مع تأسيس حزب في "شيكاغو".. طموح إخواني للتأثير في صناعة القرار الأمريكي

الأربعاء 28/يناير/2015 - 02:30 م
طباعة مع تأسيس حزب في شيكاغو..
 
مع إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن تأسيس حزب سياسي في ولاية شيكاغو الأمريكية، لاختراق القرار الأمريكي عبر مؤسسات رسمية، مع الدور الذي يلعبه البيض الأبيض في صناعة سياسة العالم خاصة المنطقة العربية، جاء تأسيس هذا الحزب ليؤكد أنه ليس وليد اللحظة الراهنة بل نتيجة طبيعية للتواجد التاريخي للإخوان في "بلاد العم سام"، حيث تتواجد الجماعة في الولايات المتحدة منذ تأسيسها في مصر على يد "حسن البنا"، وخلال هذه العقود استطاع التنظيم أن يؤسس جمعيات وهيئات اخترق بها المجتمع الأمريكي وخاصة المسلمين في أمريكا.
ويسعى الإخوان لاختراق الإدارة الأمريكية، للسيطرة على الدول العربية عن طريق البيت الأبيض، عقب الإخفاق الذي واجهته الجماعة في الحكم بمصر وتونس وليبيا واليمن.
وفي تقرير سابق تناولنا تأسيس ونشأة الإخوان في أمريكا، تحت عنوان "منظمة "إيسنا".. ذراع الإخوان القوي داخل الإدارة الأمريكية، حيث بدأت في التخطيط لإنشاء حزب سياسي يحقق لها أهداف التنظيم الدولي في السيطرة على مقاليد الأمور بدول العالم عبر اختراق الدولة الأولى، وبدأت في تدشين حزب سياسي تحت شعار "الأمة"، لتضم كافة الإسلاميين لسهولة السيطرة على قرارات البيت الأبيض، وكذلك فرض هيمنتها على السياسة الأمريكية.
مع تأسيس حزب في شيكاغو..
ويعتبر هذا الحزب التابع للإخوان في أمريكا، ما هو إلا تحقيق لأهداف الطرفين؛ أمريكا من ناحية وجماعة الإخوان من ناحية أخرى، ومن المعروف أن أمريكا هي من تخطط للعمليات الإرهابية، والإخوان ينفذون تلك المخططات. 
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف المستشار وليد الشرابي الهارب خارج مصر، أحد حلفاء الإخوان، عن لقاء تم خلال الساعات الماضية بين وفد لما يسمى "المجلس الثوري" الذي دشنته جماعة الإخوان في تركيا- بمسئولين في الخارجية الأمريكية، بمقر وزارة الخارجية الأمريكية.
وقد ذكر موقع "The Inquisitr" الأمريكي أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر تبدأ في تأسيس فرع جديد لها بمدينة "شيكاغو" الأمريكية، مشيرا إلى أن هذا هو الحزب السياسي الوحيد والأول في الولايات المتحدة الذي تنشئه منظمة إسلامية.
وبدأ المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية في بناء الخط الأساسي للحزب السياسي الوليد، مشيرا إلى أن هذا الحزب نجح بعدما تم السماح لعضو الإخوان الأردني "صبري سميرة" بالدخول إلى الولايات المتحدة من قبل الرئيس باراك أوباما العام الماضي بعد حظر استمر 11 عاما وقام فورا بدفع المسلمين لتشكيل حزب يعرف الآن باسم "الأمة" أو "Umma" كفرع لرابطة الأمريكيين المسلمين المتحدين.
وفي محاولة منه لاستقطاب أكبر عدد من الداعمين، يسعى الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" إلى الترويج له، واصفا حزب "Umma"  بأنه منظمة شعبية مسجلة غير حزبية وغير ساعية للربح، مكرسة لتعزيز التمكين العام والسياسي للجالية المسلمة في أمريكا ولخدمة مصالحها، كما يدعمون مرشحين بنسبة تتراوح بين 85% للديمقراطيين، و15% للجمهوريين.
مع تأسيس حزب في شيكاغو..
وفي أول رد فعل من المعارضين في دول العالم، وبالأخص بعد مذبحة "تشارلي إيبدو" في فرنسا، هاجم العديد منهم هذا القرار، معتبرين أن ما يحدث محاولة صريحة لعودة الجماعات الإرهابية وتأييدها في ممارسة أنشطتها، وذكروا أنه ليس من الطبيعي أن تسمح أمريكا بذلك في ظل إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب من قبل مصر والسعودية والإمارات.
من ناحيتها رفضت أمريكا إدراج الإخوان الإرهابية على قوائم الإرهاب.
فيما يرى مراقبون أن الهدف من إنشاء الحزب ما هو إلا انتخاب إسلاميين في واشنطن يعملون لتعزيز سياسات موالية للشريعة.
وقال مراقبون: إن جماعة الإخوان أرادوا أن يلعبوا على أمريكا بطريقة غير مباشرة بأن يقنعوهم بإنشاء حزب سياسي إسلامي في واشنطن ويعمل وفق توجهات أمريكية.
فيما يرى خبراء، أن جماعة الإخوان تهدف من وراء إنشاء حزب سياسي في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ضغط سياسي أو ما أسموه بـ"لوبي" على حد وصفهم، في واشنطن، كي تجعلها تخدم أهداف الجماعة في جميع دول العالم، مشككين في قدرة التنظيم على تشكيل حزب سياسي قوى في أمريكا. 
من المعروف أن هناك حزبين أساسيين في الولايات المتحدة فيما يعرف بنظام الحزبين، لكن برغم ذلك، هناك من الناحية الفنية مزيد من الأحزاب في الحكومة، أغلبها داعمة للطرفين، مثل حزب الشاي والحزب الليبرالي المحسوبَين على الحزب الجمهوري، والحزب التقدمي المحسوب على الحزب الديمقراطي، وهناك أيضا حزب الخضر المستقل، الذي يتبنى أيديولوجية سياسية تقوم على الحفاظ على البيئة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الشعبية. 
مع تأسيس حزب في شيكاغو..
ووفقا لمركز سياسة الأمن، فإن المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية بدأ في بناء الإطار لحزب سياسي جديد، كما سيكون هذا الحزب الأول في الولايات المتحدة وله علاقة صريحة بجماعة الإخوان.
ومن المعروف كما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في موضوع بعنوان "تاريخ العلاقات الإخوانية الأمريكية"، فقد بدأت علاقة الإخوان بأمريكا عام 1954، بعد المواجهة التي حدثت بين الجماعة ومجلس قيادة ثورة يوليو، والتي كانت بسبب رغبة الجماعة في السيطرة على القادة الجدد واختطاف الثورة لصالح الجماعة.
كانت الجماعة تعيش في بداية الثورة حالة من الوفاق مع قادتها، خصوصاً بعد استثناء الجماعة من قرار حل الأحزاب السياسية، والذي أسهم في تنامي شعور الجماعة بالقوة، وأدى بعد ذلك إلى الصدام.
ولم تكن العلاقة أيضا بينهما وليدة الأيام الماضية، لكنها علاقة طويلة الأجل، فقد كان المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين حسن الهضيبي أول من عقد لقاءات مع السفير الأمريكي والجماعة، لتعود اليوم الجماعة بالارتماء في الحضن الأمريكي مرة أخرى، ففي 29 يونيو الماضي صدر خطاب من مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات، ومنسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا "دانيال بورين" إلى "جينيفر لازلو مزراحي" مسئولة منظمة المشروع الإسرائيلي جاء فيه أن الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والتي كانت قد بدأت في عام 2006 على حد تأكيد الخبر، ونشر الخبر في صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية واللوبي الإسرائيلي في أمريكا، ونشر بجوار الخبر السابق أن إسرائيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسئولين أمريكيين، ولقد ردت الإدارة الإسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس وكانت المفاجأة في الإجابة التي أطلقها "بورين" حيث قال لنا: "اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006 بهدف إزاحة الرئيس الأسبق حسني مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس".
مع تأسيس حزب في شيكاغو..
فيما يبدو أن الإخوان ضلت كافة الطرق في عودتها للحياة السياسية في دول متعددة؛ الأمر الذي جعلها ترتمي في أحضان أمريكا مرة أخرى، بخطة جديدة لتكوين جماعات ضغط في واشنطن خلال الفترة المقبلة، فضلا عن سعي التنظيم الدولي للحصول على مناصب متعددة داخل أمريكا تؤهله لمساعدة فروع التنظيم على مستوى العالم.
ويؤكد خبراء، أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لن يستطيع أن يشكل حزبا سياسيا قويا في الولايات المتحدة الأمريكية، كالحزبين المتواجدين في واشنطن. 
المشهد الآن يوضح أن جماعة الإخوان تسعى للسيطرة على البرلمان الأمريكي عبر المؤسسة البرلمانية الأمريكية، وكذلك التنظيمات الإسلامية في أمريكا، وهو ما يؤهلها للسيطرة على القرار الأمريكي من أجل تحقيق مصالح التنظيم الدولي للإخوان في العالم وخاصة في المنطقة العربية.
للمزيد عن "منظمة ايسنا" ذراع الإخوان القوي في الإدارة الأمريكية اضغط هنا
للمزيد عن تاريخ العلاقات الإخوانية الأمريكية .. اضغط هنا

شارك