إحياء وثيقة التفاهم بين "حزب الله" والسلفيين.. رهن حوار "تيار المستقبل"

الجمعة 06/فبراير/2015 - 06:43 م
طباعة إحياء وثيقة التفاهم
 
مع الحور الدائر بين تيار المستقبل، وحزب الله، من أجل التوصل لتفاهمات حول الوضع السياسي والأمني في لبنان وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية وهو المنصب الشاغر منذ مايو 2014، بدأ حزب الله حوارًا آخر مع التيار السلفي بلبنان، ويعد أهم وأكثر حساسية من الحوار مع التيار، فالحوار مع الجمعيات السلفية يأتي لوضع حد للتراشق المذهبي المتصاعد والذي يهدد بصراع سني شيعي في البلاد.

استئناف الحوار:

استئناف الحوار:
يقول رئيس جمعية دعوة العدل والإحسان السلفية الدكتور حسن الشهال، إن الأجواء اليوم باتت مهيّأة للعودة الى الحوار مع حزب الله، سواء لإحياء الوثيقة، أو تعديلها، أو إنجاز وثيقة جديدة.
والشهال هو صاحب السبق في الحوار مع الحزب، والذي انتهى الى وثيقة وقّعها الجانبان في 18 آب 2008، لكنها لم تعمّر أكثر من ساعات، ليعلن الرجل تعليقها، وليس إلغاءها أو تجميدها، إثر ضغوط من تيار المستقبل ومشايخ سلفيين، على خلفية أحداث 7 مايو 2008.
ويضيف رئيس العدل والإحسان، الذي ينتمي إلى تيار السلفية العلمية، بوادر اتصالات يفترض أن تمهّد لاستئناف الحوار، خاصةً أن أحداً لم يعد يعارض هذا الأمر، مؤكدًا استعداده للحوار مع حزب الله.
ولفت إلى وجود شعور عام لدى السلفيين، وتحديداً بين أهالي الموقوفين الإسلاميين في رومية، "بضرورة الحوار بيننا وبين الحزب، لمعالجة قضية الموقوفين من جهة، ولإنهاء الاشتباك السّني ــ الشيعي الذي بات يشكل خطراً على البلاد".

وثيقة أغسطس 2008:

وثيقة أغسطس 2008:
وفي أغسطس 2008 وقع حزب الله الشيعي وممثلون لبعض التيارات السلفية السنية أمس وثيقة تفاهم هدفها المعلن نقل الخلاف من الشارع الى الحوار بين العلماء لتجنب فتنة مذهبية في لبنان.
ووقع الوثيقة عن حزب الله رئيس مكتبه السياسي ابراهيم امين السيد وعن التيارات السلفية رئيس "جمعية الايمان والعدل والاحسان" الشيخ حسن الشهال خلال مؤتمر صحفي اكدا فيه ان الوثيقة "ليست موجهة ضد احد" ومفتوحة لقوى سلفية أخرى.
وتضمنت الوثيقة مقدمة اوضحت بانها جاءت بعد "سلسلة تداعيات سلبية على الساحة اللبنانية سعيا لوأد الفتنة وحصر الخلاف ضمن اطار علمائي".
كما تضمنت الوثيقة ثمانية بنود: 
1 ـ انطلاقاً من حرمة دم المسلم فإننا نحرم وندين أي اعتداء من أي مجموعة مسلمة على أي مجموعة مسلمة أخرى. 
وفي حال تعرض أي مجموعة إلى اعتداء فمن حقها اللجوء إلى الوسائل المشروعة للدفاع عن نفسها. 
2 ـ الامتناع عن التحريض وتهييج العوام لأن ذلك يسهم في إشعال نار الفتنة ويُخرج القرار من أيدي العقلاء فيتحكم بالساحة السفهاء وأعداء الأمة الإسلامية. 
3 ـ الوقوف في وجه المشروع الأمريكي ـ الصهيوني الذي من أبرز أدواته إثارة الفتن وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم. 
4 ـ السعي بجد وجهد للقضاء على الفكر التكفيري الموجود عند السنة والشيعة، لأن تكفير عموم الشيعة مرفوض عند السلفيين، وتكفير عموم السنة مرفوض عند حزب الله. 
5 ـ في حال تعرض حزب الله أو السلفيون لأي ظلم ظاهر وجلّي من أطراف داخلية أو خارجية على الطرف الآخر الوقوف معه بقوة وحزم ضمن المستطاع. 
6 ـ تشكيل لجنة من كبار المشايخ في الدعوة السلفية وكبار المشايخ عند حزب الله، للبحث في النقاط الخلافية عند الشيعة والسنة ما يساهم في حصر الخلافات ضمن هذه اللجنة، ويمنع انتقالها إلى الشارع. 
7 ـ كل جهة هي حرة فيما تعتقد، ولا يحق لأي جهة أن تفرض أفكارها واجتهاداتها على الجهة الأخرى. 
8 ـ يرى الطرفان أن من شأن التفاهم منع الفتنة بين المسلمين تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك بين اللبنانيين جميعاً.

إحياء الوثيقة:

إحياء الوثيقة:
وعن إحياء الوثيقة تبدو الظروف ملائمة، نسبياً وظاهرياً، لإعادة إحياء الوثيقة بعد الاعتكاف الإجباري للشيخ سالم الرافعي، وتراجع حضور هيئة العلماء المسلمين" التي تمثل ذراع جماعة الاخوان في لبنان وقطر".
وأوضح رئيس جمعية الأخوة الإسلامية الشيخ صفوان الزعبي، أن هناك أفكار يجري تداولها لإعادة إحياء هذه الوثيقة، لكنها تحتاج إلى وقت وجهد وظروف ملائمة كي تتبلور وتنضج، مشددا على ضرورة أن تحظى الوثيقة برضى سياسي من تيار المستقبل، وبغطاء سعودي.
واضاف أن إعادة فتح باب الحوار مع حزب الله "جاء بعدما شعرنا بأن الأمور هدأت، وأن المعارضين تفهموا موضوع الوثيقة الآن بشكل أفضل".

ورقة مفاوضات:

ورقة مفاوضات:
و يرى الشيخ إبراهيم الصالح، المشرف على مركز الفيحاء للبحوث والتخطيط، أن حزب الله لا مانع لديه في إعادة احياء الوثيقة، لأنه قد يستخدمها ورقة تفاوض جانبية في وجه تيار المستقبل. 
أما المشكلة فهي عند السلفيين، إذ من هي الجهة التي ستعيد إحياء الوثيقة؟ هل هي الوجوه نفسها التي وقّعت عليها سابقاً، أم غيرها، في ظل انقسام الساحة السلفية وادّعاء أكثر من جهة تمثيلها؟ ومن يتطوع للقيام بهذه المهمة من دون أن يحدث انقساماً داخلياً جديداً؟. 
ويلفت الصالح أيضاً الى أن أي حوار يجب أن يحظى بغطاء داخلي من المستقبل، الذي سيعارض ــ ضمناً على الأقل ــ لأن لا مصلحة له في وجود طرف سنّي آخر يفاوض حزب الله.
 أما خارجياً فإن السلفيين يعرفون أنهم بلا غطاء سعودي، لن يجرؤوا في هذه الظروف على الإقدام على خطوة كهذه، خصوصاً بعد تراجع الحضور السلفي سياسياً.

المشهد اللبناني:

البعض يري أن الأجواء مهيأة من أجل احياء وثيقة أغسطس 2008،  بين السلفيين وحزب الله، ولكن هذه الوثيقة متوقفة علي مدي نجاح حوار حزب الله وتيار المستقبل، بالإضافة الي التوافق الايراني السعودي في لبنان.
نجاح الوثيقة والحوارات بين التيارات المذهبية والدينية السياسية في لبنان سوف يساهم في  تجنيب بلاد الأرز صراعا دمويا بالإضافة الي أن سوف يساهم في مواجهة الجماعات المسلحة والمتشدد ، وينهي أزمة العسكريين المختطفين لدي جبهة النصرة.. نجاح الجهود لعودة لوثيقة ليس متوقفة علي إرادة المتفاوضين والموقعين عليها، ولكن مرهونة بإرادة خارجية وقوي داخلية.

شارك