المشهد الليبي يزداد تعقيدا بعد مزاعم الحاسي تلقيه دعم أمريكا

الأحد 25/يناير/2015 - 06:17 م
طباعة المشهد الليبي يزداد
 
قام وزير الخارجية الليبي محمد الدايري بدعوة المجتمع الدولي إلى مد جيش بلاده بالسلاح ودعمه في مكافحة "الإرهاب"، الذي "يعصف بأمن البلاد، ويهدد الدول المجاورة".
وزير الخارجية الليبي
وزير الخارجية الليبي محمد الدايري
وعبر الدايري عن أمله في أن يحصل توافق عربي ودولي على مكافحة "الإرهاب" في ليبيا، مثلما حصل في سوريا والعراق، وأن يدعم المجتمع الدولي الجيش الليبي بالسلاح ليتمكن من فرض الاستقرار والأمن في البلاد.
وذكر أن قرار الجامعة العربية برفع حظر الأسلحة عن ليبيا كان جماعيا وملزما، رغم تحفظات بعض الدول، وأرجع ذلك "لعدم وضوح الرؤية العامة عربيا ودوليا للوضع في ليبيا".
وأشار إلى غياب الدعم العسكري والاستخباراتي الغربي للحكومة الموالية لمجلس النواب والمعترف بها دوليا، موضحا أن الدول الغربية تشترط تشكيل حكومة وحدة وطنية لمدها بالمساعدات العسكرية والاستخباراتية.
فيما لو تم تشكيل حكومة وطنية في حد ذاته هو مطلب ثوري في اللحظة الراهنة، فحينما يتم تشكيل مثل هذه الحكومة تكون ليبيا ليست في حاجة ملحة لدعم عسكري واستخباراتي حيث يتحول الاحتياج إلى وسائل لإعمار ليبيا.
كما ندد دايري بتحالف "مجلس ثوار بن غازي"، الذي يعارض حكومته المقيمة في مدينة البيضاء، مع جماعة "أنصار الشريعة" التي وصفها بأنها "إرهابية".
وحض جميع الأطراف في ليبيا إلى الكف عن مساندة هذه "الجماعة"، التي قال: إنها تعمل ضد مصالح الشعب الليبي.
وتتنازع السلطة في ليبيا حكومتان، إحداهما تدعمها ميليشيا مسلحة من "ثوار شاركوا في إسقاط نظام معمر القذافي" برلمانها في طرابلس، وأخرى معترف بها دوليا اتخذت من مدينة طبرق شرقي البلاد مقرا لها ولبرلمانها.
رئيس الحكومة الليبية
رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني
وكان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبدالله الثني، قد ناشد المجتمع الدولي الإسهام في الحرب على التطرف الإسلامي والإرهاب، وذلك من خلال رفع الحظر على السلاح للجيش الحكومي، فيما أكدت بريطانيا عدم اعترافها بـ"المؤتمر الوطني العام" وحكومة عمر الحاسي في طرابلس.
وقال الثني: إن على "المجتمع الدولي الإسهام مع ليبيا في الحد من التطرف والإرهاب، من خلال مساعدة الحكومة ومؤسساتها، وعلى رأسها الجيش، برفع الحظر عن السلاح".
في المقابل، طالب المجتمع الدولي "بقطع إمدادات السلاح للجماعات الإرهابية" في بلاده، و"ردع الدول التي تساند هذه الجماعات عن الاستمرار في دعمها وعن تأجيج الصراع في ليبيا".
وقال الثني، بلهجة لا تخلو من العتب: إن "المجتمع الدولي صنّف أنصار الشريعة في ليبيا ومواليها تنظيمات إرهابية، ويقود تحالفاً دوليًّا للقضاء على هذه الجماعات في العراق وسوريا، أما ليبيا فإنها عبر جيشها تقاتل وحيدة هذه الجماعات، ولم تتلق أي دعم".
وأضاف: "لدينا هاجس من تمدد وتسرب هذه الجماعات من العراق وسورية إلى الأراضي الليبية، جراء تضييق الخناق عليها هناك"، في إشارة إلى مقاتلي تنظيم "داعش" الذين قد يلجئون إلى معاقل المتطرفين في ليبيا هرباً من ضربات التحالف الدولي.
وأكد الثني أن "واجب الدولة حماية مواطنيها من الجماعات الإرهابية بشتى الطرق، ومنها القوة، فكل دول العالم تنتهج الأسلوب ذاته عندما تواجه خطر مثل هذه الجماعات"، لكنه أكد حرص الجيش على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين، قائلاً: "لولا حرص الجيش لكانت العمليات العسكرية انتهت منذ فترة".
وتابع أن "سلاح الجو لا يستهدف المدنيين"، لافتاً إلى أن "العمليات العسكرية للجيش الليبي تتوافق مع الأعراف والقوانين الدولية، وتأتي في إطار مكافحة الجماعات الإرهابية".
وحول العمليات العسكرية في درنة (شمال شرق) معقل الجماعات الإرهابية، أشار الثني إلى أن "الجماعات المتطرفة تأخذ هذه المدينة وسكانها رهينة، وتمارس عليهم أبشع أنواع الإرهاب والتطرف".

الولايات المتحدة تدعم الحاسي

عمر الحاسي رئيس حكومة
عمر الحاسي رئيس حكومة الإنقاذ الوطني
على صعيد آخر فقد كشف عمر الحاسي رئيس حكومة الإنقاذ الوطني المعينة من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته في ليبيا، والتي لا تحظى بتأييد دولي، أن حكومته تلقت دعماً من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعد إفصاح الحاسي عن تعاون حكومته مع واشنطن، أول دليل رسمي على وجود هذه العلاقة، في ظل نشر تقارير إخبارية مؤخراً، تفيد اتصال مسئولين أمريكيين بحكومة الإنقاذ الليبية، وفتح قنوات اتصال دبلوماسي غير مباشر معها.
وقال الحاسي في بيان مصور بثته قناة ليبيا الوطنية (تلفزيون حكومي) في وقت متأخر من مساء أمس: "الإدارة الأمريكية فتحت معنا تواصلاً كبيراً، منذ أكثر من شهر مضى للمساهمة في حل الأزمة الليبية، خاصة على المستوى الأمني والخدمي والإنساني، حيث دعمت القوات الأمريكية وصول المساعدات الإنسانية إلى ليبيا، عبر جميع الموانئ البحرية المنتشرة".
وأوضح الحاسي: أن "المسئولين في واشنطن يقدمون لنا استشارات لوجستية، وتصوراً لحل الأزمة الليبية وإنهاء العنف، وحماية ملايين المدنيين من تداعيات الحرب المتصاعدة، ونحن نسعى جاهدين لتطوير علاقتنا معهم، بما يخدم مصالحنا المشتركة".
وأضاف الحاسي: "نشكر رئيس المبادرة الليبية- الأمريكية للمساعدات الإنسانية، هوريو ماكرو، لاستئناف عمل مكتب واشنطن حيث تعاون حكومة الإنقاذ معه بشكل مباشر".
ولا تحظى حكومة الإنقاذ بأي تأييد دولي أو إقليمي حيث لا تزال دول كبرى مثل فرنسا وبريطانيا وروسيا، تؤيد مبدأ الحوار لحل الأزمة السياسية في ليبيا.
وكانت الجولة الأولى من الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، اختتمت قبل أسبوع، بحضور جميع الأطراف باستثناء المؤتمر الوطني العام الذي اعتبر الحوار مفاجئاً واعترض على المشاركين فيه، واشترط، الأحد الماضي، عقد الحوار في ليبيا بدلاً من جينيف حتى يشارك فيه، لكنه تراجع مجدداً ورفض المشاركة، احتجاجاً على ما وصفه بالتصعيد العسكري من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق البلاد وغربها.

المعارك على أرض الواقع

محمد الزهاوي
محمد الزهاوي
وبعيدا عن تأييد طرف ورفض الآخر من الأطراف الدولية لهذا أو ذاك من قطبي الصراع الليبي- الليبي فقد أكد تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا رسميا، أمس السبت، وفاة زعيمه محمد الزهاوي متأثرا بجراحة بعد دخوله في غيبوبة لمدة طالت عن أربعة أشهر، إثر إصابته في معارك كان يقودها بمدينة بنغازي، شرقي البلاد. وفي بيان رسمي وزع على الوكالات المرتبطة بالتنظيم ومنها الاناضول، ويعد أول تأكيد منه لنبأ وفاة الزهاوي، قال التنظيم: "اليوم نودع أسدا من أسود الإسلام وقائدا مغوارا شجاعا محنكا من اقلق الكفار والمرتدين بكلماته وأرعبهم في ميادين الجهاد بصولاته وجولاته، الصارم المسلول على أعداء الدين". وأضاف البيان: "ودع الدنيا مجاهدا مرابطا وشهيدا بإذن الله لم يكل أو يمل كان حارثا من أجل الدين وقائدا مغوارا وشجاعا محنكا ولئن أحزننا فراق الشيخ الزهاوي فقد سرنا أنه قتل وهو يذود عن شريعة الإسلام". وعبر بيانه، طالب تنظيم أنصار الشريعة من وصفهم بـ"المجاهدين" أن "يستمروا في القتال حتى يحكم الله لهم بالنصر"، مطالبا إياهم بـ"المضي على نهج الزهاوي والاستمرار في دعم أصحابة بالنفس والمال والدعاء". وتوعد من أسماهم بـ"أعداء الله" بأن "نقمات المجاهدين ستتوالى عليكم صواعق متتالية وعاجلة، وأن الثأر لكل قطرة زكية من دم القائد المجاهد سيكون ثقيلا وعاجلا".
العقيد أحمد المسماري
العقيد أحمد المسماري
 وقال العقيد أحمد المسماري، المتحدث الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المجتمع في مدينة طبرق (شرق): إن الزهاوي أصيب في اشتباكات وقعت بمنطقة بنينا في ضواحي مدينة بنغازي في شهر سبتمبر الماضي. وعن تفاصيل الحادث، أوضح أن "الزهاوي كان برفقة قادة آخرين من التنظيم داخل عربة مدرعة تعرضت للقصف وأصيب على إثر ذلك هو ومن معه، فيما كثف تنظيم أنصار الشريعة النيران على المنطقة وتمكّنوا من إخراجه وحمله إلى المستشفى الليبي الألماني في بنغازي"، وتابع المسماري، تمكن "تنظيم أنصار الشريعة من نقل الزهاوي إلى مدينة مصراته (غرب) لتلقي العلاج ثم قام بنقله إلى الخارج لتلقي العلاج في إحدى الدول الغربية وهناك وافته المنية في إحدى مستشفياتها الأسبوع الماضي". ومحمد الزهاوي، الجهادي السابق في أفغانستان، أسس تنظيم أنصار الشريعة بعد انشقاقه وآخرين عن كتيبة رأف الله السحاتي، وللتنظيم العديد من المواقع منها المعلنة وغير المعلنة لكن أبرزها هو مزرعة بمنطقة الهواري (جنوب بنغازي)، فضلا عن فروع أخرى بمدن درنة وإجدابيا (شرق) وسرت (وسط). ويقول المنتمون لهذا التنظيم إنهم يسعون لتطبيق الشريعة الإسلامية في ليبيا، حسب بيانات سابقة لهم أعلنوا خلالها رفضهم للديمقراطية والانتخابات. وأدرجت الولايات المتحدة عام 2012 بعض من قيادات التنظيم في مدينتي بنغازي ودرنه على قائمة الإرهاب العالمي ورصدت مكافآت مالية لمن يدل بمعلومات تقود للقبض عليهم. وفي 22 نوفمبر الماضي، أدرج مجلس الأمن الدولي التنظيم على القائمة السوداء (التنظيمات الإرهابية) التي يُمنع بموجبها الأشخاص والكيانات من تلقي دعم مالي أو مادي أو سلاح. ويقاتل تنظيم أنصار الشريعة الجهادي برفقة كتائب الثوار الإسلامية بمدينة بنغازي منذ أشهر قوات اللواء خليفة حفتر الذي أطلق عملية عسكرية أسماها الكرامة ضد التنظيم ومن يواليه من كتائب وذلك إلى جانب قوات الجيش المنبثقة عن البرلمان المجتمع في طبرق.

اختطاف وكيل وزارة الخارجية الليبي

وكيل وزارة الخارجية
وكيل وزارة الخارجية الليبية الدكتور حسن الصغير
وفي تطور للأحداث في الوضع الليبي الملتهب اقتحم مسلحون مجهولون غرفة وكيل وزارة الخارجية الليبية الدكتور حسن الصغير، بفندق "مرحبا" بمدينة البيضاء، بقوة السلاح، فجر اليوم الأحد، واقتادوه إلى جهة غير معلومة. وقال مصدر مطلع من الفندق لـ "بوابة الوسط " اليوم: "إن مجموعة مسلحة دخلت الفندق وأخبرتهم أنها تابعة للشرطة، واقتادت الصغير معها دون أن تعرف إلى أين ذهبوا به". مما يزيد الوضع التهابا ويؤكد على أهمية التعاون الدولي أو الاقليمي لحل الأزمة الليبية بأسرع وقت، ومحاولة إنتاج حوار وطني بناء يعمل على لم الشمل الليبي.

شارك