سجون داعش .."فنون" التعذيب الوحشي

السبت 21/فبراير/2015 - 09:51 م
طباعة سجون داعش ..فنون
 
يمارس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" حربا شعواء على من ينجو من مذابحه من المدنيين والعسكريين، من خلال الزج بهم في عشرات السجون التي تمتلئ بالآلاف من الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان، ويمارس ضدهم أعنف ما عرفته البشرية من صنوف العذاب، لمجرد أنهم لم يبايعوا دولة البغدادي أو حتى قالوا ما لم يعجب الخليفة المزعوم، أو لأنهم لم يلتزموا بأحكام تفرضها الدولة مثل الحسبة، واللباس الشرعي، والجهر بالكفر، وارتكاب المعاصي كتدخين السجائر وشرب الخمور.
وأثار كشف حسين العبيدين الضابط في شرطة محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، العثور على سجن تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، في منطقة صناعية بمدينة بيجي، شمال تكريت عاصمة المحافظة والذي كان يحتجز بداخله 23 عنصراً أمنياً، منذ أسابيع وعليهم آثار تعذيب واضحة وسوء تغذية العديد من التساؤلات حول سجون ذلك التنظيم الدموي وممارساته القمعية ضد البشرية. 

أنواع مساجين "داعش"

أنواع مساجين داعش
تنقسم أنواع المساجين في سجون "داعش" إلى عدة أنواع: 
1- المنشقين عن التنظيم والذين تم القبض عليهم ثم إيداعهم السجن قبل إعدامهم. 
2- عناصر التنظيمات الأخرى المنافسة مثل "جبهة النصرة- الميليشيات الشيعية- القاعدة – الجيش الحر". 
3- المواطنين السوريين الذين يتم خطفهم بشكل عشوائي وإقحامهم قسراً في الاعتراف بجرائم لم يسمعوا عنها.
4- الصحافين السوريين والعراقين والأجانب. 
5- جنود وضباط الجيش العراقي والسوري ويتم إعدامهم على شكل مجموعات كل فترة. 
6- أبناء العشائر والقبائل السورية والعراقية كعقوبة لعدم تعاون عشائرهم مع التنظيم. 
7- النساء السوريات والعراقيات ويتم احتجازهن في عنابر محددة، واحتجاز السجينات من ذوي الجنسيات الأخرى في عنابر مغايرة.

سجون النساء

سجون النساء
تتميز سجون النساء بحالة حاصة حيث لا يُسمح لأحد بدخول سجون النساء سوى المشرفات عليها من الشرطة الإسلامية النسائية، وتتم إدارة السجن بتوجيهات مباشرة من الأمراء، وتضم السجون النسائية الأنواع التالية: 
1- النساء من اليزيديات التي تم سبي أكثر من 1200 امرأة منهن بعد حادثة جبل سنجار.  
2- المتزوجات من الشابات اللواتي لم يضعن الخمار ضمن المهلة المحددة عقب الاستيلاء على المدن وتم اعتقالهن، ووضعهن في السجون. 
وتتمثل عناصر السجن النسائي من: 
1- مديرة السجن التي تشرف على الشرطة النسائية به وتتصل بشكل مباشر بالأمراء من خلال الكتب الرسمية التي ينقلها إليها المراسلون، وتصفهن بـ (الكافرات) اللواتي يجب أن تطبّق بحقهن أحكام الشريعة. 
2- زوجات عناصر «داعش» ويقمن بوظيفتين: 
أ- الانتشار في الأسواق المحظورة على الرجال لمراقبة التزام النساء بالخمار وهم يحملن عصياً طويلة يضربن بها المرأة غير الملتزمة الخمار.
ب- الإشراف على سجون النساء. 
3- الشرطة النسائية وتتألف من قوة نسائية تتولى التعامل والتحقيق مع السجينات في بيوتهن.
وتتعرض النساء لكافة أنواع التعذيب من الحبس في دولاب ضيق والضرب والصعق بكابلات الكهرباء وانتهاك الحرمة بالتلصص عليهن في الليل وهن نيام. 

أنواع التعذيب في سجون "داعش"

أنواع التعذيب في
طرق التعذيب في سجون داعش متنوعة، ومنها: 
1- الضرب في الأماكن التي قد تسبب كسوراً داخلية، مثل المفاصل وعظام الفخذ، والظهر والصدر.
2- التعليق أو ما يسمونه الشبح على طريقة وبأشكال مختلفة وطرق مختلفة.
3- الإيهام بالتغريق بالماء "مثل معتقل جوانتانامو".
4- الوضع في الدولاب والضرب من خلاله.
5- التعذيب بالكهرباء. 
6- عمل حفر في الجسد بآلات حادة. 
7- وضع مسامير داخل الجسد.
8- غرس أسلاك الكهرباء في لحم المسجون.
9- الضرب الجماعي من خلال الاجتماع على أحد المساجين بشكل جماعي وتعذيبه بالضرب والتخويف والصراخ والضحك في وجهه. 
10- استخدام المواد الكيماوية على بعض المساجين المحكوم عليهم بالإعدام.
11- حرق الأنف للمسجون. 
12- رش الغاز الخانق لإسكات المساجين من حين لآخر.
13- الجلد.
14- التهديد بالذبح.
15- نظام التخسيس الجسدي المميت لمن يريدون أن يضعف بشكل سريع. 
16- التجويع التدرجي حتى تظهر عظام السجين من شدة الجوع.

أشهر سجون "داعش"

 أشهر سجون داعش
 استولت داعش على العديد من السجون في العراق وسوريا وحولت مقرات حكومية كسجون جديده تمارس فيها شتى أنواع التعذيب، ومنها: 
1- مجمع سجن بادوش العراقي الشمالي الذي يقع على بعد 40 كم غرب مدينة الموصل الشمالية واستخدم السجن في إيداع المئات من معتقليه من عناصر الجيش والشرطة والمدنيين الذين ألقي القبض عليهم، ثم إعدام فيه حوالي 670 نزيلاً بسجن بادوش استنادًا إلى روايات ناجين، حيث كان معظم الضحايا من الشيعة والآن يحتجز فيه داعش نحو 1250 معتقلاً من أفراد الأمن وأبناء العشائر والرافضين لمبايعة التنظيم المتطرف، وتم تفجيره فيما بعد. 
2- سجن مدينة الدانا في أدلب ويحتجز فيه مئات المقاتلين من كتائب معارضة لداعش، إضافة إلى ناشطين وصحفيين بينهم أجانب وأكراد. 
3- سجن مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر في سوريا، وكانت تتخذه داعش مقرا رئيسيا لها.
4- سجن منطقة الغابات في الموصل ويستخدمه مقاتلو "داعش" في احتجاز خصومهم من العيار الثقيل وهو الأشد تحصيناً وأمناً والمخصص لمخالفي تنظيم الدولة الإسلامية والعاملين ضده. 
5- السجن المركزي في الموصل وبه أطباء وموظفون وخطباء مساجد وضباط جيش سابقون ومرشحون خاسرون في الانتخابات البرلمانية وشيوخ عشائر ومقاتلون معارضون لداعش مسلحة أخرى، ويشتركون في تهمة عدم مبايعة الدولة الإسلامية التي تعد أكثر الجرائم التي يتم احتجاز المعتقلين في سجون داعش ومقرات الاحتجاز بسببها.
6- سجن الاحداث وسط مدينة الموصل وهو مخصص لمرتكبي جرائم السرقة والزنى وشرب الخمر.
7- السجون المتنقلة وهي التي يتم تحريكها ونقل معتقليه بشكل مستمر لتفادي استهدافه بالقصف الجوي والمخصص لسجناء فوق العادة من أمثال الضباط ذوي الرتب العالية أو الشخصيات التي تشغل منصباً حكومياً رفيعاً، والرهائن الأجانب والذين يتم نقلهم بشكل مستمر بين العراق وسورية، وجميع هؤلاء يستعملون للمساومة والضغط على الأطراف المحاربة لداعش وأغلبها يتمركز في سوق الشعارين وحي 'السرجخانة'، وهي مناطق شعبية في جانب الموصل الأيمن.
8- سجن مقر الشرطة السابق في منطقة باب الطوب في نينوي. 
9- سجن الفلوجة ويضم زعماء قبائل وعناصر أمن ورجال دين رافضين لمبايعة التنظيم أو اتهموا بالعمل ضد مشروعه، وهو تحت إمرة قيادي في داعش من الجنسية الصينية يدعى أبو آسيا. 
10- سجن المنطقة الصناعية في الفلوجة. 
11-  3 سجون في المقرات الحكومية وسط مدينة الفلوجة. 
12- سجن الريف الشمالي في حلب وهو عبارة عن عدد من الحجرات أبواب موصدة جيداً وحراسة مشددة وهو خاص بالمخالفين لأحكام داعش من المدنيين. 
سجون داعش ..فنون
13- سجن مدينة البوكمال الحدودية وهو من مجموعة سجون المناطق الشرقية والشمالية الشرقية بسورية وهي سجون خاصة بالمعتقلين من التنظيم نفسه، إضافة لصحافيين وشخصيات مهمة، وهي  سجون شديدة التحصين وسرية وتتميز بأنه يمكن نقل أعضائها للعراق في حال حصلت عمليات اقتحام أو قصف. 
15- سجن منطقة جبل طابوس في بلدة الشميطية وهي من السجون السرية في ريف دير الزور الغربي.
16- سجن منجم الملح في بلدة التبني وهي من السجون السرية في ريف دير الزور الغربي.
17- وسجن زغير شامية وهي من السجون السرية في ريف دير الزور الغربي. 
18- وسجن الوحدة الإرشادية" وهو من السجون السرية في ريف دير الزور الغربي.
19- سجن مدينة البوكمال الحدودية وهو أكثر سجون داعش تحصيناً وسرية حيث يحتوي على معتقلين من التنظيم نفسه.
20- سجن "عكيرشة"، وهي قرية تقع على بعد عشرين كلم شرق مدينة الرقة، وهو من أهم مراكز سجون التنظيم في سورية وأكبرها، حيث يعتبر السجن السري للتنظيم، بداخله يتم احتجاز المعتقلين الأجانب والعرب.
21- سجن مبنى محافظة الرقة، والذي يعد من مراكز الاعتقال الأساسية في الرقة.
22- سجن السد في مدينة الطبقة هو الأهم، وغالباً ما يعتقل فيه الصحافيون الأجانب، كما يحتوي على عدد كبير من قادة فصائل الجيش الحر.
23- سجن مدينة تل أبيض.
24- سجن منبج في حلب.
25- وسجن دير حافر في حلب. 

روايات عن جحيم "داعش"

روايات عن جحيم داعش
تتنوع الروايات عن سجون داعش التي تحكي أبشع نواع التعذيب ومنها:
1- روى أحد الصحفيين تجربته المُرة في سجون التنظيم، التي قضى بين جدرانها نحو شهرين، وحكم عليه بالإعدام بتهم العمالة مع النظام والقتال ضد تنظيم داعش قبل أن يتمكن من الهرب مع بعض زملائه. 
ويروي كيف تم إحالته إلى قاضي سعودي الجنسية يُكنى بـ «أبو عيسى الجزراوي» وعلى الرغم من أن آثار التعذيب والضرب كانت تظهر عليه بوضوح حكم عليه القاضي بالإعدام، رغم إخباره أن الاعتراف تم جبراً تحت التعذيب، أمر القاضي بإعادة التحقيق مع المعتقل وإعادة تعذيبه.
2- شهادة أبو صفية اليمني أحد قيادات جبهة النصرة التي اعتقلته مؤسسة الأمن الداعشية منذ عدة شهور في سجونها وقد وصف السجون بأنها عبارة عن مقابر جماعية وفردية، وأن حالها مزرية من الناحية الصحية فالسجون رطبة جداً، وهناك من الحشرات ما يكفي لقتل فيل، ناهيك عن القمل والبراغيث التي يشهد الله أنها تعمل الجرب في الجلد وكم عانينا منها وأن الزنازين منها الجماعية والانفرادية ويوضع في الزنازين الانفرادية شخصين في كل زنزانة لكثرة المساجين الموجودين لدي الدولة، والزنازين الجماعية عبارة عن غرفة بداخلها الخلاء، بلا باب يستر الداخل فيه، ويجمع في هذه الغرف الجماعية عدد ما بين العشرين إلى ما يزيد، وقد جُمع بها بالطبع عدد من أحرار الشام في زنزانة واحدة وقد بلغ عددهم حينها 22 شخصا، ثم جمعوا مجموعة من لواء التوحيد كانوا عائدين من جبهات الرباط ولم يكونوا مشاركين في الفتنة بين باقي فرق لواء التوحيد وتنظيم الدولة، ومع هذا سجنوا بلا جريرة إلا أنهم ينتمون لهذه المجموعة.
وكشف عن أن الطعام عبارة عن وجبة واحدة في اليوم لا تسمن ولا تغني من جوع في غالب الأحيان، والمسئول عن الطعام في سجن الموصل شخص من عناصر الدولة يدعي أبو جهاد المغربي البربري، وهو الإداري المسئول عن المكان، وقد كان يتفنن في تعذيب المساجين بالجوع وكيفية توزيع الطعام لهم حتى أنه بلغ به الجهل في هذا الباب أنه كان يعطيهم نصف ملعقة من الحمص وزيتونات لا تتعدى الثلاث أو الأربع في بعض الأيام، وإذا خاطبه أحدهم أو سأله في شيء قد يضربه الضرب الذي لا يقوم بعدهُ لأيام .
وأكد أبو صفية اليمني أن التعذيب في هذه السجون تعذيب ممنهج مرتب له مسبقاً من الناحية الإدارية، وتقوم اللجنة الشرعية بالدولة بتدريس وتلقين الفتاوى للشباب مسبقاً للرد على من يعترض على فعلهم وعلى جواز الأمر شرعاً؛ فيقولون: إن هناك حديث أجاز فيه النبي صلى الله عليه وسلم ضرب السجين لأخذ المعلومات منه وهو قوله: "مسوه بشيء من العذاب" أو كما يقولون ثم ينسبونه للبخاري، بالإضافة إلى استنادهم على فعل عمر رضي الله عنه بضربه صبيغ وإدمائه كما يقولون وغيره. 
سجون داعش ..فنون
3- شهادة ميلاد الشهابي الناشط الإعلامي الذي خطفته داعش من مقر عمله في وكالة «شهبا برس» في مدينة حلب؛ حيث يقول: "قالوا علي أن أتعلم كيف أتحدث عن داعش وأخذت إلى السجن ولم أخضع للمحاكمة، وأمضيت أيام وأنا معصوب العينين وفي الحجز الانفرادي مدة 13 يوما ولم أتمكن من رؤية شيء كنت أسمع بعض الأصوات فقط، ثم سمعت الطلقات النارية عندما كان العناصر يعدمون المحتجزين كان ثمة رصاص كثيف، لدرجة اعتقدت أن ثمة اشتباكات وطلبوا مني فدية قيمتها 200 ألف ليرة ولم يكن لدي سوى 15 ألفا سألتهم ما إذا كان في إمكاني أن أخبر عائلتي بمكان وجودي، لكنهم منعوني من ذلك".

شارك