النهضة تنجح في عرقلة تشكيل الحكومة التونسية.. ومحاولات طارئة لمعالجة الأزمة

الإثنين 26/يناير/2015 - 11:56 م
طباعة النهضة تنجح في عرقلة
 
الحبيب الصيد
الحبيب الصيد
كما توقعنا منذ أيام، عرقلت حركة النهضة ومعها عدد من الأحزاب التونسية محاولات تشكيل الحكومة التونسية، بعد ثلاثة أسابيع من المشاورات التي عمل "الحبيب الصيد" على القيام بها، فبعد ساعات من إعلان الانتهاء من تشكيل الحكومة التونسية، أعلنت حركة النهضة أنها لن تمنح ثقتها للحكومة التي شكّلها رئيس الوزراء المكلف "الحبيب الصيد" كردِّ فعلٍ على استبعادِها من التشكيلةِ الجديدة، رغم أنها شاركت في المفاوضات.
يأتي ذلك في الوقت الذى أعلن فيه حزب "آفاق تونس" ، إنه لن يمنح ثقته للحكومة الجديدة التي شكلها رئيس الوزراء المكلف الحبيب الصيد لينضم بذلك إلى حركة "النهضة" و"الجبهة الشعبية".
البرلمان التونسي
البرلمان التونسي
وتحتاج الحكومة للحصول على 109 أصوات من مجموع 217 عضوًا في البرلمان، ولا تضم حكومة الصيد سوى أعضاء من حركة نداء تونس الحاصل على 86 مقعدًا وأعضاء من حزب الاتحاد الوطني الحر ذي التوجه الليبرالي والحاصل على 16 مقعدًا بالإضافة إلى مستقلين.
من جانبه قال الصحبي عتيق القيادي بحركة النهضة: "قررنا عدم منح الثقة لهذه الحكومة لأنها جاءت مخالفة للتوقعات ولم تكن حكومة وحدة بل هي حكومة لا تمثل كل الأطياف السياسية في البلاد، فحكومة الصيد قطعت مع نهج التوافقي الذي سارت فيه تونس في الآونة الأخيرة وهي لا يمكن أن تستجيب لتطلعاتنا وتطلعات جزء واسع من التونسيين".
ويرى مراقبون أنه سيكون من الصعب أن تنال الحكومة الجديدة ثقة البرلمان في جلسته التي لم تتحدد بعد، رغم أنه كان مقررا أن تعقد غدا الثلاثاء، خاصة وأن المعارضين لها يرون أن تركيبة الحكومة "غير منسجمة ولا تتوفر على أدنى الشروط المطلوبة.
أنصار نداء تونس ينشدون
أنصار نداء تونس ينشدون الاستقرار
ويرى متابعون أن تأجيل التصويت على الحكومة يهدف لإعطاء الصيد فرصة إضافية لتوسيع حكومته وإعادة جولة أخرى من المفاوضات قد تنتهي بإدخال تعديلات على حكومته، خاصة وأن الرابع من فبراير المقبل سيكون آخر أجل لتقديم حكومته أمام البرلمان الذي يترأسه القيادي بنداء تونس محمد الناصر،  ويتوقع سياسيون أن رفض تشكيلة حكومة الصيد أجبره على بدء جولة جديدة من المشاورات مع الأحزاب السياسية، للحصول على نصاب مريح يمكنها من نيل الثقة".
من جانبه قال النائب عبد العزيز القطي بحزب نداء تونس إن كتلة نداء تونس تعتبر أن الحكومة التي تم تشكيلها لا ترتقي الى تطلعاتها ولا إلى طموحات الشعب التونسي، وأن النواب بينوا لرئيس الحكومة النقائص والإطلالات الموجودة في حكومته، مشيرا إلى أن العديد من النواب يعتبرون أن هذه الحكومة لا لون لها ولا يمكنها ان تقوم بما تطلبه المرحلة القادمة من إصلاحات ضرورية وهيكلية، وأنها ستكون حكومة ضعيفة جدا.
النهضة تنجح في عرقلة
على الجانب الآخر أعلن المكتب السياسي لحزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، عن مساندته للتشكيلة الحكومية التي أعلن عنها الحبيب الصيد ودعمها بالمقترحات والكفاءات المتوفرة في صفوفه، فى الوقت الذي تحفظ فيه  الحزب على بعض أفراد الفريق الحكومي الذين تم تعيينهم في مراكز حساسة وتحوم شكوك حول نزاهتهم، بما من شأنه ان ينقص من مصداقية الحكومة ونجاعتها في مواجهة القضايا الأمنية والاقتصادية والاجتماعية الحارقة.
كذلك أعلن حزب المبادرة أن منحه الثقة لحكومة رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد سيكون مرتبطا بمدى أهمية ونجاعة البرنامج الذي سيتم عرضه أمام مجلس نواب الشعب.
وتتجه الأنظار إلى الحبيب الصيد وحزب نداء تونس معرفة الخطوات التى سيتم الاعتماد لعيها خلال الفترة المقبلة لمواجهة هذه التحركات من الأحزاب الرافضة لتشكيل الحكومة من أجل نيل الثقة اللازمة لبدء عمل الحكومة التى يعض عليها التوانسة أمال عريضة.

شارك