مسعود بارزاني: قتلى "داعش" أكثر من ثلاث آلاف شخص.. والعرب السنة هم الأكثر تضررا

الأحد 08/فبراير/2015 - 04:01 م
طباعة مسعود بارزاني: قتلى
 
أبدى مسعود بارزاني رئيس إقليم شمال العراق، تخوفه من أن يكون العرب السنّة الخاسر الأكبر من الحرب التي أطلقها تنظيم "داعش"، مرجعًا ذلك إلى أن الأخطاء التي ارتُكبت في التعامل مع العرب السنّة في العراق سهّلت ظهور تنظيم داعش.
وقال بارزاني": "بعد زيارة بغداد وأربيل يشعر الصحفي الزائر بأن إطلالة داعش ساهمت في تعميق التفكك العراقي"، و"أن المحاولة الأخيرة التي يبذلها رئيس الوزراء حيدر العبادي لن يقيّض لها النجاح إلاّ إذا سلّمت المكونات بضرورة صياغة جديدة لوضع العراق".
جاء ذلك خلال حواره مع صحيفة الحياة اللندنية، والذي أكد فيه "أنه حال وصول داعش لجبال كردستان كان الأمر سيؤثر بالتأكيد في ما بنيناه من استقرار واقتصاد"، قائلا: "لكن أن يأتي داعش ويستقر في كردستان، هذا مستحيل".
وحول مدى الاستفادة من الخبرات الأجنبية يؤكد: "هناك بعض الخبراء والمستشارين من دول مختلفة أحياناً يقدمون آراء مفيدة. وهناك تنسيق جيد مع القوات الجوية للتحالف".
وقال بارزاني: "لدي قضية شعبي، وصداقاتي مع الآخرين تُبنى في ضوء مواقفهم من هذه القضية هذه ليست مسائل شخصية على الإطلاق"، موضحًا: "ما يهمني قضيتي ولن أكون جزءاً من مشكلة أمريكا مع إيران أو مشكلة إيران مع أمريكا، أنا في حرب مصيرية مع عدو شرس اسمه داعش"، قائلا: "إذا ساعدني جون بايدن أو سليماني يجب أن أشكره".
مسعود بارزاني: قتلى
وفيما يخص عرض الإسرائيليين أي مساعدة على إقليم كردستان، أكد "أنهم عرضوا ولا نحن طلبنا، لم يحدث شيء من هذا النوع، لو حصل شيء من هذا النوع لكنت سمعت المزايدات، خصوصاً من قبل الذين يتصلون بإسرائيل سرًّا ويهاجمون من يتصل بها علانية، هذا الموضوع لم يُطرح أصلاً".
وحول أعداد قتلى داعش في المعارك مع البيشمركة، قال: "أتصور أنه ليس أقل من ثلاثة آلاف قتيل أو ربما أكثر".
وأوضح رئيس إقليم شمال العراق أن "المعارك التي يخوضها الجيش العراقي ضد داعش، تكبد الجيش خسائر كبيرة في الأنبار؛ لأن المالكي كان يرسله إلى المعارك بلا خطط جدّية ومدروسة".
وأضاف: "تعرضت فرق عدة للاستنزاف والوقوع في شراك الإرهابيين، وهوجمت أرتال ولحقت بها أضرار كبيرة، تعرض الجيش العراقي لمأساة، ست فرق عسكرية انهارت لدى دخول داعش الموصل وتوسعه من هناك".
وحول عدد الفرق الموجودة، قال: إنها "ست، الفرقة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة وفرقة الشرطة الاتحادية ولا أذكر الآن السادسة".
وأوضح: "لقد انهار الجيش الذي درّبته أمريكا وأنفقت عليه بلايين الدولارات، جهد سنوات انتهى خلال 24 ساعة، أعتقد أنه بقيت فرقتان لحماية بغداد، الحقيقة أن العمليات العسكرية يقوم بمعظمها الحشد الشعبي، أي الميليشيات المساندة".
مسعود بارزاني: قتلى
وفيما يخص المتسبب في إنقاذ بغداد من السقوط، قال: "لا شك أن نداء آية الله علي السيستاني كان له تأثير كبير"، قائلا: "كان الجيش على وشك أن ينهار بكامله، لكن نداء السيستاني كان له دور كبير، ثم إن الإيرانيين قدّموا دعماً كبيراً وسريعاً للجيش العراقي والحشد الشعبي وخبراء ومستشارين".
وحول مساعي الأكراد بأنهم يريدون أقصى ما يمكن أخذه من العراق استعداداً لمغادرته، قال: "إذا حصل قرار بالمغادرة فإن أول من نفاتحه هو العراق ويجب أن يتم ذلك بالتفاهم معه".
ولفت إلى أن "توحيد العراق بعد هذا الانهيار الكبير مسألة ليست سهلة، لكن هناك إمكانية إذا حصلت صياغة جديدة للوضع العراقي إن العراق يحتاج إلى صيغة جديدة كي يبقى موحداً".
وشدد على أن "العرب السنّة هم الخاسر الكبير من الحرب الحالية التي تدور في مناطقهم، مع ما تعنيه الحرب من معارك وتهجير وخسائر، وكل المعارك تدور في مناطقهم، دُمِّرت مناطق كثيرة؛ لهذا يُفترض أن يسارعوا إلى التوحد واتخاذ قرار صريح بألاّ يسمحوا بأن تكون لديهم مناطق حاضنة للإرهابيين مهما كلف الثمن".
مسعود بارزاني: قتلى
ونصح بارزاني العرب السنّة في العراق "أن يكونوا واقعيين وأن يقبلوا بالشراكة ويسعوا إلى شراكة حقيقية، وأن يحسموا المعركة مع الإرهاب؛ ليشاركوا في نظام يقوم على المصالح المتبادلة وقبول الآخر أنا لا أحمّل أخطاء المرحلة الماضية لطرف واحد ورأيي بحكومات المالكي وسياسته معروف الخطورة على السنّة تأتي من شريحة لديهم".
وقال: "إننا تعرضنا لعمليات غدر وخيانة كبيرة جداً من عشائر عربية كنا نعتبرها من الحلفاء بل الإخوان ولدينا صداقات قديمة معها للأسف بعض أبناء هذه العشائر عملوا أدلّاء لـ داعش وطعنونا من الخلف، طبعاً لا أنكر أبداً وجود أناس طيبين، وعشائر حافظت على قيم الصداقة والتعايش، لكن هناك من اعتقدوا أن عهد داعش سيدوم فارتكبوا ما ارتكبوا".
 ونفى بارزاني ما تردد حول عرضِ النظام السوري مساعداتٍ لهم أو تنسيقًا ضد داعش، وأكد على أن قصة كوباني عين العرب معقّدة بموقعها وأطرافها، قائلا: "كوباني مدينة كردية تماماً، غيّروا اسمها وجعلوه عين العرب يريدون إزالة الملامح الكردية". 
وقال: "الحمد لله أن داعش فشل في احتلال كوباني ومُني بهزيمة نكراء، كان استقبال قوة الإسناد لدى عبورها نحو كوباني حارًّا وحميماً. تصوّر أن شباناً راحوا يقبّلون السيارات التي تقل البيشمركة، بينهم من قبّلوا الأرض التي عبرتها القافلة".
مسعود بارزاني: قتلى
وأضاف بارزاني أن "وضع الأكراد في سوريا معقّد ضمن وضع أكبر شديد التعقيد، سنبذل كل جهد ممكن لمساعدتهم في الخروج من هذه الأزمة بمكاسب أو على الأقل كي لا يُصابوا بخسائر".
 وحول الحل في الأزمة السورية، قال: "أعتقد أن الحل العسكري صعب جداً وأن الحل السياسي أصعب، للأسف يبدو أن الوضع الحالي مستمر وهي دولة لدينا حدود معها".
وفيما يخص الرواتب، قال: "أعتقد أننا تلقينا دفعتين والمتوقع استمرار ذلك".
وحول حقيقة ضياع بلايين الدولارات في الدهاليز، قال: "عن البلايين الضائعة حدّث ولا حرج، وأن بعض السياسات يتسبب في إضاعة ملايين البشر وبلايين الدولارات، ونحن نعتبر البشر أثمن، لكن البلايين هي ملك الشعب أيضا للأسف أحوال العراق مأساوية".
وحول المعارك التي يقودها بداية من قوات صدام حسين وحتى الآن المعركة ضد داعش، قال: "إن معركة كبرى جرت في خواكورك في 1988 والمعركة الأخرى كانت في نيسان (أبريل) 1991، وكانت فاصلة، جرت هذه المعركة في مضيق كوري بين شقلاوة وصلاح الدين ولا تزال بقايا الدبابات المدمرة موجودة". 
وقال: إن "عدد الأكراد ليس أقل من أربعين مليوناً موزّعين في أربع دول".
وحول تخوفاته من أن تكون المواجهة المقبلة في العراق بين الشيعة والأكراد، قال: "الجدل بين الشيعة والأكراد على طبيعة الحكم لكنني لا أعتقد أن هناك مشروع مواجهة حول الأرض والنفط. أنا متفائل بإمكان التفاهم على حلول لكل المشاكل".
مسعود بارزاني: قتلى
وحول المتسبب في إخراج المالكي من الحكم، قال: "في الحقيقة لا أعرف التفاصيل شعرتُ أن الموقف الإيراني من هذا الموضوع كان يشهد تجاذباً بين وجهتَي نظر، تتمسك الأولى بالمالكي وتدعو الثانية إلى تغييره. كل وجهة نظر كان يمثلها تيار قوي أعتقد أن المرشد آية الله علي خامنئي هو من حسم الموقف في النهاية مؤيداً التغيير طبعاً لعب آية الله علي السيستاني دوراً كبيراً في توفير المناخ حين شدّد على التغيير لتسهيل الخروج من المأزق بالنسبة إلينا كان الموقف واضحاً: لن نبقى في حكومة يرأسها المالكي في بغداد، ولن نبقى مع عراق يحكمه المالكي".
وأضاف: "أستطيع القول اليوم: إن الأكراد موحدون ولديهم شعور بالمسئولية وتحدّي الأخطار، إنهم يثقون بأنفسهم ثقة كاملة وإن ظهرت اختلافات في السياسة لا خوف أبداً من يخرج عن هذا الشعور العام سيضرّ بنفسه أولًا".
 فيما يخص استهدافه من تنظيم القاعدة، قال: "أنا مستهدف، لكنني متأكد أنهم لن ينجحوا".
وحول دعوات إلى إرسال خمسة آلاف عنصر من الحشد الشعبي للمساهمة في الدفاع عن كركوك، قال: "لسنا في حاجة إلى الحشد الشعبي ولن نسمح بدخول أي قوات إلى كركوك. إذا احتجنا نحن سنطلب من أصدقائنا وحلفائنا، الآن لسنا في حاجة إلى قوات لا من الحشد الشعبي ولا من أحد".
وقال: إن "علاقتنا طيبة مع إيران، وكذلك أمريكا ساعدتنا وتساعدنا".
وأكد أن الاتفاق الأمريكي- الإيراني في حال حصوله في إقليم كردستان، "سيؤثر إيجاباً لأنه سيخفّض التوتر بين الدولتين في المنطقة".
واختتم بارزاني بأن الدور الإيراني الكبير هو في بغداد أكثر منه في أربيل.

شارك