سيطرة الحوثيين... هل تنعش آمال انفصال اليمن الجنوبي؟!

الثلاثاء 27/يناير/2015 - 07:22 م
طباعة سيطرة الحوثيين...
 
يعيش اليمن اليوم واقع عصيب في ظل سيطرة الحوثيين علي تهدد الوحدة التي تم في 1990، مع سيطرة الحوثيين علي اغلب الرقة الزيدية من اليمن الشمالي، وفرض سياسية الأمر الواقع علي العاصمة صنعاء، وسط غياب المؤسسات الكبرى واستقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة اليمنية المهندس خالد البحاح، أنعشت السياسيين المتشددين في الجنوب للانفصال عن الشمال.

انتعاش الآمال:

انتعاش الآمال:
التيار الراديكالي في الحراك الجنوبي، الذي كان يطالب باستقلال جنوب اليمن، وجد نفسه بعد استقالة هادي، في الخندق نفسه مع تيارات الجنوب التي كانت مؤيدة للدولة المركزية في إطار الأقاليم الستة.
وتسعى التيارات من خلال المباحثات المكثفة في عدن إلى حسم الموقف في الجنوب بين دعاة "الحكم الذاتي" والاستقلال التام والعودة إلى دولة الجنوب قبل الوحدة في 1990، مستغلة الفوضى في الشمال.
فالرئيس اليمني المحاصر في منزله بصنعاء، ينحدر من الجنوب وتحديدا من محافظة أبين، سيحاول، حسب هذه المصادر، العودة إلى عدن لإعلان الدولة المرتقبة، بعد أن ضاق ذرعا بالخلافات والنزاعات في الشمال.
وفي وقت تبقى هذه المعلومات في إطار التكهنات، تشير الأحداث في الجنوب إلى أن الحراك الراديكالي سيستغل "الفراغ السياسي والدستوري الذي تعيشه البلاد بالإضافة الى حالة الغضب في أوساط القوى السياسية".
وبثت قناة عدن عبر شريط الأخبار العاجلة، أنه سيصدر بعد قليل بيان رسمي عن اللجنة الأمنية في إقليم عدن، فيما ترددت أنباءً عن أن البيان يتضمن إعلان استقلال الجنوب عن دولة اليمن التي أُعلنت عام 1990م.

استقلال القرار:

استقلال القرار:
أولى مقدمات الانفصال هو العصيان للأوامر، من قبل المناطق العسكرية في الجنوب، بالإضافة إلى أن انفصاليي "الحراك الجنوبي" استولوا على جميع مراكز الشرطة في مدينة عتق جنوبي اليمن، في ضربة جديدة للسلطات المركزية التي أضعفت سلطتها من قبل مليشيات "الحوثيين" في صنعاء.
وسيطر مقاتلون في "الحراك الجنوبي" الساعون الى استقلال جنوب اليمن، ليعود دولة، كما كان قبل الوحدة اليمنية في 1990، على ست نقاط مراقبة في عتق كبرى مدن محافظة شبوة من دون مقاومة من قوات الأمن، بحسب ما أفاد شهود عيان، وطلبوا من الشرطيين تسليم أسلحتهم والعودة إلى معسكرهم، وأضاف الشهود أن المسلحين رفعوا على الحواجز راية دولة اليمن الجنوبي سابقاً.
وترفض أربع محافظات يمنية منذ الخميس الماضي أوامر العاصمة إلى وحدات الجيش والأمن، وقررت هذه المحافظات عدم إطاعة إلا مسئولين موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي استقال في نفس اليوم تحت ضغط المليشيات الحوثية.

الاتفاق مع الحوثي:

الاتفاق مع الحوثي:
كشف المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية محمد عبدالسلام، عن تواصل قيادة جماعته مع قيادات جنوبية على رأسها الرئيسين الأسبقين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وقيادات الحراك الجنوبي بمختلف فصائله، وأنه تم الاتفاق على أن يكون هناك نظرة واحدة لحل القضية الجنوبية وفق حل فدرالي.
وقال عبد السلام في تصريح لـ”السياسة الكويتية”، “لقد وجدنا تفهما من قبل كثير منهم لإيجاد حل للقضية الجنوبية وأن يكون هناك خيارات يتفق عليها الجنوبيون لقضية الفدرالية، ثم تأتي الخطوات التفصيلية كيف تكون هذه الفدرالية".
وأضاف عبدالسلام “إن حل القضية الجنوبية يجب أن يكون حلا وطنيا من الداخل وليس من الخارج آما الخارج فهو ينظر إلى مصلحته سواء من خلال هذه القضية أو لما يمكن أن يعود عليه من فائدة".
 واتهم القوى التي ترفع شعار الوحدة أو الموت، في إشارة إلى نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالتحرك بعد ثورة الـ21 من سبتمبر لدعم انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وقال إن "هذه القوى لها مواقف سابقة حيث كانت من قبل تهاجم حتى من يطالب بحقوق الجنوب والآن هذه القوى هي من تذكي نار الانفصال وتغذيه".
وأضاف "بالنسبة لنا نحن مع الوحدة الوطنية كمطلب شعبي كما هي كذلك بالنسبة للجنوبيين قبل أن تكون مطلبا لغيرهم باعتبار أن مقومات الانفصال غير موجودة وغير قائمة، لكن لا يجوز أن نتحدث مع الجنوبيين عن الوحدة فيما هم يعانون منها فمنذ حرب 94 الظالمة لم تقدم الدولة للجنوبيين أي حلول والمطلوب اليوم هو رفع الظلم والمعاناة عنهم وعدم السماح لأي تدخل خارجي في هذه القضية".

تقرير المصير:

تقرير المصير:
إلا أن المشهد  بات أكثر تطورًا مع مطالبة أعضاء الكتلة البرلمانية الجنوبية في البرلمان اليمني في اجتماع لهم بعدت، اليوم الثلاثاء، بحق تقرير المصير .
وطالبت الكتلة الجنوبية والمكونة من أكثر من 36 عضوًا مجلس الأمن والأمم المتحدة برعاية حق تقرير المصير ودعمه.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
فيما يبدو أن المشهد اليمني يذهب إلى ما قبل 1990، فالأصوات المطالبة بالانفصال باتت أكثر قوة في ظل الأحداث التي تجري على أرض اليمن، وهو ما يشير إلى أن الهيمنة الحوثية قد تؤدي إلى سقوط الدولة الموحدة، مع مطالب الحوثيين بإلغاء نظام الفيدرالية، والاكتفاء بالإقليمين الشمالي والجنوبي، مما قد يعزز فرص الانفصال.

شارك