ما هي القدرات العسكرية للتنظيمات الإرهابية المسلحة في لييبا؟

الأحد 22/فبراير/2015 - 05:45 م
طباعة ما هي القدرات العسكرية
 

مدخل

وضعت الطلعات الجوية، التي نفذها سلاح الجو المصري، الاثنين الماضي، ضد نقاط تمركز الجماعات الإرهابية في مدينة "درنة" الليبية التي تبعد عن مدينة السلوم نحو 300 كيلومتراً، تلك الجماعات أمام مدى قدرتها المسلحة، في التصدي للمقاتلات المصرية، خاصة مع تزايد الأنباء على المواقع التابعة للتنظيمات الإرهابية في ليبيا إنها نصبت مضادات للطائرات، أعلى البنايات.
وفي الوقت الذي قال فيه خبراء عسكرين، إن الجماعات الإرهابية لا تتقن إلا حرب العصابات، بينما تفتقد القدرة على التعامل مع مضادات الطائرات، خاصة التي تُحلق على ارتفاعات شاهقة، مثل التي تستخدمها المقاتلات المصرية في ضرب الأهداف الإرهابية في ليبيا، وتعود مخاوف استهداف الطائرات المصرية في ليبيا، إلى وجود سابقة في هذا الشأن، حيث تبنى تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، إسقاط طائرة استطلاع للجيش في سيناء، أواخر يناير 2014، عبر إطلاق صاروخ من طراز "سام الحراري"، ما أدى إلى تدميرها ومقتل طاقمها.
وفيما يلي من الممكن محاولة تقصي القدرة العسكرية للجماعات لمسلحة في ليبيا، التي باتت تسيطر حالياً على مساحات شاسعة من الأراضي الليبية، بعد سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي، خاصة وأن من أشهر الجماعات المسلحة في ليبيا، "أنصار الشريعة"، التابعة لتنظيم "القاعدة"، والجماعات التابعة لتنظيم "داعش"، وجماعة "فجر ليبيا" التابعة لتنظيم "الإخوان".
ما هي القدرات العسكرية
ولكي نكون أكثر دقة في التعامل مع الجماعات المسلحة في ليبيا لابد من تقسيمها إلى شريحتين، أولاً: الكتائب التي تتبع مدينة أو قبيلة ما، وهناك التنظيمات "الفكرية" التي يجمعها فكر أو عقيدة، كما توجد كيانات مسلحة أخرى، إلا أنها تتبع أشخاص لهم نفوذ، تستهدف التأثير على القرار السياسي وصنّاعه.
وبشكل عام، فإن الجماعات المسلحة ما بعد القذافي، باتت مسيطرة على مساحات شاسعة كلاً على قدر ما يسيطر عليه من أسلحة ثقيلة، وخفيفة، فبعد حصار المسلحين مباني سيادية مثل، وزارات الداخلية والخارجية والمجلس الوطني، بعث على منحى جديد في علاقة التشكيلات المسلحة وبخاصة ذوات الخلفية الإسلامية، في صياغة المشهد الليبي، الجماعات المسلحة الإرهابية، تتمركز في ليبيا في المنطقة الشرقية والغربية، ومجموعة أخرى في الجنوب.
ولفتت العديد من التقارير الإعلامية، إلى ان مدينة "درنة" الموجودة في غرب ليبيا، تتميز عن غيرها بكثرة، وجود الجماعات المسلحة الأكثر تشددا والتي بايعت زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.

خريطة الجماعات المسلحة

خريطة الجماعات المسلحة
1 – تنظيم "انصار الشريعة" 
تقول العديد من التقارير الإعلامية، إن تنظيم "أنصار الشريعة" يتبع تنظيم "القاعدة"، وكان معظم قيادتها في السجون الليبية إبان فترة حكم الرئيس الليبي معمر القذافي، (سجن بوسليم) وبعد اقتحام السجون تمكن هؤلاء من الهروب، وبدأوا في العودة إلى العمل المسلح والعنيف، ويرفض هؤلاء الديمقراطية والانتخابات برمتها ولا يؤمنون بها، ولا يعترفون بالدولة والحكومة الحالية، ويدعون إلى إقامة "دولة إسلامية" وفق رؤيتهم.
وترتبط "انصار الشريعة" بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي وشمال إفريقيا، ورسمياً تعتبر "أنصار الشريعة" فرع تنظيم القاعدة فى ليبيا، هي إحدى أكبر الجماعات الإرهابية في ليبيا، وتنشط تلك الجماعات في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس، بقيادة محمد زهاوي، المكنى بـ"أبى مصعب"، والذى أعلن التنظيم مقتله منتصف الشهر يناير 2015، ويعتقد أن مقتله كان أثناء اشتباكات الجماعة مع الجيش الليبي في مدينة بنغازي، خصوصا مع سيطرة التنظيم على عدة معسكرات للجيش ومحاولاته المتكررة للسيطرة على مطار بنغازي، حيث عينت الجماعة مسئولا جديدا يدعى أبو خالد المدني، والذى توعد بالثأر للزهاوي في كلمة صوتية له بثت آنذاك.
اللافت للنظر أن التنظيم، له علاقات قوية بجماعة "أنصار الشريعة" في تونس المنبثقة عن تنظيم القاعدة، فضلا عن أن أنصار الشريعة في ليبيا لها روابط بالعديد من الكتائب السلفية الجهادية الأصغر في ليبيا، والتي تشمل جماعة ظلت تسمى أنصار الشريعة في "درنة" بقيادة نزيل سجن جوانتانامو السابق أبو سفيان بن قومو، والذى شارك الكثير من تلك الكتائب فب "المؤتمر السنوي" الأول لأنصار الشريعة في بنغازي يونيو 2012.
وانتقلت الجماعة التي أسست في مدينة بنغازي مطلع 2012، إلى مدينتي "درنة" و"سرت"، وأدرج مجلس الأمن الدولي في 19 نوفمبر 2014 تنظيم "أنصار الشريعة" على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية، بسبب ارتباطها بتنظيم "القاعدة"، خاصة بعد تورطها في الهجوم الذى استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي سبتمبر 2012 وأدى إلى مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير.
وفيما له صلة بالقدرة العسكرية التي يتمتع بها تنظيم "أنصار الشريعة"، فتقول العديد من التقارير الصحافية، إن التنظيم يمتلك أسلحة "الكلاشنكوف"، وقواذف "RBJ"، و"هاون"، وقناصات 7 كم، فضلا عن الأحزمة الناسفة، وقد حصلوا على تلك الأسلحة، مما يسمونه "الغنائم" من أسلحة وسيارات وأموال وغيرها تركتها ميليشيات القذافي المندحرة، فضلاً عن الأسلحة التي كان حلف الناتو يلقيها على الجمعات التي تواجه القدافي.

داعش ليبيا

داعش ليبيا
أكدت العديد من التقارير والشواهد أن الجماعات المسلحة في ليبيا والتي بايعت زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، تتمركز في غرب ليبيا، ففى 10 نوفمبر 2014، أعلن مسلحون بليبيا من مدن برقة وفزان وطرابلس، بيعتهم للبغدادي، وذلك في بيان بثته مواقع تابعة لتنظيم "داعش"، حيث توعد فرع تنظيم "داعش" الجديد في أول رسالة صوتية له، كل المخالفين لهم سواء من داخل ليبيا أو خارجها، وقالت الجماعة التي بايعت البغدادي، وتدعى "مجلس شورى الشباب المسلم": "أما أنتم أيها المرتدون من علمانيين وبرلمانيين وأعمدتهم من شرطة وجيش وصحوات فوالله قد أعددنا لكم من الكؤوس أمرها، ومن الحروب أضرها ومن الزحوف أكرهها بإذن الله يا أبناء عباد الصليب يا أشباه الرجال انتم بدأتموها وعلينا ختامها"، وهى الرسالة التي رحب بها البغدادي، وتنظيم "داعش ليبيا" ينشط في مدن كثيرة في غرب ليبيا خصوصا في مدينتي (درنة وسرت)، بينما يقل نشاط التنظيم فى العاصمة طرابلس.
وفيما له صلة، بتسليح التنظيم، فإنه يمتلك العديد من الأسلحة الثقيلة التي سيطر عليها من الجيش الليبي، فيمتلك مدرعات ودبابات، ومضادات أرضية، فضلاص عن جميع انواع القواذف والأسلحة الخفيفة.
المثير للمخاوف، هو سيطرت الجماعات المسلحة على المواقع التي يعتقد أن بها مخازن للأسلحة الكيماوية، ووفقا لمصدر عسكري ليبي، فإن الرئيس السابق معمر القذافي ترك قبل رحيله 3 مواقع على الأقل في أنحاء البلاد، كانت تضم أكثر من ألف طن مكعب من مواد تستخدم في صنع أسلحة كيماوية، ونحو 20 طنا مكعبا من الخردل الذي يتسبب بحروق شديدة للجلد، إضافة لعدة ألوف من القنابل المصممة للاستخدام مع خردل الكبريت.
وكان يفترض أن يدمر القذافي هذا المخزون بناء على اتفاقات دولية عام 2004، لكن عملية التخلص من هذه "المواد المعلومة" لم تصل إلا لنحو 60 في المائة بسبب الانتفاضة المسلحة ضد القذافي، وفقا للمصدر نفسه.
ويشير تقرير نشرته "جريدة الشرق الأوسط" أن المتطرفين لديهم معلومات تقول إن منطقة "رواغة" الواقعة في محافظة الجفرة، المجاورة لمدينة "سرت" التي يسيطر عليها جماعات تنتمي لتنظيم "داعش"، ما زال بها براميل من البلاستيك المقوى وذات لون أزرق، وفيها أيضا حاويات من الصاج، تضم كلها سوائل وغازات كيماوية من مواد الخردل المهلكة، وإن الحراسة على هذه المخازن ما زالت ضعيفة. 

ما هي القدرات العسكرية
وأشار التقرير إلى أن الميليشيا كانت قد توصلت إلى اتفاق يقضي بتقاسم "حصص الكيماوي" وهي الاتفاقية التي لا تزال قيد التنفيذ، كما أن قبائل الجفرة، التي كانت يوجد على أراضيها أحد أهم مقرات وزارة الدفاع في عهد القذافي، وكان يتردد عليها وزيره الذي قتل معه في سرت، اللواء أبو بكر يونس، ظلت ترفض تدخل الناتو والانتفاضة المسلحة وحكم المتطرفين في طرابلس. ويقول أحد شيوخ الجفرة إن أبناء المحافظة رصدوا منذ وقت مبكر محاولات الميليشيات نهب مخازن الأسلحة الضخمة منذ الانتفاضة المسلحة.
ويقول أحد الناشطين في مدينة ودان، في الجفرة، ويدعى محمود الشيباني، إن الألوف من قطع الأسلحة وصناديق الذخيرة استولت عليها الميليشيات في شهري سبتمبر وأكتوبر 2011، حين جرى رصد تحركات للقذافي بين مدينتي بني وليد وسرت، المجاورتين للجفرة، لكن اهتمام الميليشيات بمصنع غاز الخردل لم يبدأ إلا بعد ذلك، واستمر طوال السنوات الثلاث الماضية.

ميليشا فجر ليبيا

ميليشا فجر ليبيا
فجر ليبيا.. هو عنوان عملية عسكرية تشنها كتائب مشكلة من عدد ممن قاوموا القذافى، فضلا عن إسلاميين معظمهم تابعون لجماعة الإخوان، لقتال ما أسمته تمردا على الشرعية، يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر تحت اسم "عملية الكرامة"، والذى بدوره يصف فجر ليبيا بالجماعة الإرهابية.
واعلن التنظيم نشأته في 13 يوليو 2014، ويمتلك التنظيم  أسلحة أحرزتها من كتائب القذافي، أثناء حربها ضد، وإن كانت لا تمتلك أية طائرات، إلا أن لديهم أسلحة لصيد الطائرات، منها صواريخ سام 7.

شارك