مقتل "النظاري".. مفتي القاعدة في الجزيرة العربية

الخميس 05/فبراير/2015 - 05:46 م
طباعة مقتل النظاري.. مفتي
 
أعلن تنظيم القاعدة في اليمن اليوم الخميس 5 فبراير 2015، مقتل قيادي كبير في التنظيم، مع 3 عناصر آخرين، في غارة شنتها طائرة أمريكية من دون طيار، على محافظة شبوة، جنوب البلاد، مطلع الأسبوع الجاري.
جاء ذلك خلال بيان نُشر على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قال التنظيم: إن "القيادي الكبير حارث النظاري، والمعروف بمحمد المرشدي، يمني الجنسية، وثلاثة آخرين، قتلوا في قصف أمريكي بطائرة مسيرة بدون طيار، استهدف سيارة كانوا يستقلونها، السبت الماضي، في منطقة الصعيد، في محافظة شبوة".
وأوضح البيان، أن العناصر الثلاثة هم: سعيد بافرج، وعبدالسميع الحداء، وعزام الحضرمي، دون تحديد جنسياتهم. 
وقال التنظيم: إن النظاري عضو في لجنته الشرعية، وكان يرشد من وصفهم بالمجاهدين ويوجههم في مسائل العقائد والعبادات والمعاملات.
وأضاف البيان أن القصف أتى عقب ساعات معدودة من إتمام ما أسماها صفقة استلام جماعة الحوثيين زمام إدارة البلاد، بإشراف أمريكي وتواطؤ إقليمي مكشوف، معتبرا أن الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 21 سبتمبر باتوا الشريك المخلص لأمريكا في الحفاظ على مصالحها وتنفيذ مخططاتها في جنوب الجزيرة العربية.

انضمامه للقاعدة:

انضمامه للقاعدة:
كان النظاري خريج جامعة الإيمان الزندانية، أحد أعضاء التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، الذي يتزعمه عبدالمجيد الزنداني وعمل مسئولاً لاستقطاب الشباب إلى التجمع الإخواني.
 بدأ النظاري في الظهور في مدينة القطن اليمنية مع القيادي القاعدي أبو حمزة الزنجباري عقب اقتحام "القاعدة" للمدينة في أغسطس2014؛ ما أثار موجه من الغضب.
انضم النظاري بالفعل إلى تنظيم القاعدة، وأعلن بيعته للظواهري، منددا بإعلان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش للخلافة الإسلامية. 
وقال متابعون: إن صورة النظاري مع تنظيم القاعدة، دليل على ما بشر به رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي، عن دواعش يمنية ظهرت في الأسابيع الأخيرة في مناطق يمنية منها حوطة شبام بوادي حضرموت. 
ورأى مراقبون أن انضمام النظاري للقاعدة سلوك شخصي، لا علاقة له بالجانب التنظيمي الإصلاحي، وذكروا بأن البدايات الأولى لعناصر القاعدة كانوا ناشطين في تجمع الإصلاح أو طلاب في جامعة الايمان التي يرأسها القيادي المتشدّد في تجمع الإصلاح عبد المجيد الزنداني.

مفتي القاعدة:

مفتي القاعدة:
يعتبر النظاري هو المفتي الشرعي لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب، حيث ذكرت مصادر يمنية مطلعة لوكالة الصحافة الفرنسية أن النظاري، كان مفتيا بارزا للقاعدة في اليمن، وهو يتمتع بنفوذ كبير في التنظيم.
كانت آخر فتاويه، "حرمة الدماء المعصومة"، حيث حذر من مغبة سفك الدم الحرام بغير حق، مؤكدا أن قتل النفس المحرمة يعد أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، قائلا: "قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا، تفنى فيها جبال الحسنات من الأعمال الصالحة".
وقال النظاري، في مقطع فيديو مسجل له ألقاه على عدد من عناصر التنظيم: "نبرأ إلى الله من كل دم حرام يسفك ونعوذ بالله من مضلات الفتن"، مطالبا المجاهدين أن يكونوا أشد الناس حرصا وورعا وخوفا من إراقة دم المسلم.
وأضاف: "نحن هنا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نؤكد على منع التفجير واستعمال ما يعم به القتل في المساجد وأماكن المسلمين العامة كالأسواق أو الملاعب مهما كان الهدف، ضبطا للأمور واحتياطا وتحاشيا عن الخطأ الضرر".

آخر عملياته:

آخر عملياته:
كانت آخر عملية للنظاري، حينما ظهر في أحد مقاطع الفيديو وأعلن مسئولية تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري، عن الحادث الإرهابي الذي وقع على المجلة الفرنسية شارلي إيبدو، الشهر الماضي، مباركًا العملية.
والجدير بالذكر أن النظاري أطلق على الفيديو "غزوة باريس"، حيث هدد فرنسا بالمزيد من الهجمات.
وقال النظاري في مقطع الفيديو مهدداً: "أيها الفرنسيون أولى بكم أن تكفوا عدوانكم عن المسلمين لعلكم تحييون في إيمان وإن أبيتم إلا الحرب فأبشروا، فوالله لن تنعموا بالأمن ما دمتم تحاربون الله ورسوله والمؤمنين".
وأضاف أن "فرنسا اليوم من أئمة الكفر تسبّ الأنبياء وتطغى في الدين، ولا رادع لها إلا ما حكم الله فيها فضرب الرقاب، أيها الفرنسيون إلى متى تحاربون الله ورسوله إن تسلموا فهو خير لكم".

موقفه من داعش:

موقفه من داعش:
وجه النظاري انتقادات كثيرة لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، حين نصب نفسه خليفة للمسلمين، معتبرا الأمر غير شرعي حيث إنه لم تتم استشارة أهل الحل والعقد، كما أن خلافته ليست شاملة على عموم المسلمين بل على جماعته فقط. 
في 22 نوفمبر 2014 اتهم تنظيم القاعدة في اليمن، تنظيمَ داعش، بشق صفوف المجاهدين في العالم الإسلامي، وتصدير الفتنة إلى بلاد شتى، بعد تنصيب أبو بكر البغدادي خليفةً للمسلمين. 
وجدد النظاري، في بيان كانت نقلته مؤسسةُ "الملاحم الجهادية"- بيعته لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، الذي له بيعة منعقدة للملا محمد عمر أمير حركة طالبان.
ودعا نظاري تنظيمَ داعش إلى التراجع عن فتاواه التي ألزمت بقية الفصائل الجهادية ببيعة "البغدادي"، قائلا: "إن الدولة فاجأت الجميع بقراراتها الفردية". 
واعتبر النظاري أن السياسة الشرعية التي يتبعها البغدادي وشرعيوه تخالف شرعَ الله، وسنّةَ رسوله، رغم إطرائه على "البغدادي" بوصفه بـ"الشيخ الجليل"، وإطلاق اسم "الدولة الإسلامية" دون سبقها بـ"تنظيم".  
وواصل النظاري انتقاده للاقتتال الدائر بين جبهة النصرة وداعش، مؤكدًا عدم اصطفاف "قاعدة اليمن" إلى جانب أي طرف في سوريا على حساب الآخر.

سبب هجومه على داعش:

سبب هجومه على داعش:
أوضح النظاري أن انتقاده لـ"داعش"، بسبب هجوم الأخير على تنظيم القاعدة، واتهامها بالانحراف وتغيير المنهج، معلقًا: "اتهموا قاعدة الجهاد بالانحراف وتغيير المنهج وصفحنا عنهم، لكنهم عادوا بفتوى تلزم الأمةَ ببيعة الخليفة، وألغوا شرعية كل الجماعات الإسلامية الجهادية والدعوية".
واعتبر النظاري أن خلافة البغدادي، لم تستوف الشروط المطلوبة من دفع العدو، وتوفير الحماية للمسلمين، وغيرها من الشروط، كما أكد أن إعلان التمدد في بلدان ليس لهم سلطة عليها، كمصر، وليبيا، واليمن، والجزائر هو مخالف للشرع، ومن شأنه خلق فتنة كبيرة بين المجاهدين في تلك البلدان.
واستشهد النظاري على بطلان بيعة "البغدادي" بمقولة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب: "من بايع رجلًا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه"، مبينًا أن مجلس شورى تنظيم "الدولة" لم يستشر أحدًا من أهل الحل والعقد في بلاد المسلمين، ولم يشاوروا أي عالم يُشهد له بالخير بين المسلمين، ولا حتى قيادات الجماعات الجهادية والإسلامية بشكل عام، على حد قوله. 
 ووجّه النظاري رسالة إلى أنصار داعش قائلًا: "العيش في منهاج الخلافة هو أسمى أمانينا، ولا نعارض تنصيب خليفة، لكن نسعى لتطبيق شروطه"، ودعا جنودَ "داعش" للإنكار على قياداتهم وشرعييهم الذين تسببوا بإراقة الكثير من الدماء. 
وحذر المقاتلين في شتى الفصائل المجاهدة من خطورة الانتقال من بيعة إلى أخرى قائلًا: إن "الانتقال بين البيعات دون موجب شرعي" يقلل من أهميتها ويؤدي إلى تحقيرها.  

النظاري والعوالقي:

النظاري والعوالقي:
كان النظاري ذات علاقة قوية مع القاعدي اليمني أنور العولقي الذي كانت قتلته غارة أمريكية في سبتمر 2011، واعترف في عديد من المحاضرات والخطب أنه التقاه لمرات عديدة منذ تفجيرات أيلول سبتمبر 2001، موضحا أن أول مرة التقاه فيها كانت بعد تلك التفجيرات وذلك خلال مؤتمر إسلامي جمع مجموعة من الدعاة، والمعلمين وشباب الصحوة الإسلامية.
وأشار النظاري إلى أن كلمات العولقي في المؤتمر كانت مهمة حول أهمية وأساليب الدعوة إلى الله، قائلا: إن العولقي كان لا يتكلم بأسلوب المُنَظر الأكاديمي، ولكن بأسلوب شخص عايش الدعوة وخبر أساليبها من خلال الممارسة والحكمة.

شارك