الأزمة الليبية بين دعوات الحوار وانهيار الاقتصاد وسيطرة الفصائل المسلحة

الإثنين 02/فبراير/2015 - 10:11 م
طباعة الحوار الليبي الحوار الليبي
 
أعمال العنف في ليبيا
أعمال العنف في ليبيا
من جديد عادت الأزمة الليبية تفرض نفسها على قضايا الشرق الأوسط، والدعوة للتركيز على الحوار بين الفرقاء الليبيين من أجل إنهاء الصراع السائد هناك، في ضوء تحذيرات برناردينو ليون  مبعوث الأمم المتحدة من انهيار ليبيا في حال عدم الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتصارعة، والاشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية والأمنية والسياسية ستتفاقم خلال الأيام المقبلة في حال عدم الوصول إلى اتفاق.
يأتي ذلك في ظل توقعات بعقد جولة جديدة من المفاوضات من أجل وضع حد للأزمة المنتشرة في البلاد، ووضع حد لصراع الميليشيات والفصائل المسلحة، وتدعيم أركان الشعبية في ظل وجود برلمان منتخب وحكومة ممثلة عنه.
الدمار فى ليبيا
الدمار فى ليبيا
ويرى متابعون أن المشاركين في الحوار الليبي الذى عُقد مؤخرًا في جنيف شددوا على أن المحادثات تشكل بارقة أمل ومصالحة لليبيين، ويجب ألا يُفوتوا الفرصة لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد.
ويرى متابعون أن حوار جنيف، الذي ما زال نقطة أمل في بحر الاقتتال، قد يخفق في إرساء سلم دائم إذا استمر في إعادة إنتاج شخصيات وأحزاب كانت محركًا للحرب التي شهدتها ليبيا مؤخرًا وراح ضحيتها مئات الشباب من كل الأطراف.
تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي اعتبر فيه مات هاردي المحلل السياسي لدراسات الشرق الأوسط بجامعة ديكين الاسترالية أن هناك 1700 جماعة مسلحة في ليبيا، تتجمع بعضها في تحالفات أيديولوجية أو إقليمية، ولكنها تتحول وتتقلب مع مرور الوقت، وأن المفاوضات أو أي شيء للوصول إلى اتفاق سلام، غالبًا ما يكون مستحيلاً في ظل وجود تلك الجماعات المسلحة، معتبرا أن الوضع الليبي الحالي بمثابة عش دبابير كبير للغاية يقترب جدا من أوروبا.
برنارد ليون
برنارد ليون
وشدد هاردي على أن التغطية الإعلامية لأحداث ليبيا أقل مما تستحق، مقارنة بما يتم توثيقه من أحداث الصراع في سورية والعراق، ولا يقل الوضع فيها عن المأساة التي تعيشها تلك البلدان، وأن الإمكانات المتوفرة في ليبيا من الثروات والموارد كفيلة بأن ترفع مستوى المعيشة لمواطنيها على غرار دول الخليج، إلا أن اقتصادها آخذ في التراجع، نتيجة ما تشهده حاليا من صراعات وقلاقل.
اوضح هاردى انه في الوقت الذى تتجه فيه أعين العالم الغربي إلى حملات تنظيم داعش، تُعاني ليبيا الفوضى المحققة، مع انهيار اقتصاد النفط والغاز في البلاد، وهو ما يعد الضربة الموجعة لليبيا، وهو الفشل الذي ولد مزيدا من الفشل، خاصة أن تراجع إنتاج النفط والغاز خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أشار إلى سحب الشركات الأجنبية استثماراتها من البلاد شيئًا فشيئًا.
حرائق النفط
حرائق النفط
من جانبها اعتبرت وول ستريت جورنال الأميركية أن تنظيم داعش في ليبيا استفاد من إخفاقات الجماعات الإسلامية الأكثر رسوخًا واعتدالاً، وهي الطريقة ذاتها التي نجح بها التنظيم في سورية والعراق، في ظل خشية محللون استخباراتيون من أن خسارة الجماعات الإسلامية الأخرى معاركها على الأرض ستصب في مصلحة داعش بالرغم من عدم سيطرته على قطاع واسع من ليبيا، مع الاشارة إلى أن عدم وجود مقاتلي التنظيم في الصفوف الأمامية للقتال الدائر حاليًا بين الفصائل الليبية، ساعده في الحفاظ على الأموال والجنود والسلاح والموارد الأخرى، وإن داعش ينتظر أن يصبح بالقوة الكافية ليصبح القوة الإسلامية المسيطرة.
ويرى متابعون أن تنظيم داعش في ليبيا، يتبع نمطًا واحدًا سبق استخدامه، باستغلال نقاط ضعف البلاد الغارقة في الفوضى والحرب وتحت قيادة حكومات ضعيفة، كما استفاد التنظيم من الصراع الذي يقسم الإسلاميين والعلمانيين في ليبيا.
ولا تزال الأزمة مستمرة، والافق ضيق، والدعوات الغربية لوضع حد للصراع الدائر لا تزال مستمرة، دون اتخاذ  خطوات على الأرض تكفل بتحقيق الاستقرار ومواجهة العنف وانتشار السلاح.

شارك