بعد استقبالها وفد "الإخوان المسلمين".. هل تكشف واشنطن عن وجهها الداعم للإرهاب؟!

الأحد 01/فبراير/2015 - 10:17 م
طباعة بعد استقبالها وفد
 
بعد استقبالها وفد
ردود الفعل المستهجنة ضد استقبال مسئولي الخارجية الأمريكية لوفد من جماعة الإخوان المسلمين لا تزال مستمرة، ولم يجب البيان الرسمي الصادر عن الخارجية الأمريكية بشأن أسباب تواجد الوفد الإخواني، والموضوعات التي تمت إثارتها، وأهداف الزيارة في هذا التوقيت الحرج الذى تعمل فيه الجماعة على نشر العنف وقتل أفراد الجيش والشرطة، والتحريض على ضد مسئولي السفارات والشركات الأجنبية العاملة في مصر إذا لم يغادروا البلاد قبل نهاية فبراير الجاري.
وبالتزامن مع تبرير جماعة الإخوان للجرائم الإرهابية التي شنتها عناصر ولاية سيناء " بيت المقدس سابقا"، انتقد خبراء أمريكان استضافة الخارجية الأمريكية لكوادر جماعة الإخوان، من جانبه أكد آدم كريدو المحلل السياسى الأمريكي، أن جماعة الإخوان أصدرت بيانًا بعد أيام من هذا اللقاء، وقبل يومين من الهجمات الأخيرة في سيناء، قالت فيه، إنهم دعوا إلى جهاد طويل في مصر لا مساومة فيه، وأن اللقاء جمع اثنين من قيادات الجماعة، مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة، وعددا آخر من مسئولي الخارجية الأمريكية.
بعد استقبالها وفد
ويري صمويل تادروس، الباحث بمعهد هادسون بواشنطن، أن دعوة الإخوان للجهاد بعد يومين من مغادرة وفدهم واشنطن تعود بالفائدة على نظريات المؤامرة المعادية لأمريكا، والتي أصبحت تتمحور حول شراكة مفترضة بين إدارة أوباما وجماعة ضالعة تاريخيا في الإرهاب، فيما طالبت الباحثة باميلا جيلير الرئيس باراك أوباما بأن يسارع بغسل يده من جماعة الإخوان المسلمين التي ستلحق أسوأ سمعة ممكنة بمكانة واشنطن الدولية، على حد تعبيرها، وأن يتعاون بدلا من ذلك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أظهر جدية في حربه على الإرهاب ودعا بشجاعة إلى تطهير التراث الإسلامي من الأفكار الدخيلة التي تدعو إلى العنف، كما كان أول رئيس مصري يزور الكاتدرائية لتهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد.
ويري مراقبون أن جماعة الإخوان أرادت عبر هذا اللقاء  التقارب من أمريكا لاستمرار مسيرتها الإرهابية، والضغط على الإدارة الأمريكية لسحب الدعم العسكري والاقتصادي عن مصر، بالتزامن مع إجراء لقاءات ومشاورات مع مسئولي مركز كارتر، للتشكيك في نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة، مطالبين بربط المساعدات الأمريكية الاقتصادية والعسكرية في مصر، بالإفراج عن المسجونين بعد 30 يونيه.
بعد استقبالها وفد
في المقابل، اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بعقد اجتماع مع وفد ضم قادة من جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد جماعة إرهابية في نظر الحكومة المصرية وبعض الدول العربية بالمنطقة، مؤكدة أن إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي للسلطة في مصر لم تكن ضمن نقاشات الجانبين.
من جانبها اعترفت الخارجية الأمريكية بالاجتماع مع شخصيات تابعة لجماعة الإخوان، وإن كان البيان الرسمي الصادر عن الخارجية الأمريكية يشير إلى التناقش مع البرلمانيين السابقين  بناء على دعوة وجهت لأفراد جماعة الإخوان من جامعة جورج تاون، والإشارة إلى أن هذه الاجتماعات روتينية إلى حد ما.
وبررت جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، اللقاء، قائلة: إن  الخارجية الأمريكية تعقد مئات اللقاءات مع الأطياف السياسية المختلفة من كل الدول، ولا تعلن عن كل تلك اللقاءات، مشددة على أن الوفد ضم أعضاء من حزبي "العدالة والحرية"، و"الوسط"، وبعض البرلمانيين السابقين.
الخارجية المصرية من جانبها رفضت المزاعم الأمريكية، واستنكر وزير الخارجية سامح شكري، استضافة الخارجية الأمريكية لوفد مصري معارض ضم قيادات بجماعة الإخوان المسلمين، في مقرها بواشنطن، معربا عن دهشته من التواصل مع عناصر ضالعة في عمليات إرهابية لترويع المصريين.
بعد استقبالها وفد
وأكد وزير الخارجية أن جماعة الإخوان ليست حزبا سياسيا، وإنما هي بحكم القانون المصري الذي يجب أن يُحترم كما نحترم قوانين الآخرين، موصوفة بأنها منظمة إرهابية، نظرًا لما لدى مصر من أدلة وشواهد على أنهم ضالعون في عمليات إرهابية استهدفت ولم تزل حياة المصريين وتروعهم وتهدد أمنهم.

سرية اللقاء:

سرية اللقاء:
يرى متابعون أن هذه اللقاءات سرية، ولم ينشر الجدول اليومي لمسئولي الخارجية عن تنظيم تلك اللقاءات، لكن أعضاء من جماعة الإخوان نشروا صورهم من داخل الخارجية الأمريكية وهم يرفعون "شعار رابعة"، ونشر بعضهم تغريدات على تويتر تتحدث عن مفاوضات أجراها الوفد وصفوها بـ"المثمرة".
الوفد ضم كلًا من مها عوام، ومحمد حشمت، وصفوت نفعي، وعبد الموجود الدرديري، ووليد شرابي، وقد بدأ بزيارة للولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي، وقام بعقد عدة ندوات في واشنطن تحت رعاية "مركز دراسات الإسلام والديمقراطية CSID، طالبت بعودة الرئيس المخلوع محمد مرسي وعودة "الإخوان" المسلمين إلى السلطة في مصر.
ويوضح المشهد أن أمريكا ما زالت تمد يد العون لجماعة الإخوان المسلمين، وتقدم صورًا من الدعم لها مثل هذه اللقاءات، ورافضة الاعتراف بأنها جماعة إرهابية، لها اليدُ الطولى فيما يحدث من إرهابٍ منظم هنا وهناك، خاصةً بعد تصاعد العمليات في شبه جزيرة سيناء وارتباطها الدائم بإشارات الجامعة إلى توقف ما يحدث بشريطة عودة حكمهم.

شارك