المقاتلون الأجانب بين فكي رحى الملاحقة الغربية والتسلل إلى سيناء
الخميس 05/فبراير/2015 - 09:20 م
طباعة


أنصار بيت المقدس
تعمد تنظيم داعش بث رسائله التحريضية، واستمرار محاولات استهداف أفراد الجيش والشرطة في مصر، عبر تنظيم ولاية سيناء "أنصار بيت المقدس" سابقا، وهو ما ظهر اليوم من خلال بث التنظيم رسائل وتقارير مصورة تكشف تدريبات العناصر التابعة له لمواجهات الجيش المصري، في الوقت الذى صعَدت فيه أوروبا من عملياتها لملاحقة المقاتلين الاجانب العائدين من سوريا والعراق، تفيد معلومات وتقارير صادرة عن مختصين بشان الجماعات الجهادية بأن هناك عدد منهم تسلل إلى سيناء سواء عبر الأنفاق مع غزة، أو عبر طرق لم يتم التوصل إليها حتى الآن.
ونشر التنظيم على حسابه على توتير مجموعة من الصور لتدريبات مقاتليه الأجانب، ولقطات من اشتباك أفراده مع عناصر الجيش المصري والشرطة، والتهديد بمزيد من العمليات خلال الفترة المقبلة، واستعراض معاقل للتنظيم والأسلحة المستخدمة، مع معالجة للصور لمنع وضوح صور الشخصيات الموجودة، وإن كان هناك تعمد على الابقاء على صور المقاتلين الأجانب، ويظهر وجه فرد من عناصر التنظيم في أكثر من لقطة، وبزي مشابه لزى الجيش المصري، تحت عنوان "يوميات مجاهد"، دون التعرف على المواقع الموجودة تحديدا في التقرير.

يأتي ذلك بالرغم من الخطوات التي أقدمت عليها العديد من الدول الأوروبية من أجل تضييق الخناق على سفر رعاياها إلى سوريا والعراق وإلى تشديد العقوبات بحق كل من يثبت تورطه مع الجماعات المتطرفة في هذين البلدين، إلا أن تسلل المقاتلين الأجانب إلى الغرب لا يزال مستمرا، والتواصل بين عناصر الجماعات المتطرفة لم يتم مواجهته بالشكل المناسب.
في الوقت الذى كشف تقرير حديث للمركز الدولي لدراسة التطرف في لندن بأن هناك عناصر أجنبية تم تضليلها بواسطة الدعاية التي يتبعها تنظيم داعش وغيره لجذب مزيد من المقاتلين إليه.
ونقلا عن أحد هذه العناصر أكد التقرير " عندما توجه إلى سوريا في بادئ الأمر ركز جل اهتمامه على مقاتلة النظام، أما الآن، فما يحدث هو قتال بين المسلمين ونحن لم نأت إلى هنا من أجل ذلك".

بينما يرى مازن زكي، مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية "وجد العديد من هؤلاء المقاتلين نفسه "أداة قتل في أيدي أمراء داعش والتنظيمات المتشددة الإرهابية الأخرى كجبهة النصرة، إذ وجدوا أنهم يقاتلون باقي الفصائل المسلحة في سوريا ويمارسون التعذيب والقتل بحق المواطنين العزل خصوصا المسلمين منهم، وذلك على عكس ما تم الترويج له أثناء عملية تجنيدهم كمساعدة ونصرة الشعب السوري لحصوله على الحرية".
أشار إلى أنه يتم استغلالهم لتنفيذ مشروع دولة داعش المزعومة ودفعهم للانتحار لتنفيذ هذه المآرب، وذلك عبر أساليب إغراء عديدة منها المال الوفير والمنازل والزوجات والنساء السبايا والمراكز القيادية العالية وكثير من الأمور التي قد تغري الشباب، والتأكيد على أن عمليات التجنيد لم تقتصر فقط على الشباب أو البالغين، بل شملت أيضًا تجنيد الأطفال عبر إغرائهم بالسلاح "والإيحاء لهم أنهم أصبحوا رجالا، وحشو رؤوسهم بتعاليم دينية خاطئة ومشوهة لتنفيذ العمليات الانتحارية، وقيام التنظيم بإنشاء مدارس ومخيمات عدة لتدريب الأطفال أبرزها "معسكر أشبال الزرقاوي " الذي يتخرج منه شهريا العشرات من الأطفال ليلتحقوا بصفوف داعش.

إلى متى يتسلل الاجانب إلى الشرق الاوسط
وبالتزامن مع تداول هذه المعلومات، هناك تقارير أخرى تشير إلى تزايد أعداد المقاتلين الأجانب في جبلي الأكراد والتركمان خلال العام الماضي بنسبة كبيرة مقارنة مع عام 2013، خاصة مع بدء ضربات التحالف الدولي التي لم تقترب من الساحل حتى الآن، والإشارة إلى منطقة الريف المنطقة جبلية وفيها أماكن عصية على أي طيران أو قصف، مع انتشار العديد من المغاور والكهوف في أعالي الجبال وأعماق الوديان، فلا تزال مدينة سلمى في ريف اللاذقية تحوي عشرات المراكز العسكرية التابعة لقوات المعارضة السورية، وبدأت مؤخرا تنتشر في المدينة مقرات لعناصر جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين، وغالبية عناصر هاتين الحركتين من المقاتلين الأجانب، كما ينتشر المئات من المقاتلين الشيشان والروس في قرى جبل التركمان، بدءًا من خطوط الاشتباك بالقرب من مدينة كسب وصولا إلى قرية برج القصب المسيحية.
بينما هناك تضارب بالمعلومات حول أرقام المقاتلين الأجانب في المنطقة، بسبب استحالة أن تصرح التنظيمات المنغلقة على نفسها عن أعداد مقاتليها الأجانب، كما تمنع ذلك، وأكثر ما يمكن معرفته هو تواجدهم في قرية الناجية السوق التجاري للريف المحرر، إلا انه لوحظ في الفترة الأخيرة وبشكل ملفت وجود مقاتلين ذوي بشرة سمراء وبكثرة معظمهم من المقاتلين الأوروبيين من الأصول الإفريقية يشتبه بانتقالهم إلى سوريا عبر تركيا من طرق جبلية وعرة جدا يصعب على الجيش التركي مراقبتها، إلى جانب وجود العديد من المقاتلين الأجانب من جنسيات مختلفة يعبرون إلى الأراضي السورية عبر طريقي السد القريب من مشفى اليمضية، وطريق خربة الجوز أيضا.
ويتماشى مع هذه التحذيرات والتفاصيل، استمرار حملات الشرطة الفرنسية لاعتقال عدد من المتورطين في جرائم ارهابية، ومشتبه فيهم بانتمائهم لشبكة تسفير جهاديين إلى سوريا، في ظل ما تتخذه الحكومة الفرنسية من إجراءات أمنية جديدة بعد الهجمات الدامية التي وقعت في باريس الشهر الماضي، وسط تقديرات بأن هناك نحو 1300 مواطن فرنسي لهم صلة بخلايا تجنيد للقتال في سوريا والعراق بينهم نحو 400 يقاتلون بالفعل مع المتشددين.

المقاتلون الاجانب مأزق مستمر
ونتيجة الغضب الأوربي من ضلوع تركيا فى تقديم تسهيلات لدفق المقاتلين الأجانب من سوريا إلى اوروبا والعكس، أعلن رئيس وزراء تركيا، أحمد داوود أوغلو إن أنقرة قد توسع المناطق العسكرية على الحدود السورية لوقف مرور المقاتلين الأجانب دون أن تغلق الحدود بالكامل في وجه اللاجئين السوريين، مشيرا بقوله " توجد على الحدود وحتى الآن مخيمات لاجئين وتوجد أماكن معينة بها المزيد من القيود الأكثر صرامة، فهذه المناطق العسكرية قد يتم توسيعها وأن تركيا كانت مترددة حتى الآن في أن تفعل ذلك حتى لا تصد اللاجئين".
كما تم الإعلان عن إنشاء مكاتب للأزمات في المطارات والموانئ والمنافذ الحدودية التركية، وذلك في إطار إجراءاتها الجديدة لمكافحة تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا عبر أراضيها.