كوبانى.. مدينة قصمت ظهر داعش

الإثنين 26/يناير/2015 - 07:49 م
طباعة كوبانى.. مدينة قصمت
 
كوبانى.. مدينة قصمت
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن وحدات حماية الشعب الكردي، تمكنت من استعادة السيطرة على كامل مدينة عين العرب (كوباني)، ولا تزال وحدات الحماية تقوم بعملية تمشيط في بعض المنازل عند الضواحي الشرقية للمدينة، يتخللها عمليات تفكيك وتفجير عبوات ناسفة.
وكانت القوات الكردية قد تقدمت في أطراف حي كاني عربان (كاني كردا)، وسيطرت على مدرسة تشرين، بالإضافة إلى تقدمها في أطراف حي مقتلة بالمدينة.
كوبانى.. مدينة قصمت
وحاولت "داعش " استعادة  ولو جزء صغير من المدينة بأرسال كتيبة مؤلفة من نحو 140 عنصراً غالبيتهم دون سن الـ 18، من المنضمين حديثاً إلى معسكرات التدريب التابعة للتنظيم"، إلى جبهات القتال في  المدينة  ولكن لقى 6 عناصر منهم، حتقهم في اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي ولا تزال وحدات الحماية تقوم بعملية تمشيط في بعض المنازل عند الضواحي الشرقية للمدينة، يتخللها عمليات تفكيك وتفجير عبوات ناسفة
 أحلام داعش للاستيلاء على المدينة ذات الموقع الاستراتيجي تعود الى ما يقارب  112 يوماً،  عقب الاستيلاء على  الموصل ومن قبلها الرقة السورية وذلك للأهمية الكبيرة  للمدينة  حيث أنها تقع في موقع استراتجى هام بين  الحدود السورية التركية، وهي من ناحية إدارية تابعة لمحافظة حلب، تبعد عن مدينة حلب 150 كلم وتتألف من 384 قرية صغيرة، ويتجاوز سكانها 460 ألف نسمة، أغلبيتهم من أكراد سوريا الاستيلاء على المدينة يؤمن  تواصلا جغرافيا في المناطق الواقعة على الحدود بين سوريا وتركيا وتمكن داعش من ربط المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الحدود السورية التركية بداية من عين العرب وحتى أعزاز مروراً في الراعي بمسافة تصل إلى 136 كلم، وبالتالي تأمين شريط جغرافي حدودي مع الحدود التركية بالإضافة الى أنها تمثل  "عقدة" مواصلات إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب، سواء على الحدود التركية أو العراقية من ناحية معبر اليعربية وحتى في العمق السوري وتتحكم في شبكة مواصلات لصلتها بالرقة وحلب.
كوبانى.. مدينة قصمت
 داعش التى سيطرت ثلاثة احياء في شرق المدينة  قبل 4 شهور وهى احياء المدينة الصناعية ومقتلة الجديدة وكاني عربان في شرق كوباني بعد معارك عنيفة مع  وحدات حماية الشعب الكردي”، سرعان ما تراجعت عقب قيام قوات التحالف الدولى  بشن  حملة جوية عليهم  بالإضافة الى وصول قوات البيشمركة الكردستانية البالغ عددهم ما يقارب 1000مقاتل  بعدما سمحت الحكومة التركية لهم بالعبور في أراضيها بالتنسيق مع رئاسة إقليم كردستان العراق، لتدور اشتباكات عنيفة بين وحدات حماية الشعب الـ«YPG» ومقاتلي تنظيم الدولة في مدخل المدينة الجنوبي  والمنطقة الصناعية والمربع الأمني وسط المدينة وارسل  الجيش الســـوري الحرّ  ايضا  مقاتلين  من كتيبتي يوسف العظمة وصلاح الدين التابعتين للجيش الحرّ إلى داخل مدينة كوباني لمشاركة وحدات حماية الشعب في التصدي لهجمات تنظيم الدولة
ودارات ‏اشتباكات عنيفة ر بين مقاتلى وحدات حماية الشعب الكردى  والبشمرجة وتنظيم داعش فى ‏عدة محاور فى مدينة عين العرب "كوبانى".‏ وسط قصف من قبل وحدات الحماية وقوات البشمرجة الكردية ‏على تمركزات لتنظيم داعش فى المدينة ومحيطها، وقصف بقذائف الهاون من قبل ‏التنظيم على مناطق فى المدينة، وفى منطقة تل شعير بالريف الغربى".‏ ودعمت طائرات التحالف العربى – الدولى  تقدم القوات الكردية ضد داعش بضربات جوية  استهدفت تنظيم داعش فى جنوب ‏شرق وجنوب غرب مدينة عين العرب وشهد ريف المدينة  عمليات ‏مماثلة للعملية التى نفذتها وحدات حماية الشعب الكردى  وتم السيطرة فيها على ‏طريق حلنج – كوباني، أحد طرق إمداد تنظيم داعش ثم سوق الهال وشوارع في شمال غرب حي الصناعة بالمدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش، وعلى المشفى الوطني جنوب غربي المدينة، وصولاً إلى المدخل الجنوبي الغربي للمدينة ثم قمة هضبة مشتة نور،  وبذلك يكون تم السيطرة على طرق إمدادات داعش من حلب والرقة  لتوشك المعارك على الانتهاء بسيطرة قوات الحماية الكردية والبشمرجة على أحياء المدينة وطرد عناصر  داعش منها
كوبانى.. مدينة قصمت
 وترجع أسباب هزيمة " داعش" الى الأسباب الآتية:
1- أن المقاتلين الأكراد وضعوا نفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما، المقاومة أو الموت دفاعاً عن الأرض والكرامة، لا سيما بعد أن شاهدوا مجازر "داعش"، التي لم يسلم منها أحد في سوريا أو العراق، وانطلاقاً من ذلك كان القرار الواضح بالصمود بكل الإمكانات المتاحة.
2- الاحتضان الشعبي لقوات حماية الشعب، حيث كان الجميع في خندق واحد، المدني والعسكري يحمل السلاح اليوم من أجل الدفاع عن المدينة، حتى الفتيات بلغت نسبة مشاركتهم في القوات العسكرية ما يقارب 30%، وهنّ سطّرن بطولات يشهد العالم أجمع عليها.
 ويؤكد  الصحافي الكردي مصطفى بالي، على أهمية العقيدة القتالية الموجودة لدى وحدات حماية الشعب الكردي ووحدات حماية المرأة، والتي تنص على عدم الاستسلام والقتال حتى الطلقة الأخيرة، وهي لا تكون في مخزن السلاح بل في جيب المقاتل من أجل أن يطلقها على نفسه كي لا يستسلم.
ويتابع قائلا "قوات حماية الشعب انتصرت بمجرد عدم الاستسلام أو الهروب من وجه "داعش"، الذي يعتمد بشكل أساس على خلق الرعب في نفوس الخصم، وهو نجح في ذلك في أكثر من مكان إلا أنه فشل مع الأكراد،  ورغم محاولاته منذ أغسطس  2013، إعادة الهجوم بعد أن نجح بالسيطرة على المناطق المحيطة، وتمكن من الحصول على أسلحة حديثة بعد غزوة الموصل،  وتوقع  الجميع الهزيمة خلال 3 أيام لكننا حتى الآن نقاوم”.
وشدد المسؤول الإعلامي في حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" نواف خليل، على أن ما يحصل في المدينة هو رسالة إلى جميع السوريين واللبنانيين والعراقيين في كيفية مواجهة الجماعات التكفيرية،  وأن هناك قادة ومقاتلين مصممون على الانتصار سينتصرون لا محالة  وأن هذه ليست المواجهة الأولى التي تخوضها قوات حماية الشعب وقوات حماية المرأة مع تنظيم "داعش"، لكنه يعرب عن سعادته لأن العالم بات ينتبه اليوم إلى القوة التي يمتلكها الأكراد في مثل هكذا معارك،  وأن المعركة اليوم هي معركة الدفاع عن كل شعوب المنطقة في مواجهة الاستبداد التكفيري المدعوم من بعض الجهات الإقليمية.

شارك