"فجر ليبيا" تزعم الصدام مع "دواعش سرت" للبقاء في المشهد
الخميس 19/فبراير/2015 - 07:11 م
طباعة


اثار الطلعه الجويه علي داعش
في الوقت الذي عززت فيه طلعات جوية شنتها القوات الجوية المصرية، ضد بؤر إرهابية، تضمنت ضرب تجمعات للعناصر الإرهابية، ومخازن ذخائر، في مدينة "درنة" الليبية المُطلة على البحر المتوسط شرق العاصمة الليبية طرابلس، من فرص اتحاد جماعات الإرهاب المسلحة في ليبيا، التي باتت تسيطر حاليا على مساحات شاسعة من الأراضي الليبية، منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أكتوبر 2011.
كانت القاهرة قد أقدمت على تنفيذ تلك الطلعات بموافقة الحكومة الليبية الشرعية، والتي تحظى بتأيد دولي، وتتخذ من مدينة (طبرق) مركزاً له، في أعقاب بث تنظيم إرهابي يُدعى "ولاية طرابلس على البحر المتوسط" مقطع فيديو لعملية إعدام جماعي لـ 21 مصرياً من العاملين في ليبيا، فما كان من مصر إلا شن طلعات جوية بعد ساعات من بث مقطع الفيديو.

مخاوف فجر ليبيا
احتمالية اتحاد الجماعات الإرهابية، رغم اختلاف مرتكزاتها الفكرية، تزايد مع بدء تشكيل ملامح تحالف دولي، ربما تشارك فيه مصر وروسيا وإيطاليا، لتنفيذ ضربات مركزة، للجماعات الإرهابية في ليبيا، فرغم اختلاف الجماعات المسلحة في ليبيا أيديولوجياً، إلا أنه في حال تشكيل تحالف دولي لمحاربتهم، ربما يعزز من تحالفهم.
اللافت للنظر أن الجماعات المسلحة في ليبيا، دخلت أخيرا في اقتتال داخلي، فيما بينهم، حيث رجح مراقبون أن يكون الاقتتال يقع بين العناصر الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي، والمتمثلة في العناصر المندرجة تحت ولايتي (درنة وسرت) والعناصر الموالية لتنظيم "القاعدة"، والمتمثلة في تنظيم "أنصار الشريعة".
وفيما له صلة، بميلشيا "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة طربلس، والتي يترأسها قيادات من جماعة "الإخوان"، وتدخل حالياً في مواجهات ضد قوات عملية "الكرامة" التي يقودها اللواء خليفة حفتر في مدينة بنغازي، أصدرت بيان إدانة لذبح المصريين هناك، إلا أنها أعلنت رفضها الطلعات الجوية المصرية.

وقال مراقبون إن الذي دفع ميلشيا "فجر ليبيا القيام بمثل هذه الامور، هو تخوفها من دخل الجيش المصري في المعادلة الليبية، والتي ربما ترجح قوات عملية "الكرامة" لذلك سارعت في إدانة عملية "الذبح"، ضماناً لدخولها في اللعبة السياسية، وعدم استبعادها من المشهد السياسي، أو خوفاً من إدراجها ميلشيا إرهابية يعرضها إلى ضربات موجعة من سلاح الجو المصري.
مخاوف "فجر ليبيا"، دفعها إلى أرسال مؤخرا الكتيبة 166 التابعة لها إلى سرت عقب مذبحة المصريين الأقباط في المدينة، فيما سيطر مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم المباني الحكومية والمؤسسات الإعلامية، كما سيطروا مؤخرا على جامعة سرت، ونشروا قناصة فوق المراكز الحيوية التي يحتلونها.
وقال شهود عيان لإحدى وكالات الأنباء الأجنبية، إن مدينة سرت تشهد استعدادات تشير إلى قرب وقوع الصدام بين مقاتلي مدينة مصراتة ومسلحي تنظيم "داعش" بخاصة بعد أن قامت قوات مصراتة بإغلاق مداخل المدينة، فيما قال مصدر ليبي لتليفزيون "روسيا اليوم" إن مفاوضات جرت بين القوات التابعة لمدينة مصراتة وتنظيم "الدولة الإسلامية" حاول خلالها قادة قوات مصراتة دفعه لإخلاء المقار العامة ومغادرة المدينة، إلا أنها فشلت.

وأفادت الأنباء الواردة من سرت أيضا أن أعدادا كبيرة من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" دخلت إلى المدينة في اليومين الماضيين قادمة من بلدة "النوفلية" إحدى أهم معاقلهم، وتقع إلى الشرق من سرت بمسافة 120 كيلو متر، وقد قام تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الأربعاء 18 فبراير باستعراض عسكري وسط مدينة سرت شارك فيه أعداد كبيرة من المسلحين والسيارات والأسلحة المتوسطة المضادة للطائرات.
وعلى الرغم من محاولات "فجر ليبيا" اقناع الجميع بأنها لم تكن راضية على ما حدث للمصريين وانها سارعت بإرسال قوات لمدينة "سلات" لتحريرها من "الدواعش"، قال عضو مجلس النواب الليبي المنتخب والمنعقد في مدينة طبرق شرق البلاد، النائب عبد السلام نصية، إن مدينة سرت التي تم فيها حادث قتل المواطنين المصريين الأبرياء تقع تحت سيطرة جماعة "فجر ليبيا".
وأضاف نصيبة في تصريحات متلفزة: "حادث مقتل المصريين على يد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، مأساة وفاجعة لنا جميعاً"، موضحاً أن كثير من دول العالم لم تستوعب مشكلة ليبيا، وينظر لما يحدث هناك أنه صراع على السلطة، وفي حقيقة الأمر ليبيا تحتاج إلى مساعدة عسكرية، لأن "الجيش الليبي" أنهك في حربه ضد التنظيمات الإرهابية.