنية ومختلف محافظات الجمهورية.
وسط وجود إصابات بين الشباب نتيجة تعرضهم بالضرب من قبل مسلحي جماعة الحوثي.
فشل "بن عمر"

إلى ذلك ونتيجة الهيمنة الحوثية فشل لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر وممثلي المكونات السياسية اليمنية بسبب عدم حضور ممثل جماعة الحوثي.
اللقاء الذي كان مقررا عقده مساء السبت بين بنعمر وممثلي الأحزاب السياسية من تحالف أحزاب اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الشعبي العام وغيرها- "فشل بسبب عدم حضور ممثل جماعة الحوثي".
وكان يفترض أن يناقش اللقاء سبل التوصل لحل للأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته مساء الخميس، والتي أدخلت البلاد في حالة فراغ دستوري.
المشهد اليمني

ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ اكتشفوا أنهم غير قادرين على غزو كل اليمن والسيطرة عليهم، لأقلية العديدة، ولكن وجود أن السيطرة على العاصمة صنعاء من خلال الاستحواذ على الرئيس ومؤسسات الدولة هو بداية السيطرة على البلاد.
فاليمن لا يمكن السيطرة عليه عبر أقاليم وحكومة فيدرالية، ولكن يمكن للأقلية "الحوثيين" السيطرة على أغلبية ديموغرافية مطلقة عبر الحكومة المركزية وهو ما يسعى إلى الحوثيين في رفضهم للدستور وتمركزهم بشكل كبير في العاصمة صنعاء، لذلك كان خطاب الحوثي الرافض للفيدرالية والأقاليم.
الحوثيون سيواجهون صعوبات وسيكون الفشل هو تحالفهم الأخير، في ظل وجود خصوم قوية لا يستهان بها، من المؤتمر الشعبي العام "جناح صالح" والقبائل، بالإضافة إلى جماعة الإخوان والجنوب الذي قد يختلف في الرؤية والأيديولوجية مع الإخوان فيكون الانفصال طريقه لخروج من حماقة الحوثي..
يواجه اليمن، نتيجة الهيمنة الحوثية على جزء واسع من أقاليمه الشمالية، مخاطر التفكك من جديد بعد ربع قرن على الوحدة، فردّة فعل أبناء الجنوب ضد ما اعتبروه انقلاباً على السلطة الشرعية في صنعاء كانت واضحة، من خلال مطالبتهم بالانفصال، أما رفض الحوثيين مشروع الرئيس منصور هادي تقسيم اليمن ستة أقاليم بدل إقليمين، كما يطالبون، فيهدف إلى احتفاظهم بالسيطرة على المناطق التي في قبضتهم، ما يكرس عملياً خطة التقسيم. فهل سيكون مصير الحوثيين مصير جماعات الإسلام السياسي في كل مكان أم سيكون الانفصال مستقبل اليمن؟