في موقف أمريكا من الإخوان: استمرار سياسة التخبط والازدواجية

السبت 07/فبراير/2015 - 08:50 م
طباعة في موقف أمريكا من
 
في موقف أمريكا من
استمرارا للسياسات والمواقف التي تصل حد التناقض للإدارة الامريكية بخصوص الموقف من جماعة الاخوان المسلمين، اعلنت بالأمس (6 فبراير 2015) السيدة ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية أن وفد جماعة الإخوان الذي زار واشنطن مؤخرًا تقدم بطلب للاعتراف بالتنظيم كمنظمة سياسية، بمقتضى 'قانون تسجيل الوكلاء الأجانب'، المعروف باسم 'فارا' بما يتيح للجماعة حرية التحرك في الولايات المتحدة فضلاً عن الحصول على دعم مالي وسياسي وحماية أمريكية أيضًا. 
يأتي هذا التصريح الغريب مخالفا إلى حد كبير لما أعلنته ذات المسئولة في منتصف الاسبوع الماضي، عن انزعاج الولايات المتحدة إزاء فحوى الرسالة التي يحتويها بيان جماعة الاخوان بالدعوة للجهاد في مصر خاصة أنه نُشر قبيل الهجمات التي وقعت في سيناء. وأوضحت أن الخارجية الأميركية اطلعت على البيان الذي تحدث عن الجهاد وتسعى حالياً للحصول على مزيد من المعلومات بشأنه في حين أنها شددت على إدانة واشنطن لأي دعوة إلى العنف.
فقد أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، إدانة الولايات المتحدة أي دعوة إلى العنف من بينها البيان الصادر عن جماعة الإخوان على شبكة الإنترنت والداعي لتنفيذ أعمال عنف في الفترة المقبلة، وذلك وفق ما ذكرت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية. وأعربت «هارف» في تصريحات صحفية، أمس الأول، عن انزعاج الولايات المتحدة إزاء فحوى الرسالة التي يحتويها البيان خاصة أنه نُشر قبيل الهجمات التي وقعت في سيناء. وأوضحت أن الخارجية الأميركية اطلعت على البيان الذي تحدث عن الجهاد وتسعى حالياً للحصول على مزيد من المعلومات بشأنه في حين أنها شددت على إدانة واشنطن لأي دعوة إلى العنف. وكان موقع «إخوان أون لاين» المحسوب على جماعة الإخوان نشر بياناً قبل يومين من حادث تفجيرات العريش وتحدث عن حمل السلاح وإعداد أفراد الجماعة إلى جهاد طويل الأمد خلال الفترة المقبلة.

زيارة وفد من الاخوان لواشنطن

زيارة وفد من الاخوان
على الرغم من ادانة الولايات المتحدة لبيان الاخوان الذي يدعو للجهاد في مصر مما يقربه من نهج تنظيم الدولة "داعش" الا ان واشنطن استقبلت وفد من قيادات الاخوان قبل ستة ايام لمناقشة الاوضاع الداخلية في مصر ووضع التنظيم، وأكدت واشنطن أنها ستواصل الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، كجزء من التواصل مع الأحزاب والجماعات المختلفة على نطاق واسع، مشيرة إلى أن مسئولي السفارة الأمريكية بالقاهرة على تواصل مع الإخوان وغيرهم عبر اجتماعات منتظمة مع قيادات الجماعة، للتحدث بشأن الوضع السياسي في مصر.
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، في مؤتمر صحفي 5 فبراير 2015 أن الولايات المتحدة لم تصنف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية".
وقالت هارف إن واشنطن كانت واضحة بشأن تعاملها مع جميع الأطراف في مصر للمساعدة في الانتقال إلى عملية شاملة والمضي قدما فيها، وأكدت أنها طالبت الحكومة المصرية مرارا وتكرارا، سرا وعلانيةً، بالمضي قدماً في عملية تشمل الجميع، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.
ورداً على سؤال أحد الصحفيين عن وجود أي تعبير عن الرفض من جانب الحكومة المصرية بشأن تواصل السفارة مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، أجابت هارف بالنفي قائلة: "ليس على حسب معلوماتي"، لكنها أكدت أنها ستتواصل مع السفارة بالقاهرة لمعرفة إن كان هناك أي رفض أو إنذار من جانب الحكومة.

الاخوان يعلنون تفاصيل زيارتهم لواشنطن

الاخوان يعلنون تفاصيل
وفي نفس السياق كشفت عناصر جماعة الإخوان، في ندوة عقدت بنادي الصحافة القومي بواشنطن 5 فبراير 2015 عن أن وفد التنظيم الإرهابي عقد اجتماعا "مثمرا" في مبنى وزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت مها عزام، عضو الوفد الذى قام بجولة أمريكية، خلال الندوة، التي نظمها مركز "الإسلام والديمقراطية" برئاسة الباحث التونسي الأصل رضوان المحمودي المقرب من التنظيم الدولي للإخوان، إن وزارة الخارجية الأمريكية عبرت عن انفتاحها على الحوار مع جماعة الإخوان في تلك المرحلة.
في موقف أمريكا من
وقد أشار الباحث الأمريكي المتخصص في الشأن المصري إيرك تريجر، إلى أن الخارجية الأمريكية مهتمة بالإبقاء على الحوار مع "الإخوان"، نظرا لاستمرار وجودهم في المشهد السياسي المصري، على حد قوله.
وقال تريجر إن "نشر قيادات الإخوان الهاربة، مثل القاضي المعزول وليد شرابي، والنائب السابق جمال حشمت، والباحثة البريطانية مها عزام صورهم من داخل مبنى الخارجية الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل إحراجا شديدا للحكومة الأمريكية".
وقد طلبت صحيفة "واشنطن فيربيكون" الإلكترونية الأمريكية، من مسئول في الخارجية الأمريكية، التعليق على زيارة وفد القيادات الإخوانية الهاربة للخارجية يوم الثلاثاء الماضي، فرد المسئول قائلا: "نحن نلتقى مع ممثلين عن كل الأطياف السياسية في مصر"!
ورفض المسئول الأمريكي الخوض في تفاصيل عن الاجتماع والحضور من الجانب الأمريكي.
وقال الباحث صمويل تادروس، من معهد هادسون، إن زيارة الإخوان تستهدف تحقيق هدفين، الأول هو تنظيم الحركة المؤيدة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، والأمر الثاني التواصل مع الإدارة ومراكز صناعة السياسات في واشنطن.
وأشار تادروس إلى أن تركيبة الوفد الإخواني تحاول الإيحاء بوجود معسكر مؤيد للجماعة من الإسلاميين وغير الإسلاميين يعملون معا ضد السلطة الحالية في مصر.
وفي نفس السياق قال باتريك بولي، الخبير في شئون الإرهاب، إن الرفض الواسع النطاق للإخوان عبر منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مظاهرات في التاريخ البشرى ضدهم في 30 يونيو 2013 لا تعترف بها الخارجية أو الإدارة الأمريكية.
وأضاف بولى أن "هذه التصرفات تعد إهانة مباشرة للحلفاء في مصر، الذين يخوضون صراع وجود ضد تنظيم الإخوان".
في موقف أمريكا من
وللمرة الثانية خلال يومين، التقت جماعة الإخوان أعضاء بالكونجرس الأمريكي للتحريض ضد الدولة المصرية، وأعلن وليد شرابي، أحد المتحالفين مع جماعة الإخوان، أنه التقى خلال الزيارة بأعضاء في الكونجرس الأمريكي، وضم وفد الجماعة وحلفائها كلا من مها عزام، رئيس ما يسمى المجلس الثوري الذى دشنه الإخوان في تركيا، وعبد الموجود راجح الدرديري، القيادي بحزب الحرية والعدالة المنحل، ووليد شرابي، وجمال حشمت، عضو مجل شورى جماعة الإخوان.
ونشر وليد شرابى عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صورا لحضور الاجتماع ويتوسطهم مسئول أمريكي داخل مقر الكونجرس الأمريكي، ضمن لقاءات وفد الإخوان وحلفائهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
يأتي هذا في الوقت الذى طالب فيه المجلس الثوري التابع للإخوان الاتحاد الأوروبي، بدعم الجماعة، وهاجم بيانها الاتحاد الأخير بشأن ذكرى ثورة 25 يناير، ووصفه بأنه موقف دون المستوى المأمول من الاتحاد – على حد زعمه. 

انتقادات سياسيين أمريكان للقاء

انتقادات سياسيين
انتقد عدد كبير من الباحثين والمحللين السياسيين الأمريكيين، استضافة الخارجية الأمريكية اللقاء الأخيرا لوفد يضم أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية بشكل واسع، معتبرين أنه تدخل فادح في شئون مصر وإهانة لها.
وكشف آدم كريدو، المحلل السياسى فى صحيفة «فرى بيكون» الأمريكية، أن جماعة الإخوان أصدرت بيانا بعد أيام من هذا اللقاء، وقبل يومين من الهجمات الأخيرة في سيناء، قالت فيه إنهم دعوا إلى جهاد طويل في مصر لا مساومة فيه.
وذكر كريدو أن اللقاء جمع اثنين من قيادات الجماعة، مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة وعدا آخر من مسئولي الخارجية الأمريكية.
من جانبه، قال باتريك بول، الخبير بشئون الإرهاب وصحفي شئون الأمن القومي الامريكي بصحيفة «إيجزامنر»، إن اللقاء يذكرنا بماضي الجماعة الإرهابي في الأربعينيات والخمسينيات مرورا بحكومة عبد الناصر، إضافة إلى المجموعات التي أرسلها حسن البنا، مؤسس الجماعة، عام 1948.
وأضاف: "يجب أن نتابع كيف سيتلقى من يدافع عن الإخوان هذا البيان والذين يقولون إن الإخوان نبذت ماضيها الإرهابي".
ورأى أن الخارجية الأمريكية وإدارة الرئيس باراك أوباما بصفة عامة لا تدرك حتى الآن الرفض الشعبي الواسع لجماعة الإخوان في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، خاصة بعد الاحتجاجات الضخمة التي وقعت في 30 يونيو 2013 و لم تشهد مصر مثلها في تاريخها.
وأعرب عن اعتقاده بأن اللقاء يعد إهانة موجهة إلى مصر إحدى حلفاء الولايات المتحدة .
في الوقت نفسه، ذكر صمويل تادروس، الباحث بمعهد هادسون في واشنطن، أن زيارة الإخوان تخدم هدفين: أولا - محاولة حشد التأييد لجماعة الإخوان بين الجاليات المصرية والعربية والاسلامية في الولايات المتحدة، وثانيا - إجراء اتصالات بالإدارة الأمريكية. 
وأشار تادروس إلى أن الهدف من ضم بعض الأفراد غير المنتمين للإخوان في الوفد الذى زار واشنطن هو التظاهر بأن هناك اتفاقا بين الإسلاميين وغير الإسلاميين لمعارضة النظام في مصر.
في موقف أمريكا من
وتساءلت الباحثة الأمريكية باميلا جيلير عن أسباب استضافة إدارة الرئيس باراك أوباما جماعة إرهابية تقف ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى فاز في انتخابات الرئاسة باكتساح لا لبس فيه.
وطالبت أوباما بأن يضع يده في يد الرئيس السيسي الذى وصفته بأنه رجل إصلاح وحليف للولايات المتحدة.
وأشارت جيلير إلى أن الرئيس السيسي أكد مرارا ضرورة تطهير التراث الإسلامي من أفكار العنف والإرهاب، كما يعتبر أول رئيس مصري يزور الكاتدرائية لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد.
وقالت الباحثة إن أوباما ليس ساذجا أو غبيا فهو يعلم جيدا ماذا يفعل وهذه تعتبر خيانة، على حد قولها.

رد الفعل المصري على الزيارة

رد الفعل المصري على
وحول ردود الأفعال المصرية لتلك الزيارة، قال الدكتور عبد الرؤوف الريدي، سفير مصر الأسبق بواشنطن، إن لقاء مسئولين أمريكيين، لقيادات إخوانية هو موقف غريب، مشيرا إلى أن واشنطن ما زالت تعترف بالإخوان على أرضها. 
وأضاف الريدي أن سماح أمريكا بلقاء الإخوان بمسئولين بالكونجرس والخارجية الأمريكية هو موقف غريب وصعب ويجب تفسيره. 

في موقف أمريكا من
وفى السياق ذاته، قال طارق أبو السعد، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن اللقاءات التي تمت بين قيادات إخوانية، ومسئولين أمريكيين بارزين هو محاولة من الجماعة لتوطيد العلاقات بينها وبين الإدارة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الجماعة تسعى خلال تلك الفترة لكى يكون لها تواجد سياسي قوي في واشنطن. 
وأضاف أبو السعد، أن الجماعة تلتقى مسئولين بالكونجرس الأمريكي، ومسئولين بالخارجية الأمريكية من أجل حث البيت الأبيض على دعم التنظيم في مختلف فروعه عالميا، لاسيما موقفه داخل مصر واستغلال الظروف التي تشهدها المنطقة العربية لمحاولة إعادة الإخوان من جديد للمشهد السياسي بعد الخسائر المتتالية التي لحقت بالجماعة.

في موقف أمريكا من
أكد السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الوزارة وجهت بيانًا شديد اللهجة إلى الخارجية الأمريكية لرفض مبررات لقائها مع ما يسمى "برلمان الثورة" التابع لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال عبد العاطي إن إعطاء الإخوان فرصة التعبير عن آرائهم داخل البيت الأبيض يضر بسمعة أمريكا قبل أن يؤثر على السياسة الدولية.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية أن هذا اللقاء يدمر محاولاتها في القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن هذه الجماعات مصنفة كإرهابية.

نتائج ما بعد اللقاء

نتائج ما بعد اللقاء
وفي موقف مناقض تماما لكل توجهات الولايات المتحدة الامريكية في محاربة الارهاب، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن أن وفد جماعة الإخوان الذي زار واشنطن مؤخرًا تقدم بطلب للاعتراف بالتنظيم كمنظمة سياسية، بمقتضى 'قانون تسجيل الوكلاء الأجانب'، المعروف باسم 'فارا' بما يتيح للجماعة حرية التحرك في الولايات المتحدة فضلاً عن الحصول على دعم مالي وسياسي وحماية أمريكية أيضًا.
وقالت 'ماري هيرف' المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ردًا على أسئلة الصحفيين إن وفد الإخوان زار الولايات المتحدة والتقى بمسئولين في الخارجية وتقدم بطلب لوزارة العدل الأمريكية ليكون منظمة سياسية تحظى باعتراف الولايات المتحدة، كما أن الولايات المتحدة لم تدرج التنظيم كمنظمة إرهابية حتى الآن.
ولم تستبعد المسؤولة الأمريكية أو ترجح صدور القرار لكنها أكدت أن واشنطن حريصة على عدم التسرع في أي قرار.
وحول تحريض الجماعة للعنف، وإصدار بيان على الموقع الرسمي لتنظيم الإخوان يدعو للعنف وحمل السلاح قبل أيام من هجمات سيناء الأخيرة، قالت المتحدثة باسم الخارجية إن متابعة مواقع الإخوان وبياناتها ليست أولية لواشنطن، لكن بالطبع هناك إدانة لكل دعوات العنف، والخارجية الأمريكية طلبت المزيد من المعلومات حول الحادث وبيانات الإخوان للتحريض على العنف في مصر. 
وأضافت هيرف أن واشنطن تتعامل مع كل أطياف الشعب المصري وفصائله، وستتعامل مع جماعة الإخوان طالما أنها ليست مدرجة منظمة إرهابية.
وتهربت المسؤولة الأمريكية من اعتراضات الصحفيين على الموقف الأمريكي الذي وصفوه بأنه يتجاهل دعوات الإخوان إلى العنف، حيث اكتفت بقولها: 'نحن ندرس الوضع.. وندين كل أشكال العنف'.

الموقف الامريكي قبل 30 يونيو 2013

الموقف الامريكي قبل
ومن المهم أن نتأمل جيداً، تطور الموقف الأمريكي مما يحدث في مصر منذ ما قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، وقد تطور هذا الموقف حين انطلقت الدعوة إلى الحشد الجماهيري في 30 يونيو لإسقاط مرسي وحكم الإخوان، كان للسفيرة الأمريكية آن باترسون في مصر موقف واضح سافر لا لبس فيه ويتلخص في:
1- التسفيه من المظاهرات الجماهيرية التي تمت الدعوة إليها في 30 يوينو، ومن جدوى هذه الاحتجاجات الشعبية. وقالت صراحة في لقاء علني "أن هذه المظاهرات والاحتجاجات لن يكون له جدوى إلا زيادة أعداد القتلى".
2- أعلنت السفيرة بشكل سافر أن أمريكا "ترفض رفضاً تاماً أي دور سياسي للجيش المصري، وأي تدخل للجيش من أي نوع."
3- طلبت السفيرة صراحة من بابا الأقباط أن يطلب من أقباط مصر عدم المشاركة في مظاهرات 30 يونيو.
4- اعتبرت السفيرة أن الطريق الوحيد للتغيير هو انتظار صناديق الانتخابات. أي أن موقف أمريكا هو رفض أي حديث عن مطالبة مرسي أو الإخوان بالرحيل عبر المظاهرات.
هذا هو الموقف الذي عبرت عنه السفيرة قبل الثورة وما ينطوي عليه من تدخل سافر مرفوض بالضرورة في الشؤون المصرية، فكما نرى، تعمدت السفيرة أن تعلن وبشكل سافر الانحياز الأمريكي الكامل إلى مرسي والإخوان في مواجهة كل القوى الأخرى والإرادة الشعبية.

التراجع المؤقت عن الموقف الامريكي الداعم للإخوان

بعد ان كانت ادارة الرئيس الامريكي اوباما تصر على تحدي ارادة الشعب المصري وتقف علنا الى جانب مرسي والاخوان حتى بعد الاطاحة بحكمهم وانتصار الثورة، بدأت تتراجع عن موقفها هذا.
ففي البداية، اعلن البيت الابيض الأمريكي في اعقاب اجتماع عقده اوباما مع فريقه الأمني، ان "الولايات المتحدة ليست منحازة ولا تدعم أي حزي سياسي او جماعة محددة في مصر".
بالطبع، لم يكن لهذا التأكيد من البيت الأبيض أي معنى ولا قيمة محددة، فالكل كان يعلم انهم منحازون الى الاخوان. لكن هذا الاعلان كان مجرد تمهيد للتراجع الأمريكي.
في موقف أمريكا من
بعد ذلك، اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية، وبعد اسبوع كامل من الاطاحة بمرسي ان "محمد مرسي لم يعد في منصبه رئيسا لمصر، وان ما كان في مصر ليس حكما ديمقراطيا". واضافت الى ذلك القول ان "من الواضح ان الشعب المصري قال كلمته... ان نحو 22 مليون شخص خرجوا واعربوا عن وجهات نظرهم هناك، وهو ان الديمقراطية ليست فقط مجرد الفوز بالتصويت في صناديق الاقتراع.. هذا الأمر يمثل عددا كبيرا من الناس اعربوا عن قلقهم حيال الطريقة التي تحكم بها البلاد".
بالطبع، كان هذا اوضح تصريح امريكي بالاعتراف بالأمر الواقع وبالتحول الذي حدث في مصر.
وفي اليوم التالي، اعلن البيت الأبيض ان الولايات المتحدة ستضع في اعتبارها عند مراجعة برامج المساعدات لمصر حقيقة ان "ملايين المصريين لا يرون ماحدث انقلابا، وانهم قد تظاهروا في الشوارع من اجل التعبير عن رايهم بانه ينبغي ان يكون هناك تغير في الحكومة".
بعد ذلك، ارسلت الادارة الامريكية ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الى القاهرة لتأكيد هذه المواقف الامريكية الاخيرة، أي لتأكيد التراجع الامريكي والاعتراف بالأمر الواقع. وكان بيرنز حريصا في تصريحاته ولقاءاته على تأكيد ذلك بالقول بان الشعب المصري هو من يحدد مصيره، وان امريكا لا تنحاز لأحد، وانها تدعم اجراءات التحول الديمقراطي، وما شابه ذلك من مواقف.
ومن المهم ان نستعرض بعضا من هذه المواقف الأمريكية المنددة بموقف ادارة اوباما، فهي في حد ذاتها تفضح هذه الادارة واهدافها.

في موقف أمريكا من
مثلا، النائب الأمريكي اد رويس رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب وعضو اللجنة النائب اليوت انجل اصدرا بيانا مشتركا قالا فيه ان قرار اخذ سلطة الدولة من بين ايدي جماعة الاخوان المسلمين " يمثل نقطة تحول فارقة في ثورة مصر غي المكتملة. وما اهملته جماعة الاخوان هو فهم ان الديمقراطية تعني اكثر من مجرد اجراء الانتخابات. الديمقراطية الحقيقية تتطلب اشتمال الجميع والتسوية والحلول الوسط واحترام حقوق الانسان والاقليات والالتزام بسيادة القانون. ومرسي ودائرته المقربة لم تتبن أي من هذه المبادئ، واختاروا بدلا من ذلك توطيد السلطة والحكم والاستحواذ على السلطة، ونتيجة لذلك عانى الشعب المصري واقتصاده كثيرا".
النائب اريك كانتور قال ان " الاطاحة بمرسي تفتح الباب امام مستقبل افضل لمصر. فقد كان مرسي عقبة امام الديمقراطية وحكم المؤسسات على النحو الذي يريده المصريون".
النائب جيم انهوف قال انه " منذ ان تولى مرسي والاخوان السلطة مارسوا اضطهاد المعارضة السياسية، وفشلوا في تحقيق الاستقرار والنهوض بالاقتصاد وتوفير الخدمات الاساسية للمواطن، وثبت انهم ليسوا اهلا للحكم".

في موقف أمريكا من
السيناتور تيد كروز قال في مقال مكتبه ان ادارة اوباما اظهرت نفسها كعدو للديمقراطية. واعتبر ان الموقف الذي اتخذه اوباما من اكبر الاخفاقات الدبلوماسية في التاريخ المعاصر،. وقال انه يريد ان يعرف، لماذا يدعم اوباما مرسي بالضبط، ولماذا صمت عن الانتهاكات للديمقراطية في حكمه. وقال ايضا اننا نشهد فرصة للإصلاح في مصر، وان سياسات اوباما تثير عداء الشعب المصري الذي نقول اننا ندعمه.
فكل ما تقدم يوضح الموقف المتناقض والمزدوج للإدارة الامريكية في التعامل مع الحالة المصرية فكثير من الاحيان تتخذ مواقف داعمة لجماعة الإخوان الارهابية ومازالت حتى الان لم تصنف هذه الجماعة على انها جماعة ارهابية رغم ان هذه الجماعة تمارس الارهاب والعنف بالفعل على الأرض، وفي نفس التوقيت تقوم الولايات المتحدة بإدانة استخدام العنف وتطالب المجتمع الدولي بمحاربة الارهاب.

شارك