حلف الإخوان يتحد في ذكرى الثورة.. و"أجناد مصر" يتبنى تفجيرا بألف مسكن
الأحد 25/يناير/2015 - 05:26 م
طباعة

حاولت الصفحات التابعة لتنظيم "الإخوان" الذي أدرجته الحكومة المصرية تنظيماً إرهابياً أواخر نوفمبر 2012، استغلال واقعة استشهاد الناشطة السياسية شيماء الصباغ، أمس خلال مشاركتها في مسيرة في وسط القاهرة، في تحريك الشباب للمشاركة في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
كانت أمينة العمل الجماهيري بحزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" في مدينة الإسكندرية شيماء الصباغ، سقطت ظهر أمس (السبت)، "لتكون أول ضحية شاركت في تظاهرة نظّمها شباب الحزب قرب ميدان التحرير بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة"، إثر إصابة في الرأس، بطلق خرطوش من مسافة قريبة، بحسب تقرير الطب الشرعي.
اللافت للنظر وأنه بعد ساعات من تأكيد وزارتي "الصحة" و"الداخلية" نبأ مقتل شيماء، انتشرت "هشتاجات" على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" خاصة على صفحات قيادات الإخوان الموجودة حالياً في تركيا، تدعو إلى اعتبار مقتل شيماء شرارة لثورة غضب.
حلفاء الإخوان يشاركون في فعاليات الذكرى الرابعة

من جانبه، حاول ما يسمى تحالف "دعم الشرعية"- أحزاب سياسية توالي تنظيم الإخوان الإرهابي- استغلال الحدث بالتحريض على التظاهر والعنف ضد الدولة والنظام، حيث أصدر الحلف الإخواني بيانا يدعو فيه إلى التظاهر في الذكرى الرابعة للثورة ضمن أسبوع من الفعاليات أطلقوا عليه "مصر بتتكلم ثورة".
وزعم البيان التحريضي أن "الثورة لا تزال في الشارع"، داعين إلى الحشد أمام قصر الاتحادية وميدان التحرير ومدينة الإنتاج الإعلامي، معتبرين أن تلك الأماكن من الأهداف المهمة للحشد في مُحيطها، كما استمر الحلف في تهديداته الصريحة إلى قوات الأمن بالتصدي لهم ومواجهتهم، وفق قاعدة "دم بدم".

وعلى الرغم من كون حزب "الوطن" السلفي الذي يقوده حالياً، عماد عبدالغفور المساعد السابق للرئيس الإخواني محمد مرسي، من إعلان انسحابه من "تحالف الشرعية الإخواني"، فضلاً عن اتباعه سياسات مداهنة مع النظام، أعلن الحزب "السلفي" مشاركته في كافة الفعاليات الشعبية المقرر خروجها في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير 2015م.
أعضاء الهيئة العليا للحزب السلفي أعلنوا خلال اجتماع منذ يومين، مشاركتهم في فعاليات الذكرى الرابعة للثورة، مؤكداً العمل على استكمال أهداف الثورة، والتصدي للمحاولات التي تسعى لتصفيتها وتشويهها، والدفاع عن رموزها وقيادتها وتاريخها بالوسائل المشروعة، ومواصلة السعي لاسترجاع حقوق شهدائها ومصابيها، وحمل الحزب السلطات والجهات الأمنية المعنية مسئولية أمن وسلامة المتظاهرين.

كما أعلن حزب الوسط، مشاركته في فعاليات الذكرى الرابعة للثورة، وقال الحزب، في بيان له: "ندعو لمظاهرات غد في ذكرى ثورة يناير، كما ندعم تلك التظاهرات"، فيما لم تُبد الجماعة الإسلامية أية مواقف تجاه تلك التظاهرات.
من جانبه، رفض حزب "النور" السلفي المشاركة في تلك الفعاليات، وبرر الأمر بأن الأوضاع الأمنية فب البلاد تحتمل الخروج في فعاليات احتفال بالذكرى الرابعة للثورة.
تفريغ كاميرات طلعت حرب لتحديد قاتل شيماء

إلى ذلك، أمر المستشار عمرو عوض مدير نيابة قصر النيل، تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في مكان واقعة مقتل الناشطة شيماء الصباغ، وكلفت الشرطة بتسليمها للنيابة، ومنها كاميرات إشارات المرور، حيث انتقل المستشار سمير حسن رئيس النيابة إلى مكان الواقعة للمعاينة واستمع عمرو عوض مدير النيابة إلى أقوال عدد من شهود العيان من أصحاب المحلات الموجودة في محيط مقتل شيماء الصباغ، فيما حمل حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، خلال مؤتمر صحفي ظهر اليوم الأحد، أجهزة الأمن مسئولية مقتل شيماء الصباغ القيادية بالحزب، وقال: "الطرف الوحيد الذي قتلها هو الأمن المتواجد في محيط المسيرة".

مدحت الزاهد
وقال القائم بأعمال الحزب مدحت الزاهد أن أعضاء الحزب الذين نظموا المسيرة أمس اتفقوا على عدم الدخول في أي مناوشات مع الشرطة وأن يفضوا المسيرة في حال حدوث أي شد أو جذب مع قوات الأمن.
وأضاف الزاهد أن "أعضاء الحزب لم يحصلوا على ترخيص من وزارة الداخلية لتنظيم المسيرة؛ لأن المسيرة لم تكن تظاهرة ولكنها مسيرة سلمية شارك فيها عدد محدود".
وتابع أن أعضاء الحزب كانوا يريدون وضع إكليل من الزهور فقط وليس التظاهر ضد النظام، وقال: "القاتل هو طرف واحد كان موجودا ولم يكن أحد غيره هناك.. الداخلية هي من قتلت شيماء".
كان النائب العام أصدر أمرا بالتحقيق مع أفراد الشرطة الذين اشتركوا في فض التظاهرة التي قتلت فيها الصباغ، بعد توصل تقرير الطب الشرعي إلى أنها توفيت نتيجة اختراق رصاصات خرطوش لظهرها من الخلف.

كان مجلس الوزراء حاول امتصاص غضب الثوار بعدة إجراءات، بينها اعتبار اليوم الموافق 25 يناير، إجازة رسمية احتفالاً بالذكرى، إلى جانب إجراء احتفالات داخل ستاد القاهرة، إلا أنه تراجع عنها حداداً على وفاة ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كما أعلنت وزارة الداخلية، في بيان أمس الأول، إيقاف مظاهر الاحتفالات بعيد الشرطة، في إطار إعلان الدولة الحداد العام على ملك السعودية.
"أجناد مصر" تتبنى تفجيرات الألف مسكن

في غضون ذلك، أعلنت جماعة "أجناد مصر" مسئوليته عن حادث التفجير الذي وقع صباح اليوم في منطقة الألف مسكن، وأسفر عن إصابة اثنين من رجال الأمن المركزي.
وقالت الجماعة، في تغريدة على توتير: "مكننا سبحانه من استهداف ضباط اليوم بعبوة ناسفة في منطقة ألف مسكن، رغم مزيد الاحتياطات والتشديدات الأمنية التي اتخذوها، فقد وصلنا إليهم".
هذا وتنشط جماعة أجناد مصر في محافظات القاهرة والجيزة، حيث أعلنت مسئوليتها في الآونة الأخيرة عن هجمات على قوات الأمن في القاهرة، فيما تُكثفت قوات الأمن من إجراءاتها الأمنية في محيط الميادين الرئيسية، اليوم الأحد، تحسبا لاندلاع أي أعمال العنف في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.

في السياق، نشر تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي غير اسمه إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعة زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، بث خلاله تسجيلات للزعيم الروحي للجماعة الإسلامية عمر عبدالرحمن، وهو يحث الأفراد على الجهاد نصرة للإسلام، فضلاً عن كلمة للزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، وكلمة للمتحدث الرسمي باسم "داعش" أبو محمد العدناني، وهو يحث الأفراد على الجهاد.
اللافت للنظر أن مقطع الفيديو شن هجوماً على ما أسماه تواطؤ تنظيم "الإخوان" وعدم مساعيه لتطبيق الشريعة وإعلان الجهاد، رغم أن خبراء الحركات الأصولية رصدوا أن التنظيم السيناوي لم يصعد من عملياته الإرهابية إلا في أعقاب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي وهو ما يعكس الارتباط بين الجماعتين.