"المقاتلون الأجانب" في صفوف التنظيمات الإرهابية صداع الغرب المزمن
الأربعاء 28/يناير/2015 - 11:17 م
طباعة


الاتحاد الاوربي
لاتزال أزمة المقاتلين الأجانب تسيطر على الدوائر الرسمية الغربية ومراكز الأبحاث والدراسات، وتتوالى الاجتماعات لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوربي من أجل محاصرة هذه الظاهرة، والتي تعمل على نشر أفكار العنف والتطرف إلى مختلف دول العالم، وقيام المقاتلين الأجانب بالتخطيط لعمل عمليات ارهابية في بلدانهم.
وطغت مخاطر المقاتلين الأجانب على اجتماع أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، خلال اجتماعهم في لندن بمشاركة 21 دولة، وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية إن المؤتمر ناقش التقدم المحرز في محاربة تنظيم الدولة حتى الآن، والبحث في مزيد من التنسيق بين الجهود الدولية، مشيرا إلى أن حضور دول عربية وإسلامية مهم للغاية، ويؤكد الوقوف الدولي ضد ما وصفه ببربرية تنظيم داعش، ورأس المؤتمر وزيرا خارجية بريطانيا فيليب هاموند ونظيره الأميركي جون كيري، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة.

مقاتلات فى صفوف داعش
من جانبه رصد معهد الحوار الاستراتيجي وجود 550 امرأة من غرب أوروبا تركن بلادهن للالتحاق بتنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وقدم التقرير عدد منا لتساؤلات منها، لماذا يشعر بعض النسوة بأنهن مجبرات على التخلي عن كل شيء، والمخاطرة بالقبض عليهن في منطقة يديرها مسلحو تنظيم داعش.
وفى محاولة للوصول إلى اجابات بشأن هذه الأزمة، أكد التقرير أن هناك عدة أسباب من بينها شعور بعض هؤلاء النسوة بمظالم شخصية، ثم الرغبة في الزواج من مقاتل جهادي لدى أخريات، وأن كثيرات فشلن في توقع مدى الخطر الذي قد يواجهنه، لكنهن لم يصبحن قادرات على العودة.

الكتائب النسوية
من جانبه أكد روس فرينت، أحد مؤلفي التقرير أن حياة هؤلاء النسوة، فور وصولهن إلى سوريا تصبح عادية ومملة، وإن كانت هناك امرأة تفكر في الذهاب ولا تريد الزواج، فإن النساء الموجودات هناك ينصحنها بعدم الذهاب، ، ويقلن: لو جئت إلى هنا يجب أن تتزوجي، يجب أن يكون لديك رفيق من الرجال. والدور الذي تؤديه المرأة يوما بعد يوم حاليا هو في الأغلب تربية الأطفال، والطبخ، والتنظيف، وهذه أشياء ليست مثيرة، ولا تبدو خطرة".
شدد فرينت إلى أن مثل هؤلاء النسوة اليوم يشجعن بقوة الأخريات على مواقع التواصل الاجتماعي على أن يبدأن الهجوم، وضرب مثلا ببعض النسوة اللاتي يقلن للأخريات: إن لم تستطعن الذهاب إلى الأراضي التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش"، يمكنكن البدء بأنفسكن. وأكبر مثال على هو ما حدث مؤخرا في باريس، وهو ما أبدين سعادتهن بشأنه.

المقاتلون الاجانب فى داعش
نوه التقرير إلى إنه ليس هناك نموذج سيكولوجي للملامح النفسية للنسوة اللاتي يصبحن جهاديات، وأن أي محاولة لتقفي مثل هذا النموذج، نموذج "هذا النوع من المتطرفين"، تبوء بالفشل.
أرجع فرينت الأزمة إلى أن المتطرفين مختلفون جدا في ما بينهم كاختلاف السكان، لكن من يبحث منهم عن هوية جديدة، ومن يفتش عن الشعور بالإخوة، ومن يجوب العالم مثل كثير من الشباب، وحتى بعض كبار السن أيضا، ويرون كثيرا من الأخطاء التي ترتكب، ويسعون إلى معرفة جهة يحملّونها اللوم عن ذلك، يجتذبهم التنظيم.

رصد السيدات المنضمين لداعش
هذا التقرير ليس الأول من نوعه في رصد المقاتلين الأجانب، ولكنه الأول من نوعه في رصد السيدات المنضمين لداعش، أما على صعيد التقارير الأخرى أعدت لجنة الأمن في مجلس الأمن الدولي تقريرا نشرته في نوفمبر الماضي أكدت فيه أن عدد المقاتلين الذين انضموا إلى تنظيمات جهادية أبرزها مثل داعش 15 ألفا قادمين من ثمانين بلدا.
من جانبها أكد "الإندبندنت" البريطانية أن عدد المقاتلين الأجانب المشاركين في الصراع الدائر في سوريا والعراق بلغ رقما قياسيا وصل إلى أكثر من 20 ألف مقاتل، وذلك وفقًا لدراسة أجراها المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، وأن التقديرات تشير إلى أن خمس عدد هؤلاء المقاتلين ينحدرون من غرب أوروبا، بما يشمل من 500 إلى 600 مقاتل من المملكة المتحدة، وهي تقريبًا ضعف الأعداد التي قدرت قبل أكثر من عام، واكبر من تقديرات الاتحاد الأوروبي، بينما ينحدر معظم المقاتلين من فرنسا والمانيا وبريطانيا، فإن بلجيكا هي التي لديها أكبر نسبة من المقاتلين في سوريا والعراق مقارنة بإجمالي عدد سكانها.