الوضع في ليبيا يتفاقم.. والحوار هو الحل

الأحد 01/فبراير/2015 - 02:27 م
طباعة الوضع في ليبيا يتفاقم..
 
تتفاقم الأزمة الليبية، يوما عن الآخر، بتجدد الاشتباكات والصراعات الناشبة بين أطراف السلطة المنقسمين على أراضيها، ولم يستطع أي طرف احتواء الأزمة فيما بينهم.
وتشهد ليبيا صراعات طويلة منذ مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي، على السلطة بين الإخوان والليبراليين، فمن ناحية تنقسم السلطة في البلاد إلى اتجاهين أحدهما حكومة عبدالله الثني والمقيمة في طبرق والمعترف بها دوليًا، والاتجاه الآخر حكومة بقيادة عمر الحاسي المقيم في طرابلس المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
الوضع في ليبيا يتفاقم..
الأطراف المتنازعة، أحد أهم الأسباب التي أخذت بليبيا إلى طريق الانهيار، فالصراعات على السلطة جعلت الجيشين الوطني وفجر ليبيا يتنازعان فيما بينهما؛ ما جعل الميليشيات تستغل فرصة الصراع بين القيادات الليبية وتنتشر في مناطق ليبية متعددة، المراقبون يرون أن صراعات القيادات الليبية سبب رئيسي لانتشار الفوضى على أراضيها، جعل منها بؤرة لنشر الإرهاب واستغلال أصحاب المصالح لتلك النزاعات.
الأمم المتحدة حاولت أكثر من مرة أن تحتوى الأزمة عن طريق دعوة المبعوث الأممي إلى ليبيا، بيرناردينو ليون، لانعقاد حوار بين أطراف النزاعات ولكن دائما ما يفشل ولم يكتمل، حيث إن الأطراف المتنازعة لم تتفق على رأي موحد؛ ما أدى إلى اشتعال الأجواء في كل حوار ينعقد.
مع سعي الحكومة المعترف بها دوليًّا، بقيادة عبدالله الثني، لعودة الاستقرار في البلاد، ومحاولة اللواء خليفة حفتر، الذي أرجعه البرلمان الليبي مؤخرا من تقاعده للخدمة العسكرية، لقيادة عملية عسكرية ضد كتائب الثوار في ليبيا وتنظيم أنصار الشريعة الإرهابية، لاحتواء الأزمة بكافة الطرق- أعرب أنه مستعد للدخول في تسوية مشروطة تؤدي إلى استتباب الأمن في ليبيا، وقال: "أنا مستعد للدخول في تسوية إذا ما كانت ستؤدي إلى استتباب الأمن في ليبيا وأي شيء يسعد الشعب الليبي سأبصم عليه بالعشرة".
اشترط حفتر للدخول في تسوية تسليح الجيش الليبي، وما وصفه برجوع خصومه إلى عقولهم، وأن يعرفوا أن الحقيقة هي أن يعيش الشعب الليبي في أمن وحياة طبيعية، مضيفا: نحن نطلب ما نستطيع أن ندافع به عن أنفسنا، وهذه المجموعات المسلحة التي تأتي من آسيا ومناطق أخرى ينبغي مواجهتها و"لا نسعى بالمساعدات العربية الخروج من نطاق ليبيا".
الوضع في ليبيا يتفاقم..
بالرغم من المحاولات التي يقوم بها حفتر لعودة الاستقرار والهدوء للبلاد مرة أخرى، إلا أن الطرف الآخر المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين يقف كالحائط السد أمام الاستقرار، وكلما هدأت الأوضاع إلى حد ما، تعود لتتجدد عن طريق ميليشيات فجر ليبيا.
المبعوث الأممي إلى ليبيا، بيرناردينو ليون، حذر اليوم الأحد 1 فبراير 2015، من أن "ليبيا تعاني عدة أزمات، من النواحي الاقتصادية والأمنية السياسية"، مشددًا على أن الأزمات الليبية ستتفاقم خلال الأيام القادمة، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء.
قال ليون: "إن الوضع السياسي في ليبيا في غاية الصعوبة، وإن العديد من المدن شهدت عدة هجمات، مضيفًا أن ليبيا تعاني عدة أزمات من النواحي الاقتصادية والأمنية السياسية"، وتابع: "الأزمات ستتفاقم خلال الأيام القادمة في حال عدم التوصل إلى اتفاق".
ودعا ليون الأطراف الليبية إلى التوصل لحل سلمي للمشاكل التي تعاني منها البلاد في أقرب وقت؛ لإبعاد ليبيا عن خطر الإرهاب، محذرا من "خطر انهيار البلاد، التي أصبحت في وضع صعب للغاية- حسب وصفه- مشيرا إلى أن هناك اتفاقا تم مع الأطراف التي شاركت في حوار جنيف الخميس من حيث المبدأ على استئناف الحوار الأسبوع المقبل"، لكنه قال: "لم يتحدد بعد المكان الذي سيعقد فيه الحوار". 
الوضع في ليبيا يتفاقم..
اختتمت الثلاثاء الماضي، الجولة الثانية من حوار الفرقاء الليبيين المنعقد في جنيف، برعاية أممية، بالاتفاق على نبذ العنف، وأن "يتزامن تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، مع اتفاق حول الترتيبات الأمنية، التي تشمل وقف إطلاق للنار دائم وشامل، مع آليات مراقبة فعالة، وترتيبات انسحاب المجموعات المسلحة من المدن، وخصوصاً العاصمة، للسماح للحكومة بالعمل في أجواء مواتية ومستقرة"، حسب البيان الختامي.
وفي الوقت الذي اشترطت فيه الأمم المتحدة توفر الاستقرار الأمني، ووقف إطلاق النار؛ لنقل جلسات الحوار السياسي من جنيف إلى ليبيا؛ للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة- شهد محيط قاعدة الوطية الجوية، أكبر القواعد العسكرية، غربي ليبيا، تجدد المعارك بين ميليشيات "فجر ليبيا" من جهة، والجيش الليبي، والقوات القبلية الموالية له، من جهة أخرى.
وقال حسين بودية، قائد غرفة عمليات "فجر ليبيا" بالمنطقة الغربية: إن قواته أحرزت تقدما اليوم، من كل المحاور باتجاه قاعدة الوطية 140 كم جنوب غرب العاصمة.
في المقابل نفى المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية، أحمد المسماري، "أن تكون لدى فجر ليبيا القدرة على الاقتراب من موقع القاعدة، الذي تحميه جغرافيا وتضاريس المكان، بحيث يصعب على أي قوة الاقتراب منه، موضحًا أن سلاح الجو التابع لرئاسة أركان الجيش، قصف مواقع "فجر ليبيا"، جنوب صبراته والعجيلات، ونفذ عدة طلعات استطلاعية، حول العاصمة طرابلس.
الوضع في ليبيا يتفاقم..
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة في طرابلس أن مسلحين هاجموا مقر السفارة الأردنية في العاصمة الليبية.
 وأكد المسئول الليبي أن المسلحين اقتادوا أحد رجال الأمن الدبلوماسي المكلفين بحراسة المقر إلى مكان مجهول.
يذكر أن البعثة الدبلوماسية الأردنية غادرت الأراضي الليبية بعد اختطاف السفير الأردني فواز العيطان في أبريل الماضي قبل الإفراج عنه لاحقاً.
يأتي ذلك ردا من الإخوان المسلمين على اعتقال مؤسس الجماعة زكي بني أرشيد نائب مراقب الإخوان في الأردن "لانتقاده دولة الإمارات".
وتصاعدت المخاوف من تكرار سيناريو مدينة بنغازي بعد احتراق طائرة شحن من نوع "اليوشن" في مطار معيتيقة الدولي، تلاه انفجار سيارتين أمام مقر عسكري بحي الأندلس، من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من معرفة ملابسات الحادثتين إلى الآن.
نقل الحوار من جنيف إلى ليبيا هو الحل في ظل احتدام الأجواء، حتى يضم كل الأطراف المتنازعة، ويجب على الجميع الخضوع لذلك حتى يصلوا إلى رأي موحد يقود البلاد إلى حالة من الهدوء في الوقت الحالي.

شارك