حل الميليشيات الشيعية .. رغبة "العبادي" تصطدم بمكاسب "أمراء الحرب" في العراق

الأربعاء 18/فبراير/2015 - 01:51 م
طباعة حل الميليشيات الشيعية
 
دخل رئيس الحكومة العراقي عش الدبابير، من خلال تعهده بحل الميليشيات المسلحة، ووضع قوانين لعملية انتشار السلاح في البلاد، فيما بدأت تغيرات في الكتل السياسية بين أكبر الأعداء السياسيين نوري المالكي نائب رئيس الرئيس العراقي والأمين العام لحزب الدعوة، وزعيم التيار الصدري مقتدي الصدر.

العبادي: سنقضي علي الميليشيات

العبادي: سنقضي علي
تعتبر الميليشيات الشيعية أحد أهم أسباب التي أدت إلى ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي ووجود بيئة سنية حاضنة لها؛ نظرا لسياسة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق الداعمة للمليشيات ولو بطريقة غير مباشرة، بالإضافة إلى اتساع وتمتع نفوذ هذه الميليشيات في القرار العراقي؛ مما كان له انعكاسه على الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي.
وجاء إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن حل الميليشيات، ليفتح الباب من جديد حول مدى قدرة الحكومة العراقية على أنها ظاهرة الميليشيات في بلاد الرافدين.
وشدد العبادي على أن حكومته لن تسمح بأن يكون السلاح في أيدي جماعات وميليشيات خارج إطار الدولة، قائلا: إن «الحكومة، وضمن توجهها لن تسمح بأن يكون السلاح بأيدي جماعات مسلحة وميليشيات خارج إطار الدولة»، لافتاً إلى أن «هذا ما تم تأكيده مراراً وأكدته المرجعية الدينية الرشيدة»، وأضاف: «إننا عازمون على ملاحقة الجناة والمجرمين وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل».
تصريحات العبادي اعتبرها المراقبون أنها تدخل في عش الدبابير وأصحاب المصالح من بقاء هذه الجيوش غير النظامية والتي تدين الولاء لأصحاب تمويلها وليس للوطن العراقي، بل هي جزء من عملية تفتيت وتمزيق الدولة العراقية.

حجم الميليشيات

حجم الميليشيات
عدد الميليشيات الموجود في العراق ربما يكون من الصعب التكهن به وبالأعضاء المنضمين لها، ولكن خلال شهر يناير الماضي كشف تقرير عسكري عراقي عن ارتفاع عدد أعضاء الميليشيات العراقية إلى نحو مائة ألف مقاتل، يتوزعون على 42 ميليشيا مسلّحة، 39 منها تتلقى دعمًا مباشرًا من إيران، والأخرى من قِبل الحكومة وشخصيات ومراجع دينية في البلاد.
وتنتشر تلك الميليشيات وفقًا للضابط العراقي في مناطق متفرقة من العراق، وتذوب في كثير من الأحيان مع قوات الجيش النظامي، وترتدي ملابسه وتستخدم أسلحته ومعداته العسكرية والعربات الخاصة به.

أبرز الميليشيا العراقية

أبرز الميليشيا العراقية
يوجد في العراق العشرات من الميليشيات الشيعية العراقية، كما لاح في الأفق وجود ميليشيات مسيحية، بالإضافة إلى وجود مطالب سنية بالدعم بالسلاح لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
ويعد أبرز الميليشيات الشيعية، ميليشيات منظمة بدر بقيادة هادي العامري وزير النقل السابق في حكومة نوري المالكي، وأحد أبرز قيادات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب الجيش العراقي، ميليشيات عصائب أهل الحق والتي يقودها قيس الخزعلي، وميليشيات "جيش المختار" بقيادة واثق البطاط، وميليشيات "حزب الله- العراق"، وميليشيات حركة النجبا.
وهناك ميليشيا لواء "أبو الفضل العباس"، أعلنت تأسيسه من قبل المرجع الشيعي العراقي قاسم الطائي، ويقوده حاليا علاء الكعبي.
وحزب الدعوة الجناح المسلح، أقدم الميليشيات العراقية وتأسس 1979، وأطلق عليه اسم "الجناح الجهادي" وبعد 2003 تحولت إلى جناح أمني لتأمين مقرات الحزب.
وهناك جيش المهدي: الجناح المسلح للتيار الصدري الذي يقوده القيادي الديني الشيعي مقتدى الصدر، تأسس في سبتمبر 2003 لقتال القوات الأمريكية في العراق، وأعلن مؤخرا التجميد على خلفية مقتل شيخ عشائري سني بالعراق.
كما تضم القائمة: كتائب سيد الشهداء، حركة "حزب الله"- النجباء، لواء عمار بن ياسر، لواء أسد الله الغالب، لواء اليوم الموعود، كتائب أنصار الحجة، كتائب الدفاع المقدس، لواء القارعة، سرايا الزهراء، لواء ذو الفقار، لواء كفيل زينب، سرايا أنصار العقيدة، لواء المنتظر، بدر- المجاميع الخاصة، حركة الجهاد والبناء الشيعية، سرايا الدفاع الشيعي، كتائب الغضب، "حزب الله"- كتائب الإمام الغائب، كتائب التيار الرسالي، سرايا عاشوراء، حركة الأبدال العسكرية، كتائب الإمام علي، الحشد الشعبي، لواء الحمد، لواء الإمام القائم، لواء العاديات، حركة أنصار الله، لواء الحرس الخاص الخامس البتار، جيش الكرار وفرق العباس القتالية.

ميليشيا مسيحية

ميليشيا مسيحية
كما لم تقف الأمور عند الميليشيات الشيعية ولكن ظهرت مؤخرا في ظل فشل الدولة في الدفاع وحماية المواطنين من تنظيم "داعش" الإرهابي، عددا من الميليشيا المسيحية والتي تهدف إلى الدفاع وحماية المسيحيين من هجوم تنظيم "داعش"، وفي مقدمتها الحراسات التابعة للمجلس الشعبي، وتنظيم "زوعا" يتزعمها "يونادم كنا" وميليشيا "الـ دويخ نَوشا" وهي كتائب تابعة للحزب الوطني الآشوري، قوات سهل نينوي وهي كتائب تابعة لحزب بيت نهرين، وكتائب "أسود بابل" المشتركة، ولها علاقات قوية بقوات الحشد الشعبي، وهناك كتائب "عيسي ابن مريم"، وغيرها من الفصائل المسيحية المسلحة التي بدأت في الظهور بالمناطق المسيحية العراقية.

تقرير حقوقي

تقرير حقوقي
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان، قد أصدرت مطلع الشهر الحالي، تقريرًا مفصلًا حول أوضاع حقوق الإنسان في العراق، ضمن تقريرها الخامس والعشرين العالمي، اتهمت فيه الميليشيات المتطرفة بأعمال قتل وإبادة للمدنيين، كما اتهمت العبادي بتجنّب التحقيق في تلك الجرائم.
وأوضحت المنظمة أنّ "أوضاع حقوق الإنسان في العراق قد تدهورت خلال عام 2014، بسبب أعمال العنف التي ينفذها تنظيم داعش والميليشيات".
وتتغاضى الإدارة الأمريكية عن ذكر أي دور للميليشيات، في الحرب ضد تنظيم "داعش" ومساعدتها للقوات العراقية، أو الجرائم التي تنفذها بدوافع طائفية.

موقف سني

موقف سني
أدى ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مطالب من قبل مشايخ العشائر السنية للحصول على السلاح لمواجهة التنظيم والدفاع عن مناطق نفوذهم، مع رفض لأي تواجد للميليشيات الشيعية على الأرض ذات الأغلبية السنية.
وكشف نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي عن الاتفاق مع رئيس الحكومة العراقية على «إنهاء المظاهر المسلحة في العاصمة وحسم ملف الحرس الوطني وملفات أخرى»، مشددا على «ضرورة أن تكون بغداد منزوعة السلاح كليًّا، وخالية من الميليشيات تحت أي عنوان أو مسمّى، وكذلك إظهار نتائج التحقيقات الخاصة بالجرائم المرتكبة في بروانة والرمادي، فضلاً عن التحقيق الخاص بمقتل الشيخ الجنابي أحد مشايخ العشائر السنية والاعتداء على النائب زيد الجنابي، وإعلانها في وقت قصير مع تقديم الجناة إلى العدالة».

الميليشيات والشارع

الميليشيات والشارع
يعتبر التخلّص من الميليشيات حلم طيف واسع من العراقيين؛ نظرا إلى الدور السلبي لتلك التشكيلات في إفساد الحياة السياسية، وتهديد أمن المواطنين. ويتهم ساسة عراقيون الصدر بالمتاجرة بتلك القضية ومحاولة دغدغة مشاعر الناس من خلالها.
ويسود الشارع العراقي هذه الأيام مزاج معاد أكثر من أي وقت مضى للميليشيات، خصوصا بعد حادثة اغتيال الشيخ العشائري واختطاف النائب بالبرلمان، إضافة إلى سلسلة جرائم أطول تتهم فيها تلك التشكيلات شبه العسكرية.

رفض من قيادات شيعية

رفض من قيادات شيعية
رغبة حيدر العبادي في انتهاء سطوة الميليشيات الشيعية على السلاح خارج إرادة الدولة العراقية- جاءت على غير هوى قيادات شيعية عراقية بارزة، وفي مقدمتها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، والذي كان أحد أسباب تمدد وانتشار وتمادي ظاهرة الميليشيات، بالإضافة إلى نوري المالكي قائد منظمة بدر أحد أهم الميليشيات الشيعية ويقود ما يعرف بقوات الحشد الشعبي، وهو ما يشير إلى أن رغبة "أمراء الحرب"، سوف تصطدم بالتأكيد بمساعي رئيس الحكومة العراقية في إنهاء هذه الظاهرة التي استشرت في البيت العراقي، فهل سيستطيع رئيس الحكومة العراقية في إنهاء ظاهرة الميليشيات؟ أم أن "أمراء الحرب" سينتصرون على مساعي العبادي؟ وقد يطيحون به من رأس السياسة العراقية، من أجل استمرار مكاسبهم المادية والسياسية والشعبية.

شارك