تساؤلات سورية بشأن صمت المجتمع الدولي تجاه الدول الراعية للإرهاب
الجمعة 20/فبراير/2015 - 07:37 ص
طباعة

في الوقت الذى ينشغل فيه مجلس الأمن بالأزمة الليبية، ومناقشة تداعيات ذبح المسيحيين المصريين على يد تنظيم داعش، وسط اتهامات مصرية بدعم قطر للإرهاب وتمويله، أكدت الحكومة السورية أن نجاح مبادرة الأمم المتحدة لتجميد القتال في حلب يعتمد على مدى قدرة الدول الداعمة للمسلحين على إجبارهم على الالتزام بالهدنة مؤكدة انه لم يتم بعد وضع جدول زمني للهدنة التي يعمل من أجلها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.

وزير الإعلام عمران الزعبي
من جانبه قال وزير الإعلام عمران الزعبي إن تقدم الجيش السوري على حساب تنظيم داعش أكبر من أي انجاز تم تحقيقه من قبل التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة والتي رفضت فكرة الشراكة مع دمشق في المواجهة، مضيفا في رده على سؤال حول فرص نجاح الهدنة قال الزعبي: أي نجاح لأي جهود تتعلق بالحرب على سوريا يتوقف على قدرة الجهات التي تمول المجموعات الإرهابية المسلحة على ضبطها وردعها ووقف أعمالها ومجازرها التي ترتكبها ضد المواطنين المدنيين.
اتهم الزعبي السعودية وقطر وتركيا والأردن بتقديم دعم للمتمردين في الحرب السورية التي راح ضحيتها حوالي 200 ألف قتيل، موضحًا أن خطر الإرهاب في كل انحاء العالم يحتاج الى عمل مشترك، وبذل جهود من كل الدول ليست فقط عسكرية وأمنية، هناك إمكانيات ثقافية وإمكانيات تعليمية لكي لا تتكرر هذه الظاهرة كل 15 عامًا.

دي ميستورا
وتأتي هذه الاتهامات في الوقت الذي من المنتظر أن تتواصل فيه بعثة الموفد الأممي لسوريا دي ميستورا مع المعارضة، على أمل أن تحصل على جواب لمطلب للأمم المتحدة بوقف قصف الهاون والقصف الصاروخي لمدة ستة أسابيع، وتشمل المجموعات المقاتلة في حلب ومحيطها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة والتي تم تصنيفها بأنها إرهابية من قبل الولايات المتحدة وفرضت الأمم المتحدة عليها عقوبات دولية.
وأكد دي ميستورا أنه لابد من التواصل مع المعارضة حول تجميد القتال مدة ستة أسابيع للتعرف على ماذا سيكون عليه الامر فيما يتعلق بوقف الهجمات الصاروخية والهاون وفي حال نجاح ذلك والحصول على جواب ايجابي من الطرفين معنى ذلك أن تجميد ستة أسابيع يمكن أن يبدأ بالفعل."

ويرى مراقبون أن هذه الخطوات الدبلوماسية تأتى في الوقت الذى تتسارع فيه وتيرة القتال في حلب، بعد أن أحكم الجيش السوري سيطرته على مناطق في شمال المدينة التي يقع جزء منها تحت سيطرة المجموعات المسلحة، في الوقت الذى تقوم فيه الولايات المتحدة ودول حليفة لها بضربات جوية ضد أهداف داعش في سوريا منذ شهر سبتمبر الماضي في حملة وصفها سابقا مسئولون سوريون بأنها غير ذات جدوى.

وفى تقرير لها نقلت وكالة رويترز عن مسئول بوزارة الخارجية التركية تأكيده عن توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، بمشاركة وكيل الخارجية التركية والسفير الأمريكي في أنقرة، بعد أن سبق وأعلن الجيش الأمريكي عزمه إرسال أكثر من 400 جندي ينتمي بعضهم لقوات العمليات الخاصة لتدريب المعتدلين السوريين في مواقع خارج سوريا في إطار المعركة ضد تنظيم داعش.
وقال مسئولون أمريكيون إنهم يخططون لتدريب نحو خمسة آلاف مقاتل سوري سنويا على مدى ثلاث سنوات بموجب الخطة، وعرضت السعودية وقطر وتركيا علانية استضافة مواقع التدريب، وتأمل تركيا أن يعزز التدريب أيضا المعارضة السورية التي ضعفت ومنيت بانقسامات في الحرب ضد الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة أن تركيا تنظر الى الجيش السوري الحر على أنه طرف رئيسي في الصراع السوري لكن هذا الجيش مُنيَ بانقسامات.

من ناحية أخرى يرى مراقبون أن الأزمة السورية تقف أطراف معروفة تعمل على تأجيج الصراع واستمرار الأزمات، والرغبة في الإطاحة بالرئيس السوري تسبق أي رغبات أخرى في إنهاء الصراع للحفاظ على المدنيبن.
من جانبه قال الكاتب والمؤرخ الأمريكي ويبستر تاربلي إن الولايات المتحدة لو شاءت لقطعت عن تنظيم "داعش" الإرهابي كل وسائل الاتصال على الشبكة العنكبوتية، ويرى تاربلي صاحب المؤلف الشهير "الحادي عشر من سبتمبر أن "الإرهاب المصنع، صنع في الولايات المتحدة الأمريكية.
أوضح في مقابلة مع روسيا اليوم أن درنة الليبية التي قامت الطائرات المصرية بقصفها تعتبر عاصمة الإرهاب العالمي، كما أنها تصدر إلى العراق وسوريا مقاتلين بأعداد كبيرة على الرغم من أن تعداد سكان المدينة صغير نسبيا.