الإخوان بين "استعراض القوة" و"تبرير قتل المصريين" في ليبيا

الأربعاء 18/فبراير/2015 - 07:16 م
طباعة الإخوان بين استعراض
 
ليست سابقة فريدة من نوعها أن تقوم الجماعة باستعراض للقوى في أماكن عامة أو داخل أسوار الجامعات فقد عادت "الميليشيات الإخوانية" للظهور في شوارع العاصمة مرة أخرى، على غرار ما حدث في عام 2006، حيث قطع العشرات من طلاب الجماعة مساء أمس الثلاثاء 17/2/2015 ، طريق مصطفى النحاس بالقرب من جامعة الأزهر، وأجروا عروض لياقة بدنية وسط الشارع الذي توقف تمامًا لإشعال النار فيه.
وحسب الفيديو، أحضر العشرات من الطلاب الملثمين "جراكن بنزين" وسكبوها في منتصف الطريق وأشعلوا النار، ومنعوا السيارات من المرور بالشارع، واستعرضوا قوتهم وسط غياب تام للأجهزة الأمنية، وذلك بهدف بث الخوف في المارة، واستمر الاستعراض الإخواني لمدة نصف ساعة تقريبًا، ثم فروا هاربين دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من ضبط أي منهم.
الإخوان بين استعراض
وعقب انتهاء العرض حضرت قوات الأمن، وأخمدت النيران وأعادت فتح الطريق مرة أخرى، وقال مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة إن رجال الشرطة لم يتمكنوا من القبض على أحد المتهمين، وحدثت حالة من الكر والفر بينهم وبين الشرطة، وأوضح المصدر أن المتهمين رشقوا الجنود بالحجارة والشماريخ، وشدد المصدر على أن أجهزة الأمن سوف تحدد المتهمين من خلال الفيديو الذي تم نشره على موقع جريدة "الوطن".
الجديد في الأمر هو استمرار الجماعة لمدة تزيد على الثلاثين دقيقة دون تواجد أمني في ظل الحالة التي تمر بها البلاد، ما يعطي إشارة واضحة للقاصي والداني بأن الجماعة تسيطر على شوارع القاهرة وانه ليس هناك تواجد امني على الاطلاق مما يهدد اقامة المؤتمر الاقتصادي في مارس القادم والذي تسعى الجماعة لإفشاله بكل الطرق هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تهديد اجراء الانتخابات البرلمانية والحالة الامنية بهذا السوء والتباطء، هذه هي الرسالة التي تريد توجيهها الجماعة للداخل والخارج على حد سواء مما يؤكد على نجاح الاستراتيجية العامة للجماعة وتنظيمها الدولي بإرهاق وتشتيت الأمن المصري على الصعيدين الداخلي والخارجي.

الإخوان وتبرير جريمة ذبح المصريين بليبيا

الإخوان وتبرير جريمة
قامت جماعة الإخوان المسلمين، وأذرعها الإعلامية من مواقع وصفحات رسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، بالهجوم على العملية العسكرية التي شنتها القوات الجوية المصرية فجر الاثنين 16 فبراير 2016  علي معاقل تنظيم داعش الإرهابي في درنة الليبية، ردًا على ذبح 21 مصريًا، فيما اتهم نواب برلمانيون السيسي بأنه يساهم في تقسيم المصريين لتقديم العزاء للبابا، واستنكر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بيانات وتصريحات الإخوان ووصفوهم للميليشيات الإرهابية المسلحة بأنهم ثوار، حيث قال تعليق، أن الإخوان هي من تدعم وتصنع الإرهاب في مصر، وأن القنابل التي تنفجر يوميا في المصريين خير دليل، واتهمت الجماعة وأذرعها، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بـ"خلق الأزمة" لشن حرب علي ليبيا و"تنفيذ مخطط تدميرها بمعاونة خليفة حفتر" قائد الجيش الليبي في حربه ضد الجماعات المسلحة والتي تأتي في مقدمتها جماعة أنصار الشريعة وميليشيات "فجر ليبيا" القريبة من الإخوان.
وأصدرت الجماعة، منذ ساعات الصباح الأولي ليوم الاثنين، 4 بيانات نسبتها للإخوان وحزب الحرية والعدالة – ذراع الجماعة السياسي –، وتحالف دعم الإخوان، وحركة "طلاب ضد الانقلاب"، حملت جميعهم السيسي وحفتر مسئولية ذبح المصريين علي يد إرهابيي داعش.
الإخواني جمال نصار
الإخواني جمال نصار
ولم يتوقف الأمر علي البيانات فحسب، ولكن نشر الموقع الرسمي الناطق باسم الجماعة «إخوان أون لاين»، تقارير اتهمت الرئيس السيسي واللواء خليفة حفتر بـ"تدبير الحادث"، حتى يجد ما اسموه بـ"الانقلاب في مصر" مبرر للهجوم علي درنة لأنها "تقف حاجز في توصيل الامدادات إلي الجيش الليبي"، ونشر الموقع، تصريح للإخواني "جمال نصار"، قال فيه أن "السيسي وحفتر، وقواتهم استغلوا حادث قتل المصريين في طرابلس، لضرب الثوار في ليبيا"، حيث استند نصار في تصريحه، إلى ما قال أنها "شواهد"، تضمنت لقاء لقادة عسكريين ليبيين بقيادات الجيش في مصر منذ أيام بالتزامن مع زيارة بوتين للقاهرة، ونشر أيضا الموقع، بيان منسوب لـ"المؤتمر الوطني العام الليبي" - الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان في ليبيا – يتهم فيه الجيش المصري بـ"التدخل وانتهاك السيادة الليبية علي أراضيها"، معتبرة أن الغارات المصرية علي داعش "عدوان مصري مرفوض"، كما اتهم حزب الحرية والعدالة  المنحل في بيانه، النظام المصري وتحركاته العسكرية في مدينة درنة الليبية، بأنها منظمة لاستغلالها في تحقيق عدة أهداف، قال الحزب أن من بينها "استحضار للشعار الستيني لا صوت يعلو فوق صوت المعركة لإسكات أصوات المعارضين وإثناء مطالبين الحقوق والحريات والقصاص والشرعية عن مسارهم"، كما قال الحزب، إن من ضمن أسباب الحادث "إيجاد ذريعة للتدخل في ليبيا ودعم الانقلابي خليفة حفتر الذي فشل في السيطرة على الأرض أمام صمود ووحدة ثوار ليبيا، وصناعة مبررات إهدار المليارات على شراء أسلحة والحصول على عمولات السلاح في الوقت الذي تزداد فيه الأسعار على المصريين داخل البلاد". وأشار الحزب إلي أن قرار القيادة العسكرية بشن غارات علي ليبيا، هو "محاولة تجميل وجه النظام الفاشل في كافة مناحي الحياة في مصر، والتغطية على التسريبات الأخيرة التي أثبتت أنه نظام قائم على التسول وسرقة أموال الشعب".
و من جانبه، قال بيان لتحالف دعم الإخوان، أن "السيسي استعدى الدول المجاورة وأقحم مصر ضمن صراعاتهم، وهو من أفقر البلاد وأندر فيها فرص العمل، مما دفع أبناء مصر للهرب للخارج من أجل لقمة العيش، مما أدى بهم أن يقعوا فريسة لعمليات الخطف والقتل".
كما حمّلت جماعة الإخوان المسلمين، الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة العسكرية في ليبيا، مسئولية ذبح 21 مصري في طرابلس علي يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، معتبرة أن ما حدث "ذريعة لتدمير ليبيا ونهب ثوراتها بمعاونة الانقلاب"
الإخوان بين استعراض
وطالبت الجماعة في بيان لها ، الشعوب العربية والشعب المصري بـ"اليقظة الكاملة حتى لا تكون جريمة قتل المصريين في طرابلس ذريعة لمساعدة السيسي واللواء خليفة حفتر في تنفيذ مخطط تدمير ليبيا ونهب ثرواتها" - حسب قولهم - ونشرت صفحة "نبض الإخوان المسلمين" التابعة للجماعة، تصريحات لنواب برلمان إخوان سابقين، حيث قال النائب يحيي عقيل في تصريحه الذي نشرته الصحيفة، أن "الجيش المصري بدأ الحرب علي ليبيا، السيسي تلميذ نجيب"، فيما هاجم صابر أبو الفتوح تقديم السيسي للعزاء للبابا تواضروس، معتبر توجه السيسي إلي الكاتدرائية "يؤدي إلي انقسام المصريين". 
فحسب الاخطاب الإخواني المقدم في بياناتهم فانهم يؤكدون على نظرية المؤامرة التي يقومون بها لضرب الاستقرار في المنطقة ومحاربة كل ما هو وطني يدافع عن هذه الارض سواء كان في ليبيا او في مصر فهم جزء اساسي من "المؤتمر الليبي" المدعوم من المخابرات الامريكية والذي يحتضن فرع تنظيم داعش في ليبيا كذلك "فجر ليبيا" وهم التنظيمين الذين يقودا الحرب على "حفتر" لإقامة الامارة الاسلامية في ليبيا والمعروفين بمبايعتهم لأبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، مما يساهم بشكل كبير في تنفيذ المخطط الامريكي "الشرق الاوسط الجديد" والذي سبق لبوابة الحركات الاسلامية ايضاحه في اكثر من مكان، فما تقوم به جماعة الاخوان في المنطقة العربية ما هو الا حرب بالوكالة لتنفيذ هذا المخطط. وقد سبق ان اشرنا الى ارتباط الاخوان بداعش والتنسيق فيما بينهم من خلال تصريحات هيلاري كلينتون والتي نقلتها قناة العالم الثلَاثاء 5 أغسطس 2014 حيث فجّرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في كتاب لها أطلقت عليه اسم "خيارات صعبة" ، مفاجأة من الطراز الثقيل ، عندما اعترفت بأن الادارة الاميركية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الموسوم بـ"داعش" ، لتقسيم منطقة الشرق الأوسط . وأفاد موقع "الفرات" 4 اغسطس 2014 ان الوزیرة  الأمريکیة السابقة قالت في کتاب مذکراتها الذي صدر في أمريكا مؤخرا: "دخلنا الحرب العراقیة  واللیبیة  والسوریة وکل شيء کان على ما یرام وجید جدا وفجأه قامت ثورة 30 / 6 - 3 / 7 في مصر وکل شيء تغیر خلال 72 ساعة" .
وأضافت: تم الاتفاق على إعلان "الدولة الإسلامیة"  یوم 2013/7/5 ، وکنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا .
وتابعت " کنت قد زرت 112 دولة فى العالم.. و تم الاتفاق مع بعض الاصدقاء بالاعتراف بـ"الدولة الاسلامية" حال اعلانها فورا وفجأة تحطم کل شيء".
وتابعت القول "کل شيء کُسر أمام أعیننا بدون سابق انذار، شيء مهول حدث!!، فكرنا فى استخدام القوة ولکن مصر لیست سوریا أو لیبیا، فجیش مصر قوي للغایة وشعب مصر لن یترك جیشه وحده أبدًا".
الإخوان بين استعراض
وتزید "وعندما تحرکنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكي ناحیة الإسکندریة تم رصدنا من قبل سرب غواصات حدیثة جدا یطلق علیها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة بأحدث الأسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات میغ 21 الروسیة القدیمة، ولکن الأغرب أن رادارتنا لم تکتشفها من أین أتت وأین ذهبت بعد ذلك، ففضلنا الرجوع مرة أخرى ازداد التفاف الشعب المصري مع جیشه وتحرکت الصین وروسیا رافضین هذا الوضع وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لا نعرف کیف نتعامل مع مصر وجیشها".
وتقول هیلاري "إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، وإذا ترکنا مصر خسرنا شیئا في غایة الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والإسلامي ومن خلال سیطرتنا علیها من خلال الإخوان عن طریق مایسمى بـ «الدولة الإسلامیة» وتقسیمها، کان بعد ذلك التوجه لدول الخلیح الفارسي وکانت أول دولة مهیأة الکویت عن طریق أعواننا هناك، من الإخوان فالسعودیة ثم الإمارات والبحرین وعمان، وبعد ذلك یعاد تقسیم المنطقة العربیة بالکامل بما تشمله بقیة الدول العربیة ودول المغرب العربي وتصبح السیطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحریة وإذا کان هناك بعض الاختلاف بینهم فالوضع یتغیر".
هذه تصريحات كلينتون المثبتة في كتابها الذي يعد وثيقة مهمة لإدانة الإخوان وتأكيد علاقتها بداعش، وما حدث في ليبيا وردود الأفعال عليه والتي أوضحناها فهو إلا تأكيد آخر على ارتباط التنظيم الدولي للإخوان بتنظيم داعش بكل فروعه وما يجب الان عمله هو مواجهة هذا التنظيم مواجهة حقيقية بعيدًا عن دعاوى المصالحة والمهادنة.

شارك