الغموض يحيط بمصير" الزنداني" الأب الروحي لإخوان اليمن
الأحد 01/فبراير/2015 - 02:37 م
طباعة
منذ اجتياح ميليشيا جماعة أنصار الله "الحوثيين" للعاصمة صنعاء في شهر سبتمبر، ومكان وتواجد القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح "الذراع السياسي لجماعة الإخوان"، الشيخ عبدالمجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان- غير معلوم حتى اللحظة، وسط مخاوف من تصفيته أو اغتياله في ظل حالة الانفلات الأمني في اليمن.
تحذير إخواني
حذر الدكتور عبد المجيد الصنعاني، الباحث السياسي والعسكري اليمني، رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني من محاولة قتله.
وقال الدكتور الصنعاني في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه حصل على معلومة من مصادر موثوقة تؤكد بأن ميليشيا جماعة الحوثي أعلنت عن مكافأة قدرها (25 ألف دولار) لمن يقتل الزنداني.
ورأت جماعة الإخوان أن عناصر ميليشيا جماعة الحوثي تبذل جهودا كبيرة منذ شهر أكتوبر الماضي في البحث عن الشيخ عبدالمجيد الزنداني لاعتقاله أو اغتياله.
الحوثيون: الإخوان يمهدون لاغتيال "الزنداني"
تعليقا على الاتهامات التي تشير إلى سعي الحوثيين إلى القبض وتصفية عبد المجيد الزنداني، قالت صحيفة "الصرخة نيوز" المحسوبة على جماعة أنصار الله "الحوثيين": إعلام حزب الإصلاح يحفر قبرا للزنداني وقادته يشترون كفنا له. هذه المرة مَن المتهم بتصفية الزنداني. ومن يعرف مكانه لتصفيته، حزب الإصلاح يمهد لتصفية الزنداني لأنه أصبح عائقا وحملا ثقيلا عليهم.
الرد بموقع صحيفة الصرخة على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" يشير إلى أن قيادات الإخوان في اليمن "الحزب اليمني للإصلاح" هم من يسعون إلى تصفية عبد المجيد الزنداني؛ لأنه يمثل عائقا وحملا ثقيلا.
آخر تغريدات الزنداني
وكان آخر تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" المنسوب له، تشير إلى هجومه على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى إصداره فتوى لقتل الحوثيين.
وفي 27 يناير الماضي غرد قائلا: " اللهم إن الحوثي- يقصد عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين- قد جار وتجبر وفجر واستكبر اللهم خذه أخذ عزيزٍ مقتدر اللهم رد كيدهم إلى نحورهم واجعل الغلبة لنا وول علينا خيارنا واحفظ علماءنا".
كما غرد الأب الروحي لإخوان اليمن في ٢٠ ديسمبر الماضي، قائلا : "وجود الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما هو إلا مبرر أمريكي لبقاء الحوثيين وصنع توازن للقوى في اليمن، لكن الله قد فضح ألاعيبهم".
كما كانت له تغريدة أخرى في 20 نوفمبر، والتي تحمل فتوى بقتل الحوثيين، قال فيها: "اقتلوهم حيث ثقفتموهم" قتل الحوثي الذي يحمل السلاح حلال أينما كان". وهي فتوى تبيح قتل الحوثيين، في ظل الصراع السياسي والأيديولوجية على مناطق النفوذ والحكم في اليمن.
عبد المجيد الزنداني
عبد المجيد الزنداني "مواليد 1942"، قيادي إخواني ويعتبر الأب الروحي لإخوان اليمن، مؤسس جامعة "الإيمان الشرعية" باليمن وأحد أوائل من وضعوا اللبنات الأولى للتنظيمات الإسلامية في اليمن، ومؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة، رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي للإخوان، مع الشيخ عبد الله الأحمر.
والتحق بكلية الصيدلة في مصر 1960 ودرس فيها لمدة سنتين، وهناك التقى العديد من الطلاب اليمنيين، كما كان على اتصال بجماعة الإخوان في مصر والقيادات الإخوانية اليمنية المقيمة في مصر.
وكان للزنداني دور أساسي في تكوين حركة الأفغان العرب، فهو الذي تولّى شئون المعسكرات في اليمن للاستقبال والتدريب والتعبئة الفكرية والإرسال إلى أفغانستان. وقد اكتسب صفة الأب الروحي للأفغان العرب، فيما كان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن رجل الميدان.
فتاويه ضد الجنوبيين
خلال الصراع بين الرئيس علي عبد الله صالح والجنوبين، لعب الزنداني على وتر الدين، ورأى أنّ الجنوبيين كفار؛ لأنهم يعتنقون الفكر الماركسي، وعليه تجب إعادة أسلمتهم، ووصل إلى حد عدّ كل الزيجات التي حصلت خلال فترة حكم الاشتراكيين في الجنوب منذ سنة 1978 باطلة؛ لأنها حصلت في ظل دولة شيوعية.
وقاد هذا الجو إلى حرب سنة 1994 التي شنّها الشمال على الجنوب، وانتهت بانتصار الطرف الشمالي وخروج الجنوبيين من معادلة الوحدة. وشارك الأحمر والزنداني بقوة في تلك الحرب، وكان للأخير دور بارز لأنه قاد الفصائل الجهادية من الأفغان العرب، التي مثّلت طليعة المواجهات.
كافأه الرئيس صالح بمنحه قطعة أرض ليبني الزنداني عليها ما عرف بجامعة الإيمان، التي نقلته إلى مصاف فاعل الخير، لكنها فتحت الأعين على دوره السياسي الجديد، الذي وضعه في المرمى الأمريكي بوصفه أحد بارونات الإرهاب، لا بسبب علاقته السابقة مع "بن لادن"، بل لما كان للجامعة من دور على صعيد تأهيل أجيال جديدة بفكر سلفي متعصب ومعاد للغرب، وانكشف هذا الأمر جلياً بعد أحداث 11 سبتمبر، حين ألقى الأمريكيون القبض على «قاعدي» أمريكي في أفغانستان، تبيّن أنه تأهل فكرياً في جامعة الإيمان، وهنا شرع الأمريكيون بفتح ملف الزنداني.
وعقب احتجاجات فبراير 2011 "الربيع العربي" قفز الزنداني من مركب الرئيس صالح حين أدرك أنه بدأ يغرق، ووجد نفسه يقف على أرض يابسة مع التجمع اليمني للإصلاح (إسلامي) وقبيلة «حاشد»، وحبك مع اللواء علي محسن الأحمر يوم أول من أمس خيوط مسرحية انتقال جزء من المؤسسة العسكرية إلى صفوف المعتصمين، الذين يرفعون شعار «الشعب يريد محاكمة السفاح».
الشيطان
يعتبر عبد المجيد الزنداني شخصية مركّبة وإشكالية، تتحرّك بين حدود الدين والسياسة، يحكم مسارها العام الخط الفكري لحركة الإخوان المسلمين المصريين، الذي يمتاز ببراجماتية ملتوية ومتعرجة الاتجاهات، تتحصّن بالدين حين تريد أن تذهب إلى هدف سياسي، وتتّخذ منه غطاءً وغلافاً لخطابها ونزوعها إلى السلطة. لكنها لا تنسى بحر المجتمع الذي تسبح فيه على هواها؛ لذا لم يقف الزنداني عند حدود علاقته مع الحاكم، بل ذهب للغوص في قضايا معقّدة وضعته في كثير من الأحيان في مصاف المشعوذ، ومن ذلك إعلانه اكتشاف علاج لمرض الإيدز.
ووصفت صحيفة "اليمن اليوم" القيادي الإخواني عبدالمجيد الزنداني بـ"الشيطان"، قائلة: إن الزنداني جعل من نفسه درويشا ومشعوذا وتاجرا وسياسيا وطبيبا وحزبيا، كما يلعب دور العاقل والمجنون والمصلح والمخرب والمحرض والناصح.
وأضافت الافتتاحية، التي كتبها رئيس التحرير عبدالله الحضرمي، أنه ما من فتنة إلا ووجدت شعرة من لحية الزنداني فيها.
ودعت الصحيفة إلى التفاؤل بالحوار الوطني قائلة: "علينا أن نتفاءل بالحوار الآن الزنداني ليس من بين المتحاورين، ونرجو الله أن يصفد هذا الرجل وكل الشياطين حتى تلتئم جراحات بلادنا".
المشهد الآن
الآن ومع سيطرة "الحوثيين" الشيعة على مقاليد الأمور في اليمن ومع تراجع نفوذ الإخوان، وفي ظل لعبة المصالح السياسية التي تجيدها جماعة الإخوان، ومع جلوسهم خلال اليومين الماضيين مع أنصار الله "الحوثيين" لبحث مصير استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وتجاوز البرلمان، هل سيعلن قريبا عن وفاة أو اغتيال الزنداني في ظروف غامضة؟