محاولات مصرية لحث المجتمع الدولي على تطهير ليبيا.. واتهامات بتقاعس أوروبا

الثلاثاء 17/فبراير/2015 - 10:44 م
طباعة محاولات مصرية لحث
 
مجلس الأمن
مجلس الأمن
تتوالى وتيرة الأحداث بشأن المحاولات المصرية للتعجيل بالتدخل الدولي في ليبيا لمواجهة الميليشيات المسلحة، وخاصة الجماعات التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي، ففي الوقت الذي دعا فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستصدار قرار من الأمم المتحدة يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، تستضيف الولايات المتحدة قمة مكافحة الإرهاب لوقف تنقل المقاتلين الأجانب إلى مختلف الدور الأوروبية وما يحملونه من تهديدات على المجتمع الدولي.
محاولات مصرية لحث
السيسي أكد في مقابلة بثتها إذاعة أوروبا 1 الفرنسية اليوم، أنه لا يوجد خيار آخر مع الأخذ في الاعتبار ضرورة موافقة الشعب والحكومة الليبية ودعوتهما لمصر بالتحرك من أجل استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، موضحا بقوله "نحن في حاجة أن نكرر هذه الضربات ولكن معا لوقف التطرف والإرهاب."
ووصف السيسي الحرب في ليبيا التي شاركت فيها فرنسا ضمن ائتلاف دولي لدعم القوات التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 بأنها مهمة لم تنته، مضيفا بقوله " نحن تركنا الليبيين أسرى لميليشيات متطرفة."
ودعا السيسي الفصائل الليبية إلى تسليم أسلحتها ولكنه حث على تزويد الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومقرها مدينة طبرق في شرق البلاد بالأسلحة بعد أن سيطر منافسوها على السلطة في طرابلس.
فيديريكا موغيريني
فيديريكا موغيريني
يأتي ذلك في الوقت الذى أكدت فيه الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، أنه يجب على جميع الفصائل الليبية أن تعي أن تنظيم داعش يشكِل خطرا وتهديدا للجميع، مستبعدة تحركا عسكريا من جانب الاتحاد الأوروبي في ليبيا في الوقت الراهن ، منوهة بقولها الشيء الوحيد الممكن في حال وافقت الأمم المتّحدة هو تقديم دعم لعملية يقودها الليبيون أنفسهم.
وأعلنت موجيريني المشاركة في قمة واشنطن للمشاركة في قمة بشأن مكافحة الإرهاب؛ حيث ستجتمع مع مختلف الأطراف المعنيّة بشكلٍ شخصي لبحث التحركات المُحتملة معهم بشأن كيفية إدارة الأزمة الليبية.، معتبرة أن التطورات الأخيرة والحاجة إلى زيادة العمل الدبلوماسي لوحدة الأطراف الليبية المختلفة في جهد مشترك لمواجهة تهديد تنظيم داعش.
الميليشات تقود ليبيا
الميليشات تقود ليبيا للمجهول
المخاوف الأوروبية لم تقتصر على مستوى وزراء الخارجية الأوروبيين، بل هناك تحليلات وتقارير تشير إلى تنامى نفوذ الميليشيات في ليبيا بما يسمح بتصاعد أعمال العنف والفوضى خلال الفترة المقبلة، وهو ما عبرت عنه جريدة ليبراسيون الفرنسية ، حيث دعت إلى الإعداد لمستقبل ليبيا بشكل أكثر جدية مما يحدث عام 2011، والإشارة إلى أن عدم وجود بديل عن تدخل عسكري في ليبيا، داعية إلى وضع مهمة أكثر جدية مما حدث في الماضي.
أكدت الجريدة الفرنسية إلى انه بعد أربع سنوات، التدخل العسكري لم يأخذ في الاعتبار ضرورة الإعداد للمستقبل، لا يزال الحل الأكثر سوءًا هو عدم التدخل والسماح بتفشي الفوضى إلى أوروبا.
هولاند
هولاند
من جهتها انتقدت كوريري ديل تيشينو السويسرية، أوروبا بالتقاعس تجاه الوضع الليبي، قائلة إن الاتحاد الأوروبي يترك فرنسا تتحرك لوحدها على الصعيد الدولي، وأن أوروبا لا تهتم بحدودها الجنوبية أو تدفق اللاجئين ومواجهة التهديد الملموس الذي يُمثل التيار الإسلامي المتشدد.
وعلى صعيد آخر يستعد زعماء دول العالم المشاركة في التحالف الدولي على الإرهاب للاجتماع في واشنطن بداية من غدا الأربعاء للمشاركة في قمة مكافحة الإرهاب التي ستعقد في البيت الأبيض وتواجهها تحديات ومطالب بتوسيع الحرب على التطرف، وهى القمة التي يراها الخبراء فرصة لإيجاد سبل لتجفيف التمويل عن الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة بفروعه في سوريا والعراق ومصر وليبيا، ثم مواجهة تحديات تجنيد المقاتلين الأجانب الذين يتوجهون إلى تلك الدول، أو يشنون هجمات إرهابية خارجها.
اوباما
اوباما
وخلال هذه القمة، سيلقي الرئيس باراك أوباما، كلمة بمقر بوزارة الخارجية الأميركية أمام كبار المسؤولين من مختلف الدول المشاركة في أعمال القمة. كما سيتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال الاجتماع الذي سيحضره كبار المسؤولين من العالم، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وسيتم خلال هذه القمة تقييم الجهود العالمية في مواجهة الإرهاب، ابتداء من تشكيل التحالف الدولي بقيادة واشنطن لضرب أهداف داعش في سوريا والعراق، وإصدار قرار من مجلس الأمن لتجفيف منابع التمويل للمنظمات الإرهابية، والإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمنع توغل الإرهابيين في منطقة "شنجن".
وفى تقرير لها أكدت شبكة سكاى نيوز انه مع تنامي الأعمال الإرهابية للجماعات المتشددة اضطرت بعض الدول إلى تعزيز دورها في محاربة الإرهاب، حيث نشرت دولة الإمارات سرب طائرات مقاتلة من طراز "إف 16" في الأردن لتكثيف ضربات التحالف الدولي ضد أهداف داعش في العراق وسوريا، كما شن الأردن سلسلة ضربات ضد التنظيم في سوريا والعراق، وأعلنت اليابان، التي خسرت صحفيين قتلا على يد داعش، عن تخصيص 15 مليون دولار أميركي لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تحارب الجماعات المتشددة وعلى رأسها داعش.

شارك