عقب السيطرة علي اللواء 119.. القاعدة تؤسس لولاية "داعش" في اليمن

الخميس 12/فبراير/2015 - 06:07 م
طباعة عقب السيطرة علي اللواء
 
عاد تنظيم أنصار الشريعة – فرع تنظيم القاعدة باليمن- إلى الظهور على الساحة الميدانية والإعلامية في اليمن مع تراجعه خلال الأسابيع الماضية في ظل الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، عقب استقالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس حكومته المهندس خالد بحاح، واصدار  جماعة انصار الله "الحوثيين" للإعلان الدستوري والذي يقضي بتشكيل برلمان من 551 عضوًا، ولانتخاب مجلس رئاسي وهو ما يوضح التدهور الأمني والسياسي والاجتماعي في اليمن.

السيطرة على اللواء 119:

السيطرة على اللواء
عادت القاعدة في اليمن للهجوم علي مقرات الجيش، واستطاعت فجر اليمن السيطرة على مقر اللواء119مشاة بمديرية بيحان بمحافظة شبوة – شرق اليمن.
ونشر حساب تابع للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صوراً تظهر أدخنة تتصاعد من مقر اللواء قبيل سيطرتهم عليه.
كما أظهرت صور أخرى جنوداً قال التنظيم إنهم من ضمن الأسرى الذين أسرهم المسلحون، وتُظهر صورًا أخرى المسلحين يعتلون أطقم وعربات عسكرية أمام بوابة مقر اللواء.
وقالت جماعة أنصار الشريعة عبر حسابها على تويتر إن الهجوم على القاعدة القريبة من بلدة بهان بدأ بتفجير سيارة ملغومة يقودها انتحاري فجر اليوم عند المدخل وإن المتشددين تمكنوا فيما بعد من السيطرة على ثلاثة أبراج للحراسة ودبابة، مضيفا أن "المجاهدين" أسروا معظم الجنود داخل القاعدة بحلول الساعة الثامنة صباحا تقريبا، واستغلت جماعة أنصار الشريعة الفوضى السياسية والاضطرابات في اليمن خلال السنوات الماضية للسيطرة على مناطق وبلدات بأكملها قبل أن يصدها الجيش.
ويعتبر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أقوى فروع تنظيم القاعدة الذي يقوده الظواهري، وقد سبق لهذا الأخير أن رفض سلطة تنظيم داعش، الذي أعلن دولة الخلافة على أراض في العراق وسوريا.
وتدهور الوضع الأمني في اليمن منذ سيطر الحوثيون رسمياً على السلطة الأسبوع الماضي، حيث تعهد تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" بالقضاء على الحوثيين، الأمر الذي أجج مخاوف من نشوب حرب أهلية.
وكتب أنصار تنظيم القاعدة في جزيرة العرب: "نعلن عن تشكيل كتائب مسلحة تتخصص بدك الروافض في صنعاء وذمار".

مبايعة "داعش":

مبايعة داعش:
وفي سابقةٍ تنذر بمحاولة استدراج لملف "داعش" بكل آلياته وخلفياته وتبعاته إلى الساحة اليمنية، أعلنت مجموعة مقاتلين، يُعتقد أنهم من أنصار تنظيم "القاعدة في اليمن"، مبايعتهم لتنظيم الدولة الاسلامية " داعش"، في نقضٍ لبيعتهم لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وذلك وفقاً لما نقله موقع "سايت" الإلكتروني التابع للتنظيم.
بعد إحياء دور "القاعدة في اليمن" على الساحة الدولية على خلفية الهجوم الباريسي، شهد اليمن مستجدات أمنية وسياسية، أفضت إلى فراغٍ دستوري تبعه "إعلان دستوري" من قبل جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، ما حصد استنكاراً دولياً لما جرى وصفه بـ"الانقلاب الحوثي"
ومن المرجّح ربط إعلان المبايعة بالتطورات السياسية في اليمن، خصوصاً أن الإعلان الذي تم عبر "تويتر" بمباعية تنظيم القاعدة لزعيم "داعش"، جرى على الشكل الآتي: "نعلن عن تشكيل كتائب مسلحة تتخصّص بدكّ الروافض في صنعاء وذمار".
وأضاف من وصفوا بأنهم "أنصار القاعدة": "نعلن نقض البيعة من الشيخ المجاهد العالم الشيخ أيمن الظواهري... نبايع خليفة المؤمنين إبراهيم بن عواد البغدادي"، وبذلك، ينضم اليمن إلى ليبيا ومصر، حيث أعلنت مجموعات مبايعتها للتنظيم الذي أعلن "خلافته" على الأراضي العراقية والسورية. وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الحراك الأميركي الأخير المتعلّق بمستقبل العلاقة مع الدولة اليمنية حول الاستراتيحية الاميركية "لمكافحة الارهاب" في اليمن، وحديث مسئولين أمريكيين عن آليات جديدة لهذه الاستراتيجية، منها إرسال قوات خاصة.
ويأتي ذلك تأكيدا لتقرير للمخابرات المصرية، وفقا لموقع "دبليو إن دي" الأميركي، حول سعي  تنظيم "داعش" لتأسيس دولته في اليمن وخاصة في المناطق التي يتمتع فيها تنظيم القاعدة بنفوذ كبيرة، مستغلا حالة الارتباك السياسي والتخبط الامني الذي تشهده اليمن في ظل استقالة الرئيس هادي ورئيس حكومته خالد بحاح، وهو يشير إلى أن الأوضاع في اليمن  سوف تشهد مزيدًا من الصراع والدماء.
أكدت أجهزة المخابرات المصرية - أحد أكبر أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط - أن جيش التنظيم الإرهابي "داعش" يعد 180 ألف مقاتل، أي 6 أضعاف توقعات "السي آي إيه"، وكشف التقرير الصادر عن أجهزة المخابرات المصرية، أن التنظيم الإرهابي أسس جيشاً بالمشاركة مع حركة طالبان الأفغانية، وفرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وحركة الشباب الصومالية، بالإضافة إلى عدد من الجماعات الجهادية المحلية باليمن ومالي وفلسطين وسوريا والعراق وباكستان وشبه جزيرة سيناء.

التمدد الحوثي وصعود نجم القاعدة:

التمدد الحوثي وصعود
مبايعة تنظيم القاعدة لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وارتفاع وتيرة الصراع السني الشيعي في المنطقة، أدى إلى ارتفاع كبير في قدرة  تنظيم القاعدة بكسب انصار جدد له في المنطقة التي كانت خارجت دائرة الصراع المذهبي، حتي سيطرة الحوثيين علي صنعاء في 21 سبتمبر الماضي.
فتمدد الحوثيين سيؤدي الي مزيد من ظهور تنظيم القاعدة والذي اعلن مبايعته لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وهو ما يشير الي ان اليمن اصبح ولاية جديدة في ولايات "داعش" المنتشرة ، كنا قد اشرنا في وقت سابق الي ان توسع الحوثيين وسيطرته علي مقاليد الأمور في اليمن سوف يؤدي الي انتعاش ربيع القاعدة ، تحت عنوان " تمدد الحوثيين.. ينعش ربيع القاعدة في اليمن".
بعض المراقبون أن الصراع بين الحوثيين والقاعدة، هو صراع بين الهوية الشيعية والسنية في اليمن، فالحوثيين يريدون عودة الهوية الزيدية التي كانت سائدة  قبل سقوط الدولة الامامية في شمال اليمن، والهوية السنية التي تطغي في الجنوب والمناطق شرق اليمن.
وعبر الشهور السبعة الماضية، استطاع الحوثيون بسط الهيمنة، على المحافظات الزيدية الثلاث (عمران، الجوف، صنعاء)، ثم السيطرة على المحافظات ذات الغالبية الزيدية ( حجة، المحويت، وذمار)، وهو أمر مفهوم منطقيا، من زاوية أن الحركة الحوثية، تمددت في المحافظات التي تتمتع فيها بظهير اجتماعي غالب. أما سعيها للتمدد إلى المحافظات الشافعية الخالصة (الحديدية، تعز، البيضاء)، والمحافظات ذات الغالبية الشافعية (مأرب، إب)، فلابد أن يثير ردود أفعال لصد هذا التوسع غير المفهوم وغير المبرر، والذي أصبح يمثل تهديدًا واضحًا للهُوية السنية، ويعيد اليمن إلى أجواء ما قبل الجمهورية، ولا يمكن أن يتم هذا التوسع بالطريقة التي شاهدها العالم، إلا إذا كانت هناك ترتيبات وتحالفات تمت على الأرض بين الحوثيين، والقبائل الموالية  لعلي عبد اللـه صالح.
وهنا تولد لحظة تاريخية جديدة، يمارس فيها تنظيم القاعدة، دور البطل المدافع عن الهوية السنية، وهو ما حدث، بتحالف القبائل السنية المهددة مع القاعدة. وهذا الوضع أفاد تنظيم القاعدة بلا شك، فقد تحول التنظيم من عبء أمني على المجتمع اليمني، إلى فاعل رئيسي في الحفاظ على الهوية الطائفية لقطاع كبير من اليمنيين السُنَّة.
فتمدد الحوثيين الشيعة شكل منحة إلهية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما يسمى التنظيم في اليمن، حيث أخذت الاضطرابات في اليمن منحى طائفيا، ما ساعد القاعدة (السنية) على تجنيد أعداد جديدة من الشباب، ولأن التنظيم خسر شخصيات مهمة في الغارات الأمريكية في الأعوام الماضية، بعضهم من قبائل مهمة، ازداد تأييد رجال القبائل للتنظيم.

المشهد اليمني:

المشهد اليمني:
الأجواء والتغيرات المتسارعة في اليمن ومع سعي الحوثيين الي الدخول الي مناطق خارج رقعة الجغرافيا الزيدية يشير الي خطر وجود صراع مذهبي يهدد اليمن ، فالصراع مع الحوثيين ابتدأ على خطوط سياسية وقبلية، ولكن الآن ومع دخول الحوثيين إلى مناطق سنية في وسط اليمن، وإعلانهم أنهم يحاربون القاعدة، اتخذ الصراع منحى طائفيا، ما أفاد القاعدة، المحسوبة على السنة، حيث ردت بحرب عصابات وحملة هجمات انتحارية ضد الحوثيين.
المراقبون يتوقعون صراعا مسلحا بين الحوثين من جانب والقاعدة أو ولاية "داعش" الجديدة في اليمن ، فمع أفول نجم زعيم القاعدة أيمن الظواهري وصعود نجم زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي،  سيكون الصراع قويًا ومحتما بين الحوثيين "الشيعة" والقاعدة "متطرفي السنة"، مع تخبطط أمني واضح.. فهل ستصبح القاعدة المتحكمة في اليمن؟

شارك