مع استمرار هجرتهن إلى "سوريا".. فتيات بريطانيا تحت قبضة "داعش"

السبت 21/فبراير/2015 - 02:10 م
طباعة مع استمرار هجرتهن
 
في محاوله منه لاستقطاب أكبر عدد من الشباب بين صفوفه، استطاع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سوريا، أن يغري بعض الفتيات البريطانيات للانضمام له، وذلك عن طريق وعود وإغراءات جمة للفتيات.
ولفت مراقبون إلى أن التنظيم المتطرف يحاول اصطياد الفتيات عبر الإنترنت موهماً إياهن بأحلام وردية وحياة خيالية أشبه بـ"ديزني لاند" في سوريا، حيث يحظون بالعريس والبيت الآمن، وأن أنصار داعش يصورون سوريا للفتيات الصغيرات والمراهقات على أنها أشبه بأرض الخيال.
وتقوم النساء اللواتي سافرن إلى سوريا وانضممن إلى التنظيم بحملات موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحريض النساء المسلمات على القيام بالعمليات الإرهابية في دول أوروبية.

اختفاء ثلاث فتيات

اختفاء ثلاث فتيات
على خُطى صديقتهن الرابعة التي سافرت إلى سوريا في أغسطس الماضي، سافرت ثلاث فتيات بريطانيات إلى العاصمة التركية إسطنبول؛ من أجل الانضمام إلى تنظيم "داعش".
وبدأت الشرطة البريطانية التحقيق في مسألة سفرهن المفاجئ، والفتيات الثلاثة هن من مدرسة واحدة شرق لندن وتبلغ أعمارهن 15 عاما، وسافروا صباح يوم الثلاثاء الماضي عبر مطار "جاتويك" إلى تركيا.
بدأت القضية تثار، عندما قال رئيس قيادة شرطة مكافحة الإرهاب ريتشارد والتون إنه "قلق بشدة" حيال مصير الفتيات.
وكانت شميما بيغوم 15 عاما وخديجة سلطانة 17 عاما وفتاة ثالثة 15 عاما لم يكشف عن اسمها بناء على طلب عائلتها، غادرن منازلهن في لندن الثلاثاء وتوجهن بالطائرة إلى إسطنبول.
وتعتقد الشرطة البريطانية أن الفتيات، وهن صديقات مقربات يدرسن في أكاديمية بيثنال غرين في شرق لندن- فعلن مثلما فعلت إحدى صديقاتهن التي فرت للانضمام إلى تنظيم الدولة في أغسطس الماضي.
وقال والتون: إن العديد من الجماعات في سوريا تشجع الشباب والشبان والفتيات للانضمام إليها.
وأضاف: بشكل عام فإن الفئات الأضعف هي التي يتم إغواؤها، ولكن من الواضح أن هؤلاء الفتيات لم يكنَّ من الفئات الضعيفة.. حدث شيء ما أدى إلى اعتقادهن أن التوجه إلى سوريا فكرة جيدة.
وتعتقد الشرطة أن الفتيات الثلاث حصلن على الدعم في التخطيط للرحلة، لكنها لا تعرف مقدار ذلك الدعم، وما إذا كن حصلن على التمويل؟
ويعتقد أن نحو 550 امرأة غربية توجهن إلى العراق وسوريا للانضمام إلى الجهاديين، مضيفًا أن عائلات الفتيات شعرت بالصدمة مما حدث، لكن لا يزال من المحتمل أن يكنّ لا يزلن في تركيا حتى الآن، وتأمل عائلاتهن أن تقتنع الفتيات الثلاث بمناشدة الشرطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وألا يدخلن إلى سوريا.

أول فتاة انضمت لداعش

أول فتاة انضمت لداعش
كانت فتاة بريطانية تدعى خديجة داري تبلغ من العمر 22 عاما انضمت لتنظيم "داعش" الإرهابي في أغسطس من العام الماضي، وارتدت النقاب وحملت سلاح كلاشنيكوف، قامت بالقسم أمام العالم في فيديو على أن تكون أول امرأة تقاتل الغرب، وأول امرأة تقطع رأس أحد السجناء الغربيين في سوريا، معبرة عن سعادتها وشماتتها في القتل الوحشي للمصور الصحفي البريطاني، جيمس فولي آنذاك، على يد أحد أفراد الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش.
لقبت نفسها بمهاجرة الشام، ولدت غير مسلمة في مدينة لويسهام جنوب شرقي لندن، كانت لا تهتم في حياتها سوى بارتداء الجينز والحذاء ذي الكعب العالي والخروج مع أصدقائها في شوارع لندن، درست الإعلام وعلم النفس في إحدى جامعات لندن، تشبعت بالأفكار الراديكالية على الإنترنت، اعتنقت الإسلام فجأة في سن 18 عاما، وتزوجت من سويدي مسلم، ملتحق بإحدى الجماعات المتشددة في سوريا ويسمي نفسه أبوبكر، وانتقلت معه إلى سوريا في 2012، لتلتحق هي الأخرى بـ داعش.
ظهرت داري في مقاطع فيديو تداولتها الصحف والمواقع العالمية، تشمت فيها وتحتفل بالقتل الوحشي لـ"فولي" على يد أحد أفراد داعش، وتتوعد فيها الجنود البريطانيين والأمريكيين، متمنية أن تكون أول بريطانية تقتل جنديا أمريكيا أو بريطانيا، وفقًا لتغريداتها على موقع تويتر.
ونشرت داري صورة لها على موقع تويتر مع طفلها عيسى البالغ من العمر 4 أعوام وهو يحمل بندقية  AK-47، وأعربت عن رغبتها في تنفيذ عملية إعدام مماثلة لما حدثت لـ"فولي".
وسبق أن كان لـ داري، بعد اعتناقها الإسلام في سن الـ18 عاما، دور ملحوظ في المركز الإسلامي في لويسهام بإنجلترا، الذي كان له صلة بمقتل عازف الطبل، لي ريجبي، وأيضا كانت على صلة برجل الدين المتشدد أبوحمزة، وذلك قبل أن تتزوج وتهاجر لسوريا.
وتوصلت السلطات البريطانية إلى أن داري تقوم بنشاط كبير في حث وتجنيد الفتيات البريطانيات والغربيات ودعوتهن إلى اعتناق الإسلام، والمشاركة في العمليات الجهادية في سوريا، وكتبت داري في تغريدة لها في وقت سابق من هذا العام: إلى كل من يعيش في دار الكفر، ماذا تنتظرون، سارعوا وانضموا إلينا حيث تطبق أحكام الله.
كما أن هناك فتاة بريطانية تدعى أقصى محمود 20 عاما والتي قضت سنوات المراهقة مثلها مثل أي فتاة بريطانية تسمع الموسيقى.
نشأت أقصى طالبة دراسات الأشعة في طبقة وسطى بمدينة جلاسكو باسكوتلندا، في عائلة علمانية تصب اهتماماتها على التعليم والحياة الكريمة، والعام الماضي، اختفت أقصى ولم تأخذ معها سوى حقيبة ظهر.
وظهرت أقصى بعد ذلك في سوريا كمتحدثة باسم تنظيم داعش، وأصبحت مهمة الشابة إلهام وتجنيد المزيد من الفتيات الغربيات لصفوف التنظيم.

أساليب الاستقطاب

أساليب الاستقطاب
تمكن داعش من استقطاب ما لا يقل عن 100 مراهقة أوروبية وأمريكية إلى الرقة، بينهن يسرى حسين، وهي فتاة بريطانية من مدينة بريستول، وتلتها المراهقة البريطانية ساميا ديري. 
ويعمل داعش على استقطاب والتودد لتلك الفتيات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد نشرت أقصى، المتحدثة باسم التنظيم، على موقع تمبلر للتواصل الاجتماعي المكافآت التي ستنالها.
فيما كان هناك سيدة بريطانية كانت معلمة موسيقى للفتيات تحولت من تدريبهن على الجيتار وتعليمهن الموسيقى إلى تجنيدهن في صفوف تنظيم "داعش"؛ من أجل القتال في سوريا والعراق، أو من أجل الزواج بالمقاتلين هناك.
سالي جونز التي حولت اسمها إلى "عائشة" أنشأت حسابات على الإنترنت تزعم فيها أنها تبلغ من العمر 17 عاماً، وذلك بهدف استقطاب الفتيات القاصرات أو من هن في مقتبل العمر وإغرائهن بالانضمام إلى "داعش" والقتال في صفوفه.
وتقول جونز للفتيات اللواتي تعمل على تجنيدهن: إن "السفر إلى سوريا والانضمام إلى مقاتلي داعش سوف يؤدي بهن إلى "مسح كافة الذنوب والخطايا"، كما تقدم جونز للفتيات المستهدفات وعوداً بحياة أفضل في سوريا، فضلاً عن وعود بتحويل الأموال الكافية للفتيات الراغبات من أجل تمويل عملية الهجرة من أماكن تواجدهن إلى "دولة الخلافة"، التي أعلنتها "داعش" في مناطق من سوريا والعراق".
جونز تبلغ من العمر 45 عاماً، وتعود أصولها إلى منطقة كينت بوسط إنجلترا، حيث غادرت مدينتها مع طفلها "جوجو" وانضمت إلى "داعش" في سوريا، وقد تزوجت هناك من شاب بريطاني من مدينة برمنجهام، وفي سوريا حولت اسمها إلى "سكينة حسين"، أما طفلها "جوجو" فأصبح اسمه حمزة، بينما تستخدم الاسم "عائشة" في أنشطتها على الإنترنت.
وكتبت جونز في رسالة لها على "تويتر": "في النهاية، لو كنت مسلماً فعليك أن تغادر أرض الكفار من أجل الله إذا كنت قادراً على ذلك".
ووصفت جونز الحياة في سوريا لدى "داعش" بالقول: "إنها رائعة.. إنهم يراعونك جيداً، وسوف لن تحتاج إلى النقود مطلقاً، سوف تعيش حياة جيدة، وإذا أردت الزواج والحصول على منزل، فالأمر سهل جداً، يوجد الكثير من الرجال هنا".

إغراءات داعش

إغراءات داعش
يقوم التنظيم الإرهابي "داعش" بإرسال النقود للشباب والفتيات الراغبين بالهجرة إلى سوريا عبر الحوالات الفورية غير البنكية، فيما قالت ناطقة باسم شركة "ويسترن يونيون" إنها- أي الشركة- تجري مراقبة حثيثة لأية حوالات مالية تتم من وإلى سوريا والعراق؛ من أجل تجنب أية أنشطة غير قانونية.
وأضافت الناطقة: "الناس في تلك المناطق بحاجة إلى خدماتنا لأغراض إنسانية، وهذا هو السبب في استمرار عملياتنا هناك، ومع ذلك فقد أوقفنا العديد من وكلائنا عن العمل في المناطق التي تقوم داعش باحتلالها حالياً".
 ويسعى تنظيم داعش لإغراء النّساء الأوروبيات لأن تصلن إلى سوريا للانضمام إلى صفوفه.
وكانت بدأت الشّرطة الأمريكية بإجراء تحقيقات ضدّ ثلاث عائلات من أصل صوماليّ في مدينة مينيابوليس، بعد اختفاء العديد من الفتيات من هذه العائلات في الأسابيع الأخيرة. واتّضح من خلال التّحقيق أن واحدة من بنات العائلة، وهي امرأة شابة تبلغ من العمر19 عامًا، قد سافرت إلى تركيا ومنها إلى مدينة القدس، ومن ثمّ إلى الرّقة في سوريا، والّتي قد انضمت إلى مقاتلي داعش وتزوّجت من أحد مقاتليه.
وضمت لائحة المغريات التي يقدمها التنظيم الإرهابي لجلب الشباب وتجنيدهم للقتال تحت رايته، ما يسمى "جهاد النكاح" للمقاتلين، يقوم أبوبكر البغدادي زعيم التنظيم، بإغراء المقاتلين من الشباب والفتيات جنسيا كونها الطريق الأقصر لاستقطاب الشباب العاطلين واستغلالهم لصالح التنظيم. 
بالإضافة إلى الرواتب الشهرية التي يتقاضاها مقاتلو تنظيم داعش تتوزع كالتالي: المقاتل السوري راتباً شهرياً مقداره 400 دولار. 
المقاتل السوري المتزوج، يتقاضى مبلغاً قدره 50 دولاراً عن كل طفل، و100 دولار عن كل زوجة، إضافة للراتب الشهري الأساسي "400 دولار"، كما يتم تأمين مسكن له، إذا لم يكن يملك مكاناً للسكن، بالإضافة لتأمين وقود لسيارته من محطات الوقود التي يديرها تنظيم "داعش"، بالإضافة لحصوله على وقود للتدفئة، كما يحصل المقاتل من جنسيات غير سورية على نفس الراتب والإضافات والتعويضات، بالإضافة لبدل "هجرة" مقداره 400 دولار شهرياً.
وتتضمن غنيمة الحرب التي ستنالها الفتيات غنائم دنيوية مثل ثلاجات، ومواقد، وأفران، وأجهزة ميكروويف، وآلات الميلك شيك، ومكانس كهربائية، ومنازل دون إيجار تتوافر فيها خدمات الكهرباء والمياه. وهذا بالإضافة إلى المكافأة الروحانية جراء التحرر من أراضي الكفار.

أعمال غير مشروعة

أعمال غير مشروعة
ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أنه يُشتبه في تشغيل نساء بريطانيات في بيوت دعارة لمقاتلي داعش في سوريا، من بين عشرات النساء الأوروبيات اللواتي توافدن إلى داعش.
وحدد خبراء يراقبون المنطقة، وجود 11 امرأة على الأقل مرتبطات بالمقاتلين في الخطوط الأمامية.
ميلاني سميث من المركز الملكي لدراسة التطرف، قال: إن هناك مئات من الفتيات من جميع أنحاء أوروبا يرغبن في السفر إلى سوريا.
وكانت شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت عددا من المتهمين في ميناء دوفر، بينما ‏كُنَّ يحاولن الهرب إلى سوريا مختبئين في شاحنة، للانضمام إلى تنظيم داعش، وعثر على 14 شخصا في الشاحنة، وتم اعتقال رجلين للاشتباه في إعدادهما لارتكاب جرائم إرهابية، بينما اعتقلت امرأة 37 عاما ‏بتهمة تهريب أشخاص، ويقدر عدد الفتيات الأوروبيات اللاتي سافرن إلى سوريا والعراق بالمئات، وذلك من أجل القتال في صفوف "داعش"، وتحقيق حلمهن بـ"جهاد النكاح"، وأغلبهن يغادرن دون موافقة الأهل.

شارك