الأكراد يتقدمون وتركيا في مأزق.. وتجدد المخاوف من أزمة إنسانية في العراق

الثلاثاء 27/يناير/2015 - 08:47 م
طباعة كردستان العراق، كردستان العراق،
 
الأزمة الانسانية
الأزمة الانسانية فى العراق
تتزايد معاناة العراقيين الفارين من جحيم داعش، وفشل الحكومة العراقية في توفير ملاذ آمن لهم، وهو ما جعل برنامج الأغذية العالمي يطلق صيحات التحذير من نشوب أزمة إنسانية وشيكة في جنوب العراق، حيث لجأ عشرات الآلاف هربًا من النزاع الدائر في البلاد، والتأكيد على أن الوضع في محافظات النجف وكربلاء وبابل أخذ يصل إلى مستويات حرجة بسبب تدفق الناس الذين فروا من وجه العنف في أجزاء أخرى من البلاد، ولم يعد لهم موارد رزق لإعالة أنفسهم.
أكد البرنامج أن الناس الذين يتلقون الإعانات معتمدون تماما عليها، وأنه رغم أن الوضع حاليا تحت السيطرة ، إلا أن هناك مخاوف من عدم إمكانية مواصلة هذه المساعدات بعد انتهاء التمويل في مارس، وبعد ذلك سيصبح هؤلاء متروكين لشأنهم في غياب أي شكل من أشكال المساعدة المنتظمة من طعام وغيره من الاحتياجات الإنسانية الأساسية".
العاقلون على الحدود
العاقلون على الحدود
يأتي تحذير البرنامج الدولي عقب تقييم أُجري مؤخرًا للوضع، وأظهر أن العديد من العائلات غير قادرة على تحديد مصدر وجبتها التالية، خاصة أن البرنامج يساعد 50 ألف عائلة مشردة في البصرة وذي قار والقادسية وميسان والواسط والمثنى والنجف وكربلاء وبابل، ويعيش العديد من هؤلاء في مبان عامة غير مأهولة أو مساجد، كما أنهم أنفقوا مدخراتهم للوصول إلى المناطق الجنوبية الأكثر أمنا، في الوقت الذي يقدم فيه البرنامج مساعدات غذائية لنحو 1.4 مليون شخص في العراق في 2014.
يشمل مساعدات البرنامج الدولي توزيع أطعمة أساسية، مثل الطحين والأرز والزيت والمعكرونة، للعائلات التي وجدت أماكن لجوء شبه مؤقتة، كما يقدم الإمدادات الطارئة للأشخاص الذين ما زالوا يتنقلون، وتوزع قسائم الطعام في المناطق لدعم الاقتصادات المحلية. 
يأتي ذلك في الوقت الذى ترددت فيه أنباء سيطرة القوات الكردية والعراقية على مدينة كوباني بعد تحريرها من عناصر داعش وسيطرة قاتلي وحدات حماية الشعب الكردي عليها بشكل كامل، واحتفال المقاتلين الأكراد بالاحتفال في المدينة ورفعوا الأعلام الكردية عليها، مع انتشار تقارير تفيد انسحاب مسلحي داعش إلى ريف المدينة، بعد أن انتهى القتال عند الأطراف الشرقية منها.
القوات التركية تتأهب
القوات التركية تتأهب
ونقلت وكالات الأنباء عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله أن عناصر وحدات حماية الشعب يتقدمون بحذر في المناطق التي دخلوها، إذ إن مسلحي داعش زرعوا عشرات الألغام قبل فرارهم، كما حفروا أنفاقاً قد تكون ملجأ لمجموعات سرية منهم مستقبلاً.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" إنه من المبكر الجزم بطرد مسلحي داعش بشكل نهائي من مدينة كوباني، ورفضت إعلان انتهاء "معركة كوباني" وحسم طرد داعش من المدينة، ويري مراقبون أن الأكراد باتو يسيطرون على 90 في المائة من كوباني السورية وأنها تعتبر ذلك "إخفاقاً استراتيجياً للتنظيم".
من جانبه قال الفريق الركن عبد الأمير الزيدي "نعلن تحرير محافظة ديالى من تنظيم داعش، بمشاركة قوات الجيش والحشد الشعبي وأبناء العشائر، وقتل أكثر من خمسين إرهابيا، والقوات العراقية تفرض سيطرتها على جميع مدن واقضية ونواحي" ديالى"، وذلك بعد 3 أيام من شن الجيش والمتطوعين عمليات مكثفة ضد التنظيم في المحافظة الواقعة شمال شرق بغداد.
وتسعى القوات العراقية إلى تحرير المناطق التي سقطت بيد المتشددين، بدعم من ضربات جوية تشنها طائرات تحالف دولي تقود الولايات المتحدة.
البيشمركة
البيشمركة
ومع سيطرة الأكراد على كوبانى، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أن تركيا لا تريد منطقة كردية خاضعة لحكم ذاتي في سوريا على غرار تلك القائمة في العراق، ودافع أردوغان مرة جديدة عن فكرة إقامة "منطقة حظر جوي" و"منطقة أمنية" على الحدود السورية، مجددا معارضته الشديدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
 هذه التصريحات تزيح الغموض التركي الذي شاب التعامل مع كوبانى خلال الفترة الماضية، بعد أن اعتمدت موقفا غامضا في هذه المسألة، ورفضت المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لضرب مواقع متطرفين في العراق وسوريا أو دعم أكراد سوريا، ولكن مع الضغوط الكبرى التي مارسها حلفاؤه، قرر النظام التركي القيام ببادرة وسمح بمرور قوات البيشمركة العراقية عبر أراضيه لدعم المقاتلين الأكراد أثناء دفاعهم عن كوباني، في ظل مخاوف أنقرة من أن يؤدي انتصار الأكراد في كوباني إلى استقلال الجانب الكردي في سوريا الواقع على حدود بلاده.
في الوقت الذى أكد فيه وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أن العراق لا يعاني من أزمة مقاتلين، وأن القوات الأمنية والحشد الشعبي أثبتوا أن العراق ليس بحاجة للقوات البرية من خلال الانتصارات التي تتحقق على الأرض، وإنما بحاجة للمزيد من الدعم الأمني والعسكري المتمثل بالغطاء الجوي، والدعم اللوجستي، والمعلومات الاستخبارية، والمساعدات الإنسانية.
طالب الجعفري الدول الصديقة للعراق كافة إلى توفير المساعدات الإنسانية للنازحين الذين تجاوز عددهم أكثر من مليوني نازح يعيشون ظروفاً معيشية صعبة، ومعاناة كبيرة مع شدة البرد، وهطول الأمطار.

شارك