الأكثر دموية وتكفيراً.. أبرز خصائص الجيل الثالث في السلفية الجهادية "الدواعش"
الأحد 01/فبراير/2015 - 09:26 م
طباعة


رصد عدد من خبراء الحركات الجهادية الارهابية عدة خصائص تميز الجيل الثالث من "السلفية الجهادية"، والذي يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أحد أبرز ممثليها، خاصة بعد سيطرته الكبيرة على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والسورية، واعلانه دولة الخلافة المزعومة
واللافت للنظر أن تنظيم "القاعدة" كان قد توقع حدوث مثل هذه الأحداث، حينما تم تسريب وثيقة، تناولتها العديد من المواقع المهتمة بأخبار الجماعات الجهادية الراديكالية، أوضحت مخطط "القاعدة" والجماعات الارهابية خلال مدة 20 عاماً وتحديداً من عام 2000 إلى عام 2020.
ووفق كتاب "الزرقاوي؛ الجيل الثاني للقاعدة"، للكاتب فؤاد حسين الصادر في 2005، والذي أشار فيه- وفق الوثيقة المسربة- إن خطة تنظيم "القاعدة" خلال لـ 20 عاماً، تشمل سبع مراحل، يشكل فيها عام 2013 بداية المرحلة الخامسة.
والمراحل السبع يمكن تلخيصها في الاتي :
المرحلة الأولى: وهي "الإفاقة":

وتبدأ من 2000 حتى 2003، والتي شهدت سلسلة عمليات 11 سبتمبر التي استهدفت مصالح أميركية في قلب العاصمة واشنطن، وقالت الوثيقة إنها تستهف استفزاز الولايات المتحدة بتلك العمليات من أجل إعلان الحرب على العالم الإسلامي، وبالتالي "إفاقة" المسلمين.
المرحلة الثانية: "فتح العيون":
وتبدأ من 2003 حتى 2006، وهي الفترة التي حاول فيها تنظيم القاعدة أن يحوّل نفسه من منظمة إلى حركة أوسع نطاقاً، فضلاً عن نشر قاعدته إلى بلدان عربية أخرى. ووفقاً لهذه الخطة يكون العراق مركز الجهاد لإعداد الكوادر للميادين المستقبلية، واللافت للنظر كان ظهور جماعة "التوحيد والجهاد" في العراق، التي أصبحت تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» (العراق) في عام 2004، وفي 2006 أنشأت مجموعة من السجناء اليمنيين الهاربين تنظيم "القاعدة في اليمن"، والذي أصبح فيما بعد تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
المرحلة الثالثة : "النهوض والوقوف على القدمين":

وتبدأ في 2007 حتى 2010، وفي هذه المرحلة - التي كانت ستشهد المزيد من التركيز على بلدان المشرق العربي وعلى سوريا على وجه التحديد، لكن لم تأت بثمارها إلا مع اندلاع الثورة السورية منتصف 2011.
المرحلة الرابعة: "استعادة العافية وامتلاك القوة القادرة على التغيير":

وتبدأ تلك المرحلة في 2010 حتى 2013، توقع تنظيم «القاعدة» بأن تشهد هذه الفترة الزمنية سقوط الأنظمة العربية فضلاً عن قيام أعمال انتقامية ارهابية ضد الاقتصاد الأمريكي.
المرحلة الخامسة: "إعلان الدولة":

وهي المرحلة التي تبدا في 2013 حتى عام 2016، وكان تنظيم "القاعدة" يأمل في إقامة دولة إسلامية أو دولة" خلافة"، وذلك بفضل تراجع النفوذ الغربي في العالم الإسلامي، بحد وصف الكتاب.
المرحلة السادسة : "المواجهة الشاملة":
وتبدأ تلك المرحلة من عام 2016 حتى عام 2020، بحلول هذه الفترة، توقع تنظيم "القاعدة" اندلاع حرب شاملة مع غير المسلمين، الأمر الذي سيؤدي إلى الوصول إلى المحطة الأخيرة "الانتصار"
المرحلة السابعة والأخيرة - "الانتصار النهائي":

تبدأ في عام 2020 - التي من شأنها أن تؤدي إلى هزيمة الكفار ونجاح الخلافة.
ولو افترضنا جدلاً أننا في المرحلة الخامسة التي تم إعلان فيها الدولة الإسلامية، فإننا نجد أن للجيل الثالث من السلفية الجهادية مجموعة من الخصائص، يمكن إجمالها بحسب رأي العديد من خبراء الحركات الجهادية الارهابية ، يمكن إجمالها في التالي..
1 - الجيل الثالث للسلفية الجهادية أصغر سناً:
فغالبية عناصرها من جيل ثلاثيني وأربعيني، ويمكن اعتبارهم الجيل الثالث لمنظري السلفية الجهادية، قياساً بمنظري الجيل الأول (المقدسي وأبو قتادة والظواهري وأبو بصير وغيرهم) أو الجيل الثاني الذي يمثله (أبو مصعب الزرقاوي وأبو أنس الشامي وأبو ميسرة الغريب ويوسف العييري).
2 - الارتباك وانقلاب التلاميذ على الشيوخ:
حيث حدثت تحولات بعد مغادرة بعضهم للقاعدة وانضمامهم لداعش، حيث صاروا أكثر انتقادا ورفضا لنهج شيوخهم السابقين.وصل حد الاتهام والشتائم والتكفير
3 – الجيل الثالث أكثر عنفاً:
حيث يتسم خطابهم بتشدد وعدوانية للمخالفين أكثر من الأجيال السابقة، فقد تميز كلا من الجيل الأول والثاني من السلفية الجهادية بمحاربة العدو البعيد، بينما ركز الجيل الثالث على المخالف الطائفي والعقائدي فقط، كالشيعة في العراق، إلى جانب استهداف المخالف من الفرق والجماعات الجهادية السنية.
4 - براجماتية مُقدمة:
حيث لم تكتف "داعش" باستراتيجية "القاعدة" في العمليات الانتحارية، بل اتجهت لاستثمار النهج والمناخ المتوحش وإدارته والتمدد فيه، بعد أن أسست ملاذاً آمناً ودولة خاصة بها، تدعو الآخرين بمن فيهم أيمن الظواهري وشيوخ القاعدة لبيعتها، كما تحاول "مأسسة" شؤونها والإشراف على رعاياها داخل مناطق نفوذها، وإعطاء ذلك صفة التأسيس، وليس فقطبأعلان الوجود من خلال عمليات خاطفة، لذا كان داعش أكثر عملية وبراجماتية وواقعية من التنظيمات السابقة، بتحويل الحلم والطموح والشعار الى واقع ملموس على الارض ،والاندفاع الى ساحات حروب مفتوحة لتمكين دولة الخلافة" الحلم التاريخي الملهم في مخيلة انصار المشروع الاسلامي السياسي،على تنوعه، وقد دفعت حالة الحرب"الدواعش" للتعالي على حالة المراجعة والنقد الذاتي، والإصرار على الرأي والاتهام للمخالفين.
5 - حمية الغلو والتكفير:
فمع كون "داعش" زرقاوية المرجعية(ابومصعب الزرقاوي )، الذي ذبح بيديه المهندس الأميركي نيك بيرج في مايو 2004، ورفض في ذلك نصائح شيخه المقدسي كما رفض نصائح زعيمي القاعدة في ذلك الوقت أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، كما اتخذ داعش المنهج نفسه في التعامل مع مخالفيه، وصدرت التسجيلات بمشهد الذبح العنيف لكل المخالفين، وهو ما مثل فرصاً للغلاة والمتطرفين.
6 - ابتلاع الحركي للشرعي:
واللافت للنظر ان داعش لديه فقر مرجعي واضح، باستثناء ما كتبه أبو همام الأثري (تركي البنعلى) من رسائل، وهي محل انتقاد وتقليل لقيمتها بنظر بعض منظري السلفية الجهادية،وبعض الكتابات في المواقع الجهادية والتواصلية، على شكل ردود أفعال، يبدو التأسيس النظري لداعش محمولا ومعتمدا على تأسيسات سابقة لمنظري السلفية الجهادية على تنوعها ، بما فيها افكار "مشايخ" القاعدة .
وهذا الارتباط بفكر القاعدة الفقهي في مسألة العمليات الانتحارية، وفي الإيمان بالخلافة، ترافق مع رؤى مختلفة ومغايرة، خاصة في الموقف من المخالفين والمختلفين ولو بقدر يسير مع نهج وممارسات "داعش" وقياداته، منذ مقتل أبي خالد السوري عام 2014، والذي يعتبر من أبرز قيادات القاعدة والمقربين من زعيمها أيمن الظواهري، وقد قتلته داعش بعملية مفخخة أثناء جهوده الوساطة بينها وبين جبهة النصرة.
وصدر بعد الاغتيال أول تعليق لـ"القاعدة" على شكل تسجيل مصور في 30 يونيو 2014 تحدث فيه آدم غدن أحد مسؤوليها الإعلاميين فاتهم داعش بالغلو والتشدد والطغيان، وتوالت الانتقادات فيما بعد من أبو قتادة والظواهري وأبو محمد المقدسي وأبو بصير الطرسوسي وهاني السباعي وغيرهم ،من رموز جهادية متعددة ،حتى وصل الامر للمواجهات المسلحة الطاحنة، والتي مازالت قائمة حتى الان ،خاصة بعد الافتراق التنظيمي والفكري بين داعش والتنظيم الام القاعدة في النصف الاول من2014.
ويبدو أن إحساس تنظيم الدولة "داعش" بهذه الهشاشة الفكرية والمرجعية الشرعية له، ورفض كثير من التنظيمات التي توقع بيعتها سريعاً له، بعد إعلانه خلافته ، وصحوة العالم ودول المنطقة ضده، قد زاد معدلات التوجس لديه من مخالفيه، ومن إمكانية اختراقه، ومن الخروج عليه، فكانت شدته على مخالفيه من الجماعات والأفراد.