في مشهدٍ عبثي ورغم تورطها بالإرهاب.. عناصر حماس يعتصمون أمام سفارة مصر بغزة
الجمعة 06/فبراير/2015 - 07:18 م
طباعة

في مشهدٍ لا يدل سوى على مزيدٍ من السُخف واستمرار ممارسات التأليب والمناوأة، تجمعت عناصر من حركة حماس أمام مقر السفارة المصرية في مدينة غزة اليوم الجمعة، في اعتصام دعت له الحركة، منددة بحكم اعتبار كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس "جماعة ارهابية"، ورغم هذه الوقفة غير المبررة، "مكشوفة الوجه"، فاليقين الثابت أن حماس وجناحها العسكري "كتائب القسام" متورطة في الكثير من العمليات الإرهابية ضد الجيش وعن طريق الأنفاق، لذلك جاء الحكم القضائي من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في حكمها باعتبار كتائب القسام "جماعة إرهابية" في 31 يناير الماضي، والذي استند إلى أن الأوراق التي قدمها مقيم الدعوى أثبتت ارتكاب الجماعة تفجيرات حصدت الأرواح وأتلفت منشآت واستهدفت قوات الأمن، نتيجة وقائع حقيقية مثبتة وليس لفورة غضب بعد جريمة العريش البشعة ضد الجيش.
وبالتالي لا تمثل هذه الوقفة سوى تصعيد ضد مصر يفضح موقف حماس بصورة علنية، فقد ردد المشاركون في الاعتصام أمام مقر السفارة غرب مدينة غزة المغلق منذ عدة سنوات، هتافات من بينها "يا قسام يا قسام كلنا مقاومة"، كما رفعوا لافتات كتب على واحدة منها "القسام فخر الأمة، القسام ليس إرهابًا"، ورفع المشاركون في هذا التجمع أعلام مصر ورايات حماس الخضراء، ووصف صلاح البردويل القيادي في حماس في مؤتمر صحافي عقده خلال الاعتصام "أمام هذا القرار الظالم ندعو السلطات المصرية إلى إلغاء هذا القرار"، وأكد أن "من يعبث بأمن مصر وسيناء هم أعداء مصر وليس حماس والقسام"، مشددًا على أن "العدو الصهيوني هو الذي يعبث بأمن مصر"، وأضاف أن "سلاح القسام والمقاومة الفلسطينية سيظل موجها للعدو الصهيوني لا يلوث نفسه بالدم العربي وكل الضغوط السياسية والعسكرية لن تثنينا عن التمسك بفلسطين وسلاح المقاومة".
ومنذ الإطاحة بمرسي في يوليو 2013، تتهم السلطات المصرية الجديدة ناشطين في حركة حماس التي تحكم قطاع غزة المجاور بتقديم دعم قوي للإسلاميين المتطرفين الذين ضاعفوا هجماتهم ضد قوات الأمن في شبه جزيرة سيناء، وتتهم السلطات المصرية أيضا حماس بدعم جماعة الإخوان المسلمين، وفي مارس حظرت مصر أنشطة حماس على أراضيها وأمرت بتجميد أرصدة الحركة.
استديو قناة الأقصي:
وفي إطار رصد الخبراء الأمنيين للأدلة التي تؤكد تورط حماس في الاعمال الأرهابية ضد الجيش وآخرها جرم العريش قال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني إن حماس متورطة في الحادث والدليل هو استخدم تنظيم "أنصار بيت المقدس" تقنيات جديدة في تسجيله المصور للعملية فالمهاجمين استخدموا كاميرا "go pro" وهي نفس التقنية التي استخدمتها حركة حماس عند اقتحام أحد الأبراج الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة كما أن عملية إنتاج الشريط تمت بحرفية عالية، والمؤكد أن العناصر التي قامت بالتصوير والمونتاج ليست موجودة بسيناء.
الدليل الثاني هو أن الشريط المصور فيه كم من الإشارات والدلائل تؤكد أن تنفيذه تم في استوديوهات "قناة الأقصى" التابعة لحركة حماس في قطاع غزة فليس من المنطقي أن يتم تنفيذ الفيديو في استوديوهات داخل سيناء وإلا كان قد تم رصده على الفور من جانب أجهزة الأمن، الدليل الثالث كما يقول عكاشة هو أن أرقام "الابي هات" الخاصة برفع الفيديو المصور للعملية على "اليوتيوب" وبعد متابعته ورصده تبين أنه تم بثه من قطاع غزة وليس من سيناء أو تركيا أو قطر كما أشيع من قبل.
وقال الخبير الأمني إن حماس أظهرت خلال الأيام الماضية تصرفات تعكس سوء نيتها وتصعيدها مع مصر وهو ما يعمق التأكيد على أنها وراء تنفيذ الحادث ردا على هدم الأنفاق, التصرف الأول عندما أحرقت منازل قيادات حركة فتح في غزة، ومنعتهم من إحياء ذكرى وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات ونسفها لفكرة المصالحة وفقا للترتيبات والوساطات التي قامت بها مصر.
التصرف الثاني هو إفشالها لمؤتمر إعادة إعمار غزة والذي عقد في القاهرة ورفضها لشروط الأمم المتحدة والدول المانحة مما أجبر المانحين على العزوف عن مساعدة القطاع وإعادة اعماره.
التصرف الثالث هو استخدام الحركة لجدران قطاع غزة في الحشد والدعوة للثورة المسلحة يوم 28 نوفمبر المقبل في مصر بكونه حدثًا إسلاميًا كبيرًا مشيرا إلى أن الهدف من ارتكاب "حماس" عمليات إرهابية في سيناء، هو تفجير الأوضاع فيها، إضافة إلى إنهاك قوات الجيش والأمن، وحرصها على أن تظل منطقة سيناء منطقة ملتهبة، وغير خاضعة للسيطرة.
التمويل والتهديد:
اللواء حمدي بخيت الخبير الاستراتيجي يؤكد أن حماس مولت الحادث وهناك معلومات حول التنسيق بين الحركة وتنظيم حماة الأقصى التابع للسلفية الجهادية لتنفيذ العملية.
وأوضح أن الهدف الاستراتيجي لقيادات حماس في الداخل والخارج هو ضرب الجيش المصري مضيفا أن القيادي بالحركة محمود الزهار سبق وأن صرح بأن تشديد الحصار على غزة وتدمير الأنفاق سيكون له رد فعل عنيف .
وقال إن الضربات الناجحة التي نفذها الجيش المصري ضد الجماعات الإرهابية مثل أنصار بيت المقدس أفقدت حماس صوابها، مطالبًا بمد المنطقة العازلة على الشريط الحدودي مع غزة لتصبح بعمق 5 كيلو متر، مشددًا على أن ذلك سيكون بمثابة التأمين الأمثل للحدود..