رغم التحذيرات.. السلفيون يعودون للمنابر بأوامر من الأزهر!
الأحد 15/فبراير/2015 - 06:46 م
طباعة
صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف
عادت قيادات الدعوة السلفية وحزبها النور، إلى المساجد مرة أخرى وإلقاء خطبة الجمعة، بعد الأزمة الأخيرة التي وقعت بين قيادات الدعوة والأوقاف، وذلك بعد أن ضغطت مصادر من الأزهر الشريف على وزارة الأوقاف لإنهاء الأزمة مع التيار السلفي.
فقد ألقى الدكتور ياسر برهامي الخطبة بمسجد التوحيد بمحافظة سوهاج، والدكتور يونس مخيون بالبحيرة، وعادل نصر المتحدث باسم الدعوة السلفية في الفيوم، وحسن المصري في الإسكندرية، وصلاح عبد المعبود عضو المجلس الرئاسي في المنوفية، بينما رفض صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف، التعليق على ذلك، مشيرًا إلى أن هذا الأمر لم تتم دراسته حتى الآن في الوزارة، ويجري بحث منح قيادات الدعوة السلفية التصاريح اللازمة للخطابة.
من جانب آخر، قالت مصادر من الدعوة السلفية: إن قيادات الدعوة لجأت إلى الأزهر ومسئولين آخرين لحل الأزمة.
الدكتور محمد مختار
وأشارت المصادر إلى أن الأسبوع الماضي شهد لقاءً بين وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ووفد من الدعوة السلفية وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية في الإسكندرية، وذلك بتنسيق من مسئولين بالأزهر الشريف، للاتفاق على عودة الدكتور ياسر برهامي وقيادات الدعوة السلفية إلى المساجد.
تأتي عودة السلفيين للمساجد والخطابة على منابرها في توقيت أقل ما يوصف به بأنه خطير، حيث الدخول في مراحل الدعاية الانتخابية للاستحقاق الثالث من خارطة الطريق "الانتخابات البرلمانية" وأهمية المنابر بالنسبة للدعاية الانتخابية للسلفين لاشك أنه من أهم الوسائل الدعائية من حيث قلة التكاليف المادية من ناحية ومن ناحية اخرى الوصول لأكبر شريحة مجتمعية دون تكلفة، ما يضع العملية الانتخابية في مأزق حقيقي حيث ان هذه المساحة الدعائية ليست متوفرة لأي فصيل آخر، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد حذر الكثيرون من تلك الفتاوى التي يحملها هذا التيار والتي تقترب من فتاوى ما يسمى بتنظيم الدولة "داعش"، وكان الأزهر يفرد مساحة على الأرض للأفكار الداعشية في ثوب جديد رغم أنه يقوم بإدانتها في المقابل وهذا ما يؤكد وقوع المؤسسة الدينية في مصر في تناقض جوهري يشبه لحد كبير التناقض الأمريكي في التعامل مع الجماعات الإرهابية على مستوى العالم، ففي الوقت الذي تضرب فيه امريكا تنظيم الدولة "داعش" في العراق والشام، تقوم بدعم التنظيم اللوجيستي والمادي في ليبيا المجاورة لمصر، ويأتي التشابه من خلال تصريحات الأزهر عبر وسائل الإعلام المختلفة بمروق داعش وعدم انتماء أفعالها إلى صحيح الدين، وكذلك الهجوم أكثر من مرة في وسائل إعلامية على نائب رئيس الدعوة السلفية بسبب تلك الفتاوى التي يصدرها على موقع "أنا سلفي" والمثيرة للجدل، وفي الوقت نفسه تقوم المؤسسة الأزهرية بالضغط على وزير الأوقاف - الرافض لاعتلاء التيار السلفي المنابر – لعودة السلفيين للمساجد بما يحملونه من تلك الفتاوى والأفكار التي تلتقي في كثير من الأحيان بالفتاوى الصادرة عن داعش.
الدكتور أحمد كريمة
وحول تصحيح أو تجديد الخطاب الديني في مصر والتحذير من التيار السلفي، كشف الدكتور أحمد كريمة فى حوار له ببرنامج "على مسئوليتى" مع أحمد موسى، المذاع على صدى البلد، أمس السبت، عن أن مصر لا يوجد بها مجمع فقهى في الوقت الذى يوجد فيه في السعودية والأردن مجامع فقهية، مشيرًا إلى أن تجديد الخطاب الديني لابد أن يكون بيد الفقهاء. وطالب أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بضرورة تخصيص مجمع فقهى متخصص، وتشكيل فريق لتولى هذا الأمر، واصفاً ما يحدث من خطابات وقوافل دعوية بالحرث في البحر. وأكد الدكتور أحمد كريمة، استاذ الشريعة الاسلامية في جامعة الأزهر، أنه في حالة انتخاب التيارات السلفية سيكون معنى ذلك دخول "داعش" مجلس النواب، قائلا: "السلفية تنفق رشاوى أكثر من الإخوان، وهناك محافظات اتقفلت على السلفية". وكشف أستاذ الشريعة الإسلامية، عن قيام التيارات السلفية بتقديم خدمات وبناء بيوت في محافظات الصعيد على قدم وساق، متابعاً "كنت في ندوة مع المجلس القومي للمرأة لتوعية الناس بالانتخابات، وربنا يعوض في مطروح مقفولة سلفي". وفى ذات السياق، قال الدكتور أحمد كريمة، أن هناك جمعية شهيرة في الكويت تدعم علناً التيار السلفي، وقامت بعمل ذراع مالي في منطقة زيزينيا بالإسكندرية باعتراف مجلة الفرقان لسان حال جمعية التراث الإسلامي بالكويت، مؤكدا أن هناك مليارات الآن بيد السلفيين في الإسكندرية، كما أشار الدكتور أحمد كريمة، إلى أن الشريعة تمنع قطع الطرق ومنع المارة من المرور وإرهاب الناس، وهناك قنوات شرعية تنظمها القوانين والأعراف لإبداء الرأي، قائلا "لا ضرر ولا ضرار، ومن يقصف السيارات بالأحجار ويقوم على اتلاف الممتلكات والاعتداء على الأموال والأعراض يرتكب جرائم، ومن يموت عليها هنا ليس شهيدا".
حول علاقة السلفيين بداعش:
وحول علاقة السلفيين بتنظيم الدولة "داعش" كشف مصدر، بقطاع الأمن الوطني السبت 18-10-2014، على موقع "البوابة نيوز" أن أجهزة الأمن رصدت، اتصالات بين عناصر من "داعش"، وشخصيات سلفية معروفة، لـ"تجنيد" شباب السلفيين، خاصة من حركة "حازمون" في التنظيم، وأشار المصدر إلي أن التنظيم حاول استقطاب هؤلاء الشباب، وإرسالهم للقتال في سوريا والتدريب على استخدام السلاح. مضيفًا: " حازمون لم يقتصر نشاطها على مساندة جماعة الإخوان في الاعتصامات امام المحكمة الدستورية ومجلس الدولة ابان حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، بل امتد إلى التورط في إرسال أسلحة إلى سوريا للمقاتلين هناك".
وأوضح المصدر أن أجهزة الأمن المعنية، رصدت كل الاتصالات الجارية، وراقبتها وجار القبض على مرتكبيها بعد إخطار النيابة العامة.
الدكتور ياسر برهامي
كما اعترف الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في بداية فبراير الجاري في وسائل اعلامية مختلفة، بتعاطف الكثير من أبناء التيار السلفي مع تنظيم الدولة "داعش" وقبولهم له ودفاعهم عنه جهلاً منهم بحقيقة هذا التنظيم. وقال: "أجزم بأن كثيرًا جدًا من شباب التيار السلفي المتدين يقبلون داعش ويدافعون عنه". وأوضح برهامي أن تقديرات أعداد "داعش" في زيادة مستمرة، مقابل تأكل الفصائل السلفية المعتدلة.
فرغم اعتراف نائب رئيس الدعوة السلفية بان غالبية اعضاء الدعوة يقبلون داعش ويدافعون عنها ورغم تحذير علماء الأزهر من نجاحهم في البرلمان المصري واقرار بانهم ينتمون الى ايديولوجيا داعش تصر مؤسسة الازهر على عودتهم للمساجد. يؤكد هذا أن:
١- داعش سلفية، فكل مرجعيتها كتب التيار السلفي بنسخته النجدية، ورسائل وفتاوى أئمة الدعوة النجدية.
٢- كل نظريات التكفير تعتبر وهابية بامتياز.
٣- الأسلوب التربوي في كراهية الآخر وعدم الرحمة به.
٤- الأسلوب التربوي في التعامل مع المخالف.
فكيف يوجد كل هذا التقارب بل التمازج في المرجعيات ولا تكون الدعوة السلفية هي الحاضنة الطبيعية لتنظيم الدولة "داعش" في مصر؟!