بعد تحرير "كامبورو" وقتل مائتين من "بوكو حرام".. التنظيم يُهاجم "فوتوكول" الكاميرونية ويذبح مائة شخص

الخميس 05/فبراير/2015 - 02:20 م
طباعة بعد تحرير كامبورو
 
في تحرك جديد يدخل ضمن مساعي عدد من الدول الإفريقية، تقويض حركة "بوكو حرام" النيجيرية– أحد أخطر الجماعات الراديكالية المسلحة في القرن الإفريقي– ألحق الجيش التشادي خسائر فادحة بالتنظيم الأشرس في نيجيريا، حيث لقي 200 مسلح من الجماعة و9 جنود تشاديين في نيجيريا مصرعهم، مع بدء الهجوم البري الذي تنفذه القوات التشادية بالاشتراك مع القوات الكاميرونية والنيجيرية للقضاء على التنظيم الإرهابي.
ويعتبر الهجوم هو الأول بعد تصويت أغلبية البرلمان التشادي- منتصف يناير الماضي- لصالح إرسال قوات مسلحة إلى الكاميرون ونيجيريا بهدف محاربة مقاتلي جماعة "بوكو حرام" الإرهابية.
من جانبها، أرسلت القوات المسلحة التشادية الثلاثاء الماضي 3 فبراير عناصر من الجيش لعبور الحدود النيجيرية مع الكاميرون، وقد دخلت القوات مدينة "كامبورو" النيجيرية، حيث دارت مواجهات عنيفة بين الجماعة المتشددة، والقوات النظامية، وبعد الهجوم بساعات قالت القوات النيجيرية المسلحة إنها بسطت سيطرتها على مدينة "كامبورو".
بعد تحرير كامبورو
وأعلنت قيادة الأركان التشادية في بيان متأخر لها مساء أمس الأربعاء أن الهجوم الذي نفذته القوات التشادية أسفر عن مقتل 200 مسلح من جماعة بوكو حرام و9 جنود وإصابة 21 آخرين، وأضاف البيان أن الحصيلة مؤقتة حيث تتواصل عملية تمشيط المنطقة. وأضاف أنه تم تدمير عشر سيارات مجهزة بأسلحة ثقيلة ومئات الدراجات النارية، والاستيلاء على مدفع غير ارتدادي عيار 105 ملم.
وأكدت قيادة الأركان التشادية السيطرة على مدينة "كامبورو"، وقالت: "الجنود أمضوا ليلتهم في المدينة بعد السيطرة عليها".
بعد تحرير كامبورو
إلى ذلك، وفي أول رد فعل من التنظيم الإرهابي، بعد تحرير مدينة، "كامبورو" النيجيرية، شن مُقاتلو التنظيم هجوماً على مدينة "فوتوكول" الكاميرونية، وقتلوا نحو 100 شخص من المدينة، وقال مسئول كاميروني لوكالة أنباء "رويترز" بأن مسلحي الجماعة قتلوا ما يزيد عن مئة شخص، من بينهم ابنه، خلال هجومهم على المدينة الواقعة على الحدود مع نيجيريا.
كما ذكرت مصادر في أجهزة الأمن في الكاميرون أن 70 مدنيا و6 من عناصر الجيش الكاميروني و50 مسلحا قتلوا في هجوم شنه مسلحو جماعة "بوكو حرام" على مدينة فوتوكول الحدودية أمس (الأربعاء).
وقال خبراء في الجماعات الراديكالية: "إن الهجوم يأتي رداً على خسارة التنظيم مدينة كامبورو"، موضحين أن طريقة دخول المدينة كشفت عن مزيد من رغبة التنظيم في الرد على خسارة المدينة، حيث يعتبر هجوم قوات التشاد ونيجيريا على التنظيم، وقتلهم أكثر من 200 مسلح من "بوكو حرام"، هو الهجوم البري الأكبر على مقاتلي الجماعة منذ فترة.
وأفادت مصادر أمنية بأن نحو 7 آلاف مقاتل من جماعة "بوكو حرام" الإرهابية هاجموا مدينة فوتوكول الكاميرونية الواقعة على الحدود مع نيجيريا، صباح أمس الأربعاء.
وقالت مصادر أمنية: إن المسلحين دخلوا المدينة على 30 مصفحة ودراجات نارية، وقاموا بذبح مدنيين وإحراق المسجد الكبير فيها، وأضافت أن جنود الجيشين الكاميروني والتشادي تمكنوا من صد الهجوم، الذي أدى إلى مقتل 17 جنديا من عناصرهما، بالإضافة إلى مصرع عشرات المدنيين، منهم 20 على الأقل في المسجد الكبير، حيث "لم يتمكن أحد من الفرار"، حسب مصدر مقرب من أجهزة الأمن المحلية.
وقال مصدر مقرب من أجهزة الأمن: "التنظيم أحرق منازل وقتل مدنيين وعسكريين"، فيما أشار سكّان إلى سقوط عشرات القتلى المدنيين بعضهم ذبحاً على أيدي الإسلاميين، وتم إحراق المسجد الكبير في هذه المدينة الحدودية مع نيجيريا.
وقال أحد سكان فوتوكول بعدما لجأ إلى مدينة أخرى في المنطقة رافضاً الكشف عن اسمه: "أعرف عشرة أشخاص على الأقل قتلوا، بينهم اثنان من أصدقائي وهما شقيقان"، مضيفاً: "لقد قاموا بذبح الناس وأحرقوا منازل، والمسجد الكبير".
وقال آخر: إن بوكو حرام تسببت بالكثير من الأضرار هناك، لقد قتلوا عشرات الأشخاص، 20 على الأقل في المسجد الكبير.
بعد تحرير كامبورو
وفي السياق ذاته، قال مسئولون في باريس: إن الطيران الحربي الفرنسي ينفذ مهام استطلاعية لمساعدة الدول الواقعة على الحدود مع نيجيريا في التصدي لبوكو حرام.
وقال مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية "تنفذ قواتنا الجوية مهام استطلاع ولكن ليس فوق نيجيريا، دعمنا يقتصر على الدول المجاورة (لنيجيريا) مثل تشاد والنيجر".
وأضاف المصدر أنه يتم تقديم المعلومات المخابراتية للقوات التشادية التي تقاتل حاليا بوكو حرام في منطقة الحدود بين الكاميرون ونيجيريا.
من ناحية أخرى، حث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دول المنطقة على الإسراع الفوري في تنسيق عملياتها العسكرية؛ لكي تتمكن من محاربة بوكو حرام في نيجيريا ودول الجوار بصورة أكثر فعالية، وأعرب المجلس في بيان لها أخيراً عن قلقه البالغ مما تمثله بوكو حرام من "تقويض للسلام والاستقرار في منطقة غرب ووسط إفريقيا".

شارك