كنائس العالم تقرع أجراس الحزن وتؤكد: حرق الكساسبة خارج السياق الأخلاقي للبشرية

الأربعاء 04/فبراير/2015 - 08:27 م
طباعة كنائس العالم تقرع
 
حالة من الحزن والألم خيمت على الكنائس الأردنية وأيضا مختلف الكنائس بالدول العربية على إثر الإعلان عن استشهاد الطيار الكساسبة، وأدان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ومجلس كنائس الشرق الأوسط وعدد كبير من المنظمات الكنسية- جريمة داعش البشعة؛ حيث أعربت الكنائس في المملكة الأردنية الهاشمية عن بالغ حزنها وتأثرها لاستشهاد الطيار البطل معاذ صافي الكساسبة.
وقامت الكنائس بقرع أجراس الحزن يوم الأربعاء الساعة الثانية عشرة ظهراً في جميع كنائس المملكة، وأقام كهنة الأردن قداديس خاصة وصلوات، في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء، من أجل روح شهيد الوطن، وفقيد الأسرة الأردنية، ومن أجل تعزيز الوحدة الوطنية، وقيادة هذا الوطن وأجهزته الأمنية، العين الساهرة على أمن هذا الوطن الغالي، ومن أجل أن يبقى الأردن دائماً قوياً منيعاً في وجه التطرف والعنف والانغلاق..

عزاء إلى الإنسانية

المركز الكاثوليكي
المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية
كما أدان المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية العمل الإجرامي البشع الذي أقدم عليه تنظيم داعش بحق الشهيد الأردني البطل النقيب معاذ الكساسبة، رحمه الله.
وفي بيان صدر اليوم الأربعاء ووقعه المدير العام الأب رفعـت بدر، قدم العزاء الصادق إلى أسرة الطيار وأهله وذويه وعشيرته وأبناء محافظة الكرك، وإلى الأسرة الأردنية الواحدة بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم. وكذلك فإن التعزية تذهب إلى كلّ الإنسانية وإلى كل صاحب ضمير إنساني حيّ؛ لأنّ هذه الجريمة، والطريقة التي ارتكبت بها تمثل بشاعة مضاعفة، وجريمة ضد الإنسانية كلّها، وفي وجه كل إنسان ذي إرادة صالحة ويتألم بسبب العنف والإلغاء والتنكيل والإرهاب الذي تمارسه العناصر الإرهابية.
وأكد البيان أنّ الأردن فتح ذراعيه واسعة لاستقبال واستضافة الإخوة العراقيين المهجّرين من تنظيم داعش بسبب إيمانهم المسيحيّ، وقد قدّم لهم- وما يزال- كل غالٍ ورخيص لإعادة الكرامة الإنسانية، وتعزيز الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات. ويعتبر أن تلك الأعمال الإجرامية بحق المهجّرين والمكوّنات الدينية قد بلغت ذروتها اليوم بقتل وحشي لم يسبق له مثيل، نجم عنه استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة، ويبيّن أنّ أولئك القتلة لا يمثلون أي دين، بل هم عصابات همجية هدفها القتل والتنكيل وحرق كلّ القيم الإنسانية والدينية التي تُعلمنا إياها الكتب المقدسة.

خارج السياق الأخلاقي للبشرية

خارج السياق الأخلاقي
كما أدانت الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ما قام به تنظيم داعش بإحراق الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، وتعتبره خارجاً عن المألوف الإنساني ومنافياً للشرائع السماوية والسياق الأخلاقي للبشرية.
كما وتدين الأمانة العامة أيضاً كافة أعمال القتل الوحشية والأسر والسبي التي مارسها هذا التنظيم بحق أي كائن كان، مهما اختلف لونه أو طائفته أو مذهبه أو عرقه أو جنسيته، وبأية وسيلة أو أسلوب، وكذلك أعمال التدمير والتخريب التي طالت المقامات الدينية أو المدنية؛ الأمر المخالف لكافة الشرائع السماوية وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
إننا إذ نتقدم بالعزاء لملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني وعائلة الكساسبة وأبناء الكرك والأردنيين، نتقدم أيضاً لأُسر ضحايا داعش في العالم أجمع، ولا سيما في العراق وسوريا ولبنان والأردن بالعزاء والتضامن، داعين إلى أوسع حملة عربية وإنسانية لمجابهة التكفير والقتل والقضاء على أسبابه، مشددين على أن الحوار الذي ينشده المجلس ويشكل هدفه الأساسي هو الأسلوب الأسمى والأنجح لمعالجة كافة المشاكل ومواجهة سائر التحديات.

همجية لا تطاق

البطريرك فؤاد الطوال
البطريرك فؤاد الطوال
كما شاطر البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، اليوم الأربعاء، "ألم ومعاناة العائلة الأردنية الكبيرة وعائلة الطيار معاذ الكساسبة، الذي قام إرهابيو الدولة الإسلامية "داعش" باعدامه بصورة وحشية وهمجيّة لا تطاق"، وذلك بحسب البيان الصادر عن البطريركية اللاتينية في القدس.
وأضاف البيان: "إن هذه المحنة التي تمر بها عائلة الطيار الشاب، والمملكة الأردنية العزيزة، لتذكرنا بأهمية محاربة سائر قوى التطرف، وبأن ذلك أضحى أمراً ملحاً. عدد كبير جدّاً من الرجال والنساء، الذين ينتمون لديانات مختلفة، قد لقوا حتفهم بصورة مأساويّة وغير إنسانية منذ ظهور ما يدعى بالدولة الإسلامية، التي ليست دولة ولا تنتمي لأي دين".
وختم البيان بالقول: "نحن جميعاً، مسيحيين ومسلمين، معرضون لخطر هذا العدوان. وإننا مدعوون إلى ضم جهودنا لجهود جميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة، لمحاربة هذا التوجه من خلال الصلاة والتربية السليمة. على مخافة الله التي نعرفها جميعاً أن تحثنا على العيش كإخوة، وعلى أن نقدم الدعم لبعضنا البعض. فهذا ما اعتدنا عليه في الشرق الأوسط منذ قرون طويلة".
وما زالت الإدانات تتوالى من مختلف الطوائف المسيحية على مستوى العالم. 

شارك