نقل ضريح سليمان شاه يفتح باب التدخل التركي البري في سوريا.. وتساؤلات بشأن نوايا أردوغان
الأحد 22/فبراير/2015 - 09:00 م
طباعة


القوات التركية تدخل إلى مدينة حلب
لا تزال ردود الفعل الغاضبة تجاه التدخل التركي في سوريا، وسط تساؤلات بشأن الخطوات القادمة التي سوف تقدم عليها الحكومة السورية من جانب، والمجتمع الدولي من جانب آخر، في الوقت الذى يرى فيه مراقبون أن تركيا استغلت قبر سليمان شاه الموجود قرب حلب، للتدخل هناك بقوة عسكرية كبيرة، لبث رسائل تؤكد استعداد الجيش التركي على التدخل بريا في سوريا، في ظل محاولات البحث عن عمليات برية لمواجهة داعش في ظل عدم قيام الغارات الجوية بالقضاء على التنظيم، نوايا أردوغان في التعامل مع تغيرات السياسة في الشرق الأوسط.
العملية العسكرية التركية التي تم الإعلان عنها صباح اليوم، بدأت في ساعات الليل الأولى ليوم الأحد، بمشاركة 600 جندي و40 دبابة ومروحيات عسكرية، وطائرات للإنذار المبكر والتحكم المحمولة جوا من طراز "أواكس"، بالإضافة إلى طائرات من دون طيار، وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن هذا التدخل جاء بتنسيق مع قوات التحالف الدولي التي تحارب تنظيم داعش، وبعد إخطار القوات الكردية التي تسيطر على كوباني حيث دخلت الدبابات التركية.

ضريح سليمان
من جانبها اعتبرت الحكومة السورية أن التدخل التركي عدوان سافر على الأراضي السورية، خاصة وأن أنقرة طلبت الموافقة على نقل ضريح سليمان شاه لكنها لم تنتظر الرد، وأكدت الخارجية السورية أن التوغل التركي يشير إلى "ترابط" بين الحكومة التركية وتنظيم داعش، والإشارة إلى أن تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، بل قامت فجر اليوم بعدوان سافر على الأراضي السورية.
كما تم التأكيد على أن وزارة الخارجية التركية قامت بإبلاغ القنصلية السورية في إسطنبول عشية هذا العدوان بنيتها نقل ضريح سليمان شاه إلى مكان آخر، إلا أنها لم تنتظر موافقة الجانب السوري على ذلك كما جرت العادة، بموجب اتفاقية بين البلدين، وما يثير الريبة حول حقيقة النوايا التركية أن هذا الضريح يقع في منطقة يتواجد فيها تنظيم داعش الإرهابي في محافظة الرقة شمال، والذي قام بتدمير المساجد والكنائس والأضرحة لكنه لم يتعرض لهذا الضريح، موضحة أن هذا الأمر يؤكد عمق الروابط القائمة بين الحكومة التركية وهذا التنظيم الإرهابي، وانتهاك تركيا للاتفاقية، وتحميل السلطات التركية المسئولية المترتبة عن تداعيات هذا العدوان.

الضريح من الداخل
وقالت تركيا، التي تتولى بموجب اتفاق قديم بين الحكومتين السورية والتركية حراسة الضريح الواقع في ريف حلب، أنها نقلته إلى بلدة آشمة، التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن الحدود التركية السورية، وعاد الجنود الذين كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه جد مؤسس الامبراطورية العثمانية وعددهم 38 جنديًا إلى تركيا بسلام، حيث كان يجرى تغيير حرس الضريح بصفة دورية كل ستة أشهر لكن آخر مجموعة منهم ظلت محاصرة لمدة ثمانية أشهر، إلا أنه تم نقل الضريح الذي أصبح من الأراضي التابعة لتركيا بموجب اتفاقية عام 1921 إلى مكان آخر.
وسليمان شاه، هو جد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية، وحسب اتفاق قديم بين تركيا وفرنسا عام 1921، يخضع الضريح الذي يقع في حلب للسيادة التركية.

عملية برية
ويشكك بعض المؤرخين في الروايات الرسمية عن ضريح شاه قائلين إنها ربما لُفقت لاحقًا لإثراء هوية تركية امبراطورية ثم هوية وطنية، إلا انه حسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا (في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا) سنة 1921، اتُفق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، وحالياً يعتبر هذا المزار، الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة، ويسهر على حماية المزار جنود أتراك.

اوغلو
وفى 1973، كانت مياه سد الفرات ستغمر الضريح، بعد مفاوضات تركية - سورية تقرر نقل الضريح إلى منطقة أخرى مسيجة على شريط من الأرض ناتئ في ماء نهر الفرات قرب قرية قره قوزاك على بعد 25 كم من تركيا مساحتها 8,797 متر² داخل محافظة حلب.
يذكر أن الأرض المحيطة بالضريح أرض قاحلة ليس فيها سوى بعض القرى المبعثرة هنا وهناك، وتتولى كتيبة تركية تتمركز قرب الحدود السورية تدوير الوحدات التي تحرس الضريح. كما انه بني مركز شرطة سوري إلى جانب موقع الضريح، وفي عام 2010 قررت اللجنة المشتركة لبرنامج التعاون السوري - التركي وضع لوحات وشاخصات دلالة للموقع وصيانة الطريق المؤدية إلى الضريح باعتباره مقصداً سياحياً للزوار الأتراك وخلال زيارة الرئيس التركي عبد الله غول إلى حلب زار وفد رسمي تركي الضريح وقرر إقامة أعمال صيانة وترميم فيه.