هل إرهاب "بوكوحرام" سيحد من التحالف الإقليمي ضدها؟

السبت 07/فبراير/2015 - 01:25 م
طباعة هل إرهاب بوكوحرام
 
في استمرار للهجمات التي تقوم بها جماعة بوكو حرام الإرهابية، شن عناصرها أمس الجمعة 6 فبراير 2015، هجوما على قرية بوسو بالنيجر وهي قريبة من الحدود مع نيجيريا؛ ما أسفر عن مقتل مدنيين وعسكريين بعد تعبئة إقليمية للتصدي للجماعة الإرهابية.
هل إرهاب بوكوحرام
ويعد هذا الهجوم هو الثاني للجماعة داخل دول جوار نيجيريا خلال يومين، وكان مسلحوها قد قتلوا 70 شخصا على الأقل في هجوم أول أمس على مدينة فوتوكول في الكاميرون المجاورة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد برلمان النيجر للتصويت الاثنين المقبل على تدخل الجيش في نيجيريا لمقاتلة بوكو حرام إلى جانب قوات التشاد والكاميرون.
وامتدت أنشطة الجماعة إلى الدول المجاورة؛ الأمر الذي استدعى تدخلا من جانب الاتحاد الإفريقي بإقرار خطة لتشكيل قوة مشتركة لمواجهة الجماعة التي تشن هجماتها؛ ما أدى إلى مقتل العديد من قوات الجيش النيجيري، فضلا عن مقتل أشخاص مدنيين، ووافقت القمة الإفريقية 31 يناير 2015، بالإجماع على إرسال قوات دولية إلى نيجيريا لمحاربة جماعة "بوكو حرام"، حيث تعتبر جماعة "بوكو حرام" تهديدا لأمن القارة الإفريقية بأكملها، بينها الكاميرون وتشاد والنيجر.
وبدء الهجوم البري ضد بوكو حرام، بانطلاق القوات التشادية، بالاشتراك مع القوات الكاميرونية والنيجيرية للقضاء على التنظيم الإرهابي.
ويعتبر الهجوم هو الأول بعد تصويت أغلبية البرلمان التشادي، بعد الاستقرار على إنشاء تحالف إفريقي للمواجهة.
وأعلن وزير دفاع النيجر محمد كاريدجو، أن 109 مقاتلين من بوكو حرام قتلوا خلال الهجمات الأولى الواسعة للجماعة في بلاده في حين قتل بالمقابل أربعة عسكريين من جيش النيجر ومدني.
هل إرهاب بوكوحرام
وقال وزير الدفاع في تصريح له: إن هجمات بوكو حرام التي استهدفت مدينتي بوسو وديفا في جنوب النيجر قرب الحدود مع نيجيريا، أوقعت أيضا 17 جريحا في صفوف قوات أمن النيجر في حين اعتبر جنديان في عداد المفقودين.
 وليست هناك أي حصيلة عن الجنود التشاديين الذين يقدمون الدعم لجنود النيجر للقضاء على المهاجمين الذين تمكنوا من التسلل إلى بوسو بحسب وزير الدفاع.
 وقد أفاد مصدر أمني تشادي أن قائد القوات التشادية المنتشرة في النيجر بمواجهة بوكو حرام الجنرال يحيى داود، أصيب برصاصة أمس الجمعة في مدينة بوسو، وأصيب برصاصة في البطن أطلقها مقاتل من بوكو حرام تظاهر بالموت، حسب ما أضاف المصدر نفسه، ونقل إلى مستشفى النهضة في نجامينا.
وقال وزير الدفاع: إن قوات النيجر تمكنت في ديفا من صد هجوم بوكو حرام عند أحد الجسور مكبدة إياها خسائر فادحة، حسب قوله، مضيفًا أن الهدوء يسود المدينتين حاليا، مشيرا إلى عمليات تمشيط جارية هناك.
وتقع بوسو شمال غرب بحيرة التشاد، ولا يفصلها مع ديفا عن نيجيريا سوى نهر كومادوغو يوبي الحدودي.
 ويبدو أن بوكوحرام قررت التحدي في مواجهة دول التحالف الإفريقي، التي أعلنت عن تحالفها آخر الشهر الماضي لمحاربة التنظيم الإرهابي.
وقال مصدر: إن المعارك وقعت بالقرب من جسر يصل النيجر بنيجيريا، وتعتبر السيطرة عليه أساسية لعبور جنود وآليات جيش التشاد والنيجر لمقاتلة بوكو حرام.
هل إرهاب بوكوحرام
وأعلنت حكومة النيجر في أواخر 2014 عن أوسع عملية عسكرية في منطقة ديفا، مع إرسال قوات إلى المنطقة الحدودية.
من جانب آخر، أوضح مسئولو مخابرات أمريكيون أن جماعة "بوكو حرام" لديها ما بين أربعة آلاف إلى ستة آلاف من المقاتلين الأساسيين.
وتخوض بوكو حرام صراعا عسكريا داميا منذ سنوات مع الحكومة النيجيرية بهدف "إنشاء دولة إسلامية" في شمال شرق البلاد.
وكانت الجماعة قد خطفت العام الماضي 300 تلميذة نيجيرية، وفشل الجيش وأجهزة الأمن النيجيرية في تحديد موقع احتجازهن.
وحسب مسئولي الاستخبارات الأمريكية، فإن الجماعة وزعت الفتيات على مواقع متعددة، وجاءت هذه التصريحات الجمعة بعد ساعات من شن الجماعة أول هجوم لها في داخل النيجر المجاورة.
أهالي الفتيات المخطوفات ينتقدون إخفاق الحكومة النيجيرية في استعادة بناتهم من أيدي مسلحي "بوكو حرام."
هل إرهاب بوكوحرام
وحسب التقارير الحكومية، قُتل عدة آلاف وهجر ملايين ديارهم بسبب الهجمات التي تشنها الجماعة منذ 6 أعوام في نيجيريا.
وتركز نشاط بوكو حرام حول مناطق اداماوا، وبورنو، ويوبي في شمال شرقي البلاد، حيث أعلنت حالة الطوارئ عام 2013.
ودعا مجلس الأمن الدولي الخميس إلى مزيد من التنسيق العسكري الإقليمي في إفريقيا لمحاربة جماعة بوكو حرام المتشددة.
وطالب المجلس بـ "تعاون أكثر فعالية" بين دول غرب ووسط إفريقيا في المواجهة مع الجماعة التي تثير قلقا واسعا في إفريقيا.
وكان الاتحاد الإفريقي قد أقر تشكيل قوة مواجهة تضم 7500 جندي لقتال مسلحي التنظيم في شمال نيجيريا ومناطقها الحدودية.
وينتمي هؤلاء العسكريون إلى نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين.
ولا تزال المناقشات جارية في الكاميرون بشأن طريقة عمل القوة المرتقبة.
من الواضح أن جماعة بوكو حرام قررت، اتباع نفس نهج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ودخولها في صراعات مع دول التحالف الدولي؛ الأمر الذي تقوم به بوكو حرام الآن وتعمل على مهاجمة دول التحالف الإفريقي.

شارك