أزمة المقاتلين الأجانب.. قانون جديد وملاحقات قضائية واعتقالات في ألمانيا

الأحد 08/فبراير/2015 - 07:59 م
طباعة أزمة المقاتلين الأجانب..
 
أزمة المقاتلين الأجانب..
عادت أزمة المقاتلين الأجانب لتفرض نفسها على الساحة الغربية، فى ظل ما تقوم به الدول الاوروبية من محاولات لضبط أزمة المقاتلين العائدين من سوريا والعراق إلى بلادهم، وبالرغم من الخطوات التي تنتهجها أكثر من دولة تجاه هذه المشكلة، إلا أن عامل الربط بين كل التجارب هو انتشار المخاوف من هذه الأزمة، والاعتقالات التى تقوم بها الشرطة الفرنسية والالمانية والبلجيكية لملاحقة المتطرفين تؤكد جدية المواجهة.
وتقوم النيابة الفيدرالية الألمانية حاليا بالتحقيق في حالتين على الأقل لمقاتلين عادا من سوريا بتهمة "جريمة حرب"، وهي تهمة يعاقب عليها القانون بالسجن المؤبد، وأن التحقيقات تستهدف دنيس كوسبرت مغني الراب البرليني السابق، وأحد الجهاديين المنحدرين من ألمانيا الأكثر شهرة".
مقاتلون أجانب في
مقاتلون أجانب في سوريا
من جانبها كشفت "فلت أم تسونتاغ" الألمانية  أن الجهاديين العائدين إلى ألمانيا بعد أن شاركوا في القتال، كانوا يعرضون أنفسهم حتى الآن لملاحقات بتهمة "المشاركة في أعمال عنف خطيرة تهدد دولة" أو "دعم منظمة إرهابية"، ويواجهون عقوبة بالسجن تصل إلى عشرة أعوام فقط.
وفى هذا السياق كشفت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ  أن تنظيم داعش يمارس إرهابا حقيقيا مع أعضائه، ، والإشارة إلى أن مجموعة من المقاتلين الألمان ضمن تنظيم داعش، والذين عادوا من سوريا مؤخرا إلى ألمانيا، اعترفوا بأن التنظيم يمارس الإرهاب مع أعضائه بأقصى درجة.
وتمت الاشارة إلى أن 200 من المتطرفين عادوا مؤخرا إلى ألمانيا، تعاون خمسهم تقريبا مع سلطات الأمن الألمانية وأدلوا خلال الاستجوابات التي أجريت معهم بمعلومات عن الفترة التي قضوها بين أعضاء تنظيم داعش، والتأكيد على أن العديد من العائدين صوروا مناخاً من الخوف والريبة والقسوة يسود بين أعضاء التنظيم.
نقلت صحيفة عن أحدهم بقوله " تم وضعى في مجزرة لأنه لعدم تسليم الجواز السفر لقيادات التنظيم، وأن جدران المكان كانت ملطخة بالدماء، وأن جثة بلا رأس ألقيت داخل الحجرة التي كان ينام فيها.
ميركل
ميركل
واعتبر التقرير أن التنظيم يقوم بتعذيب من يشك في قيامهم بالتجسس عليه أو يقتلهم رمياً بالرصاص أو بقطع رقابهم، وأن أحد العائدين ذكر أن وافدا جديدا على التنظيم أعدم لأنه خبأ هاتفه المحمول فقط، كما أن رجال التنظيم كانوا يخشون فيما يبدو من قدرة الطائرات بدون طيار على تحديد المواقع التي بها هواتف محمولة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تتداول فيه تقارير عديدة لعائدين آخرين تشير إلى أن المتطرفين الذين حاولوا مغادرة البلاد بدون تصريح كتابي من أحد أمراء التنظيم بخروجهم، كانوا يقتلون رميا بالرصاص، وأن وافدين جدد كانوا يؤمرون بممارسة القتل لإظهار اتباعهم لأوامر القادة.
وتأتى هذه التطورات فى ظل تقديرات استخباراتية تعتبر أن عدد الجهاديين الذين توجهوا من ألمانيا إلى سوريا يصل إلى 600.
مجلس الوزراء الألماني
مجلس الوزراء الألماني
وسبق أن وافق مجلس الوزراء الألماني على مشروع قانون يهدف إلى منع المسلمين المتشددين الألمان من السفر إلى العراق وسوريا للقتال إلى جانب جماعات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" أو القيام بتمويلها إو المشاركة في تدريبات معها.
 كما تعتزم الحكومة الألمانية اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة ضد الجهاديين، فمن يعلن من خلال "توتير" على سبيل المثال، عن نيته أو رغبته في الانضمام للقتال في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق أو السفر للقيام بتدريب في معسكر للإرهابيين، فستتم معاقبته على ذلك، ويحق للسلطات الأمنية مراقبة هاتفه وقنوات تواصله وإلقاء القبض عليه في المطار قبل مغادرة البلاد. 
ويأتي هذا القانون تطبيقا لقرار أممي يعود لسبتمبر 2014، حيث تعهدت جميع الدول بمنع "المقاتلين الأجانب من السفر للقتال في صفوف المنظمات الإرهابية"، وبموجب هذا القانون يحق للدولة معاقبة كل من ينوي السفر لمعسكر إرهابي بهدف ارتكاب أعمال عنف خطيرة.

شارك