بعد عرضها لحظات "هجوم سيناء"... قطر موضع اتهامات

السبت 31/يناير/2015 - 02:31 م
طباعة بعد عرضها لحظات هجوم
 
في الوقت التي شهدت فيه مصر أبشع عملية إرهابية، أدت إلى استشهاد نحو 62 شخصًا معظمهم عسكريون، فضلا عن إصابة نحو 120 آخرين- أذاعت قناة الجزيرة مباشر مصر، التي تبث من دولة قطر، والموالية أيضا لجماعة الإخوان المسلمين، فيديو لحظة الهجوم الإرهابي على منطقة شمال سيناء واستهداف مجندين ومدنيين، حيث وقع الهجوم الأكبر من نوعه في العريش والشيخ زويد ورفح.
الغريب في الأمر أن قناة الجزيرة المحسوبة على جماعة الإخوان، نشرت البث الحي الذي انفردت به، عقب وقوع الحادث مباشرة، ما أثار تساؤلات وشكوكا حول هذا المقطع، وكيفية الحصول عليه، ومدى تورط الجزيرة، ومن يدعمها في هذا الحادث.

شكوك حول الجزيرة

شكوك حول الجزيرة
المثير للشكوك أيضا أن القناة لم تحدد مصدر هذا المقطع وكيفية الحصول عليه، واكتفت بالتعليق أن هذا الفيديو حصري للجزيرة، فيما تم تصوير هذا الفيديو وسط الإرهابيين خلال تفجيرهم لبعض الكمائن ونقاط التفتيش ومديرية الأمن والكتيبة 101 "قوات مسلحة" بمدينة العريش بشمال سيناء.
من جانبهم أكد خبراء، أن هذا الفيديو الذي رأت الجزيرة أنه انفراد وسبق بالنسبة لها، ما هو إلا مخطط واضح وتحريض موجه ضد مصر، وكذلك أن القائمين على القناة كانوا على علم مسبق بهذا الحادث، وأن هناك علاقة مباشرة وخطة موحدة بين المسئولين عن هذه القناة ومنفذي هذه العملية، مؤكدين أن الفيديو يثير العديد من الشكوك حول تورط الدوحة في مؤامرة قتل الجنود المصريين في في سيناء.
كما رأى خبراء، أن التنظيم الإرهابي حرص على نشر هجومه المسلح من خلال تسجيل موثق، كما حرص على نشره على أوسع نطاق من خلال بثه على قناة الجزيرة، وأن الأخيرة رأت في هذا الفيديو الحصري سبقا إعلاميا وفرصة رائعة في الحصول على أخبار موثقة وانفرادية، وأن هذا المقطع هو في حد ذاته تحريض على العنف في مصر.
كما أوضح مراقبون أن غموض قناة الجزيرة في الكشف عن مصدر هذا الفيديو، أدخلها في بؤرة الشكوك، وأن هذا الفيديو سيضع الجزيرة تحت طائلة القانون؛ حيث إنها أثبتت أنها شريكة لهذه الجماعات، وأن علاقة مباشرة تجمعها بعصابات بيت المقدس.
ولفت المراقبون إلى أن هذا الفيديو، أظهر مدى عداء الدوحة لمصر، وأنها لم تحترم مشاعر المصريين في بث هذا الفيديو الذي يصعب على أي شخص رؤيته، موضحين أن الفيديو تم تصويره من موقع تمركز التكفيرين في شمال سيناء، الذي يحتوي على تهليل وتكبير العناصر الإرهابية عقب الانفجار، مشيرين إلى أن هناك علاقة مباشرة وخطة موحدة بين المسئولين عن هذه القناة ومنفذي هذه العملية.

قطر المتهم الأول

قطر المتهم الأول
يبدو أن دولة قطر ما زالت مصرة على توسيع الفجوة بينها وبين مصر، حيث إن كل الشكوك تحوم حول تورطها في هذا الهجوم، أو علمها المسبق بوقوعه، حيث قال ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني المنشق: "إن بث الجزيرة لفيديو حصري حول العمليات الإرهابية في سيناء يكشف تكبيرات مراسلي القناة، يؤكد أن هناك تمويل مالي وإعلامي وترويجي لتلك الجماعات التكفيرية من قطر، وأنها تمت من خلال حركة حماس، مضيفًا أن نشر الجزيرة للفيديو يعَد جريمة لا يمحوها إلا بقطع العلاقات معها، واتخاذ مواقف واضحة بشأن ما تفعله الفضائية".
وأكد أن هذا الفيديو يثير الكثير من الشكوك أن الجزيرة ومن وراءها لديهم علم مسبق بالحدث، مستشهدا بأن صلات قناة الجزيرة بالإرهابيين وتآمرها ضد مصر لم يتغير، محملا جماعة الإخوان المسلمين مسئولية ما يجري في مصر من عمليات إرهابية.
من جانبه قال مختار نوح، القيادي الإخواني المنشق: "إن تصوير الجزيرة للحادث الإرهابي في سيناء وسماع صوت تكبيرات في الفيديو الخاص به- له دلالات خطيرة للغاية بأن القناة القطرية على علاقة بالجماعات الإرهابية ولديها معلومات عما حدث، مضيفًا أن ما حدث بسيناء كان له ترتيبات وإعدادات، وتصويره بشكل مباشر وتكبير البعض على الحادث الإرهابي يؤكد أن هناك علاقة وطيدة بين القناة والجماعات التكفيرية التي قامت بهذا الحادث الإرهابي". 

بيت المقدس تعلن مسئوليتها

بيت المقدس تعلن مسئوليتها
في الوقت الذي بثت قناة الجزيرة مقطع لحظة الهجوم الإرهابي، ظهر تنظيم بيت المقدس، الملقب مؤخرًا بـ "ولاية سيناء" أو "داعش مصر"، ليعلن مسئوليته عن الهجمات التي حدثت في شمال سيناء، وأعلن بيان منسوب للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تبنيه هجوما موسعا متزامنا لجنود الخلافة بولاية سيناء في مدن العريش والشيخ زويد ورفح.
وأوضح التنظيم أنه تم استهداف الكتيبة 101 بالمنطقة الأمنية بضاحية السلام عن طريق ثلاث مفخخات، والهجوم على كمائن الغاز بجنوب وشرق العريش، والهجوم على كمائن البوابة، وهم "أبوطويلة، والجورة، ومعسكر الزهور بالشيخ زويد، والماسورة برفح".
كما ذكر بيان التنظيم، أن ثلاث سيارات مفخخة تحمل عشرة أطنان من المتفجرات، استهدفت الكتيبة 101، وكذلك استهداف كمائن "الغاز" جنوب العريش، وجنوب شرق العريش، بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وقذائف الآر بي جي.
وتعتبر بيت المقدس، التي أصبحت تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وفرعه في سيناء، الأكثر حضورا اليوم على الساحة المصرية، ويعود ذلك إلى عدد من العمليات النوعية التي نسبت إلى الجماعة في الفترة الأخيرة، إلا أن الجماعة حديثة لا بل طارئة على سيناء. فقد تشكل التنظيم في الفترة التي تلت الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبحسب عدد من الملمين بشئون سيناء، فإن الجماعة مكونة من خليط من الفلسطينيين الذين وفدوا من غزة ومن مصريين كانوا منضوين تحت لواء ما كان يعرف بجماعة "التوحيد والجهاد"، التي تبنت عدة هجمات إرهابية استهدفت السياح الأجانب في سيناء بين عامي 2004 و2006.
 وكان قد أسسها عام 2001 في العريش، خالد مساعد وهو طبيب أسنان من سيناء، وتعتمد على الفكر السلفي الجهادي، وكانت تعتبر الأقرب من فكر تنظيم القاعدة.
وبات فرع تنظيم الدولة الإسلامية فاعلا بشكل عسكري ممنهج بشمال سيناء، ويظن سكان سيناء أن مقاتليه يتخذون من كهوف ما يعرف بجبل الحلال وسط سيناء ملجأ لهم، مستفيدين من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية المكونة لاتفاق "كامب ديفيد" التي تلزم مصر بتواجد عسكري محدود جدا.

الإخوان ترد

الإخوان ترد
ظهرت جماعة الإخوان خلال بيان لها عقب الهجوم الإرهابي، زاعمة أنه قد هالها ما يحدث في سيناء من تهجير قسري وإبادة لمدن بأكملها، وقتل وإسالة للدم المصري، واعتبرت الجماعة أنه لا حل للأزمة في سيناء إلا بعودة الجيش إلى ثكناته وإعادة الاعتبار والحقوق لأهل سيناء، ومحاسبة كل المجرمين، والقصاص لكل الدماء، على حد زعمها.
وزعمت أن ما يحدث مع أهالي سيناء من قتل وهدم بيوت وحرق مزارع وانتهاك حرمات لا بد له من نهاية، فالدم المصري كله حرام.
من جانبها، توعدت قناة "رابعة" التابعة للإخوان، السفارات الأوروبية والسائحين، ممهلة إياهم فرصة إلى 11 فبراير المقبل وعدم الدخول لمصر مرة أخرى وإلا فسوف تكون نهايتهم اقتربت.

تورط 20 عنصرا ببيت المقدس

تورط 20 عنصرا ببيت
كانت مصادر أعلنت أن الهجوم قد بدأ بقصف بقذائف الهاون على مقر قيادة شرطة العريش وقاعدة عسكرية مجاورة له، ثم تلاه انفجار سيارة مفخخة، وبعدها بدقائق سقطت قذائف في مجمع مساكن الضباط المجاور.
فيما أعلنت مصادر أمنية أن التحريات الأولية حول الهجمات الإرهابية كشفت عن تورط عدد كبير من قيادات أنصار بيت المقدس، المنتمين لقبيلة السواركة، في التخطيط للهجوم، رداً على اعتقال أبوحمزة المصري، واستخدامهم 3 شباب لا تتعدى أعمارهم الـ20 عاماً، لتفجير السيارات المفخخة التي استهدفت الكتيبة 101.
وأوضحت المصادر أن القيادات الإرهابية التي خططت للهجوم هم: يونس سليم القرم، وشقيقاه يوسف وحسن، وهاني أبوشيتة، وكمال علام الحفني، بالإضافة إلى أحد القيادات الإرهابية بمدينة العريش ويُدعى خويطر عبدالله.
وأضافت المصادر أن قيادات ولاية سيناء استخدموا ثلاثة شباب أعمارهم ما بين 19 و20 سنة لتنفيذ العملية الانتحارية في مقر الكتيبة 101 بضاحية السلام، مشيرة إلى أن أبوحمزة المصري، هو من قام بتجنيد الشبان الثلاثة منذ ثلاثة شهور، وأعدهم لتنفيذ أعمال انتحارية في المستقبل، إلا أن القيادات الحالية استعجلت الأمر للرد على اعتقال أبوحمزة المصري، وأن 20 إرهابياً شاركوا في الهجوم على الكتيبة 101، قُسموا إلى أربع مجموعات، الأولى قامت بمراقبة الكتيبة والطرق المؤدية لها، فيما أطلقت المجموعة الثانية قذائف الهاون من جنوب مبنى الكتيبة العسكرية، قبل التفجيرات الانتحارية، لتربك القوات قبل وصول السيارات المفخخة.

علاقة أبو حمزة المصري

علاقة أبو حمزة المصري
أوضحت المصادر أن المشاركين في العملية غير مطلوبين لدى قوات الجيش والشرطة، وقد تم اختيارهم بعناية لتنفيذ العملية، فضلا عن مشاركة عناصر فلسطينية وصلت إلى البلاد منذ وقت قريب، في الإشراف والتخطيط للعملية.
ولفتت إلى أن المجموعة الثالثة هي مجموعة الانتحاريين الثلاثة الذين قاموا بتنفيذ التفجيرات، فيما قامت المجموعة الرابعة، التي تضم عناصر محترفة في التصوير بينهم عناصر فلسطينية من قطاع غزة، بتصوير الانفجارات من ثلاث جهات مختلفة.
وقالت: إن تنظيم أنصار بيت المقدس يضم أكثر من 50 انتحارياً من الشباب أعدهم لتنفيذ عمليات انتحارية خلال الفترة المقبلة ضد المقرات الأمنية بالمحافظة والأكمنة الأمنية المنتشرة في جميع أراضي سيناء.
والجدير بالذكر أن محكمة نيويورك، قد أصدرت حكمًا بالسجن المؤبد مدى الحياة بحق "أبو حمزة المصري" يوم 9 يناير الجاري، وهو داعية إرهابي بريطاني من أصل مصري، وكان الإمام السابق لمسجد فينسبيري في لندن، واتهم بالتآمر واحتجاز رهائن ومساعدة مجموعة خطفت 16 سائحاً غربياً في اليمن عام 1998، كما أدين بإرسال اثنين من أتباعه إلى أوريغون لإقامة معسكر تدريب للمتشددين وإرسال أحد أنصاره إلى أفغانستان لمساعدة القاعدة وطالبان ضد الولايات المتحدة.
وأمضى أبو حمزة ثماني سنوات بالسجن في بريطانيا، بتهمة التحريض على العنف، قبل أن تسلمه لندن إلى الولايات المتحدة عام 2012، لمحاكمته بتهمة الإرهاب.
للمزيد عن "أبو حمزة المصري" حياته واعتقاله.. اضغط هنا

إدانة دولية وعربية

إدانة دولية وعربية
عقب وقوع الحادث الإرهابي، أدان كل من مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، والبرلمان العربي، ودول الإمارات والبحرين والأردن والمغرب، الهجمات "الإرهابية"، التي استهدفت عسكريين ومدنيين بشمال سيناء، وقالت فريديريكا موغريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، في بيان صحفي: "إن الاتحاد يقف إلى جانب مصر في جهودها لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجهها البلاد".
بدوره، أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات "الهجمات الإرهابية في شمال سيناء، مؤكدًا أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدًا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين.
وأكد أعضاء مجلس الأمن أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها، أينما ومتى وأيا كان مرتكبوها.
وأدانت واشنطن بشدة الهجمات الإرهابية، حيث أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، أن واشنطن مستمرة في دعمها الثابت لجهود الحكومة المصرية من أجل مكافحة التهديد الإرهابي في مصر وذلك في إطار التزامنا المستمر إزاء الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا.
من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بأن كي مون، أيضا، الهجمات، معبرا عن تضامنه مع الشعب المصري.
 كما أدان رئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان، "بكل شدة" الاعتداءات "الإرهابية الغادرة" التي وقعت في شمال سيناء.
وأكد في بيان له أن تلك الأعمال الإرهابية "الجبانة"، لن تنال من عزيمة الشعب المصري والقيادة المصرية في مواصلة التصدي وبكل حسم للإرهاب "الجبان".
كما أعربت دولة الإمارات العربية عن استنكارها الشديد لهذه "الأعمال الإجرامية" مجددة رفضها المبدئي والدائم لكافة أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف مصر.
ودعا أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية، المجتمع الدولي إلى "الوقوف إلى جانب مصر لمواجهة هذا التطرف والإرهاب الذي لا وطن ولا دين له ولا أخلاق.
بدورها، أدانت البحرين بشدة هجمات سيناء الإرهابية، وشددت على "وقوفها بكل قوة إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة ودعمها التام للجهود التي تبذلها والإجراءات التي تتخذها من أجل بسط الأمن وتوفير الاستقرار بجميع أنحاء البلاد".
كما أكد الأردن "إدانته الشديدة وشجبه للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت أمن مصر في شمال سيناء"، على لسان وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني. 
وأدان المغرب بـ "شدة" ما وصفها بـ"التفجيرات الإرهابية" التي استهدفت مقار أمنية وعسكرية شمال سيناء، في بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية. 
وفي الكويت، أعرب مصدر مسئول في وزارة الخارجية الكويتية اليوم، عن "إدانة واستنكار الكويت الشديدين لحوادث التفجير الإرهابية التي وقعت في منطقه شمال سيناء بجمهوريه مصر العربية الشقيقة وأدت إلى مقتل وجرح العشرات من الأبرياء".
فيديو لحظة الهجوم الإرهابي

شارك