هل تحسم مليارات الغرب مصير "داعش"؟

السبت 07/فبراير/2015 - 02:46 م
طباعة هل تحسم مليارات الغرب
 
على الرغم من مرور ما يزيد عن 3 أشهر لا زالت فاتورة الحرب على "داعش" في تزايد مستمر، ولا زال الغرب والشرق يدفع يوميا ملايين الدولارات بدون سقف زمني محدد قد يصل به في يوم من الأيام ليجد نفسه قد أنفق مليارات الدولارات التي توازي ميزانيات العشرات من الدول الصغيرة، دون أن يحقق نصرا ملموسا على ذلك التنظيم الدموي؛ ومما يؤكد ذلك الاستمرارُ في هذه النفقات؛ حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن تخصيص مليار يورو إضافية للنزاع في سوريا والعراق والتصدي لتهديد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
هل تحسم مليارات الغرب
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موجيريني: إن هذه الأموال ستتيح تمويل "استراتيجية شاملة" تتضمن "تدابير سياسية واجتماعية إنسانية تستهدف العراق وسوريا وكذلك لبنان والأردن وتركيا".
وأضافت أن صرف هذه الأموال التي ستغطي مبادرات جارية وأخرى خطط لها الاتحاد والدول الأعضاء فيه سيعزز تحركاتنا لإحلال السلام والأمن في منطقة دمرها العنف منذ فترة طويلة جدا، وأن حوالي 40% من هذه المبالغ للجانب الإنساني للأزمتين السورية والعراقية والتكفل بمزيد من اللاجئين القضية التي تقع في صميم التحرك الأوروبي استجابة للوضع في المنطقة، في حين سيخصص ما تبقى من الأموال في "مكافحة الإرهاب"، خصوصا عبر تعزيز "تحركات الدول الأعضاء والاتحاد الأوروبي للحد من تدفق المقاتلين الأجانب".
تكاليف الحرب على "داعش " تتكلف ملايين الدولارات يوميا ومليارات الدولارات شهريا حيث ذكر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن تكلفة العمليات العسكرية للتحالف تبلغ يوميا نحو 7.5 ملايين دولار لما يزيد عن 60 طلعة يومية بين مراقبة وقصف تأمين على العراق وسوريا، وأن المتوسط اليومي لتكاليف القتال ارتفع إلى 8.3 ملايين دولار يوميا، وبلغ إجمالا 580 مليون دولار خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب زيادة كثافة العمليات الأمريكية ضد داعش في سوريا والعراق، وأن ذلك يمكن أن يستمر لثلاث سنوات، وبلغت تكلفة العمليات للخزينة الأمريكية وحدها أكثر من 312 ألف دولار بالساعة، إذا ما استمرت وتيرتها كما هي منذ بدأت فجر الثلاثاء الماضي للآن، أي 5200 بالدقيقة، وتقريبا 87 بالثانية، وبعد كل شهيق وزفير 174 دولارا.
هل تحسم مليارات الغرب
وقال تقرير صادر عن مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية  (CSBA: إن العمليات ضد "داعش" لن تقتصر على الضربات الجوية الحالية، لكنها ستضم قوى برية أمريكية، على الرغم من أن نطاق مهمتها لا يزال غير واضح، وأن تجربة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، أظهرت أن تكلفة القوات البرية تميل إلى الزيادة. 
المركز طرح ثلاثة سيناريوهات لتكلفة العمليات العسكرية الأمريكية ضد "داعش" والتي ستقدر بعدة مليارات قد تتجاوز الرقمين وتتمثل فيما يلي: 
السيناريو الأول في حال شن عملية جوية منخفضة الكثافة، تتراوح تكلفتها الشهرية بين 200 و320 مليون دولار، بينما تبلغ التكلفة السنوية بين 2.4 و3.8 مليارات دولار، ويتضمن ذلك نشر 2000 جندي من القوات البرية.
 السيناريو الثاني  يتمثل في شنّ عملية جوية أعلى كثافة، ونشر 5 آلاف من القوات البرية، وستتراوح تكلفة تلك العمليات بين 350 و570 مليون دولار شهريًّا، و4.2 و6.8 مليارات دولار في السنة.
 السيناريو الثالث، يتضمن نشر 25 ألف جندي أمريكي على الأرض بجانب الضربات الجوية المكثفة، وستتراوح تكاليف تلك العملية بين 1.1 إلى 1.8 مليارات دولار شهريًّا، و13 و22 مليار دولار في السنة.
 وبحساب هذه التكلفة نجد أنها تصل إلى 22 مليار دولار، بما يمثل 29% من الميزانية العسكرية لأمريكا خلال العام الماضي، وتساوي الميزانية العسكرية لكلٍّ من الجزائر والعراق ومصر خلال 2013.
هل تحسم مليارات الغرب
وحال توسيع الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة وامتدادها على مجمل الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، وإذا أضيف إليها استخدام معدات فائقة التطور ونشر وحدة عسكرية أمريكية ولو قليلة العدد في العراق يمكن أن تصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار في السنة.
مركز استكهولم الدولي لأبحاث السلام ذكر في تقرير له أن تكلفة الجندي في العملية البرية تتراوح بين 40 و70 ألف دولار شهريًّا، وتستند هذه التقديرات إلى تكلفة العمليات في العراق بين عامي 2004-2012، والتي بلغت في المتوسط 66 ألف دولار لكل جندي بالخدمة شهريًّا، وهذا يشمل تكاليف العمليات والدعم والخدمات اللوجستية والمقاولين.
وأشار مركز التقييمات الاستراتيجية المتعلقة بالميزانية الأمريكية إلى أن الجهود العسكرية الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية تكلفت حوالي مليار دولار خلال ثلاث شهور فقط، ومن المرجح أن تتراوح التكلفة بين 2.4 مليارات دولار و3.8 مليارات دولار سنويًا إذا استمرت العمليات الجوية والبرية بالمعدل الحالي وفي حال زيادة الضربات الجوية ودخول القوات البرية يمكن أن يقفز بالتكلفة لما بين 13 مليارًا و22 مليار دولار سنويًا، وما بين 350 مليون دولار و570 مليون دولار شهريًا. 
وقال غوردون ادمز الأستاذ في الجامعة الأمريكية والمسئول السابق عن الميزانية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون: "أرى أن تكلفة العمليات في العراق وسوريا سيكلفنا من 15 إلى 20 مليار دولار سنويا أو من 1,25 إلى 1,75 مليار شهريا".
وقال تود هاريسون ومحللون آخرون: "التكاليف المستقبلية تعتمد إلى حد كبير على مدى استمرار العمليات وثبات عدد العمليات الجوية، وما إن كان قوات برية إضافية ستنشر أكثر من المقرر أصلاً."
هل تحسم مليارات الغرب
  وأشار اللواء الأردني مأمون أبو نوار، المحلل الاستراتيجي الدولي أن الحرب على تنظيمي "داعش" في العراق، كلفتها باهظة ومن الصعب تقديرها؛ لأن ذلك يرتبط بعدد الدول المشاركة والطلعات الجوية، التي قيل إنها زادت عن 300 طلعة حتى الآن، وكذلك نوع وكم المعدات والأسلحة المستخدمة في الضربات التي توجهها طائرات التحالف ضد عناصر التنظيمين.
وتابع أن الحرب البرية ستكون لها كلفة مرتفعة أيضًا، لكنها أقل من الجوية التي تستخدم فيها الطائرات وأسلحة أكثر قيمة من الأسلحة التي تستخدم في المعارك البرية، ولا شكّ أن التقديرات التي تقول: إن الكلف بالمليارات هي أرقام أولية لغياب المعلومات عن نوع الأسلحة المستخدمة وكمياتها، وإنّ الصناعات العسكرية في الدول الغربية والولايات المتحدة ستنتعش بشكل كبير نتيجة لهذه الحرب؛ لأن لهذه الدول مستودعات ومخازن أسلحة في المنطقة ستستخدمها، وبالتالي فإنها تحرك مصانعها العسكرية، وخاصة إذا ما طال أمد الحرب لعدة سنوات وأنّ الدول العربية ستتحمل كلفة الحرب.

شارك