تحسبًا من "إمارة القاعدة".. تركيا تبدأ حرب التخلص من "النصرة" في الشمال السوري

الأحد 01/فبراير/2015 - 09:13 م
طباعة تحسبًا من إمارة القاعدة..
 
في ظل الحرب المعلنة التي تخوضها جبهة النصرة ضد "حركة حزم" وما يسمى بالفصائل المعتدلة، فقد انضمت "حزم" لـ"الجبهة الشامية"، والتي تحظى بدعم تركي لقتال القاعدة في الشمال السوري،  وحزم هي إحدى المجموعات المسلحة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين بسوريا، وتعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية وقوى غربية معارضة معتدلة.. ليأتي هذا الانضمام وسط مخاوف من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من توسع وتوغل جبهة النصرة ، وإقامة إمارة للقاعدة بالقرب من الحدود التركية.

تحالفات جديدة

تحالفات جديدة
الصراع  بين الفصائل المسلحة  يشير إلى بناء تحالفات جديدة على الأرض السورية، من خلال تحالفات القوى المسلحة التي توصف بالمعتدلة والتي تمثل أذرع تركيا في الصراع السوري،  ضد جبهة النصرة، التي تحسب علي تنظيم القاعدة
فالمعارك التي درت بين الجانبين ليست وليدة اللحظة الراهنة، بل هي جزءٌ من سعي "النصرة" إلى  تغير المعادلة علي الارض وتوسيع نفوذها لإقامة حلم الامارة الاسلامية، عبر تكريس معادلة جديدة في الشمال السوري، وهو ما تخشاه تركيا من وجود امارة لتنظيم "القاعدة" علي حدودها الجنوبية مما يهدد أمنها واستقرارها ويفشل خطتها للإطاحة بالنظام السوري.
وتشير المؤشرات إلى أن "حركة أحرار الشام" و"الجبهة الشامية" التي تمثل اذرع تركيا  في الصراع السوري ، ومع انضمام "حزم" الإخوانية" إلى مكوناتها ستؤدي أي دعم المخطط التركي للقضاء علي إمارة "القاعدة" المنتظرة عقب التوسعات الكبيرة لجبهة النصرة في الشمال السوري.
حركة " حزم" عقب هجمات جبهة النصرة الاخيرة،  قررت الانضمام إلى "الجبهة الشامية" للاستقواء بها في وجه مقاتلي تنظيم القاعدة .
الجبهة الشامية أصدرت أمس بياناً أعلنت فيه انضمام "حزم" إلى صفوفها، وحمل توقيع قائدها عبدالعزيز سلامة أحد أهم القيادات المقربين لجماعة الإخوان وليدة اتصالات قوية بالمخابرات التركية.

أهمية التغيير

أهمية التغيير
يرى مراقبون أنّ انضمام حركة "حزم" إلى الجبهة الشامية سيؤدي إلى توحيد الصفوف ودرء الخلافات بين الفصائل المسلحة. 
وحركة "حزم"  صاحبة النصيب الأوفر من الدعم الأمريكي ، فقد عقد قادة الحركة  لقاءات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تركيا، قبل بدء ضربات "التحالف الدولي"  ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".
وحصلت الحركة على مساعدات عسكرية ضئيلة من دول أجنبية معارضة للأسد، من بينها صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع، وهي لم تساعدها في تحقيق انتصارات ميدانية فقد خسرت الحركة أراضي لصالح المقاتلين الأفضل تسليحا وتدريبا.

أما "الجبهة الشامية" فقد تشكّلت قبل شهر، من فصائل عدّة أهمها "الجبهة الإسلامية" و"حركة نور الدين الزنكي" و"جيش المجاهدين" و"تجمع فاستقم" و"الأصالة والتنمية"، وذلك في محاولة لتوحيد سلاحها في مواجهة  تهديدا جبهة النصرة  وقوات الجيش السوري.
وكانت الاشتباكات بين "حزم" و"النصرة" قد بدأت الخميس الماضي بالقرب من بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي والفوج 111. إثر هجوم نفذته الجبهة على نقاط تمركز حركة حزم في الفوج 111 أدى لسيطرة مقاتلي "النصرة" على الفوج، وأسر عناصر حركة "حزم"، بحسب ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.

المخطط التركي

المخطط  التركي
يبدو ان دورا تركيا بدا يلوح في الأفق عبر محاربة جبهة "النّصرة" لصالح أزرعتها التي تسعه الي دعمها باسم المعارضة المعتدلة ويتم تدريبها من قبل المخابرات التركية وخبراء من الجيش الامريكي "البنتاجون" ، تحت مسمي برنامج تدريب المعارضة المعتدلة لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد أو مشروع تدريب ال15 ألف من المعارضة.
تركيا تريد تغيير المعادل علي الارض، قبيل التوصل الي اتفاق  بين المعارضة والنظام السوري، مع رفض الجبهة الشامية للاجتماعات التي دعت إليها موسكو،  المعارضة السورية ، لعقد مشاورات بين المعارضة السورية، ومن ثم اجتماعات بينها وبين ممثلين عن نظام بشار الأسد.
لذلك تسعى أنقرة  إلى نفوذ أكبر لأذرعتها العسكرية في الصراع السوري والتي تحسب جميعها على جماعة الإخوان أو المقربين لها،  من أجل تقليص تواجد ونفوذ جبهة النصرة في  سوريا وخاصة في الشمال السوري، والذي يعتبر مناطق نفوذ تركية.
ومع اندلاع الصراع بين الفصائل المحسوبة على تركيا وجبهة النصرة، تؤكد الدلائل على أن هناك خطة لتصفية وجود تنظيم القاعدة من سوريا لصالح أذرع تركيا العسكرية في الصراع الملتهب منذ نهاية 2011.
كما أعادت السلطات التركية وبشكل غريب فتح معبر"باب الهوى" الحدودي بين تركيا وسوريا، وهو المعبر الذي كانت السلطات التركية قد أغلقته قبل أيام عادل للعمل بإشراف حركة "أحرار الشام " وهو ما يؤكد الدعم التركي للجماعات المتصارعة في الأراضي السورية.

ووفقا لبيان أحرار الشام فقد "اتخذت إجراءات مؤقتة، لإعادة تهيئة معبر باب الهوى الحدوديّ مع تركيا، بعد المشاكل الأخيرة التي تسببت بإغلاقه" في إشارة إلى حدوث اشتباكات بين عناصر حراسة المعبر الأتراك، و"جيش المجاهدين" يوم الثلاثاء الماضي.
 وقال البيان إن "أحرار الشام اتخذت بعض الإجراءات المؤقتة لإعادة تهيئة معبر باب الهوى الحدودي ليكون بالمستوى الذي يستحقه الشعب السوري". 
نقل المسئولية  عن المعبر من حركة "حزم" الي "أحرار الشام" يؤكد السعي التركي لتعظيم دور الحركة وان تقود الفصائل المسلحة في مواجهة مقاتلي تنظيم القاعدة وبداية التأسيس للقضاء علي النظام السوري خلال الثلاث سنوات " فترة تدريب المعارضة المعتدلة".

صراع جبهة النصرة

صراع جبهة النصرة
المعارك في الشمال السوري تشير إلى أن جبهة "النصرة" بدأت مرحلة جديدة من مرحلة التمدد والنفوذ داخل الشمال السوري، ودحرها لجماعات وفصائل إسلامية مقاتلة، فبدأ مقاتلو تنظيم القاعدة هجومًا على حركة حزم في قرية الشيخ سليمان بالريف الحلبي، وعلّلَت هجومَها باعتقال حزم لاثنين من عناصرها والإخفاق في حلّ المشكلة وديًّا عن طريق التفاوض والوساطة.
وحرب "النصرة"  الشرسة ضد حركة "حزم" الاخوانية  في ريفي حلب وإدلب، عقب نجاحها في تحجيم فصائل "ثوار سوريا"  وإقصائها على نحو شبه نهائي من المعادلة الميدانية في الشمال السوري.
جبهة "النصرة" تبدو مصممة على المضي في مشروع  محاربة الفصائل المحسوبة على الأتراك ومن لهم علاقة بأمريكا والتي توصف بالمعارضة المعتدلة، ففي بيان أصدرته  الجبهة، وقالت فيه إنها "استردت مقارها في معسكر الشيخ سليمان بعدما سلبتها حركة حزم غدراً"، مشددا على أن "النصرة" لن "تترك حقاً من حقوق المجاهدين دون استرداده مهما كلف الثمن،  و(ستستمر) في محاربة المفسدين ورفع ظلمهم عن المظلومين".
الجبهة الشامية كانت قد أصدرت بيان أكدت فيه أنها "أرسلت قوات عسكرية إلى أماكن الاشتباك والتوتر بين الطرفين المتخاصمَين"، ودعت الطرفين إلى "الإيقاف الفوري لإطلاق النار وتسليم حواجزهما إلى قوات الجبهة الشامية لحين انتهاء الأزمة". بدورها؛ تشاركت "أحرار الشام" في إصدار بيانٍ مع "ألوية صقور الشام" (كلاهما من مكونات "الجبهة الإسلامية") يعلن فيه الطرفان "الاستنفار الكامل لمجاهديهما في الشمال". 
وباتَ واضحا أن "أحرار الشام" قد دخلت منذ اغتيال قادتها السابقين  تحت هيمنة المخابرات التركية واصبحت اكثر ميلا لجناح التركي في الصراع السوري، ويبدو لافتاً إلى أن "الحركة" عادت أخيراً إلى واجهة المشهد بقوة ذاهبة في خط بياني صاعد.
كما دخل علي الخط "الفرقة 16" التابعة لـ "الجيش الحر" على الخط، والتي اصدرت بيان تهدد فيه ، جبهة "النصرة"، عقب اعتقال 11 مسلحاً تابعين لها بحي الأشرفية بحلب. 
وأمهل الفرقة "جبهة النصرة حتى مساء أمس السبت، للإفراج عن معتقليها الذين اعتقلتهم، وهم في طريقهم إلى معركة هدم الأسوار"، وه ما يراه المتابعون للشان السوري والجماعات المقاتلة ببداية توحيد الفصائل المقاتلة "المعتدلة" التابعة للنفوذ التركي، في محاربة وتصفية جبهة النصر،  وانهاء الوجود القاعدي ببلاد بشمال سوريا.
وعلي نفس السيناريو دخلت حركة أحرار الشام الإسلامية للتوسط لدى جبهة النصرة والفرقة 16 في محافظة حلب، من أجل وقف الاعتقالات المتبادلة بين الطرفين.
وهو ما يشير إلى الدور الذي تلعبه أحرار الشام من أجل قيادة الفصائل السورية المقاتلة وفقا للرؤية التركية.

المشهد السوري

المشهد السوري
يبدو أن تركيا تخشى من تمدد مقاتلي تنظيم "جبهة النصرة" في الشمال السوري، وتأسيس إمارة لتنظيم القاعدة، مما يهدد النفوذ والتواجد التركي، وطموح أنقرة في إسقاط النظام السوري، وإيجاد نظام يقبع تحت سيطرتها، وتحركه كيفما تشاء، وهو ما يعيقه تصاعد نفوذ جبهة النصرة في سوريا وخاصة في الشمال، وهي الأراضي المتاخمة لحدودها الجنوبية.
ويبدو من سير الأحداث في الشمال السوري أن تركيا تسعى إلى تحقيق معادلة جديدة عبر توحيد الفصائل التابعة لها ومواجهة جبهة النصرة ثم قوات الجيش السوري لاحقا لتحقيق مخططاتها بالسيطرة على ثروات الشعب السوري.

شارك