غموض الموقف الإسرائيلي من عمليات حزب الله وسط محاولات للتهدئة

الخميس 29/يناير/2015 - 10:53 م
طباعة غموض الموقف الإسرائيلي
 
في رد فعل عقب عملية حزب الله بشأن تفجير الموكب الإسرائيلي، أعلنت إسرائيل أنها لن تتخذ خطوات تصعيدية في الفترة الحالية، وأن هناك رسالة تلقتها الحكومة الإسرائيلية من حزب الله، تفيد بأن التفجيرات قامت بها مجموعة من مقاتلي الحزب، ردًا على اغتيال قياديين من الحزب مع أربعة من عناصره وجنرال إيراني في القنيطرة السورية منذ أسابيع، والحزب ليست لديه الرغبة في تصعيد العنف.

غموض الموقف الإسرائيلي
تعود الأزمة إلى انفجار العبوات الناسفة بدورية إسرائيلية مكونة من 9 سيارات في مزارع شبعا بالقرب من بلدة الغجر، وهي منطقة متنازع عليها بين لبنان وسوريا وإسرائيل منذ انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000.
تأتى هذه الخطوة في الوقت الذى شهد فيه الجنوب اللبناني يومًا من أسوأ اشتباكات على الحدود منذ سنوات، بعد مقتل جنديين إسرائيليين وجندي إسباني من قوة حفظ السلام الدولية في تبادل لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

غموض الموقف الإسرائيلي
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون إن إسرائيل تسلمت رسالة من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان مفادها أن حزب الله ليست لديه الرغبة في مزيد من التصعيد، أضاف بقوله : توجد خطوط تنسيق بيننا وبين لبنان عبر اليونيفيل الأمم المتحدة" وتم تسلم رسالة بهذا المعنى من لبنان فعلا.
وفى الوقت ذاته تجددت الدعوات لمطالبة مجلس الأمن بالانعقاد ، بعد ان تقدمت فرنسا بطلبها لبحث التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

غموض الموقف الإسرائيلي
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن متابعين تفيد أن هناك رسائل متبادلة بين إسرائيل وحزب الله عبر قوات اليونيفيل الدولية أكد خلالها الطرفان رغبتهما في احتواء التصعيد بينهما، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إلى ضبط النفس والهدوء حاضا جميع الأطراف على العمل بشكل مسؤول من أجل الحيلولة دون حصول تصعيد في مناخ إقليمي أصلا متوتر.
بينما أبلغت إسرائيل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بأنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن نفسها، وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور في خطاب لمجلس الأمن : إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يستهدف حزب الله الإسرائيليين، لن نقبل أي هجمات على أراضينا وسنمارس حقنا في الدفاع عن النفس وسنتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية شعبنا.

غموض الموقف الإسرائيلي
من جانبها أكدت مارين كوس  الباحثة في المعهد الألماني للدراسات الدولية والإقليمية،  أن هجوم حزب الله على الدورية العسكرية الإسرائيلية في مزارع شبعا لم يكن أمرا مفاجئا، فقد سبقت ذلك مواجهات بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله في سوريا، حيث قامت إسرائيل بقتل مقاتلين من حزب الله في هضبة الجولان، وكان من الواضح أن يكون هناك رد فعل من حزب الله، ولكن لم يكن واضحا كيف سيكون شكل رد الفعل، خاصة وأن حزب الله يشارك حاليا عسكريا في سوريا وليس من مصلحته أن يكون هناك تصعيد في لبنان أيضا، إلى جانب أن حزب الله يريد أن يظهر حضوره على الساحة كقوة قادرة على مواجهة ومقاومة إسرائيل.
اعتبرت كوس في تحليل لها للأزمة بين حزب الله واسرائيل لشبكة "دويتشه فيله" الالمانية انه ليس من مصلحة حزب الله أن يكون هناك تصعيد في لبنان في الوقت الحالي، ولكن من جهة أخرى يعتبر حزب الله نفسه ممثلا لحركة المقاومة اللبنانية وكقوة إسلامية مواجهة لإسرائيل، وعلى الرغم من مشاركة أفراده في الحرب في سوريا، يريد حزب الله أن يظهر أنه قادر للقيام برد الفعل في حالة حصول أي شيء في لبنان. 
نوهت إلى انه يصعب تقدير الموارد العسكرية لحزب الله في الوقت الراهن، ولكن يمكن القول أنه ليس من مصلحة حزب الله أن يفتح جبهة قتال جديدة، فقد تستنزف موارده العسكرية المتبقية، وهو يريد بطبيعة الحال أن يظهر في صورة القوي ويريد أن يظهر للشعب اللبناني بأنه قادر على المقاومة، وذلك بهدف الحفاظ على حقه في امتلاك الأسلحة وعدم تسليمها كما ينص على ذلك قرار الأمم المتحدة و مطالب تحالف 14 آذار، الذي ناشد حزب الله بتسليم أسلحته للجيش اللبناني، ولكن رغم كل هذا، من المؤكد أن استفادة حزب الله في الدخول في مواجهة طويلة مع إسرائيل في الوقت الراهن أقل بكثير مما كانت عليه سنة 2006.
الأيام ربما تحمل بأخبار جديدة في ظل مباحثات الحكومة الاسرائيلية مع دول عديدة كيفية التصعيد على حزب الله، ودور هذا الرد على مستقبل التوتر على الحدود اللبنانية الاسرائيلية من جانبن والحدود الاسرائيلية السورية من جانب آخر، وكذلك في ضوء الحرب على داعش والجماعات الارهابية في سوريا، وسط محاولات ازاحة بشار الاسد وفتح المجال للمعارضة السورية.  

شارك