الإخوان والسلفيون وموقفهم من داعش
الخميس 05/فبراير/2015 - 11:51 م
طباعة

تتغير مواقف جماعات الإسلام السياسي في مصر حسب الحاجة وحسب ما يسمى بالمصلحة، واكبر دليل على هذه التغيرات في المواقف الداعمة للإرهاب أو الرافضة له موقفين لأكبر تنظيمين لهذه الجماعات على الارض في مصر "السلفيون والإخوان"
الموقف السلفي:

أعلن اليوم الخميس 5 فبراير الشيخ سامح عبد الحميد القيادي السلفي، أن الدعوة السلفية كفيلة بالقضاء على داعش، وأضاف "عبد الحميد" في تصريحات عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سيناء ومطروح فيهما أهلنا من القبائل وهما منطقتان على الحدود، ولكن تواجد الدعوة السلفية بمطروح منع التطرف والتكفير والإرهاب، لتواجد شيوخ الدعوة الذين ينشرون صحيح الدين ويُحافظون على البلاد والعباد". وتابع: "فمقاومة داعش وأنصار بيت المقدس وغيرهما تحتاج لمحاربة أفكارهم وتفنيدها عن طريق علماء متخصصين – على اعتبار أن أعضاء الدعوة السلفية هم المتخصصون بغض النظر عن وجود مؤسسة الأزهر وجامعته وباقي المؤسسات العلمية في مصر - فالحل الأمني وحده ليس كافيًا، بل يجب أن تتاح الفرصة للدعوة السلفية لمحاربة فكر الجماعات المتطرفة"، وأضاف: "حمت الدعوة السلفية أبناءها من الانجرار في العنف والتطرف، في حين انحرف غيرهم عن الجادة مثل الجماعات الإرهابية، ومثل الإخوان الذين انحرفوا عن السلمية إلى التخريب والانتقام لانتشار الجهل بمقاصد الشريعة".
هذا التصريح الذي تغافل ما قاله نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي والمنشور في جريدة البوابة نيوز يوم الاحد 1 فبراير الجاري حيث اعترف الدكتور ياسر برهامي، بتعاطف الكثير من أبناء التيار السلفي مع تنظيم الدولة "داعش" وقبولهم له ودفاعهم عنه جهلاً منهم بحقيقة هذا التنظيم.
قال: "أجزم بأن كثيرًا جدًا من شباب التيار السلفي المتدين يقبلون داعش ويدافعون عنه".
واستنكر برهامي، في تسجيل صوتي تحتفظ "البوابة" بنسخة منه، هذا التعاطف من قبل أبناء الدعوة السلفية، وتساءل: "هل تعلمون تاريخ هذا التنظيم الدعوي والعلمي والجهادي؟، وهل يمتلك أبو بكر البغدادي تاريخًا علميًا أو دعويًا؟ وهل يعلم أحد منكم من أين جاء؟".
وفجر نائب رئيس الدعوة السلفية مفاجأة بقوله: "إن زعيم تنظيم داعش ليس بغداديًا، وإنما سامرائي، وليس قرشيًا كما يدعي هو وأتباعه، واسمه الحقيقي إبرهيم، وليس أبو بكر كما هو معروف"، مشيرًا إلى أن أقل ما يمكن أن يقال في حقه أنه شخص مجهول التاريخ العلمي والدعوي والجهادي. وأوضح برهامي أن تقديرات أعداد "داعش" في زيادة مستمرة، مقابل تأكل الفصائل السلفية المعتدلة.
كان هذا تصريح السيد برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية والذي يقرر أن الغالبية من أبناء هذه الدعوة متعاطفين مع تنظيم داعش وبالتالي ينتظرون الفرصة كي يلتحقوا بالتنظيم فكيف لهؤلاء أن يحاربوا "داعش" حسب الشيخ سامح عبد الحميد القيادي بالدعوة السلفية؟ ليس هذا فقط بل بعد تصريح برهامي هذا كيف نسمح لهم بالتقدم لانتخابات البرلماني المصري التي باتت على الأبواب؟ وهم ينتمون عاطفيًا على الأقل لتنظيم أقل ما يوصف به بأنه تنظيم إرهابي.
الموقف الإخواني:

يتحول الموقف الإخواني حول داعش ما بين الاعتراف بهم ومساندتهم سرا ومحاربتهم جهرا، ليس هذا فقط بل كان هناك تردد في مواقف بعض المنتمين للإخوان حول داعش أمثال الشيخ القرضاوي والذي اعترف بداية بانتماء التنظيم للإخوان في شريط فيديو بثته قناة العربية، نت 14 أكتوبر 2014 حيث اعترف الشيخ يوسف القرضاوي، أن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي، أبو بكر البغدادي، كان من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين.
وفي الفيديو نفسه، شرح القرضاوي أنه كان للبغدادي نزعة قيادية، مما حثه على الانضمام لـ"داعش" وقيادة التنظيم بعد خروجه من السجن. وأشار القرضاوي إلى أن "داعش"، وغيره من التنظيمات الإرهابية، استقطب شباباً من عدة دول تحت ذريعة الجهاد في سبيل الله.
http://youtu.be/08QYqpsuPKc
وعلى الرغم من ذلك فكان تنظيم الإخوان هو من أوائل التنظيمات التي هنأت "داعش" بإعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام، ما أدى إلى التأكيد من قبل الخبراء في الحركات الإسلامية على صلة الإخوان بداعش والجماعات الإرهابية، وهذا ما أكده مرارًا قيادات في الإخوان المسلمين بمسئوليتهم عن ما يحدث في سيناء بان قال صفوت حجازي والبلتاجي وغيره أكثر من مرة في اعتصام رابعة والنهضة، أن ما يحدث في سيناء سوف يتوقف حال عودة المعزول مرسي، ويوم تلو الآخر يتأكد ارتباط جماعة الإخوان الإرهابية، بباقي الميليشيات الإرهابية عبر العالم، ففي 20 يونيه 2014 كانت خطوة كاشفة، حيث أظهرت صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحة الرسمية "إخوان أون لاين" ابتهاجها بما توصل إليه تنظيم داعش الإرهابي في العراق واعتبرت الأمر بمثابة ثورة، إلا أن الجماعة تداركت خطأها وقامت سريعًا بسحب بيان تورطها.
ورغم أن تنظيم " داعش" وصف المعزول بالمرتد من قبل، إلا أن ذلك لا يمنعهم من تقديم التهنئة، حيث هاجم أبو محمد العدناني المتحدث باسم الدولة الإسلامية بالعراق والشام مرسي، ووصفه بالمرتد الذي خرج إلى سيناء بجيشه لمحاربة الموحدين هناك

قال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن ما فعلته جماعة الاخوان جريمة مكتملة الاركان، لابد ان تتراجع عن تصريحاتها لأنها دليل واضح على تشجيعها العنف الطائفي، ولا بد ان تتبرأ وتستنكر ما يقوم به تنظيم داعش، واذا لم يحدث ذلك عليهم التوقف عن الادعاء بأنهم مسلمون وينبذون العنف.
وأشار مروان يونس، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية، إلى أن ما يحدث تأكيد واضح على العلاقات الوطيدة بين جماعة الإخوان والتنظيمات الارهابية في العالم، وبات واضحا امام اعين الجميع ان تنظيم الاخوان إرهابي يدعم جماعات ارهابية وان كان يتستر خلف الديموقراطية.
وقال ان كل من يدعى ان الاخوان جماعة غير ارهابية لتحقيق مصالحه السياسية عليه أن يستفيق، ولابد من التعامل معه على اساس انه ارهابي، مشيرا الى ان ما يحدث في العراق اكبر من قدرة تنظيم داعش وانه عبارة عن مجموعة من تشكيلات ارهابية من جيش البعض وجيش صدام وغيرهم.
واضاف ان الوضع في العراق خطير وعلى دول الخليج تدارك الموقف وتبادر برد فعل سريع حتى لا تتنامى قدرة هذه المجموعة.
وقال عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري، إن التهنئة واجبة بين الفصائل الإرهابية المتماثلة، وأكد أن هذه التهنئة دليل قاطع على أن الإخوان تنظيم عالمي في جميع الدول، لان تنظيم الاخوان بدأ بالأساس من مصر وانتشر إلى باقي العالم.
وأشار إلى أن الأمر يوضح أنها جماعة مسلحة تبتغي الحكم وليس الدعوة الدينية والتدين ولا علاقة لها بالإسلام، وأنها جماعة إرهابية وستظل إرهابية.
وقال اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجي، إن ما تقوم به جماعة الإخوان إفلاس، فلا يمكن لأي إنسان غيور على وطنه أن يستعدى جهة أجنبية تستهدف بلاده، مهما كانت الظروف، واعتبر ان ذلك ساقطة وخطأ جسيم يسجل لهم، مضيفا ان اتصال الاخوان بهذه الجماعات الارهابية لا يمكن تقبله.
وقال عبد الرافع درويش، الخبير الاستراتيجي، ان داعش اختصار للدولة الاسلامية في العراق والشام، ويقابله تنظيم "دالم" الدولة الإسلامية في ليبا ومصر، وهذه التنظيمات تخدم أهداف التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، في محاولة لإقامة الإمارة الإسلامية، الإخوان.
وأضاف أن الإخوان وداعش شيء واحد، وعندما تقدم الإخوان التهنئة لداعش فهي بالأساس تهنئ نفسها على ما حققته على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن هناك مؤامرة متكاملة الأركان على العراق، وعلى الدول العربية التوحد وتفعيل اتفاقية التعاون المشترك لمواجهة تنظيم داعش والاخوان ومنعها من تنفيذ مخططها.
هيلاري كلينتون تؤكد ارتباط داعش بالإخوان

وما يؤكد ارتباط الاخوان بداعش والتنسيق فيما بينهم تصريحات هيلاري كلينتون والتي نقلتها قناة العالم الثلَاثاء 5 أغسطس 2014 حيث فجّرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في كتاب لها أطلقت عليه اسم "خيارات صعبة" ، مفاجأة من الطراز الثقيل ، عندما اعترفت بأن الادارة الاميركية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الموسوم بـ"داعش" ، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط . وأفاد موقع "الفرات" 4 اغسطس 2014 ان الوزیرة الاميرکیة السابقة قالت في کتاب مذکراتها الذي صدر في أمريكا مؤخرا: "دخلنا الحرب العراقیة واللیبیة والسوریة وکل شيء کان على ما یرام وجید جدا وفجأه قامت ثورة 30 / 6 - 3 / 7 في مصر وکل شيء تغیر خلال 72 ساعة" .
وأضافت: تم الاتفاق على إعلان "الدولة الإسلامیة" یوم 2013/7/5 ، وکنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا .
وتابعت " کنت قد زرت 112 دولة فى العالم.. و تم الاتفاق مع بعض الاصدقاء بالاعتراف بـ"الدولة الاسلامیة" حال اعلانها فورا وفجأة تحطم کل شيء".
وتابعت القول "کل شيء کسر امام اعیننا بدون سابق انذار، شيء مهول حدث!!، فكرنا فى استخدام القوة ولکن مصر لیست سوریا او لیبیا، فجیش مصر قوي للغایة وشعب مصر لن یترك جیشه وحده أبدًا".
وتزید "وعندما تحرکنا بعدد من قطع الاسطول الاميرکی ناحیة الاسکندریة تم رصدنا من قبل سرب غواصات حدیثة جدا یطلق علیها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة باحدث الاسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات میغ 21 الروسیة القدیمة، ولکن الاغرب ان رادارتنا لم تکتشفها من این اتت واین ذهبت بعد ذلك ، ففضلنا الرجوع مرة اخرى ازداد التفاف الشعب المصري مع جیشه وتحرکت الصین وروسیا رافضین هذا الوضع وتم رجوع قطع الاسطول والى الان لانعرف کیف نتعامل مع مصر وجیشها".
وتقول هیلاري "إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا ترکنا مصر خسرنا شیئا في غایة الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والاسلامي ومن خلال سیطرتنا علیها من خلال الاخوان عن طریق مایسمى بـ «الدولة الإسلامیة» وتقسیمها ، کان بعد ذلك التوجه لدول الخلیح الفارسي وکانت اول دولة مهیأة الکویت عن طریق أعواننا هناك، من الاخوان فالسعودیة ثم الامارات والبحرین وعمان وبعد ذلك یعاد تقسیم المنطقة العربیة بالکامل بما تشمله بقیة الدول العربیة ودول المغرب العربي وتصبح السیطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحریة وإذا کان هناك بعض الاختلاف بینهم فالوضع یتغیر".
هذه تصريحات كلينتون المثبتة في كتابها الذي يعد وثيقة مهمة لإدانة الإخوان وتأكيد علاقتها بداعش.
موقف الإخوان من جريمة حرق الكساسبة

وأخيرًا فقد وجه نشطاء ومعلقون أردنيون انتقادات لجماعة الإخوان، والجماعات الدائرة في فلكها، لموقفهم من الجريمة البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش بحرق الطيار الأردني حي،. وبينما توحد الأردنيون على اختلاف مشاربهم، متناسين خلافاتهم السياسية وغير السياسية، على الموقف ضد الإرهاب وخلف حكومتهم في حربها على داعش وأعوانها، بقيت "أصوات نشاز" خارج الإجماع الشعبي الأردني.
وحسب ما تناولته وسائل إعلام أردنية فإن بيان جماعة الإخوان الذي صدر مدينا جريمة داعش كان "ضبابيا" فلم يصف الطيار بالشهيد، وتركزت تصريحات عناصر الجماعة على أن ما قامت به داعش ينافي الشرع.
وذهب أحد السلفيين الأردنيين إلى حد تبرئة مشرعي التنظيم من إجازة ما فعلته داعش، مرجحا أن تكون "زمرة" فعلت ذلك من نفسها، ما أضفى تصورا إيجابيا على شيوخ داعش، وفي لقاء تليفزيوني رفض أحد قيادات إخوان الأردن الإجابة على سؤال مراسل عما إذا كان داعش تنظيما إرهابيا أم لا. وكذلك فعل آخرون من قيادات التنظيم ـ ليحذوا حذو تنظيمات الإخوان الأخرى وتنظيمهم الدولي ـ في عدم اعتبار داعش والنصرة ومثيلاتها تنظيمات إرهابية. وما يؤكد هذا المقف ايضا ما قاله القيادة الاخوانية الشهيرة وجدي غنيم في شريط فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب"
إخوان مصر:

وفى محاولة جديدة من سسلة الصيد فى الماء العكر ولى الحقائق " تلك التى يقوم بها عناصر من جماعة الاخوان الارهابية " نشر على مواقع التواصل الاجتماعى مقارنة بين عملية فض اعتصام رابعة ، وحرق الكساسبة ، في محاولة منهم لتبرير ما قامت به داعش وتوريط النظام المصري وتشويه صورته، وهى مقارنة مغلوطة بالطبع . .؟ حيث ان ما تم فى رابعة كان:
أولاً: فض اعتصام غير سلمى سبقه إنذارات شهد عليها كل العالم
ثانياً : من أشعل الحريق فى رابعة هم الإخوان أنفسهم لإخفاء معالم جرائمهم فى الميدان بحي مدينة نصر.
ثالثًا: قام الإخوان في كرداسة بعمليات قتل وحرق الضباط ، وسكب ماء النار عليهم أحياء واتهامهم للدولة بالوحشية، فقد أعاد أنصار الاخوان الارهابية نشر صور وفيديوهات لمشاهد جرائمهم فى محاولة للَى عنق الحقائق، وتشويه الوقائع، فى شماتة غير مُبررة، ومن ناحية أخرى قام وجدي غنيم بالهجوم على الرئيس السيسي وتكفيره، نتيجة لفض اعتصامي رابعة والنهضة ومقارنته بما فعلته داعش بالكساسبة.