هل ينجح التحالف "الإفريقي- الأوروبي" في القضاء علي "بوكو حرام"؟

السبت 31/يناير/2015 - 05:21 م
طباعة التحالف الافريقي التحالف الافريقي ضد بوكو حرام
 
بعد صراعات دامت طويلًا، أخيرا استقرت دول إفريقيا وحلفاؤها، على مواجهة جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، التي تشن هجماتها في نيجيريا منذ بداية عام 2014؛ ما أدى إلى مقتل العديد من قوات الجيش النيجيري، فضلا عن مقتل أشخاص مدنيين، وافقت القمة الإفريقية اليوم السبت 31 يناير 2015، بالإجماع على إرسال قوات دولية إلى نيجيريا لمحاربة جماعة "بوكو حرام"، بحسب ما أعلنه مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي إسماعيل الشرقاوي، وتعتبر جماعة "بوكو حرام" تهديدا لأمن القارة الإفريقية بأكملها.

هل ينجح التحالف الإفريقي-
وقال الشرقاوي في مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "إن قمة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الإفريقي؛ وافقت بالإجماع على إرسال قوات دولية إلى نيجيريا لمحاربة بوكو حرام، وذلك بعد أن استمعت إلى تقرير من مجلس السلم والأمن الإفريقي".
الجدير بالذكر، أن الدول الإفريقية قد تتبع نفس خُطى اتفاق عدد من الدول الغربية، في تدشين التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وكانت اتفقت دول إفريقية يوم 21 يناير الجاري، والتي تتعرض لإرهاب جماعة "بوكو حرام" المتطرفة، على السعي للحصول على تفويض دولي لإنشاء قوة متعددة الجنسيات لقتال هذه الجماعة، بينها النيجر وتشاد والكاميرون.
وسيتم عقد اجتماع في الكاميرون قريبا للانتهاء من إجراءات نشر القوات؛ ثم الذهاب إلى الأمم المتحدة لاستصدار قرار التدخل.
وكان الشرقاوي أكد أن القمة الإفريقية ستصادق على إرسال 7500 من القوات الإفريقية سريعة التدخل لمحاربة "بوكو حرام" في 4 دول هي تشاد، النيجر، نيجيريا والكاميرون، بناءً على توصية من مجلس السلم والأمن الإفريقي.
وكانت انطلقت أمس الجمعة في أديس أبابا، أعمال القمة الإفريقية الـ24 لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية بحضور 40 رئيس دولة إفريقية، وبمشاركة دولية واسعة، تحت شعار "عام تمكين المرأة والتنمية من أجل تحقيق أجندة 2063".
هل ينجح التحالف الإفريقي-
ويشارك في هذه القمة إلى جانب الرؤساء الأفارقة ملك إسبانيا، فيليب السادس، ضيف شرف القمة، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزراء السويد ستيفان لوفين، وعدد كبير من وزراء خارجية الدول الآسيوية والأوروبية وأمريكا اللاتينية.
ومن المتوقع أن يشارك عدد من الدول المهددة، مثل تشاد والنيجر والكاميرون. 
من جانبها اعتبرت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني- زوما أمس الجمعة، لدى افتتاح قمة المنظمة أن جماعة بوكو حرام باتت تشكل تهديدا لأمن القارة الإفريقية برمتها وتتطلب "ردا جماعيا وحاسما". وقالت دلاميني- زوما: إن الإرهاب وعلى الأخص وحشية بوكو حرام حيال شعوبنا، تشكل خطرا على أمننا الجماعي ونمونا، وقد انتشرت إلى المنطقة متخطية نيجيريا، وتتطلب ردا جماعيا وفاعلا وحاسما.
وكان مجلس السلام والأمن في الاتحاد الإفريقي دعا إلى تشكيل قوة إقليمية من 7500 عنصر للتصدي لجماعة بوكو حرام التي تحقق تقدما في نيجيريا وتتوغل في الكاميرون؛ ما يثير قلق الدول المجاورة، وعلى رأسها تشاد والنيجر. 
كما ذكرت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي بالنزاعات الأخرى التي تشهدها القارة في الصومال ومالي وليبيا وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث شن الجيش الخميس هجوما على المتمردين الروانديين المتجذرين منذ عشرين عاما في شرق البلاد.
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون: "إننا معنيون جميعا بوحشية بوكو حرام التي تشكل خطرا على السلام والأمن القومي في نيجيريا والإقليمي والدولي". 

هل ينجح التحالف الإفريقي-
وأوقعت حركة التمرد التي تخوضها بوكو حرام أكثر من 13 ألف قتيل منذ 2009، وسيطرت الجماعة على مناطق كاملة في شمال شرق نيجيريا، وتشن عمليات توغل في الكاميرون المجاور على مقربة من تشاد والنيجر.
 وتم إنشاء قوة إقليمية من حوالي ثلاثة آلاف عنصر في نهاية 2014 بين نيجيريا والكاميرون والنيجر والتشاد وبنين، إلا أنها لم تباشر عملياتها بعد بسبب خلافات بين لاغوس والدول المجاورة لها.
وقال الرئيس الغاني جون ماهاما الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، أمس: إن قادة المجموعة سيعقدون قمة الأسبوع المقبل لمناقشة الموضوع تشكيل قوة عسكرية إقليمية مهمتها مواجهة بوكو حرام، مضيفًا أن مجموعة الإيكواس ستسعى للحصول على دعم الاتحاد الإفريقي لخططها.
 وتابع الرئيس الغاني في مؤتمر صحافي، أن نيجيريا اتخذت إجراءات عسكرية، بينما انخرطت الكاميرون في قتال عناصر بوكو حرام، لكنه شدد على الحاجة للنظر في تشكيل قوة إقليمية أو متعددة الجنسيات لمواجهة بوكو حرام.
يذكر أن فرنسا هي من تقود التحالف، كما أعلنت من قبل في مؤتمر صحفي، حيث قال الرئيس الكاميروني، بول بيا: إن المشاركين في مؤتمر القمة الأمني حول الملف النيجيري وبوكو حرام يتواجدون لإعلان الحرب على هذه الجماعة، في الوقت الذي كشف فيه الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند عن خطة عمل مشتركة حول هذه القضية.
وأوضح هولاند أن خطة العمل المشتركة تتضمن مشاركة لعمليات المراقبة وتبادل المعلومات الاستخباراتية في سبيل العثور على الفتيات المختطفات من قبل بوكو حرام في نيجيريا.
يشار إلى أن هذه القمة تشارك فيها كل من النيجر ونيجيريا والكاميرون وفرنسا والتشاد وبنين.
وعلى غرار مشاركة فرنسا، قد يتضامن عدد من دول الغرب في الانضمام لتحالف مواجهة "بوكو حرام"، فهل ينجح قادة إفريقيا وحلفاؤهم في القضاء على التنظيم الإرهابي بوكو حرام.

شارك