بالتسلل إلى البلاد والتحريض المباشر عبر القنوات.. تركيا الداعم الرئيسي للإرهاب في مصر

الإثنين 02/فبراير/2015 - 09:59 ص
طباعة بالتسلل إلى البلاد
 
بعد تفجيرات سيناء الخميس الماضي، والتي أعلنت "ولاية سيناء – جماعة أنصار بيت المقدس سابقا" تبنيها لها، وقد راح ضحيتها 49 قتيلًا وأكثر من 100 مصاب، تزايدت حدة الاتهامات المصرية لتركيا برعاية الإرهابيين والتغاضي عن التحريض على الإرهاب والقتل بشكل فج ومباشر من قبل قنوات فضائية تبث من أراضيها.
اللواء محمود زاهر
اللواء محمود زاهر
وقال الخبير الاستراتيجي، اللواء محمود زاهر، خلال حواره في برنامج "حوار القاهرة"، مساء السبت، إن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وجه تهديدات مبطنة إلى دول "لم يسمها" في حديثه عقب حادث العريش الأخير، مشيرا إلى أنه كان يقصد تركيا وهي دولة عضو في الناتو، وتسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي.
وأضاف زاهر أن محاولات إثارة الفوضى في مصر يخطط لها من الخارج، وأن القاهرة ستبدأ في إلغاء أو تجميد اتفاقات بحق الدول التي تدعم الإرهاب في مصر، مشيرا إلى أن تركيا تدعم وتحرض على العنف بمصر.
وأوضح أن مصر كان لديها أمل في التقارب مع دول إقليمية مثل تركيا، إلا أن ما يحدث في الفترة الأخيرة سيساهم في أن تقوم مصر باتخاذ إجراءات ضد هذه الدول، خصوصا أنها تحرض على العنف في مصر.  
أما الباحث في الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، فقال إن "جماعة الإخوان بعد بيانها الأخير بدأت تمارس العنف علنا بعد أن كانت تتخفى في إنكارها للعنف من قبل".
وأضاف أن "الجماعة فقدت السيطرة على العديد من أفرادها على الأرض، وأن التهديد الذي صدر في البيان يؤكد أن الإخوان تسير في طريق الخطأ".
وفي الآونة الأخيرة زاد عدد المنافذ الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان التي تتخذ من تركيا مقرا لها، وعلى شاشات بعضها من يحرض مباشرة على قتل قوات الجيش والشرطة في مصر، بل إن البعض يبث أسماء وعناوين أفراد الأمن والجيش. 

علاقة تركيا وقطر بأنصار بيت المقدس "ولاية سيناء"

يوسف بودانسكى
يوسف بودانسكى
وفي وقت سابق في أبريل 2014 قال يوسف بودانسكى، المدير السابق لمجموعة العمل في الكونجرس حول الإرهاب والحرب غير التقليدية في الفترة من 1988 حتى 2004، إن الصراع حول مصر على وشك تصعيد كبير مع إصرار الرعاة الرئيسيين للإرهابيين في سوريا على شن حملة مشابهة ضد القاهرة، وأوضح في تقرير نشرته صحيفة وورلد تريبيون 12/4/2014، إن الهدف الاستراتيجي العام لتلك الدول الراعية للإرهاب، هو منع نشوء نظام إقليمي داخلي قائم على قلب العالم العربي، ومحمى من قبل أقليات منطقة الهلال الخصيب، وبالتالي استبعاد القوى الخارجية، مشيرا إلى أن وجود مصر قوية ومستقرة هو حجر الزاوية لذلك النظام الإقليمي، ويؤكد بودانسكي أنه وفقا لمصادر إرهابية، فهناك محاولة لإنشاء "جيش مصري حر"، على غرار "الجيش السوري الحر"، يتم تدريبه وإعداده في ليبيا بهدف نشر الفوضى لتخريب الانتخابات الرئاسية، مضيفًا أن هذه المحاولات تجري بمشاركة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة تحت رعاية قطرية تركية إيرانية، حيث يتم التخطيط لاستهداف المنشآت الحيوية بما في ذلك مطار القاهرة الدولي واقتحام السجون لإطلاق سراح الإخوان المعتقلين ونشر الفوضى، ويتابع أن المخابرات الليبية إما أنها تسمح أو على الأقل ليست قادرة على السيطرة لمنع هذه التحضيرات، فوفقا للمصادر فإن مصانع في ليبيا تقوم بإنتاج الزي الرسمي الذى يرتديه الجيش المصري، ويجرى توزيع هذه الملابس على أعضاء الجيش الحر، استعدادًا للتسلل إلى مصر وتنفيذ المخططات، مشيرًا إلى أنهم بانتظار ساعة الصفر، التي ستحددها استخبارات البلدان المشرفة على العملية"، ويتابع بودانسكى، مدير البحوث لدى جمعية الدراسات الاستراتيجية الدولية، أنه يجرى تسليم الجماعات المتدربة، التي تضم إرهابيين من ذوي الخبرة من السودان وغيرهم ممن قاتلوا في سوريا وأماكن أخرى جنبا إلى جنب مع مصريين، أسلحة ومركبات وغيرها من المعدات التي يقومون بتخزينها في "برقة" بليبيا في انتظار إرسالها لمصر.
إسماعيل الصلابي
إسماعيل الصلابي
 ويقول بودانسكى إن "شريف الرضوان"، الذى شارك في القتال في سوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان، هو أمير أو قائد هذا الجيش الحر، فيما يقوم إسماعيل الصلابي بالتنسيق مع الرعاة الأجانب ووكالات الاستخبارات المشرفة، ويرتبط الصلابي بعلاقة صداقة مع رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي، حيث يلتقى كلاهما كثيرًا. ووفقا للمصادر، فإن كامي الصيفي وإسماعيل الصلابي، وكلاهما ينتميان لتنظيم القاعدة، وكانا على اتصال بنائب المرشد العام للإخوان خيرت الشاطر، سيكون لهما دور خاص في خلق التوترات قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، ويشيرون إلى أن العنصر الأكبر المكون "للجيش المصري الحر" هم الطلاب المصريون الذين استطاعوا الفرار إلى ليبيـا، حيث يخضعون لقيادة أبو فهد الزاز، الذى عاد لتوه من سوريا إلى ليبيا للمساعدة في تدريب الإرهابيين الذاهبين لمصر، ويلعب القيادي الليبي أبو عبيدة حلقة الاتصال مع قطر، حيث يشير بودانسكى إلى أن مسئولي الاستخبارات والجيش القطري المتواجدين على الأراض الليبية التقوا أبو عبيدة عدة مرات، للحصول على تقارير حول تدريب أولئك الإرهابيين، وبالتوازي مع بناء الجيش الحر، يجرى دعم جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء، وهى المسئولة عن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت قوات الأمن المصرية داخل وخارج القاهرة، وتحدث التقرير عن فندق "بيتش غزة" الذي اتخذ منه "الإخوان" مقرا لقيادتهم بعد فرار قيادات الجماعة إلى قطاع غزة في أعقاب الإطاحة بهم من السلطة في يوليو 2013.
عزت- الشاطر - الشاذلي
عزت- الشاطر - الشاذلي
 ويشير إلى أن المقر يخضع لإدارة محمود عزت، عضو مكتب الإرشاد، كما تزعم مصادر من حركة حماس أنه الذراع اليمنى للشاطر، والمسئول عن المشاريع الخاصة للتنظيم، ويقول إنه عقب الإطاحة بالإخوان من السلطة فرّ 6 من كبار قيادتها إلى فندق شاطئ غزة، ثم تسلل المزيد فيما بعد، وكان أهمهم هو القائد الأعلى للذراع السرية للإخوان، والذى أشارت المصادر الحمساوية لاسمه بـ "السيد x"، وتلقى تعليمه على يد الشيخ عبد المجيد الشاذلي، ووصل 20 من كبار قيادات الجماعة وعملائها السريين إلى فندق غزة، برفقة القائد الأعلى، ليصل إجمالي عدد المصريين المتواجدين بمقر القيادة أكثر من 30 شخصًا، والذين يرأسون إرهابيين عربًا وفلسطينيين يشنون العمليات الإرهابية في مصر وأنحاء المنطقة.

دور القنوات التركية في دعم الإرهاب في مصر

دور القنوات التركية
وقد واصلت قنوات ومواقع إلكترونية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية والتي تبث من دول خارجية نشر سموم أفكارها من خارج مصر وتوجيه الدعوة لأنصار الجماعة لاستهداف رجال الشرطة والجيش.
وبينما أمهلت قناة "رابعة" التي تدعي أنها المتحدثة باسم جماعة الإخوان عبر ترددها الذي يبث من تركيا، الجاليات الأجنبية الموجودة في مصر بالرحيل عن البلاد قبل يوم 11 فبراير الحالي، قالت مصادر أمنية مصرية، إن "السلطات الأمنية رصدت تحريضا ودعوة صريحة من القنوات التابعة للإخوان والتي تبث من تركيا منها قنوات (الشرق، ومكملين، والجزيرة)، لأنصارها بالنزول إلى الميادين في الذكري الرابعة لثورة يناير (25 يناير) بالسلاح، وحرضت أيضا على استخدام العنف والتخريب واستهداف رجال الشرطة والجيش بالعبوات البدائية".
في غضون ذلك، قال الخبير العسكري المصري اللواء حسن الزيات للصحف إن "جماعة الإخوان سوف تواصل التحريض ضد السلطات المصرية من خلال قنواتها، لكن العبرة بالقدرة على التنفيذ على الأرض"، لافتًا إلى أن رسائلها بتهديد الجاليات الأجنبية "مجرد لغو".
وعزل الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، عن الحكم في يوليو من العام قبل الماضي، عقب مظاهرات حاشدة خرجت ضد حكم الإخوان في 30 يونيه 2013. ومنذ عزله والجماعة تنتهج أعمال العنف ضد السلطة الحالية في البلاد، والتي أسفرت عن وقوع مئات القتلى والمصابين.
وتواصل قنوات الإخوان من تركيا تحريض أنصارها بشكل يومي ضد كل من ينتمي للقوات المسلحة، ووزارة الداخلية، وبلغ الأمر الدعوة المباشرة لاستهداف كل ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة – بحسب مراقبين. كما قامت بنشر بعض المعلومات عن الضباط وعناوين منازلهم لتسهيل استهدافهم، فضلا عن قيام قناتي "الجزيرة مباشر" و"العامة" (التي تبث من قطر) بمواصلة التحريض وعرض لقطات وفيديوهات غير حقيقية عن الأوضاع في مصر.
بالتسلل إلى البلاد
وبثت قناة "رابعة" بيانا بعنوان "بيان شباب الثورة رقم 7"، حيث طالبت الجاليات الأجنبية الموجودة في مصر بالرحيل عن البلاد قبل 11 فبراير. ودعا البيان لعمليات عنف ضد السفارات والهيئات الدبلوماسية في جميع أنحاء البلاد، استكمالا لأعمال العنف والإرهاب التي تقوم بها الجماعة وأنصارها طوال الفترة الماضية.
وتبث فضائيات "رابعة" و"مكملين" و"الشرق" من خارج مصر، ويقول مراقبون إن "رجال أعمال من الجماعة خصصوا ملايين الدولارات لتشغيل هذه القنوات التي تركز مضمونها على بث موضوعات عن الشأن المصري الداخلي، موجهة ضد الجيش والشرطة والقوى المدنية المصرية وضد داعمي القاهرة من البلدان الإقليمية والدولية".
وشهدت ربوع مصر منذ الذكرى الرابعة لثورة يناير، التي أطاحت بنظام حسني مبارك، انفجارات وحرائق بعبوات ناسفة بدائية في بعض مناطق القاهرة، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة، وبثت قنوات الإخوان العديد من رسائل التحريض لأنصارها لاستمرار عمليات العنف والاحتشاد في الشوارع.
وقال اللواء الزيات الخبير الاستراتيجي، إن "الإخوان سوف تواصل الأعمال التخريبية في البلاد، وكل عمل ستقوم به سوف يواجه بهجوم من قبل السلطات الأمنية"، لافتا إلى أن رسائلها الأخيرة بتهديد السياح والجاليات الأجنبية "مجرد لغو"، والمهم ما يحدث على أرض الواقع، مضيفا أن "ما يحدث الآن لصالح الشعب المصري والشرطة"، مؤكدا أن الإخوان سوف تواصل التحريض، لكن الشعب عاقد العزم على ألا يخاف.
ولم يستبعد اللواء الزيات أن تكون رسائل الإخوان عبر القنوات التي تبث من خارج مصر إشارات لعمليات عنف كبيرة يقوم بها أنصارها في مصر، مثلما حدث قبل يومين باستهداف الجنود في شمال سيناء، مضيفا: "لكن العبرة بالقدرة على التنفيذ"، مستندا إلى فشل الجماعة في الحشد خلال ذكرى الثورة الرابعة.
بالتسلل إلى البلاد
وبثت قناة "الجزيرة" مباشر القطرية فيديو تحت اسم "اللقطات الأولى للعمليات في سيناء"، في إشارة إلى العملية الإرهابية التي استهدفت عدة مقار أمنية في شمال سيناء وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات الخميس الماضي، وقالت القناة وقتها إن "قناة الجزيرة أخذت حق البث للعمليات الإرهابية في مصر"، وهو ما دعا الخبراء للتساؤل حول كيفية وصول الكاميرا لموقع الحادث قبل تنفيذه؟ أو من الجهة التي قدمت الفيديو لـ"الجزيرة" دون سواها من القنوات؟
في السياق ذاته، أكدت مصادر أمنية، إن "صفحة حزب الحرية والعدالة المنحل، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، نشرت بيانا بعنوان "اغضبوا" وذلك يوم 27 يناير الماضي، وحرض فيه على القتل وارتكاب أعمال إرهابية في جميع المحافظات، واقتحام قصر الاتحادية الرئاسي (شرق القاهرة)، وميدان التحرير بوسط العاصمة، وقتل القيادات والمعارضين للجماعة، ونشر الفوضى بحجة الثورة في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وأكدت المصادر الأمنية أن "جهات التحقيقات أكدت أن الفيديوهات والبيانات، التي تم رفعها على مواقع التواصل الاجتماعي من خارج البلاد، وأن تسجيل بيان (اغضبوا) الخاص بتحالف دعم الشرعية، الداعم للإخوان، تم تسجيله من استوديوهات في المدينة التركية إسطنبول".

شخصيات عامة تتهم تركيا بدعم الإرهاب

مختار نوح
مختار نوح
كما أكد مختار نوح، القيادي الإخواني المنشق، أن الجماعة وحركة حماس وكتائب القسام يضحون بالمصالح العليا للوطن والبلاد مقابل مصالح وصفها بـ"التافهة" ولن يحصلوا عليها، وجاء ذلك بعد قرار محكمة الأمور المستعجلة باعتبار كتائب القسام منظمة إرهابية، مضيفًا خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي نشأت الديهي، في برنامج "بالورقة والقلم" على فضائية التحرير، أن قرار المحكمة سيؤثر للغاية على الجماعة وعلى حماس، مشددا على أن مصر تتخذ خطوات شجاعة للقضاء على الإرهاب. وأوضح أن الخطاب الأخير للرئيس عبد الفتاح السيسي بعد الهجوم على قوات الأمن في سيناء، يشير إلى تركيا في المقام الأول، مؤكدا أن تركيا هي الداعم الأول لدخول داعش لمصر، وأن تلك العناصر دخلت عن طريق جوازات تركية، وأشار إلى أن الدولة الثانية المقصودة بدعم الإرهاب هي قطر، موضّحًا أن السودان كانت مسبقا هي الأولى في تصدير الإرهاب لكنها تراجعت لتصبح تركيا وقطر، ومشددًا على أن حكم المحكمة سيؤثر على الحركة، وأنه في حالة إجراء انتخابات فلسطينية قادمة فإن الحركة لن تحصل على ربع الأصوات التي حصلت عليها في السابق.
الأنبا بولا
الأنبا بولا
وفي نفس السياق قد شن أسقف طنطا وتوابعها، الأنبا بولا، هجوما حادا على تركيا، مؤكدا أن هناك علاقة مشبوهة بين الميليشيات المسلحة في ليبيا، والنظام التركي، مدللا على كلامه بسماح تلك الميليشيات للطيران التركي بالهبوط في المطارات الليبية التي تشهد نزاعا وحربا أهلية.
وأضاف الأنبا بولا، خلال تشييع جثامين أسرة مصرية قتلت على يد ميليشيات ليبية مسلحة، أن الحادث الإرهابي الذي تعرضت له الأسرة المسيحية، وقع بسبب وقوف المسيحيين بجانب الشعب المصري ضد جماعة الإخوان خلال ثورة 30 يونيه، ومحاصرة خفافيش الظلام، مشددا على أن المسيحيين والمسلمين كانوا يدا واحدة في ثورتي 25 يناير و30 يونيه.
وجميعنا ينتظر رد الفعل الرسمي تجاه تركيا وقطر ردا على دعمهم المستمر للإرهاب في مصر، وكل ما يرجوه الشعب المصري الآن سرعة الرد على تركيا وقطر وسرعة القبض على هؤلاء الإرهابيين. 

شارك