رغم الحظر الأمريكي.. خزائن "بوكو حرام" تنتعش بأموال الفديات والنفط
الأحد 08/فبراير/2015 - 01:40 م
طباعة

في خطوة جديدة تدخل ضمن مساعي الإدارة الأمريكية لتقويض جماعة "بوكو حرام" النيجيرية- أحد أخطر الجماعات الإرهابية في إفريقيا- حدد تقرير استخباراتي أمريكي خطوات منع وصول الأموال لتلك الجماعة الإرهابية، وقال مسئولون: إن "بوكو حرام" تمتلك أموالاً سَهَّلَت لها الحصول على كافة أنواع الأسلحة الثقيلة، فضلاً عن الأسلحة التي تحصلت عليها الجماعة من معاركها مع الجيش النيجيري.
وأشارت تقارير إعلامية أن "بوكو حرام" تمتلك أموالاً ضخمة؛ نتيجة سرقة المصارف وطلب الفديات الناجمة عن عمليات الخطف؛ الأمر الذي سَهَّل عليهم الحصول على أسلحة تُساوي الأسلحة التي يمتلكها الجيش النيجيري.
ويبدو أن هناك، توافق بين أمريكا وعدد من دولٍ إقليمية ودولية، بينها تركيا، ففي حين أعلنت الإدارة الأمريكية تجميد أرصدة تابعة لقيادات من تنظيم "بوكو حرام"، أصدرت الحكومة التركية أواخر عام 2014 قراراً بشأن تجميد أموال التنظيم الإرهابي الذي ينفذ جرائم إرهابية في نيجيريا.
و قال موقع "أودا تي في": إن قرار مجلس الوزراء التركي بشأن تجميد أموال تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي المتطرف نشر في الجريدة الرسمية، لافتا إلى عدم الإعلان عن حجم ونوع أموال التنظيم في تركيا، وأكد الموقع أن تجميد أموال تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي في تركيا أثار التساؤل حول ما إذا كانت الأموال التي تمت مصادرتها وتجميدها تشكل مصدراً للأسلحة المنقولة عبر طائرات الخطوط الجوية التركية إلى نيجيريا.
وعلى خطى زعيم "بوكو حرام" أبو بكر شيكاو، دائماً ما يقول التنظيم: إن العقوبات المالية التي تفرضها واشنطن عليها "خطوة لا طائل من ورائها"، حيث يتباهى التنظيم دائماً بأنه يزداد غنى كل يومٍ عن سابقه، بعدما تمكنت من التوصل إلى مصادر مالية لا تنضب أبداً، تمثلت في الحصول على فديات عمليات الخطف المتكررة للأطفال والنساء، فضلاً عن قدرتها على تصريف العديد من منتجات البترول، بعد سيطرتها على آبار نفط في إفريقيا.

وتشير العديد من التقرير أن أمريكا لا تزال تقتفي أثر تمويل الجماعة بالتعاون مع دولة نيجيريا وآخرين؛ بغية خنق التنظيم، إلا أن نهج الجماعة المتشددة استخدام الأفراد في نقل الأموال في عملية يصعب تتبعها والاعتماد على مصادر تمويل محلية والانخراط في علاقات مالية محدودة مع الجماعات المتطرفة الأخرى.
في السياق، قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشئون الإفريقية، ليندا توماس جرينفيلد، في مقابلة مع "رويترز": "نشتبه أنهم يعيشون على أنشطة إجرامية مربحة جدا تشمل عمليات الخطف"، موضحاً أن أمريكا كثفت جهودها مع نيجيريا لجمع المعلومات عن "بوكو حرام" التي يقتل مسلحوها المدنيين بصورة شبه يومية في معقل الجماعة بشمال شرق الدولة الواقع في غرب إفريقيا، لكن عدم وجود علاقات مالية دولية للجماعة المتشددة يحد من الإجراءات التي يمكن للولايات المتحدة أن تتخذها لإضعاف الجماعة مثل العقوبات المالية.

وتابعت جرينفيلد: "عادة ما تعتمد وزارة الخزانة الأمريكية على حزمة إجراءات لتعقب المعاملات المالية للجماعات الإرهابية، لكن يبدو أن بوكو حرام تعمل خارج النظام المصرفي إلى حد كبير".
على الأرض، رجح مراقبون أن تصل قدرات الإسلاميين قريباً إلى حدها الأدنى أمام القوات المسلّحة التشادية والنيجرية والكاميرونية، وتوقّع مسئول استخباراتي أمريكي أن يغيّر التدخّل العسكري للبلدان المجاورة في نيجيريا قواعد اللعبة بطريقة إيجابية، حيث جسد مقتل 109 من عناصر التنظيم الإرهابي باقورة عمليات الحلف العسكري، حيث شنت القوات المسلحة النيجيرية هجوماً كبيراً، بمشاركة قوات من تشاد.
وقارن المسئولون الأمريكيون الوضع في نيجيريا مع مثيله في الصومال؛ حيث تمكّنت الجيوش الإقليمية من دحر متطرفي "حركة الشباب الإسلامية"، واعتبروا أن قوات "بوكو حرام" قد تتراجع كثيراً مع تدخل البلدان المجاورة.

واتفقت الدول الإفريقية الخمس (النيجر- نيجيريا- تشاد- الكاميرون وبنين) أمس (السبت) على تعبئة 8700 رجل في القوة المتعددة الجنسيات، لمكافحة "بوكو حرام"، وقال البيان الختامي لاجتماع خبراء في ياوندي أن "ممثلي بنين والكاميرون والنيجر ونيجيريا وتشاد أعلنوا عن مساهمات يصل مجموعها إلى 8700 عسكري وشرطي ومدني"، ولم تُعلن كل دولة حجم مساهمتها ولا توزيع القوات بين عسكريين ومدنيين وشرطة، وقد تم اقتراح إقامة قيادة عسكرية مركزية وآلية مشتركة.
وفي داخل نيجيريا كانت "بوكو حرام" تتقدّم وتزداد قوة مع سيطرتها على 30 بلدة وقرية في غضون سنة كما أفاد مسئولون؛ ما أتاح للمجموعة أن تقيم ملاذاً آمناً تشن منه عمليات متطورة وهجمات في منطقة أوسع نطاقاً.
كما سيطر التنظيم الإرهابي المكون من نحو 6 آلاف مقاتل، على آليات عسكرية من القوات النيجيرية المتراجعة؛ ما أتاح لها تعزيز مواقعها في ميدان المعركة والتقدّم بوتيرة أسرع، ويرى مسئولون أن وحشية هذه الجماعة وسعيها للثأر نهج رسمه قائدها أبو بكر شيكاو.
الجدير بالذكر أن "بوكو حرام" لا تزال تحتجز 276 تلميذة تم اختطافهن في بلدة شيبوك (أبريل) الماضي، وأثارت هذه العملية استنكاراً واسعاً في العالم وعلى وسائل التواصل الاجتماعي السنة الماضية، لكن الاهتمام بهذه المسألة تراجع تدريجاً، ويرجّح مسئول أن تكون الجماعة فرّقت الفتيات في أماكن احتجاز عدة.