سفير الفاتيكان بالعراق: السلاح وحده لا يكفي لمواجهة داعش
الجمعة 20/فبراير/2015 - 07:06 م
طباعة

جورجيوا لينجوا سفير الفاتيكان بالعراق منذ عام 2010، وخلال هذه السنوات الخمس استطاع أن يقرأ المشهد العراقي المرتبك، ويدرك أن الحرب ضد داعش لن تكون فقط بالسلاح، فهناك الكثير من الأمور التي يحتاج إليها المجتمع للعراق ليقوم من جديد منتصرًا على هذا التنظيم المرعب، ومن هذه الأمور قال المطران جورجيوا، أهم شيء على الإطلاق الوقف الفوري لتدفق الجهاديين إلى أرض العراق، ولا يقل عنها أهميةً السيطرة على تجارة السلاح، كما طالب بنشر قوة دولية للسيطرة على المناطق التي تحاذي الأراضي التي يحتلها داعش، وتكون من أهم واجبات هذه القوة، مساعدة الهاربين واللاجئين على العودة إلى مدنهم وقراهم، هذه هي بعض الأولويات التي ينبغي على المجتمع الدولي أن يعتمدها من أجل وضع حد للأزمة التي يدور رحاها في العراق وفي جزء كبير من الشرق الأوسط، وجدد الأب جورجيوا تأكيده بأن الأسلحة بمفردها لا تكفي لحل هذه الأزمة العميقة، فهناك حاجة إلى بذل قدر كبير من الجهد لتثقيف الناس حول الحوار والتعايش السلمي، وأشار إلى وجود العديد من المؤشرات الإيجابية في هذا الاتجاه، فقد أظهرت الأزمة تعاونًا بين الرئاسات الدينية المختلفة وتعددت اللقاءات والحوارات، وكلها أمور تبنى الحياة المشتركة فقد تردد علي زيارتي الكثير من شيوخ المسلمين الذين يدركون أن داعش لم يسقط من السماء، فهي أيديولوجية مرت بفترة حضانة طويلة، إنها "مدرسة" عدم التسامح والكراهية التي لا يمكن وقفها من خلال التدخل العسكري، على الرغم من ضرورة ذلك بغرض حماية الأبرياء الذين باتوا ضحية لجميع أنواع سوء المعاملة، حيث سيتطلب ذلك فترة طويلة لإعادة التثقيف، فالجروح العميقة لا تندمل بسهولة، إنها تحتاج إلى الوقت، والصبر، وبعد النظر، والتثقيف، وأعتقد أنه على الزعماء الدينيين أن يبدأوا بإعطاء مثل يحتذى به، كما يجب أن يأخذوا زمام الأمور بأيديهم، هناك وزارة للمصالحة الوطنية بالحكومة العراقية ولكن فإنها لم تقدم العديد من النتائج، أعتقد أنه يجب تعزيز المصالحة من خلال المجتمع المدني والزعماء الدينيين أكثر منه من قبل السياسيين، وتعجب السفير من الوجود الأمريكي لمدة 10 سنوات لم تتم فيه تشكيل جيش عراقي مؤهل، فكيف يمكن أن نتوقع حدوث ذلك الآن، ضمن فترة لا تزيد على بضعة أشهر فقط وبقوة محدودة كهذه؟